محليات

1100

المري لـ"الشرق": 300 مليون ريال لإنشاء مبنى جديد للبحوث والإرشاد الزراعي

السيد مسعود جارالله المري مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة..

افتتاح محطة أبحاث الإنتاج الحيواني بالشيحانية قريباً

تحسين إنتاج الثروة الحيوانية من خلال تقنية التلقيح الاصطناعي

لدينا اكتفاء ذاتي بنسبة 20 إلى 80 % في عدد مهم من السلع والمنتجات

تطوير نظام تبريد جديد بالمحميات يوفر في استخدام الكهرباء والماء

بصمة وراثية للأسماك الاقتصادية و إدخال تقنيات " الأكوا بوليك"

تطوير وحفظ الموارد الوراثية وتوفير الأعلاف البديلة والزراعة النسيجية

معامل بحثية وعيادة بيطرية وحظائر للحيوانات بمحطة أبحاث الشيحانية

270 ألف متر مربع لإنشاء المبنى الجديد و3 مراحل لإنجازه تبدأ في 2018

مبنى إداري ومعامل متخصصة ومسرح عام وبيوت محمية بالمبنى الجديد

سكن عمال يستوعب 200 عامل وآخر للخبراء والباحثين

أعلاف بديلة للرودس والبرسيم لتقليل كميات المياه المستهلكة

الإدارة لعبت دوراً مهماً في إعادة إحياء الأراضي الميتة بمنطقة السبخة

تسجيل الموارد الوراثية في البنك الوراثي يحفظ حقوق الدولة

استخدام بقايا مخلفات النخيل في تركيب عليقة علفية لتغذية الحيوانات

كشف مسعود جارالله المري، مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة عن إنشاء مبنى جديد لمركز البحوث والإرشاد الزراعي على مساحة 270 ألف متر مربع بتكلفة قدرها 300 مليون ريال، والذى تنطلق أعمال تنفيذه في 2018 على 3 مراحل تنتهي في 2020، كما كشف عن تسلم الإدارة لمحطة أبحاث الإنتاج الحيواني بالشيحانية، والتي تم إنشاؤها بتكلفة 29 مليون ريال، مشيراً إلى أن تشغيل المحطة التي تضم عددا من المرافق الهامة سيكون خلال الربع الأول من 2017.

وقال في حوار خاص لـ "الشرق": لدينا إيمان وعقيدة بأن الأمن الغذائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي، ونؤمن بما قاله حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في أحد مؤتمرات الأمن الغذائي في إفريقيا " من يستورد خبزه يصدر إرادته"، مشيراً إلى إيمانه الشديد والإدارة تحت رعاية سعادة وزير البلدية والبيئة بأهمية الأمن الغذائي باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي، وتماشياً مع اهتمام القيادة الرشيدة والدولة بتطوير الموارد والثروات الطبيعية وبخاصة الزراعية منها نحو بلوغ الاكتفاء الذاتي في كثير من هذه السلع والمنتجات، منوهاً إلى أن الإدارة سخرت كل طاقاتها للعمل البناء نحو تحقيق الأمن الغذائي، متحدثاً عن جهود الإدارة في القيام بالأبحاث الخاصة بالتنمية الزراعية، وحرصها على تحقيق الأمن الغذائي وتطوير وحفظ الموارد الوراثية وتوفير الأعلاف البديلة، والمقاومة الحيوية للمزروعات والزراعة النسيجية، للمزروعات والزراعة النسيجية، إضافة إلى جهود الإدارة في أبحاث تنمية الإحياء المائية، والقيام بتقنية التلقيح الصناعي لتطوير وتنمية الثروة الحيوانية في البلاد، وإلى نص الحوار.

مشاريع مستقبلية

حدِّثنا عن أبرز المشاريع المستقبلية للإدارة؟

لدينا مشروع بناء مبنى جديد لمركز البحوث والإرشاد الزراعي بمنطقة المزروعة، يقام على مساحة 270 ألف متر مربع تقريباً، بتكلفة إجمالية مبدئية 300 مليون ريال، ويضم القبة الرئيسية ومبنى إداريا متكاملا، ومسرحا عاما لإقامة الفعاليات والمعارض والمحاضرات، إضافة إلى ما يقرب من 9 معامل متخصصة من بينها على سبيل المثال وليس الحرص، معمل المقاومة الحرارية ومعمل أمراض النبات ومعمل الزراعة النسيجية، ومختبر خاص بالتربة وجودة اللحوم والبيض، وسكن للعمال على أعلى مستوى من الرفاهية يستوعب 200 عامل تقريباً ومجهز بعدد من المرافق الهامة والترفيهية المتكاملة، وسكن للخبراء والباحثين والضيوف، ومحطة أبحاث الدواجن والاستزراع السمكي، ومرفق للزراعة المغلقة المعتمدة على توفير ظروف نمو للنباتات مناسبة من خلال توفير التبريد اللازم والإضاءة اللازمة، إلى جانب وجود عدد من البيوت المحمية منها البيوت المظللة والمبردة والزجاجية.

انتهاء التصاميم

هل تم الانتهاء من التصاميم وما مواعيد البدء والانتهاء من المشروع؟

نعم، لقد انتهينا من التصاميم بشكل مبدئي، ولدينا مهلة حتى منتصف العام المقبل لاعتماد التصاميم النهائية، على أن تبدأ أعمال تنفيذ المشروع مطلع عام 2018 على 3 مراحل تنتهي في عام 2020 بإذن الله.

هل تسلمتم محطة أبحاث الإنتاج الحيواني بالشيحانية وما هي مواصفاته وتكلفته؟

نعم تسلمنا المبني، ومواصفاته أنه يضم عددا من المرافق الهامة مثل المعامل البحثية الخاصة بالتلقيح الصناعي، وكذلك عيادة بيطرية، وعدد من الحظائر الخاصة بالحيوانات كالإبل والأغنام والماعز، أما تكلفته فقد بلغت نحو 29 مليون ريال تقريباً.

محطة أبحاث الشيحانية

حدثنا عن أبرز أهداف محطة أبحاث الشيحانية؟

تهدف المحطة إلى تحسين الثروة الحيوانية من خلال استخدام تقنيات التلقيح الصناعي للسلالات الجيدة، ومن ثم نقلها إلى أصحاب الحلال، إضافة إلى العمل على تجارب التراكيب العلفية، بحيث يتم إجراء الأبحاث التي تحدد الاحتياج الغائي للحيوانات بحسب الفئة العمرية وحسب الغرض من تربيتها (تثمين، إنتاج حليب) على سبيل المثال.

متى يتم افتتاح المحطة؟

من المتوقع أن يتم افتتاح المحطة بعد الانتهاء من تجهيزها بالكامل في الربع الأول من العام المقبل.

هل هناك تحديات تواجه القطاع الزراعي؟

نعم، شح المياه أبرزها، إضافة إلى تمليح التربة والظروف البيئية القاسية وقلة المساحات.

كيف تعاملتم مع مثل هذه التحديات؟

حصرنا التحديات وأجرينا المسوحات اللازمة واستخدمنا عدة تقنيات للتقليل من هدر المياه في الري، وذلك من خلال استخدام أنظمة ري قليلة الهدر، مثل "الري تحت السطحي" الذي يؤدي إلى تقليل البخر، فضلا عن تقنية تسرب المياه لباطن الأرض، والتي تساعد في التقليل من نمو الفطريات حول النبات، وبالتالي تقليل استخدام المبيدات الحشرية.

الزراعة المحمية

كيف تعاملتم مع تحديات الزراعة المحمية؟

لقد استخدمنا نظم تبريد قليلة الاستهلاك للكهرباء والمياه، حيث أن أبرز التحديات التي تواجه الزراعة المحمية هو استهلاك الكهرباء والمياه أثناء عملية التبريد، وقد قمنا في إطار تحقيق ذلك بالتعاون مع جامعة قطر واللجنة العليا للمشاريع والإرث بتطوير نظام تبريد جديد بالمحميات قليل استخدام الكهرباء والماء.

كيف تواجهون الآفات والأمراض النباتية؟

لقد قمنا بمشروع مسح لممرضات الخضر للتعرف على أنواع الآفات وتحديد المبيدات المناسبة للقضاء عليها، إضافة إلى المكافحة الحيوية التي تقضي على الآفات من خلال أعداءها في الطبيعة مما يساعد في الاستغناء عن استخدام المبيدات الحشرية الكيمائية.

الإنتاج المحلي

حدثنا عن الإنتاج المحلي الزراعي؟

لدينا اكتفاء ذاتي بنسبة تتراوح ما بين 20 و 80 % في عدد مهم من السلع والمنتجات مثل الخضروات واللحوم والتمور والأسماك والبيض، والإدارة معنية بتعزيز الإنتاج المحلي الزراعي من خلال إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجه المحور الخاص بالبحث والتطوير والتعاون مع المنظمات الدولية المعنية، كما أن الإنتاج المحلي لا يمكنه توفير جميع المحاصيل الزراعية بسبب قلة المياه والمساحات، فكان لابد من توفير هذه المحاصيل من الخارج، وكذلك توفير مدخلات الإنتاج كالبذور والأسمدة.

الأعلاف التقليدية

الأعلاف التقليدية مثل الرودس والبرسيم تستهلك كميات مياه كبيرة، كيف تعاملتم مع هذا الأمر؟

بالفعل، تستهلك تلك الأعلاف كميات كبيرة من المياه تقترب من 80 % من كميات المياه الموجهة للزراعة في الدولة، لذلك عملنا على توفير أعلاف بديلة تتحمل الحرارة وقليلة الاستخدام للمياه وأيضا تتحمل الملوحة العالية في المياه والتربة.

هل أجريتم أبحاثا في هذا الشأن؟

نعم، نفذنا دراسات وأبحاثا في هذا المجال، منها تطوير المراعي بالتوطين الآمن لبعض نباتات المراعي الأسترالية البرية ، والتي تتميز بإنتاجيتها العالية، وقلة استخدامها للمياه، مما يفتح طريقا آخر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأعلاف ذات الصفات المناسبة للظروف المناخية والبيئية للدولة.

نظام الإنتاج المتكامل

حدثنا عن جهود الإدارة في تطوير نظام الإنتاج المتكامل لنباتي اللبيد والصبار؟

التجارب أثبت تحقيقهما نتائج جيدة من حيث قلة حاجتهما للمياه وقدرتهما على تحمل الظروف البيئية الطبيعية، كما أن إنتاجية اللبيد من البروتين تعادل تلك الموجودة بالرودس، كما أن التجربة أثبت استساغة الحيوانات لهذين النباتين من العلف.

هل لعبت الإدارة دورا في إعادة إحياء الأراضي الميتة؟

نعم، لقد قمنا بزراعة نباتات رعوية وعلفية في تربة السبخة، وهي تربة مفرطة الملوحة بمنطقة دخان، والتي تعتبر من الأراضي الميتة، حيث لا يمكن استخدامها في أي مشاريع تنموية، وقد نجحنا في زراعة العديد من النباتات الرعوية في هذه السبخة، وحققت نتائج مبهرة، مما يجعل لهذه الأراضي مستقبلا واعدا في التغلب على تحدي قلة المساحات المتاحة لزراعة الأعلاف في الدولة.

الزراعة النسيجية

هل تطبقون تقنية الزراعة النسيجية؟

نعم، حيث أن هذه التقنية تقوم على توفير موارد كافية من النباتات وبجودة عالية، وكان من أهم نتائج هذه التقنية توفير أعداد كافية من فسائل النخيل الممتازة لعدد من الأصناف مثل الخلاص والخنيزي والبرحي، كما تم استخدام تلك التقنية في محاصيل اقتصادية منها البطاطس والفراولة والموز والأناناس، إضافة لإنتاج بعض النباتات البرية مثل المرخ والعرفج والرفل والغاف في معامل تابعة للإدارة وفي ظروف مناسبة تسمح لها بالنمو والإنتاج عند زراعتها في الحقول.

مقاومة الآفات

هل لديكم مشاريع لمقاومة الآفات وكيف تحافظون على الموارد الوراثية؟

نعم، لدينا مشروعا في مجال المكافحة الحيوية لأمراض النخيل يتم عبره عزل بعض الميكروبات التي تساعد في القضاء على مرض تبقع النخيل مما يساعد بدوره في الحد من استخدام المبيدات الكيماوية، أما بشأن الموارد الوراثية فان الإدارة قامت بعمليات مسح للبر القطري، وتم جمع الكثير من النباتات البرية وبذورها بهدف حصرها وتوثيقها وتخزينها في بنك للموارد الوراثية التابع للإدارة، بما يضمن لها الحماية من الانقراض وحفظها لفترات طويلة ومن ثم إعادة زراعتها في البيئة القطرية في حال تعرضها للانقراض، ولمساعدة الباحثين والمهتمين في الحصول على كمية من هذه البذور بغرض البحث دون الحاجة لجمعها من البيئة، وهو ما يحميها من الاستنزاف في البيئة القطرية.

النباتات القطرية

هل يمكن استخدام النباتات القطرية في مجالات الطب والصيدلة دون الرجوع للدولة؟

وجود الموارد الوراثية في البنك الوراثي وتسجيلها عالمياً يحفظ حقوق الدولة من أي استخدام غير قانوني لهذه الموارد من قبل شركات الصيدلة أو منتجات التجميل، ولا يمكن للشركات استخدام أيا من النباتات القطرية دون الرجوع وأخذ التراخيص اللازمة من الجهات المعنية بالدولة، وأنه في حال استخدامها من غير ذلك يتعين تعويض الدولة بقيمة الاستخدام التجاري لهذه الموارد والنباتات.

الثروة الحيوانية

اشرح لنا جهود الإدارة في تنمية الثروة الحيوانية؟

نعمل دوماً على إجراء الدراسات والأبحاث الخاصة بتطوير تقنيات الإنتاج وتحسين المؤشرات التناسلية والمؤشرات الإنتاجية ووضع الحزمات الفنية اللازمة، وقد تم اختبار وتقييم تقنية التلقيح الاصطناعي باستعمال النطف الطازجة بقسم البحوث الحيوانية، وتسهم الإدارة من خلال تقنية التلقيح الاصطناعي لأغنام العواسي في تحسين إنتاج الثروة الحيوانية، كما أن تجربة المعاملة الهرمونية سمحت بزيادة تعدد الولادات عن العدد الاعتيادي، حيث أمكن الحصول على 3 ولادات كل عامين بدلا عن ولادتين، وأن التجربة التي بدأت بأغنام العواسي نجحت بنسبة 60 بالمائة هذا الموسم، وسوف تنتقل كذلك لأصناف الماشية الأخرى.

علمنا بعملكم على مشروع في البحوث الحيوانية يعنى باستخدام بقايا النخيل، حدثنا عنه؟

صحيح، لدينا مشروع في مجال البحوث الحيوانية يعنى باستخدام بقايا مخلفات النخيل في تركيب عليقة علفية لتغذية الحيوانات من خلال استخدام سعف النخيل ونواة التمر غير المستخدم.

الأحياء المائية

وماذا عن تنمية إنتاج الأحياء المائية؟

هناك تعاون كبير بين إدارتي البحوث الزراعية والثروة السمكية من خلال عمل بصمة وراثية للأسماك الاقتصادية التي عليها إقبال كبير للاستهلاك، وهناك تعاون في مجال إدخال تقنيات " الأكوا بوليك" التي تعتمد على زراعة الأسماك في الأحواض الصناعية، ومن ضمن ذلك استخدام المياه الناتجة من الأحواض التي تحتوي على فضلات الأسماك كسماد طبيعي في زراعة بعض المحاصيل الخضر، وهذه التقنية تساعد في توفير سماد طبيعي وعضوي وزراعة النباتات الخضرية، ومن مميزات تلك التقنية قلة استخدام المياه في عملية الاستزراع السمكي.

قطر حريصة على تطوير مواردها وثرواتها الطبيعية وبخاصة الزراعية

اختتم مسعود جار الله المري حواره لـ "الشرق" مؤكدا بقوله "إن الدولة حريصة على تطوير مواردها وثرواتها الطبيعية وبخاصة الزراعية منها نحو بلوغ الاكتفاء الذاتي في كثير من هذه السلع والمنتجات وتحقيق الأمن الغذائي للدولة، بما يتماشى مع ما تضمنته رؤية قطر الوطنية 2030 في هذا الخصوص، وأن لدينا إيمانا وعقيدة بأن الأمن الغذائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي، ونؤمن بما قاله حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في أحد مؤتمرات الأمن الغذائي في إفريقيا " من يستورد خبزه يصدر إرادته"، لذا فان الإدارة حريصة على المضي قدماً نحو تحقيق أهدافها، ونشكر القيادة الرشيدة والحكيمة والحكومة والوزارة لدعم الإدارة بشتى الوسائل ومن بينها إنشاء مبنى البحوث والإرشاد الزراعي الجديد ومحطة أبحاث الإنتاج الحيواني بالشيحانية وغيرها من المشاريع لتحقيق تلك الأهداف".