رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

86

دول الشرق الأوسط تدعم أمنها الغذائي..

مؤسسة العطية: قطر تستثمر في تقنيات تعزز كفاءة الزراعة

02 ديسمبر 2025 , 06:40ص
alsharq
❖ الدوحة - الشرق

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرحلة بالغة الحساسية، تتبدل فيها حياة المزارعين والأسر والمجتمعات تحت وطأة ارتفاع درجات الحرارة وتراجع الموارد المائية. ففي واحدة من أكثر مناطق العالم جفافا، حيث ترتبط تفاصيل المعيشة بوفرة الماء أو ندرته، تكشف أحدث ورقة بحثية صادرة عن مؤسسة العطية أن السباق لحماية الإنتاج الغذائي بات يتسارع فيما يتقلص الوقت المتاح لاتخاذ خطوات فعالة ومؤثرة. ويعرض تقرير الزراعة المستدامة في البلدان الجافة صورة دقيقة للواقع، إذ لا تملك المنطقة سوى واحد في المائة فقط من المياه العذبة في العالم، رغم أنها تضم ستة في المائة من سكانه. ولم يعد شح المياه مجرد رقم في الإحصاءات، بل تحول إلى تحد ظاهر يتجلى في ضعف الغلال وجفاف الخزانات وانخفاض منسوب المياه الجوفية عاماً بعد عام. كما أسهمت موجات الجفاف المرتبطة بتغير بالمناخ في خفض الإنتاج الزراعي بنسبة تراوح بين عشرة وثلاثين في المائة، الأمر الذي انعكس مباشرة على الأمن الغذائي ومستويات الدخل للعديد من الاسر.

ورغم قتامة المشهد، تبرز مبادرات تمنح قدرا من التفاؤل. فدول مثل قطر والإمارات والسعودية تستثمر في تقنيات تعزز كفاءة استخدام المياه، مثل أنظمة الري الدقيق، والتحلية باستخدام الطاقة الشمسية، والبيوت الزراعية المصممة للتكيف مع تغير المناخ، إلى جانب الأدوات الرقمية التي تدعم صنع القرار داخل الحقول. وفي هذا السياق يبرز مشروع هيئة الزراعة الدقيقة في قطر، الذي يوظف بيانات الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعي لتحديد التوقيت الأمثل للري وكمياته بدقة عالية.

مع ذلك، يبقى العديد من صغار المزارعين خارج نطاق هذه التقنيات بسبب تكلفتها العالية، على الرغم من أنهم يشكلون جزءا مهما من منظومة الإنتاج الغذائي في المنطقة. ورغم تحملهم العبء الأكبر من آثار تغير المناخ، فإن حصتهم من التمويل المناخي العالمي لا تتعدى الواحد في المائة. ولهذا يوصي التقرير بتطوير أدوات دعم مبتكرة تشمل القروض الميسرة والتمويل المختلط والتأمين المناخي. وقد قدم نموذج التأمين في سوريا، الذي قدم تعويضا بقيمة سبعة ملايين وتسعمائة ألف دولار واستفاد منه نحو مائة وعشرين ألف شخص، مثالا واضحا على فاعلية هذه الآليات عندما تُطبق بشكل مدروس. 

مساحة إعلانية