رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2219

العربات الجوالة.. ملاذ النازحين لكسب العيش

12 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
إدلب - سونيا العلي

مع طلوع الفجر يبدأ أبوحسين بتجهيز عربته ليجوب بها الشوارع والحارات منادياً لجذب الزبائن، لكسب قوت يومه ورزق أبنائه الخمسة. أبو حسين (43 عاماً) هو أحد النازحين الذين عصفت بهم البطالة، بعد أن أجبرتهم ظروف الحرب والمعارك المشتعلة لترك أرزاقهم وأراضيهم الزراعية، للنزوح نحو مناطق المخيمات على الحدود السورية التركية، وبدأوا يتحدون قسوة الظروف لتأمين سبل عيشهم مع طول أمد وجودهم في هذه المخيمات، وغياب فرص العمل، وقلة الدعم الذي يقتصر على تقديم بعض المواد الغذائية والصحية.

أبو حسين نزح من ريف إدلب الجنوبي، واستقر به الحال في مخيم عشوائي على أطراف مدينة سرمدا الحدودية مع تركيا، يتحدث للشرق عن عمله بالقول: "كنت أعيش من خيرات أرضي الزراعية، ولكن بعد النزوح أصبحت حياتنا مأساة كبيرة، ووجدت نفسي في مواجهة الفقر والبطالة، وضيق العيش، وحين يئست من العثور على فرصة عمل، اشتريت عربة صغيرة، وبدأت ببيع الفول من خلال التجول في القرى المجاورة ومخيمات النزوح."مؤكداً أن الكثير من الأهالي يفضلون الشراء من الباعة الجوالين نظراً لرخص البضائع التي يبيعونها، فضلاً عن ازدحام الأسواق، وبعدها عن مناطق سكن البعض.

كما فضل آخرون بيع الملابس أو التوابل أو المشروبات الساخنة، إضافة لبيع المأكولات سريعة التحضير كالفطائر أو الحلويات الشتوية، ويفضل هؤلاء الباعة التجول ضمن أماكن تزدحم بالمارة، سواء في الشوارع والساحات، ويبدأون عملهم مع ساعات الصباح الباكر، محاولين جذب الزبائن بأصواتهم واللافتات الكرتونية لأسعار بضائعهم.جابر العمر (40 عاماً) نازح من مدينة سراقب، اختار العمل في بيع الفطائر في مدينة إدلب، وعن عمله يتحدث للشرق بقوله: "وقعت بعد النزوح فريسة الفقر والعوز وانتظار المساعدات الإنسانية التي لا تغني من جوع، فوجب علي العمل لإعالة أسرتي وتخفيف وطأة المعاناة المعيشية، وتوفير أدنى مقومات الحياة الكريمة. "ويشير العمر إلى أن ولده البالغ من العمر 10 سنوات، من ذوي الاحتياجات الخاصة، نتيجة بتر قدمه بشظية قذيفة أثناء مروره في أحد شوارع بلدته قبل النزوح. مؤكداً أنه يرفض التوقف عن العمل، خاصة وهو يعيل أسرته، إضافة لوالديه المسنين، وسيسعى لتأمين مستلزماتهم من عمله كبائع على بسطة صغيرة.ويضيف العمر: "لا قدرة لي على استئجار محل في السوق الشعبي، لذلك أصنع الفطائر على عربتي، وأخبزها بوساطة صاج مثبت فوق موقد نار، وفي المساء أجر عربتي وأعود بها إلى المخيم الذي أقطن به."

أما أبو حمدي (50 عاماً) فيقصد الجبال والغابات في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، لتعبئة عربته المتنقلة المتواضعة بأزهار النرجس، لبيعها وكسب قوت يومه، وعن ذلك يقول: "رغم كبر سني اضطر للعمل لكي أؤمن دخل عائلتي، وأتخذ من جمال الأزهار ورائحتها العطرة مصدراً للرزق، صحيح أنها لا تؤمن لي دخلاً جيداً، لكنها تقيني العوز ومد يد الحاجة للآخرين."ويلفت أبو حمدي إلى أنه يحب مهنته لأن للورود أسرارا وجاذبية، وهي رمز للتعبير عن الحب ورسم الابتسامة والسعادة، وتخفيف الضغوطات النفسية التي تفرضها هموم الحرب.

الطفل عمار البكري (13 عاماً) نازح من مدينة إدلب، حرمه الفقر واليتم من تحقيق أحلامه الدراسية، وأجبره على العمل في بيع الذرة، لإعالة أمه وأخوته الأربعة، وعن ذلك يقول للشرق: " تركت المدرسة بعد وفاة والدي بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها، واضطررت للبحث عن عمل لإعالة أخوتي، ثم قررت العمل كبائع متجول، وتساعدني أمي في إعداد العربة وتجهيزها."وعن صعوبات العمل يقول: "اتنقل طوال اليوم بين المدارس والحدائق والساحات، وأعود في المساء متعباً، للحصول على دخل بسيط بالكاد يسد رمقنا، ويؤمن احتياجاتنا الأساسية."

الخمسينية أم ابراهيم تعيش في مخيم عشوائي شمال إدلب، تشتري مستلزماتها من الباعة الجوالين الذين وفروا عليها عناء السير وخطر الموت، وعن ذلك تقول: "أعيش مع زوجي العاجز في مخيم بعيد عن الأسواق والمحلات التجارية، لذلك ابتاع حاجياتي اليومية من الباعة الجوالين، ولا أضطر للذهاب إلى السوق مشياً على الأقدام."

وتجدر الإشارة إلى أن فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في الشمال السوري، قام بعمل استبيان لتحديد نسبة البطالة في الشمال السوري، وتوصل الفريق بأنها تصل إلى 89%، وأشار إلى أن نسبة العاطلين عن العمل لا تبدو مفاجئة، في منطقة تعد من أفقر المناطق وتواجه أزمات دائمة وتهديدات مستمرة.

الناشطة المجتمعية عبير الفيلوني (35 عاماً) تتحدث للشرق عن مشكلة البطالة بقولها: "يعاني الأهالي في الشمال السوري من ظروف اقتصادية صعبة، بسبب فرص العمل القليلة وخسارة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها السكان كمصدر دخل رئيسي بعد سيطرة قوات النظام عليها."مشيرة إلى أن التحدي الأكبر للنازحين يكمن في مدى قدرتهم على تأمين سبل العيش، والاعتماد على الذات لتغطية نفقاتهم المعيشية."وتبين الفيلوني أن البيع المتجول يعتبر ظاهرة إيجابية وعملية، كونها تخفف من ارتياد الأسواق التي تتعرض للقصف المستمر من قبل النظام السوري، فضلاً عن تجنب الازدحام في ظل انتشار وباء كورونا الذي حصد حياة الكثيرين.وتؤكد الفيلوني على ضرورة افتتاح مشاريع صغيرة توفر فرص عمل للأسر النازحة، وتذليل جميع المعوقات التي تعترض النازحين الذين وجدوا أنفسهم دون عمل، وانتشالهم من دوامة الفقر والاعتماد على المساعدات الإنسانية.

اقرأ المزيد

alsharq رئيسا وزراء مصر والكويت يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية

بحثالدكتور مصطفى مدبولي رئيسالوزراء المصري، اليوم، مع سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي الذي... اقرأ المزيد

46

| 30 أكتوبر 2025

alsharq رئيس الوزراء السوداني يطالب بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في الفاشر وتوفير الحماية للمدنيين

طالب كمال إدريس، رئيس الوزراء السوداني، اليوم، بضرورة الوقف الفوري للجرائم والانتهاكات الجارية في الفاشر عاصمة شمال دارفور،... اقرأ المزيد

58

| 30 أكتوبر 2025

alsharq الرئيس السوري يبحث مع وزير الخارجية الألماني العلاقات الثنائية

بحث الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم مع يوهان فاديفول وزير الخارجية الألماني الذي يزور سوريا حاليا، العلاقات الثنائية... اقرأ المزيد

66

| 30 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية