رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1326

الفن بين أقواس الجلال والجمال في معرض "الطريق إلى مكة"

05 يوليو 2022 , 11:19م
alsharq
من معرض الطريق إلى مكة
الدوحة - قنا

للحج جلال وجمال، فالنفس تهفو وتشتاق إليه وإلى رحابه تلبية لنداء الحق سبحانه بدعوة عباده إلى حج بيته الحرام.

وقد استطاع الفنانون بوسائلهم الجمالية التعبير عن المشاعر المرهفة والأحاسيس الجياشة المرتبطة بهذه الشعيرة، هذا ما نجده في المعرض الفني /الطريق إلى مكة/ الذي يزيّن حاليا إيوان القصّار" بفندق سانت ريجيس الدوحة، حتى العاشر من سبتمبر المقبل.

يوظف الفنانون المشاركون في المعرض رمزية شعيرة الحج الإسلامية، ومدينة مكة المكرمة، للتعبير عن ارتباط الإنسان بمقدساته وممارساته وطقوسه الروحية بواسطة الفن كوسيلة تعبير جمالية.

30 فناناَ وفنانة ينتمون لـ 12 دولة، ويستخدمون وسائط متعددة من ألوان وأضواء ومعادن وأساليب متنوعة ومدارس مختلفة، لصياغة تعبيراتهم الفنية من خلال النحت والتشكيل والفن التطبيقي الصناعي والتصوير والفن التركيبي.

الأعمال التي تتنوع أحجامها بين اللوحة المصغرة والجداريات والمنحوتات تعكس التنوع والثراء في رؤى الفنانين والنزوع للابتكار في تجسيد تصوراتهم. وتعبر عن اتساع دلالات موضوع الحج كينبوع للإلهام ومصدر للجمال في التفكير وممارسة الشعيرة الإسلامية وتكشف عن الآفاق التي ارتادوها للتعبير عن الارتباط بين الأبعاد الروحية لرحلة الحج وجماليات الفن.

الفنان التشكيلي بشير محمد منسق معرض / الطريق إلى مكة/ أوضح في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن أغلب الأعمال الفنية أنتجت خصيصاً للمعرض، وقليل منها تم ضمها لارتباطها بموضوع المعرض، مبينا أن المعرض يعكس وحدة الموضوع وأهميته وتنوع الرؤى والمدارس والوسائط والمناظير في استلهامه والتعبير عنه.

وأشار إلى تعدد الأجيال واختلاف الرؤى في إنتاج الجمال وحرص الفنانين على إبراز خصوصية أساليبهم وشخصياتهم في التعبير والمعالجة للموضوع، فمن المهم أن يقدم الفنان التشكيلي نفسه في معرض أو معارض فردية، يعبر فيها عن أسلوبه الخاص، ولكن المعارض الجماعية تمثل تحديا أكبر لأنها تحفز الفنان لمزيد من التطور والتفرد ضمن الجماعة، الأمر الذي انعكس في هذا المعرض من خلال التنوع والثراء في الأعمال المشاركة.

وقال منسق المعرض أن الملامح والخطوط العامة للأعمال وتصنيفاتها الفنية هي جزءا مهما من مكونات المعرض اهتم بتراث الحج وتاريخه من خلال أعمال تجمع بين جمال العناصر والأفكار ومنها قطعة من القرن التاسع عشر تسمى /حزام الكعبة/ وهي جزء من كسوتها. إلى جانب إحدى علامات هذا التراث وهي /شهادات الحج/ التي كانت تمنح للحجيج بعد قضاء مناسكهم وهي شهادات تجمع بين الجمال والفن والتوثيق كانت ترسم على الورق أو الجلد أو تحفر على الخشب، حتى صارت تطبع بالألوان، لافتا إلى أنه من الأعمال المميزة التي استلهمت /شهادات الحج/ جاء عمل للفنانة القطرية شريفة المناعي التي وظفتها بمنظور جديد أشبه بصندوق إضاءة باللونين الأبيض والأسود مع الاحتفاظ بروح الخطوط التي كتبت بها الآيات القرأنية على الشهادات والصور.

وأضاف: وفي إطار تراث الحج، يستخدم التشكيلي السعودي سعد الهويدي فكرة /طوابع مكة المكرمة/ ليصنع منها لوحته التي توظف هذه الطوابع في شكل الطواف.

وذكر بشير محمد أن الحضور القوي لأعمال فنانين واعدين وقدرتهم على تقديم تجارب تتسم بالنضج والجمال في المعرض جاء من حرصه عند التنسيق للمعرض، على استضافة تجارب واعدة، ومنها العمل المميز للفنانة التشكيلية القطرية نوف النعمة من خريجي جامعة /فرجينيا كومنولث/ كلية فنون التصميم في قطر، بعنوان /طواف/ الذي استخدمت فيه 30 لوحة مصغرة تضم أطيافا مختلفة من الحجيج، شيوخ وشباب وأطفال وأسر وعوائل، تطوف كلها حول الكعبة في مركز العمل الذي تحولت فيه القطع المصغرة إلى عمل جداري ضخم حاز إعجاب وثناء زوار المعرض.

وايضا مشاركة الفنان فهيم خان في عمله /ماء أقل، المزيد من القداسة: أدوات للوضوء المستدام/ وعثمان محمد خنجي الذي يوظف مواد الرخام والحديد والريزن، ليصوغ أعماله التي تنتمي لفن البناء الجداري والنحت، ومنها منحوتته /اقرأ/ وهما كذلك من خريجي ذات الجامعة .

ونوه إلى الإضافة الكبيرة لأعمال فنانين محترفين كبار، مثل عذراء عقيقي بخشايشي من إيران التي توظف في لوحاتها جماليات الحرف وهندسته بصيغ مبتكرة، وهماد جيلاني من باكستان الذي ينتمي عمله في المعرض إلى أسلوب الفن المفاهيمي. وعبدالله الفيصل الرشيد من السعودية، الذي يقدم عبر الوسائل المختلطة /ميكس ميديا/ أعمالا آسرة ومختلفة تمثل إضافة نوعية للمعرض.

واختتم منسق معرض /الطريق إلى مكة/ في تصريحه لـ /قنا/ بالحديث عن عمله المشترك مع الفنان القطري عبدالله العمادي، والذي يتصدر واجهة المعرض قائلا: يتكون عملنا من جزأين: الأول يتكون من لوحات تحمل 14 اسما من أسماء مكة المكرمة، سبعة منها وردت في القرآن الكريم وسبعة وردت في السنة المطهرة. أما الجزء الثاني فتم استلهامه من اللوحات الإرشادية على الطرقات، وهو عبارة عن لوحة ضخمة تحمل اسم المعرض /الطريق إلى مكة/ وأثبتنا فيها المسافة من موقع المعرض / إيوان القصار/ إلى / مكة المكرمة/.

مساحة إعلانية