رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1615

باحثون في أزمة تيغراي: ترسيخ النهج الديمقراطي يجنب إثيوبيا القلاقل

03 ديسمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

 

نظم مركز الجزيرة للدراسات، بالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر، ندوة حوارية عن بُعد، بعنوان "أزمة إقليم تيغراي الإثيوبي: تأثيراتها الداخلية وتداعياتها الإقليمية"، الإثنين، شارك فيها الباحثون الإثيوبيون: عزيز عبد الحي، ومحمد العروسي، ونور الدين عبدا، فضلًا عن الباحث السوداني، صلاح الدين الزين، وقد أدار الندوة المذيع بقناة الجزيرة مباشر، مصطفى عاشور. وأرجع المتحدثون جذور الأزمة التي يواجهها إقليم تيغراي إلى الصراعات القديمة-المتجددة بين القوميات العرقية في إثيوبيا ومنها قومية التيغراي والأورومو والأمهرة، وبخاصة حينما استطاعت أقلية التيغراي، التي تبلغ نسبتها العددية 6% من تعداد سكان البلاد الذي يربو على 100 مليون نسمة، الوصول إلى حكم إثيوبيا في التسعينيات، وما يقال عن تهميشهم بعض القوميات الأخرى ومنها قومية الأورومو التي ينتمي إليها رئيس الوزراء الحالي، آبي أحمد.

كما أوضحوا أن بداية الأزمة الراهنة بدأت حينما رغب آبي أحمد في تأجيل الانتخابات الفيدرالية بسبب تداعيات جائحة كورونا وما تبعه من تمديد فترة رئاسته، وهو ما اعتبرته الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي عملاً غير دستوري، وأصرَّت من طرف واحد على إجراء انتخاباتها المحلية؛ الأمر الذي رفضته أديس أبابا واعتبرت نتيجته غير قانونية، وقد كان هذا الإجراء بمنزلة "القشة التي قصمت ظهر البعير"؛ إذ اندلعت الأعمال العسكرية بعد أن منحت الحكومة الإثيوبية إقليم تيغراي مهلة للتراجع عن خطوته ولم يستجب.

واعتبر المتحدثون في الندوة أن مشكلة تيغراي تشبه مشكلات غيرها من الأقاليم في إثيوبيا وعديد البلدان الأفريقية والتي تتمثل في الصراع الدائم بين المركز والأطراف، ورغبة المركز في السيطرة واحتكار السلطة والثروة، وشعور الأقاليم الأخرى بالغبن، ومن ثم تتأزم الأوضاع ولا تجد طريقها للحل فلا يكون أمام الجميع غير اللجوء إلى السلاح لحسم الخلاف.

كما خلص المشاركون إلى أن إثيوبيا تمر بفترة انتقال سياسي بدأها آبي أحمد، وأنها تحتاج إلى حكمة في التعامل مع المشكلات والقضايا المزمنة، وأنها بحاجة إلى ترسيخ وتعزيز النهج الديمقراطي والاستمرار في توحيد القوى الداخلية على قاعدة من المشاركة في السلطة والتوزيع العادل للثروة، والمحافظة على الاستقرار حتى تؤتي مشاريع التنمية أكلها، وتنعكس على المجتمع الذي عانى طويلاً من تردّي الأوضاع الاقتصادية ونقص الخدمات الأساسية.

وتحدث الباحث الإثيوبي، محمد العروسي، عن جذور وخلفيات الصراع بين الحكومة المركزية وجبهة إقليم تيغراي، وعن التأثيرات الداخلية لهذه الأزمة، قال العروسي "إن المتأثرين بها هم عدة شرائح في المجتمع من أهمهم النازحون، خاصة من الأطفال والنساء، فهم من يدفعون جزءاً باهظ الثمن. أما الباحث الإثيوبي، عزيز عبد الحي، فقد أشار في مداخلته إلى أن المعارك لم تنته بعد وأن العمليات لا تزال مستمرة وأكد أن قوات حكومة إقليم التيغراي ستواصل قتالها حتى بعد سيطرة القوات الحكومية على مدينة ميقيلي. أما عن الجانب الإنساني الناجم عن العمليات العسكرية، فقد أضاف عبد الحي أنه لا يزال على حاله، وأن النزوح داخلياً واللجوء خارجياً إلى السودان المجاور يتم بأعداد كبيرة، وأن الأوضاع الإنسانية عموماً هي أوضاع سيئة.

من جانبه، رأى الباحث نور الدين عبدا، أن المواجهات العسكرية في شمال إثيوبيا بين جبهة تحرير تيغراي والحكومة الإثيوبية كانت مفاجئة لعديد المراقبين من الخارج، لكنها بالنسبة لمتابعي التطورات السياسية في إثيوبيا عن كثب -وخاصة بعد التغيير الذي حصل في 2018 بوصول آبي أحمد للسلطة- لم تكن مفاجئة، ذلك لأن بوادرها كانت موجودة على المستوى السياسي.

من زاويته، رأى الباحث صلاح الدين الزين، أن أزمة تيغراي هي مثال على سوء إدارة العلاقة بين المركز والأطراف، وهي أزمة يراها المتابعون للشأن الأفريقي متكررة في عديد البلدان، حيث يحاول المركز الاستئثار بأكبر نصيب من السلطة والثروة مما يثير حفيظة الأطراف ويشعرها بالغبن، وحينما تعجز الوسائل السلمية عن إدارة الصراع تلجأ الأطراف إلى السلاح لحسم ما بينهما من خلاف. وأكد صلاح الدين الزين أن من مصلحة دول شرق أفريقيا بأكملها استقرار إثيوبيا لأن الفوضى إذا ما انتشرت في هذا البلد فإن تداعياتها يمكن أن تطول غيرها من دول الجوار.

مساحة إعلانية