محليات

2067

أطباء: خطط لتطوير الخدمات والأقسام بمستشفى النساء والولادة

كشف الدكتور هلال الرفاعي – المدير الطبي لمستشفى النساء والولادة التابع لمؤسسة حمد الطبية، عن إضافة 27 سريرا جديدا إلى وحدة رعاية حديثي الولادة بمستشفى النساء، وذلك ضمن مشروع التوسعات الذي تم الانتهاء منه مؤخرا، مشيرا إلى استحداث غرفة متطورة لعزل الأمراض التنفسية و4 غرف للرعاية بالأم والطفل.

وبين أن التوسعة الجديدة أضافت أيضا 11 سريرا جديدا للعناية المركزة الخاصة بالأطفال الخدج، مشيرا إلى أن برنامج الأطفال الخدج حصد جائزة المدير العام لنجوم التميز لهذا العام.

ولفت الدكتور الرفاعي خلال حديثه لـ الشرق إلى أن هذه الخدمة مرتبطة بشكل وثيق مع برنامج الساعة الذهبية المعمول بها في غرف الولادة، مشيرا إلى أن هذا البرنامج هدفه توفير العديد من الإجراءات الضرورية للأطفال الخدج في غرف الولادة تساهم في استقرار حالتهم الصحية تمهيدا لنقلهم إلى وحدة العناية المركزة.

وتابع قائلا "ومن جملة هذه الإجراءات العمل للمحافظة على درجة حرارة جسم الطفل باستخدام تقنيات متطورة، وإعادة الدم الموجود في الحبل السري والمشيمة للطفل للحفاظ على مستوى كرات الدم والهيموجلوبين في جسده لتقليل نسب عمليات نقل الدم للطفل بعد الولادة".

ولفت الرفاعي إلى استخدام تقنيات المساعدة التنفسية غير النافذة للأطفال الخدج، وهي من التقنيات المتطورة التي تحمي الطفل في هذا السن المبكرة من الإجراءات الجراحية لتثبيت أنابيب التنفس، مشيرا إلى توفير فريق متخصص لتوفير هذه الخدمة.

ونوه بأن برنامج الأطفال الخدج في مستشفى النساء تم الإعداد له على مدى 6 سنوات كاملة مضت تم خلالها التعاون مع كلية شمال الأطلنطي؛ كونها تملك برامج متطورة في المعالجة التنفسية، وعقدت ورش عمل تدريبية في هذا المجال لتدريب الكوادر العاملة في مستشفى النساء.

وتابع قائلا "كما تم ابتعاث عدد من الأطباء إلى كندا للالتحاق ببرنامج عالمي في مجال نقل حديثي الولادة للحصول على درجة استشاري والمساهمة في نقل تلك الخبرات إلى قطر، وقد تم توفير أحدث الأجهزة والمعدات الطبية وسيارات الإسعاف المجهزة لتقديم هذه الخدمة لجميع الأطفال حديثي الولادة في قطر".

وأشار المدير الطبي لمستشفى النساء إلى أن الفريق الطبي يقوم بمراقبة جميع الأجهزة الحيوية الخاصة بالطفل، والعمل على استقرار الحالة إلى أن يتم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة.

و فيما يتعلق بالبرنامج الوطني للكشف المبكر عن أمراض الأطفال حديثي الولادة، أوضح الدكتور الرفاعي أن البرنامج يتيح لكوادر الرعاية الصحية اكتشاف مثل هذه الأمراض خلال الساعات الأولى لولادة الطفل، مما يسهل التدخل الطبي الفوري لعلاج هذه الأمراض.

وبين أن البرنامج يعد من أفضل البرامج الوقائية المثمرة في قطر، مضيفا "وفي ظل هذا البرنامج يتم إخضاع جميع الأطفال الذين يولدون بدولة قطر لعملية كشف مبكر شامل ومجاني عن عدد من أمراض التمثيل الغذائي والغدد الصماء، وقد تم إجراء الكشف المبكر بنجاح على أكثر من 200 ألف مولود في قطر منذ إطلاق البرنامج لأول مرة في عام 2003".

وقال الدكتور الرفاعي "إن البرنامج ساعد الكثير من الأطفال على تجنب الإصابة بإعاقات شديدة، كما ساعد على إنقاذ حياة الكثير من الأطفال الآخرين، وأتاح لهم الفرصة ليعيشوا حياة صحية سعيدة".

وتابع قائلا "إن الفكرة الرئيسية خلف برنامج الكشف المبكر لحديثي الولادة تكمن في الكشف عن الاضطرابات الصحية لدى الطفل قبل تطورها لأمراض خطيرة، مما يسمح بعلاج الحالة قبل تطورها وتسببها في أضرار غير قابلة للإصلاح لدى الطفل، ويؤدي هذا التدخل المبكر إلى نجاح علاج الأطفال الذين يتم تشخيص حالاتهم".

ركائز الفحص

ونوه بأن العديد من الاضطرابات الصحية قد تتطور لتؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى بشكل سريع، على الرغم من أن الطفل حديث الولادة قد يبدو بصحة جيدة في بادئ الأمر، مشيرا إلى أن برنامج الكشف المبكر لحديثي الولادة يعتمد على 3 ركائز رئيسية، تتمثل في: وحدة الكشف المبكر عن أمراض حديثي الولادة في مستشفى النساء، والتي تعمل مع فريق الرعاية الصحية الأساسي المشرف على الأسرة للتنسيق لإجراء الفحوصات ومتابعة النتائج.

وأردف قائلا "بالإضافة إلى المختبرات الطبية المتخصصة، بما فيها المختبرات الرئيسة بمستشفى الرميلة، ومختبر مستشفى الأطفال الجامعي في هايدلبرج بألمانيا، والذي يوفر الدعم اللازم للتحقق من النتائج لبعض الحالات الخاصة، وتتمثل الركيزة الأخيرة في فريق إدارة خدمات الأطفال الذي يعمل مع الأسرة بعد تأكيد تشخيص إصابة الطفل باعتلال صحي، مما يتطلب استمرار تقديم العلاج والرعاية الصحية للطفل على المدى الطويل".

ومن جانبه، كشف الدكتور سانتوش – رئيس قسم التخدير بمستشفى النساء والولادة بحمد الطبية، عن استحداث وحدة متطورة لعلاج الألم في مستشفى النساء، تضم اختصاصيا إلى جانب طبيبين في مرحلة الزمالة، وذلك بهدف توفير هذه الخدمة النوعية للمريضات.

وبين الإعداد حاليا لإطلاق برنامج تخصصي متطور لمكافحة الألم بعد العمليات، منوها بالانتهاء من تدريب الكوادر، إضافة إلى الانتهاء من تجهيز الوحدة الجديدة بأحدث أجهزة علاج الألم في العالم.

وأشار الدكتور سانتوش خلال حديثه لـ الشرق إلى إدخال أحدث أجهزة التخذير في العالم، مشيرا إلى أن التقنيات الجديدة يتم استخدامها من قبل المريضة نفسها عند الحاجة إلى مزيد من الجرعات لتخفيف الألم، سواء خلال العملية أو بعد العملية، مؤكدا أنها التقنية الأحدث في العالم وتهدف إلى تخفيف الألم إلى أقصى حد ممكن.

وحول المضاعفات التي يمكن أن تنجم إذا ما تحكم المريض بشكل شخصي في جرعة تخفيف الألم، أكد الدكتور سانتوش أن التقنية الجديدة توفر جهاز صغير يوضع في يد المريضة يتم من خلاله تقنين الجرعة طبقا لحاجة المريضة ذاتها ومدى شعورها بالألم، بحيث لا تتعدى الجرعة العامة المسموح بها طبقا لإجراءات ومعايير السلامة، فضلا عن التحكم بهذه الجرعة الكترونيا، بحيث لا يمكن للمريض تجازوها.

وتابع قائلا "بمعنى أن تحكم المريض بالجرعة يتم ضمن حدود وضوابط صارمة وفي إطار الجرعة المسموح بها طبيا، ولا يمكن تجاوزها، سواء عن طريق الخطأ أو التعمد من قبل المريض".

وكشف عن توفير برنامج إلكتروني مماثل للتحكم في جرعة التخدير النصفي التي يتم إعطاؤها في الظهر للمريضة، مشيرا إلى أن المريضة هي التي تتحكم في جرعة المخدر التي تناسبها ضمن الجرعة المسموح بها والضوابط والمعايير المعمول بها، مؤكدا توفير هذه التقنيات الجديدة قريبا جدا.

26 كادر طبي

وقال "إن القسم يضم 26 من الكوادر الطبية إضافة إلى 5 فنيي تخدير، مشيرا إلى زيادة عدد الاستشاريين من 3 أطباء إلى 12 خلال العام الماضي، إلى جانب 7 اختصاصيين، علاوة على 4 أطباء التحقوا ببرنامج زمالة تخصص التخدير، علاوة على طبيبين في زمالة علاج الألم الجديدة".

ولفت الدكتور سانتوش إلى توفير استشاري تخدير على مدار الساعة في مستشفى النساء والولادة، إضافة إلى استشاري احتياطي للحالات الطارئة يمكن أن يحضر خلال 15 دقيقة.

ونوه بأن القسم يوفر تقنيات إبر الظهر في غرف الولادة وغرف العمليات طبقا لأفضل المعايير العالمية، مشيرا إلى أن التقنيات المتطورة التي توفرها مؤسسة حمد الطبية ساهمت بشكل كبير في تلافي مضاعفات هذه النوعية من طرق التخدير وساهمت في الاعتماد عليها بشكل أساسي.

وتابع قائلا "وأبرز المضاعفات المعروفة هو انخفاض ضغط الدم لدى المريضة والشعور، وقد تم التحكم في ذلك نتيجة تحديد جرعات دقيقة، كما أن عدد مرات شعور المريضة بالصداع يعتبر من محددات قياس معايير وسلامة الأداء، وتصل نسبة الإصابة بذلك عالميا 1%، وقد حققنا نسبة اقل من ذلك بكثير بلغت 0.4%".

وأرجع الدكتور سانتوش تحقيق أقل نسب مضاعفات في العالم إلى توفير حمد الطبية أفضل برامج التدريب عالية الجودة لكوادرها، إضافة إلى إدخال أحدث التقنيات المستخدمة في مجال التخدير في العالم، مشددا على المضي قدما لتطوير جودة الخدمات المقدمة في القسم.

وتابع قائلا "وتصل نسبة المضاعفات التي تصيب النخاع الشوكي نتيجة التخدير باستخدام التخدير النصفي إلى 1 من كل 10 آلاف حالة، أما الأعراض المؤقتة الناجمة عن ذلك فتصيب 1 من بين 2000 حالة، وهذه الأعراض المؤقتة تزول بعد ساعات قليلة من انتهاء أثر المخدر".

وكشف عن العمل خلال المستقبل القريب في التوسع في إدخال تقنيات التحكم الإلكتروني في جرعات التخدير من قبل المرضى أنفسهم ليشمل جميع الأقسام والتخصصات، موضحا أنها من التقنيات الأحدث في العالم، والتي ستساهم في القضاء على نسب الخطأ المتوقعة في هذا المجال بشكل نهائي، مضيفا "ونحن نتبع النظم المستخدمة في السلامة الجوية، وهي تعد من الأكثر صرامة ودقة في العالم".