رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1291

أبي صعب: مسلمو الإكوادور يعيشون رمضان بحرية تامة

08 يونيو 2016 , 12:34م
alsharq
أحمد البيومي

تقدم السفير قبلان أبي صعب، سفير جمهورية الإكوادور في قطر، بأحر التهاني لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وللشعب القطري وحكومته الرشيدة، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

وأكد السفير أبي صعب، لـ الشرق أن شهر رمضان يرمز إلى أسمى القيم وعمق الإيمان، حيث إنه مناسبة يتقرب فيها الإنسان من الله من خلال الصلاة وفعل الخير والزكاة. علاوة على أنه شهر المحبة والتسامح وتقارب القلوب، بالإضافة إلى القيم الروحانية، حيث يعيش المسلم المؤمن فرح الحياة الدنيا كاجتماع العائلة حول المائدة، والخيم الرمضانية والفوانيس الإسلامية وغيرها من التقاليد النابعة من عمق التاريخ الإسلامي والتي لا تزال المجتمعات الإسلامية تعيشها إلى يومنا هذا، منوها إلى أن هذه التقاليد لا تتعارض أبدا مع روح الدين، إذ أن الإيمان بعمقه يهدف أول ما يهدف إلى سعادة الإنسان.

وألمح سعادة سفير الإكوادور إلى أنه عايش شهر رمضان عدة سنوات هنا في الدوحة، مشددا على أن هذا الشهر المبارك له سحر خاص ومميز في هذه البلاد الطيبة والغنية بأهلها وعاداتها وتقاليدها التراثية والدينية الجميلة.

مسلمو الإكوادور

وحول أعداد المسلمين في بلاده ، قال السفير الإكوادوري :" ليس هناك إحصاء رسميا لعدد المسلمين في الاكوادور، لكن البعض يقدر عددهم بحوالي 4 آلاف شخص . ويشكل العرب المهاجرون من لبنان وسوريا خلال فترة الحربين العالميتين نواة الجالية العربية في البلاد، حيث تركز استيطانهم في مدينتي كيتو وغواياكيل مع مجموعات أصغر سكنت في باقي المناطق والمدن كمانتا وكونكا ولوس ريوس وإزميرالدا وغيرها من المدن".

وأضاف السفير أبي صعب أن هناك جامعا ومركزا إسلاميا في الإكوادور تم تأسيسه في أكتوبر من عام 1994، حيث كان أول منظمة دينية إسلامية معترف بها من قبل الحكومة. وفي شهر رمضان تقام فيه الأنشطة والطقوس الدينية ، بالإضافة إلى النشاطات التربوية والثقافية والاجتماعية. ويقوم المركز الإسلامي أيضا بترجمة ونشر الأدب باللغة الإسبانية عن المواضيع الإسلامية المختلفة، منوها إلى أن الجاليات العربية والاسلامية في الاكوادور تمارس عبادتها وطقوسها بحرية تامة، حيث إن دستور البلاد يسمح بحرية الاعتقاد، والاهم هو أن الشعب الاكوادوري لا يعرف التميز الديني أو العنصري، لا بل فتح قلبه وذراعيه لكل الجاليات من مختلف دول العالم وعلى رأسها الحاليات العربية التي إندمجت في المجتمع الاكوادوري وأصبحت جزءا لا يتجزأ منه.

وشدد أبي صعب أنه يعيش شهر رمضان بتقوى وإيمان رغم ديانته المسيحية، فخالق الكون ورب العالمين إله واحد، كما أن الإنسان هو أخ الإنسان في المطلق. وأشار إلى أنه نشأ في لبنان وعايش الطقوس الدينية المرتبطة بهذا الشهر الكريم ليس فقط على المسلمين، وإنما لكل الديانات والمعتقدات الدينية، ففي هذا الشهر يقترب الإنسان أكثر من الله ويمتلئ قلبه بفرح العطاء والإيمان.

رمضان في أمريكا اللاتينية

وبخصوص رمضان في دول أمريكا اللاتينية قال سفير الاكوادور إن هناك جاليات إسلامية في تلك الدول. ويحمل هذا الشهر في أمريكا اللاتينية الكثيرَ من الشوق والحنين الى الوطن الأم، فكل من هاجر وترك بلاده، لا يزال يحمل في قلبه وعقله ذكريات وصورا لم تمحها السنين ، بل وظلت تؤجج الحنين وتشعل الأحاسيس إلى الماضي والأهل والأعياد، وشهر رمضان من أهم تلك الذكريات والطقوس.

وأكد أبي صعب أن المسلمين في أمريكا اللاتينية بشكل عام وفي الاكوادور بشكل خاص، يعيشون شهر رمضان بإيمان وتقوى، كما يعيشون العادات والتقاليد التي ورثوها عن الآباء والأجداد، وهذه العادات قد تربوا عليها من خلال التعاليم الإسلامية السامية.

وأضاف بأن شهر رمضان في تلك الدول له عبق خاص ورائحة مميزة تتمثل في المظاهر الإسلامية المختلفة، حيث تحرص الكثير من المؤسسات والمساجد على إقامة موائد الإفطار يوميًّا خلال شهر رمضان المبارك، ويكتفي بعضها بإقامتها مرة واحدة نهاية كل أسبوع، وهذه الإفطارات تجمع كل أبناء الجالية غنيهم وفقيرهم، وهي فرصة لكي يتبرع المسلمون الأغنياء من مالهم الخاص لإدخال الفرحة على نفوس المسلمين.

وأشار إلى أن الإفطار يكون عادة في لقاءات اجتماعية تضم كافة طبقات الجالية المسلمة وفرصة للتعارف وأداء الصلوات داخل المسجد، وقد التفتت بعض المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي لأهمية هذه الإفطارات فبادرت بالمشاركة فيها عن طريق إرسال الدعم المالي لهذه المؤسسات.

ذكريات الصغر

وأوضح السفير الإكوادوري أن ذكرياته في لبنان خلال شهر رمضان سعيدة ومتنوعة، حيث كان الناس يعيشون في ألفة ومحبة دون تمييز ، وكانت الخيام الرمضانية تملأ معظم الشوارع والأمكنة. وتمتلئ باللبنانيين والأجانب من كل المناطق والأديان ، ما يعكس شعورا تغلب عليه المحبة والتقارب بين مختلف الديانات. وكانت الشوارع تمتلئ بزينة رمضان وخاصة الفوانيس الرمضانية والأضواء على شكل هلال، ولافتات كثيرة تهنئ المسلمين بقدوم الشهر الفضيل، والاهم من كل ذلك، روح المحبة ومساعدة الفقراء والمعوزين والأيتام كي يشعروا بفرح الشهر المبارك. ومما لا شك فيه، فأن العائلة اللبنانية كانت تجتمع حول موائد الطعام طيلة الشهر المبارك.

وقال السفير قبلان إن أول إطلالة لشهر رمضان الكريم يعرفها الناس في لبنان من أصوات المدافع التي كانت تطلق او من خلال قدوم المسحراتي الذي كان يقرع الطبلة وينادي المؤمنين للتسحر قبل بدء يوم صومهم. لا أدري ان كانت هذه العادات قد انقرضت أو لا تزال تعاش في بعض القرى والمدن. والمسحراتي في لبنان هو أحد الرموز المحببة لنفوس المسلمين رغم أن صورته قد خفتت وتضاءل دوره في هذه الأيام. كما أن العائلة اللبنانية في شهر رمضان تكون على غير عادتها وبشكل لم تعهده من قبل، حيث تجتمع بأسرها إلى مائدتي الإفطار والسحور، وهي كانت قلما تلتقي نظراً لتضارب مواعيد أفراد العائلة ومزاجهم وأوقات تناول طعامهم بسبب ظروف أعمالهم وانشغالاتهم اليومية.

طقوس مميزة

وأشار إلى أن مائدة رمضان في لبنان لها أصناف مميزة لابد أن تكون حاضرة كلها أو بعضها على مائدة الإفطار أو السحور. وأول هذه الأنواع التمر الذي يتناوله الصائم عقب انطلاق مدفع الإفطار. أما الشوربة فلها الحظ الأوفر في الموائد الرمضانية وتنفع بضع حسوات منها في ترطيب الحلق الجاف تهيئة المعدة لاستقبال الوجبة الدسمة. وهناك أيضا الفتة والحمص بالطحينة وهمااللذان يحرص الصائم على وجودهما على المائدة إضافة إلى العديد من المأكولات والأطباق الشهية دون أن ننسى الحلوى على أنواعها.

وفي ختام حديثه توجه السفير قبلان أبي صعب بأحر التهاني لكل المسلمين بقدوم شهر رمضان المبارك، سائلا الله عز وجل أن يعيده عليهم بالخير والبركات، وأن تخرج بعض الدول العربية من النزاعات والحروب التي تتخبط بها، وأن يعود الوئام والاستقرار الى ربوعها لتنعم شعوبها بالسلام والأمان والتقدم والازدهار.

مساحة إعلانية