محليات

819

المالكي لـ"الشرق": جاهزون لتوفير متطلبات استضافة كأس العالم 2022 من المياه

محطات تخزين وضخ جديدة لتوفير المياه للعمال والمناطق الصناعية

مشروع حقن الحوض الجوفي لتوفير مخزون إستراتيجي من المياه لـ90 يوما

زيادة القدرة الإجمالية لتخزين المياه إلى 970 مليون جالون العام الجاري

انتهاء المرحلة الأولى من الخزانات الكبرى العام المقبل

الوصول إلى مؤشر عالمي في فاقد الشبكات بنسبة 5%

حملة ترشيد نجحت في خفض معدلات الاستهلاك اليومي إلى 18%

أكد المهندس علي سيف المالكي مستشار رئيس مؤسسة كهرماء لشؤون المياه، أن المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" ستقوم خلال الربع الأول من العام الجاري بتدشين المرحلة الثانية من محطة راس أبو فنطاس A3 لرفع القدرة الإنتاجية للمشروع إلى 36 مليون جالون يومياً، مشيراً إلى أن المشروع يستخدم تقنية "التناضح العكسي" لتحلية المياه وهي من أكثر التقنيات تطوراً على مستوى العالم، وتتميز بتوفير الطاقة.

وأضاف المهندس المالكي خلال حواره مع "الشرق"، أن الربع الثاني من العام الجاري سيشهد تدشين خزانات ومحطات ضخ وتخزين متفرقة بالدولة في كل من الغرافة والخليج الغربي، وعفجة معيذر بسعة تخزينية تصل إلى 23 مليون جالون مياه يومياً، بالإضافة إلى تأمين التزود بالمياه الصالحة للشرب من سكن عمال المنطقة الصناعية، ومناطق التخزين والمناطق اللوجستية ببركة العوامر.

وأشار إلى أن قطر حققت مؤشراً عالمياً في نسبة فاقد المياه بالشبكات الذي وصل إلى أقل من 5%، بفضل استبدال وصيانة شبكات المياه القديمة وأساليب التشغيل على مستوى الدولة، واستبدال العدادات الميكانيكية بالعدادات الإلكترونية في جميع مناطق الدولة بنسبة تصل إلى 100%، بالإضافة إلى وضع عدادات رئيسية عند مداخل المناطق حسب التقسيم والذي وصل حاليا إلى 113 منطقة بالدولة وربطها بنظام السكادا للتحكم في مراقبة الاستهلاك ونسبة الفاقد في شبكة كل منطقة. موضحاً أن هناك مشروعا إستراتيجيا واعدا لحقن الحوض الجوفي بالمياه المحلاة لتوفير مخزون إستراتيجي من المياه يصل إلى ما يقارب 90 يوماً ما يحقق منظومة الأمن المائي للدولة.

وإلى نص الحوار:

احتفلت قطر باليوم العربي للمياه في الثالث من مارس الجاري.. فما الذي يمثله هذا اليوم؟

شاركت دولة قطر الدول العربية شقيقاتها الاحتفال بيوم المياه العربي انسجاما مع تطلعات المجلس الوزاري العربي للمياه في هذا الشأن وبخاصة ما جسده شعار الاحتفال لهذا العام وهو " الترابط بين الماء والغذاء والطاقة .. استدامة للحياة "، والذي يعكس مدى إدراك الدول العربية لأهمية الترابط بين المصادر المتاحة في مجال الماء والغذاء والطاقة، وترابط هذا المثلث في الاستخدام الأمثل والمتوازن والحفاظ على هذه الموارد، مما يؤول إلى اقتصاد عربي متكامل من شأنه استدامة الحياة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية.

وإننا في قطر معنيون بهذه المناسبة لأنها تجسد التعاون العربي المنشود في ديمومة تطوير أنظمة قطاع المياه والتشارك بين الدول العربية في استثمار طاقاتها في هذا المجال حفاظا على مصادر المياه حاضرا ومستقبلا لمواجهة النمو المطرد على الطلب على المياه .

إذا فما مدى التزام مؤسسة كهرماء بشعار اليوم العربي للمياه؟

شعار الاحتفال بهذا العام والذي يجسد متلازمة " الترابط بين الماء والغذاء والطاقة .. استدامة للحياة "، إنما يجسد التعمّق في فهم طبيعة الترابط بين هذه الموارد، وتبني سلسلة مبادراتٍ والتي يمكن الانطلاق منها لإدارة هذه الموارد تحقيقاً لهدف التنمية المستدامة لزيادة انسجامها مع هذه المتلازمة وعوامل التغير المناخي. وبالطبع لدينا في المؤسسة خطة إستراتيجية لتحقيق الاستدامة من خلال التوازن بين الثلاثة عناصر لارتباطهم الوثيق.

تعاون مشترك

هل يوجد تعاون مشترك وتنسيق بين قطر والدول العربية بالنسبة للقضايا المتعلقة بالمياه؟ وهل هناك مشروعات أو أبحاث مشتركة؟

بالطبع قطر ضمن مجموعة التعاون العربي المشترك في مجال الموارد المائية حيث تكللت جهود المجلس الوزاري العربي للمياه باعتماد مشروع الخطة التنفيذية للإستراتيجية العربية للأمن المائي العربي وذلك في دورته الخامسة التي عقدت بمقر الجامعة العربية. ولم يتوقف التعاون العربي عند هذا الحد، حيث يتم عقد اجتماعات دورية مشتركة للمجلس الوزاري العربي للمياه، واللجان الفنية واستعراض التجارب الناجحة للدول الأعضاء في إدارة قطاع المياه والاستفادة منها بين الدول العربية.. كان لقطر دور بارز في ذلك من خلال استعراض تجربتها الناجحة جداً في خفض نسبة الفاقد في الشبكة من المياه.

وما هي التجربة القطرية في خفض نسبة فاقد المياه؟

تجربة خفض نسبة فاقد المياه بالشبكات تعتبر من تجارب دولة قطر الرائدة التي حققتها مؤسسة كهرماء على مدار 4 سنوات إلى أن وصل الفاقد إلى أقل من 5% وهو مؤشر عالمي في هذا المجال في قياس الدول المتقدمة .. وبالطبع يرجع الفضل في ذلك إلى إدارة شؤون شبكات المياه بالمؤسسة ودورها الفعال والتي بذلت جهوداً كبيرة في هذا المشروع من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات أهمها: استبدال وصيانة شبكات المياه القديمة على مستوى الدولة، واستبدال العدادات الميكانيكية بالعدادات الإلكترونية في جميع مناطق الدولة بنسبة وصلت إلى 100% التي تعطي قراءات أكثر دقة وتطبيق أفضل لأساليب التشغيل والصيانة في إدارة ومراقبة الضغوطات في الشبكة، لحساب التسرب في الشبكة بشكل أكثر دقة، ومتابعة جميع أجزاء الشبكة لتقليل الفاقد من المياه من خلال ربط الشبكات بنظام التحكم "أسكادا".

970 مليون جالون

أطلعنا على أبرز إنجازات مؤسسة كهرماء في قطاع المياه التي تم إنجازها حتى الآن؟

في هذا الجانب فإن كهرماء ومن خلال برامجها وخططها الإستراتيجية واصلت تنفيذ العديد من المشاريع لخطوط وخزانات شبكات المياه بحيث خدمت هذه الشبكة ما يزيد على 99% من سكان دولة قطر في مختلف مناطق الدولة والتي تتطلب التزويد المائي، مدعومة بمحطات ضخ وخزانات مياه والتي تصل سعتها التخزينية الحالية إلى 970 مليون جالون.

يضاف إلى ذلك أنه قد تم تقسيم الشبكة إلى مناطق بوضع عدادات رئيسية عند مدخل كل منطقة (DMA) وربطها بنظام السكادا وذلك لغرض التحكم في منظومة الشبكة لمراقبة الضغوط والاستهلاك وكذلك الفاقد في الشبكات في كل منطقة حيث مكن هذا المشروع من تقليص الفاقد في شبكات المياه في الدولة. وتم تركيب العدادات الرئيسية في 113 منطقة حتى الآن، وهناك مناطق أخرى مستهدفة ضمن خطة كهرماء خلال المرحلة المقبلة وبحسب التوسع الحضري والتطور العمراني . كما دشنت كهرماء خلال العام الماضي خطوط شبكات مياه جديدة بإجمالي 135 كيلومترا من مختلف الأقطار واستمرارية ربط جميع المشتركين الجدد بالشبكة الرئيسية .

محطات مياه جديدة

وما هي المشروعات المتعلقة بالمياه التي سيتم إنهاؤها أو تدشينها خلال العام الجاري؟

من المتوقع أن تقوم كهرماء وخلال الربع الثاني من العام الجاري بتدشين خزانات ومحطات ضخ مياه متفرقة بالدولة في الغرافة والخليج الغربي، بسعات تخزينية تصل إلى 23 مليون جالون مياه بحيث تصبح السعة الإجمالية للتخزين الحالي من المياه في الدولة 970 مليون جالون. كما سنقوم بإنشاء محطة ضخ وتخزين مياه جديدة في عفجة معيذر وخطوط الأنابيب التابعة لها لتأمين التزود بالمياه الصالحة للشرب من سكن عمال المنطقة الصناعية، ومناطق التخزين والمناطق اللوجستية ببركة العوامر. وذلك لأن المناطق المذكورة فيها معدلات استهلاك عالية، ما يتطلب إنشاء خزانات لتوفير المياه بصفة مستمرة ولمواكبة النشاط الصناعي والاقتصادي للدولة.

وماذا عن المرحلة الثانية من محطة راس أبو فنطاس A3؟

كما هو معلوم فقد تم تدشين محطة راس أبو فنطاس (A3) في سبتمبر من العام الماضي بطاقة إنتاجية 22 مليون جالون يوميا كمرحلة أولى، وجار العمل في المرحلة الثانية والتي تقريبا تم الانتهاء منها في الربع الأول من العام الجاري، لتصل القدرة الإنتاجية 36 مليون جالون يومياً.. وتعتبر هذه المحطة من أولى المحطات التي تستخدم تقنية التناضح العكسي لتحلية مياه البحر، وهي أكثر التقنيات تطورا على مستوى العالم، ومن مميزاتها التوفير في الطاقة بشكل كبير وجودة الإنتاجية.

ما تقييمكم للتقدم المحرز في دولة قطر فيما يتعلق بالمخزون الإستراتيجي للمياه الصالحة للشرب؟

كهرماء من خلال رؤيتها الإستراتيجية ولغرض توفير احتياطي إستراتيجي لتخزين المياه لتحقيق الأمن المائي، فقد تم منذ عامين الإعلان عن مشروع الخزانات الكبرى، من خلال إنشاء 5 خزانات ضخمة ذات سعة 1422 مليون جالون وهي قابلة للتوسع في المستقبل، والمشروع الآن في طور التنفيذ ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى عام 2018، وهو مشروع يوفر مخزونا إستراتيجيا من المياه لتغطية استهلاك الدولة لمدة تصل لأكثر من أسبوع، في حين أن مخزون المياه الحالي يكفي لاستهلاك مدة تصل لـ 3 أيام تقريبا.

ولتعزيز المخزون الإستراتيجي من المياه في الدولة تقوم كهرماء حاليا على دراسة حقن الحوض الجوفي بواسطة المياه المحلاة، وتلوح في الأفق بوادر إيجابية ومشجعة لنتائج الدراسة من الناحية الاقتصادية، الأمر الذي يسهم بتوفير مصدر مائي للحالات الطارئة في الدولة بما يعادل استهلاك فترة تصل إلى 90 يوما كاملاً في حال تطبيق خطة إدارة الطوارئ ما يعزز من منظومة الأمن المائي للدولة .

كأس العالم 2022

في ظل النهضة العمرانية والاقتصادية غير المسبوقة بدولة قطر واستضافة كأس العالم 2022 ... كيف ترى قدرة كهرماء على توفير متطلبات المشروعات الاقتصادية والصناعية المستقبلية من المياه؟

من الأهداف الإستراتيجية لمؤسسة كهرماء توفير البنية التحتية المتينة التي تواكب التوسع الهائل في المشاريع المختلفة القائمة في الدولة مع السعي الدائم للالتزام بموجبات التنمية المستدامة بالتعاون مع جميع الهيئات والوزارات والمؤسسات الوطنية من خلال رؤية وطنية متكاملة تلحظ التعاون والتنسيق بين جميع الجهات المعنية في قطاع المياه وتحت مظلة اللجنة الدائمة للموارد المائية، حيث إن المؤسسة تقوم بوضع خطط للسنوات القادمة لإقامة المشاريع الاقتصادية في أنظمة المياه من محطات إنتاج وخزانات رئيسية ومحطات ضخ ومن أهمها كما أسلفنا الخزانات الضخمة لمواجهة الطلب المتزايد والمتوقع على المياه حتى بعد عام 2022.

وقد أعدت كهرماء خطة وإستراتيجية متكاملة لتلبية متطلبات المشروعات الاقتصادية والصناعية المستقبلية من المياه . سواء من ناحية الإنتاج أو نقل وتخزين وتوزيع المياه الصالحة للشرب للاستعمالات المختلفة، حيث تم تنفيذ جزء كبير من المشاريع التي تم تخطيطها وتصميمها مما يوفر كميات من المياه الكافية ذات الجودة الآمنة لكافة مستخدمي المياه في الدولة.

الكثافة السكانية

وما هي آليات مواجهة تحديات الطلب المتزايد على المياه وزيادة الكثافة السكانية؟

الطلب على المياه يتزايد من 7-8٪ سنويا بالتوازي مع النمو والتنمية في قطاعات الدولة بسبب زيادة عدد السكان في دول قطر، وزيادة الطلب نتيجة احتياجات التنمية والتطور الحضاري وتطوير مناطق سكنية وصناعية جديدة والإفراط الزائد في أنماط الاستهلاك المحلي للماء.. ومن هذا المنطلق فنحن نؤمن في كهرماء بأن التعاون في مجال المياه يأتي من خلال تكاتف جميع فئات المجتمع من أجل المحافظة على المياه وتحقيق الاستخدام الأمثل لها واستدامتها.

كما أننا ندعو المواطنين والمقيمين في دولة قطر إلى الالتزام بقواعد الترشيد في استعمال المياه، وأن نستلهم ما جاء في ثقافتنا العربية والإسلامية وتقاليدنا الوطنية بالحثّ على عدم الإسراف والتبذير، ما يساهم في ترشيد استعمالات المياه في حياتنا اليومية، وأن نحافظ على ثروتنا المائية.

18 % انخفاضا

هل البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة ساهم في خفض معدلات الاستهلاك من المياه؟

نعم بفضل برنامج ترشيد المستمر على مدار العام ومن خلال التشريعات فقد وصل معدل خفض استهلاك الفرد من المياه إلى 18% ، وذلك من خلال الحملات التوعوية للمجتمع والشراكات مع الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة لترشيد الاستهلاك، بالإضافة إلى تفعيل فرض غرامات كبيرة على المخالفين في هدر المياه... وهنا لا بد من الإشادة بالدور البناء وتفاعل المؤسسات والمواطنين والمقيمين مع الحملة الوطنية لترشيد الاستهلاك وعمل إصلاحات الأنابيب لمنع التسرب واستخدام الصنابير الموفرة للمياه والمرشدات في ري الحدائق المنزلية،

وانسجاما مع توجه الدولة وضمن الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الماء والكهرباء لبث روح الوعي بأهمية الموارد المائية وضرورة المحافظة عليها فقد أنجزت كهرماء إنشاء حديقة كهرماء للتوعية والترشيد، والتي تتضمن مركزا للعلوم والمعرفة لزيادة الوعي الثقافي بلوائح ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، بما يعكس دور "كهرماء" في المسؤولية المجتمعية لدعم التنمية بالدولة وفقا لرؤية دولة قطر2030.