رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2846

قصة المعاناة والصمود في حي الشيخ جراح

09 مايو 2021 , 07:00ص
alsharq
حي الشيخ جراح
القدس المحتلة - حنان مطير

"لا تستغربوا إن قلتُ لكم إنني أنام بعباءتي وحجابي، فأنا لن أحتمل أن أجد نفسي بلا لباس ساتر في الشارع بعد منتصف الليل، فالاحتلال الإسرائيلي قد يقتحم بيتنا في حي الشيخ جرّاح في أي لحظة ويلقي بنا في الشارع بالقوة والقمع، إنهم مجرمون وقد فعلوا ذلك من قبل".

ذلك ما أكّدته لـ"الشرق" المقدسيةُ هدى عطية -59 عامًا- الممرضة التي تسكن في حي الشيخ جراح وهي من أصحاب البيوت المهددة بالتهجير من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيليّ.

وكانت هدى قبل بضعة أيام تنتظر رفع أذان المغرب على مائدة الإفطار مع المرابطين من أهل الحي ومن غيره بجوار المنزل الفلسطيني الذي سرقه الاحتلال وسلّمه للمستوطنين الذين قاموا باستفزاز المرابطين ورشهم بغاز الفلفل وقت الأذان تمامًا.

*استفزاز بحماية الجيش

تروي هدى عطية: "لم يسرقوا البيوت ويكتفوا بذلك إنما يحاولون إغاظة أصحابها وابتداع طرق مختلفة لاستفزازهم وإغضابهم، لأنهم موقنون أن جيش الاحتلال يحميهم ويبارك أفعالهم". وتكمل:" ثار الشباب وقاموا بإلقاء الحجارة عليهم وكذلك الكراسي البلاستيكية، فلا حيلة لهم غير ذلك، فهرب المستوطنون للبيت واختبأوا فيه، فهم جبناء لا يستطيعون المواجهة إلا تحت حماية جيش الاحتلال المدجج بالسلاح".

مرت الساعات ولم تتناول هدى إفطارها الرمضاني إلا الساعة الواحدة بعد الفجر بعد أن هدأت المواجهات قليلًا، وقامت حينها بصناعة الشاي والقهوة ووزّعت الحلوى على المرابطين "الله يعطيهم العافية ويبارك فيهم إنهم لا يتوانون عن نصرتنا والرباط أمام بيوتنا المهددة بالتهجير".

وتؤكد أن الاحتلال حين كان يمسك بشاب من المرابطين في الحي فإنه يحاول تكسيره وإيذاءه قدر ما يستطيع، تعلق:" يهجمون عليه بالعشرات ولا ينفكّون يضربونه بوحشية ببساطيرهم وأعقاب بنادقهم، وبالطبع فإن الفلسطيني لا يخضع لهم بل يقاومهم حتى تنفذ قوته، ومن ثم يقيدوه ويقتادوه للجيب العسكري للتحقيق والضرب المبرح من جديد". وتواصل:" حتى هذه اللحظة لا أنسى مشهد الشاب المرابط عمر الخطيب حين هجموا عليه كالوحوش وضربوه في رأسه وكل أنحاء جسده، كنت بجانبه لا أقدر على فعل شيء لكن قلبي خرج من مكانه، ورحت أصرخ بهم أن يعتقلوه فقط دون ضربه، فشباب القدس كلهم أبنائي".

هدى التي تعمل ممرضة تقول: "كلما خرجتُ إلى عملي صباحًا يرجمني المستوطنون بالحجارة ساعة خروجهم من المغارة التي يتعبّدون فيها قرب بيتي، فأعيش أنا وكل من في بيتي بل وكل من في الحي المهدد بالتهجير حالة من الضغوط النفسية المتواصلة".

وتقول: "مشهد اقتحام المحتل لبيتي واحتمال توطين المستوطنين فيه بأي لحظة لا يغادر تفكيري، إن معاناتنا لا يمكن وصفها، لكننا متجذرون ببيتنا وأرضنا، نُستَشهَد فيه ولا نتركه".

*تهريب الأطفال

وتضيف: "اضطررنا لنقل أحفادي جميعهم إلى بيت لحم عند جداتهم لأمهم بعيدًا عنا فقد تعرضوا لالتهابات في القصبة الهوائية لكثرة ما استنشقوا الغاز، أما أنا فطوال شهر رمضان ومن قبله بفترة طويلة لم أرَ أهلي لقد فرقونا". وتتابع: "لطالما تعرضنا للقمع والضرب ومواجهة قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي القاتل، أما أبنائي فأحدهم كسرت يده بهمجيتهم في الضرب، والآخر عاني من مشاكل في خاصرته بعد أن اعتدى عليه أحد المستوطنين".

وتروي:" كنت ذات مرةٍ أسقي الزرع أمام باب بيتي حين اعترضني المستوطن وألقى حجرًا عليّ ودفعني عن السلالم، وحين اعترضه ابناي تدخّل جيش الاحتلال على الفور وأوسعهما ضربًا وإيذاءً بالعصي والبنادق، ودفعوهما للتوقيع على عدم تكرار الأمر وكان الأَوْلى أن يوقع المستوطن على ذلك".

تعبّر والحسرة تأكل قلبها:" يعتدون علينا ويؤذوننا بلا أسباب، ويسلبون حقوقنا ويسرقون بيوتنا، ورغم ذلك اننا باقون في بيوتنا رغماً عنهم ما بقي فينا النَّفَس".

وتوضح: "من أعظم الابتلاءات أن يكون القاضي غريمك وذلك حالنا، فقد أرادت القاضية "مستوطنة من دولة الاحتلال" منا أن نعترف بأن بيوتنا التي نسكنها هي لهم، على أن نعيش فيها وندفع لهم الإيجار، وبعد الموت تعود لهم، أخبرتها أنه من الأشرف لي الموت اليوم ولا اعترف أن بيتي لهم".

هدى تقول انها مرابطة في بيتها من أجل الحفاظ على القدس وليس على بيتها فقط " فإن خرجنا من بيوتنا ضاعت القدس والأقصى لأن حي الشيخ جراح هو خط الدفاع الأول عن القدس، فلا يهمني البيت بقدر ما تهمني القدس، كل ما يهمني ألا أجعل مستوطنا يسرقه ويدنسه، ورباطي في بيتي دفاعًا عن قدسي، أما أي مكان في القدس فهو مبارك".

*مزاعم المستوطنين

إن صراع العائلات مع المستوطنين دخل هذه الأيام عامه التاسع والأربعين، وهو جزء لا يتجزأ من قضية القدس وفلسطين عامة، وحول هذا قال يعقوب أبو عرفة، عضو لجنة الدفاع عن حي الشيخ جراح، وأحد أصحاب المنازل المهددة بالإخلاء: "ما يعاني منه أهالي الشيخ جراح يعاني منه أيضاً أهالي بلدة البستان وواد الجوز، وسلوان، وأحياء وادي الربابة، ومنطقة الحوض المقدسي، والتي تحيط بكامل البلدة القديمة من القدس، ويسعون لسرقة جميع المناطق هذه وإقامة مشاريع خاصة عليها، ومنها الحديقة التوراتية في سلوان، ومشروع وادي السيلكون في واد الجوز". وأضاف:" المستوطنون لم يثبتوا حتى اللحظة ملكيتهم لهذه الأرض وهناك الكثير من الأوراق تثبت عدم ملكيتهم المزعومة لها".

ويؤكد أبو عرفة أن قضية حي الشيخ جراح مستمرة في المحاكم منذ تسعة وأربعين عاماً بدأت منذ العام 1972، حين ادعى المستوطنون ملكيتهم للأرض التي أقيمت عليها منازل الحي عام 1954".

ويواصل: "يتعامل المحتل مع وجود أهل القدس بشكل عام وجودًا مؤقتًا، مع العلم أن سكان حي الشيخ جراح يملكون بيوتاً في القدس الغربية المحتلة وحيفا ويافا، لكن ممنوع عليهم المطالبة بممتلكاتهم هذه، حيث أغلق الطريق أمامهم قاضٍ محتل في قرار ظالم اتخذه عام 1948، لكنه في نفس الوقت قرر أنه يجب تعويض المستوطنين عما سماه "ممتلكاتهم في القدس الشرقية ضمن حدود عام 1967".

وبشأن القضاء الإسرائيلي، يشير أبوعرفة إلى أن "قرارات المحاكم الإسرائيلية تكون جاهزة مسبقًا، ونشعر خلال وجودنا في هذه المحاكم أن غريمنا الأساس هو القاضي".

اقرأ المزيد

alsharq وزارة الدفاع السورية تؤكد تعرض أطراف العاصمة دمشق لهجوم بصاروخين

أعلنت وزارة الدفاع السورية، الليلة، عن سقوط صاروخين من نوع كاتيوشا في العاصمة دمشق، جرى إطلاقهما من أطراف... اقرأ المزيد

48

| 15 نوفمبر 2025

alsharq  إصابة امرأة في هجوم استهدف منطقة المزة بالعاصمة السورية دمشق

أعلنت السلطات السورية الليلة عن إصابة امرأة بجروح جراء انفجار وقع في منطقة المزة 86 بالعاصمة دمشق. ونقلت... اقرأ المزيد

112

| 15 نوفمبر 2025

alsharq جنوب أفريقيا: سنسلم رئاسة مجموعة العشرين لـ "كرسي فارغ"

قال الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، اليوم الجمعة، إن بلاده ستسلم رئاسة مجموعة العشرين بشكل رمزي إلى كرسي... اقرأ المزيد

152

| 15 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية