رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1710

تدشن أحدث إصداراتها في المعرض ..

د. شعاع اليوسف لـ الشرق: تجنبت الرواية الخيالية في كتابة سيرتي الذاتية

12 يونيو 2023 , 07:00ص
alsharq
أجرى الحوار: طه عبدالرحمن

على مدى قرابة ثلاثة عقود، عملت الكاتبة الدكتورة شعاع اليوسف، في جامعة قطر، قدمت خلالها مجموعة من المحاضرات والأبحاث والإصدارات، إضافة إلى مشاركتها في المؤتمرات الدولية كممثلة للدولة، وكانت من أوائل القطريات اللاتي تمكن من تمثيل الوطن في المناسبات الدولية.

لديها عدة إصدارات في مجالات مختلفة، كانت أولاها عام 1992 باللغة الانجليزية والعربية في مجال الطب، بينما كان أول كتبها الثقافية مع وزارة الثقافة في موضوع تناول مشاكل الحضارة بصفة عامة، إلى أن توالت إصداراتها.

وخلال معرض الدوحة الدولي للكتاب، سوف تدشن إصدارها الجديد «هذه أنا.. سيرة ذاتية». وحوله دار حوار الشرق معها، حيث تناول معايير كتابة المبدعين لسيرهم الذاتية، وأبرز التحديات التي واجهتها، علاوة على استعراضها لأهم المواقف التي قدمتها للقارئ خلال هذا الكتاب.

وتطرق الحوار إلى أهمية معرض الكتاب، وتقييمها لإصدارات دور النشر المحلية، إلى غير ذلك من محاور مختلفة، طرحت نفسها وفق السياق التالي:

  ما أبرز التحديات التي واجهتكِ أثناء إنجازك لكتابك الأخير «هذه أنا.. سيرة ذاتية»؟

 التحديات كانت كبيرة للغاية، أبرزها البحث عن دار نشر مناسبة، إلى أن توصلت إلى دار نشر جيدة في الشارقة تُسمى «ملهمون»، وهي فرع لدار أجنبية بالأساس، تسمى «أوستن باولي»، وأعتقد أنها تمكنت من نشر وإصدار الكتاب بطريقة جيدة للغاية.

 وهل ترين أنه من الصعوبة بمكان أن يكتب المبدع عن نفسه، ليسرد سيرته الذاتية؟

 بالفعل، يحتاج الكاتب للجرأة العالية فمن الصعب للغاية أن يكتب المبدع عن نفسه، فلابد أن يستوعب تاريخه العلمي والثقافي كاملاً، ويتذكر المواقف الجميلة والحزينة التي مر بها. وفي كتابي، تم رصد بداياتي وكيف كان مولدي وطفولتي، ثم تناولت نشأتي في أوساط العائلة، ورصد مستواها الثقافي والمادي، ثم انتقلت تدريجيًا إلى مرحلة المدرسة، والتي كانت أكثر المراحل تأثيراً بالنسبة لي، كوني كنت محبوبة ومتفوقة، ما أعطاني دفعة قوية للأمام. ولذلك، عرضت في سيرتي تفوقي طوال مسيرتي العلمية، في مختلف المراحل الدراسية. وأذكر أنني أثناء التحاقي بالجامعة كنت أود التخصص في مجال الطب، ورفض أهلي السفر الخارج، ولم تكن توجد كلية للطب في قطر، إذ كانت لدينا كلية واحدة، هي كلية التربية، لتخريج المعلمات، ولذلك، في بداية الأمر درست التربية، غير أنني انتقلت إلى دراسة العلوم، حتى حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم، وابتعثت للخارج لنيل أطروحة الدكتوراه.

معايير الكتابة

 وما أبرز ما يميز الكتاب؟

 بداية، أشير إلى أنني لاحظت أن أغلب الكُتّاب مقلون في نشر سيرهم الذاتية، وربما تُنشر في صورة روايات، فتتحول حياتهم إلى شكل الرواية الخيالية، ولذلك لم أرغب في الكتابة بهذه الطريقة، حتى لا يظن القارئ أن الكتاب رواية عادية. ومن هنا، أردت تقديم الكتاب كمذكرات خاصة بي، وبطريقة واضحة للقارئ الكريم. وفي الواقع، لم تكن لدي مذكرات لأستقي منها ما يثري سيرتي الذاتية، غير أنني كتبت وحسب ما تذكرت وبشكل متدرج عن سيرتي الذاتية خاصة وأني أملك ذاكرة قوية.

وكما هو معروف، فإن أصعب شيء على الإنسان ذكر عيوبه، إذ إن لكل إنسان مثالب وعيوبا، ولذلك طرحت على القارئ بعض العيوب بطريقة فنية، لأنه يصعب على النفس تقديمها بطريقة مباشرة، ومع ذلك أردت الإنصاف بذكر الحقيقة، وفي الوقت نفسه، ذكرت المزايا والايجابيات.

والكتاب يتميز بمواقف طريفة، تعرضت لها أثناء الدراسة والعمل، وشرحتها بالتفصيل خلال سردي للكتاب. ولعل، ما يميز الكتاب أيضاً أنه على جزأين، الأول يتناول المسيرة الشخصية في الحياة، بينما يتعرض الجزء الثاني للأفكار والفلسفة التي آمنت بها وكتبتها بطريقتي الخاصة. من هنا، فإن من يقرأ الجزء الأول يجده بسيطاً مرحاً، لكن لابد من قراءة الجزء الثاني الأكثر تعقيداً.

  ولماذا كان الاتجاه إلى تأليف الكتب العلمية والثقافية؟

 كلما فكرت أن أكتب كتابًا، كنت أضع هدفاً محدداً نصب عينيّ، إذ كوني باحثة بيولوجية، عملت في أبحاث العلوم العلمية لمدة 30 سنة، ولديَّ طريقة خاصة في تطبيق منهج التفكير العلمي في كتبي، لذلك ارتأيت الدقة في تقديم كتبي، وكتبتها كلها وفق الطريقة العلمية، بأن تكون لي ملاحظات، ثم تجارب ونتايج معتمدة، ووضعت تطبيق الأهداف المفيدة نصب عينيّ؛ لإفادة القارئ. كما حرصت على تقديم كل ما يتعلق بالأفكار الشخصية الجديدة، ورصد الخبرات التي اكتسبتها في حياتي.كما وضعت نصب عينيّ عدم ازعاج القارئ بكثير من التفاصيل، لأكتفي بتقديم الكثير من الطرائف التي حدثت في حياتي، دون التوقف كثيراً عند الذكريات المزعجة.

قفزة علمية

  من خلال سرد هذه السيرة الذاتية، ما الموقف الأبرز الذي ساهم في تحقيق قفزة علمية في مسيرتكِ؟

  في مسيرتي العلمية، العديد من المواقف السعيدة والحزينة، فعندما سافرت إلى بريطانيا لنيل أطروحة الدكتوراه أدركت مشرفاً جيداً، وكانت نقطة البحث ممتازة وجديدة، مما أعطتني دفعة قوية للحصول على درجة الأستاذية. وفي حياتي المهنية أحببت الكتابة للغاية، ومن يومي وأنا أكتب كتبًا علمية، وكذلك أثناء تدريسي في الجامعة، حققت أربع كتب علمية، ثم كتبت كتبًا ثقافية، إلى أن اتجهت إلى كتابة الرواية، فكتبت رواية كأنها تاريخ موثق، لشخصية حقيقية (الجلمود) الذي وُلد عام 1932، وتوفي 2017. وبعدها كتبت رواية «ثلاث روايات»، وهي عبارة عن روايات مختصرة في كتاب واحد، وسوف أقوم بتدشينها في معرض الدوحة للكتاب.

  مع انطلاق معرض الدوحة للكتاب، ما رؤيتك لأهمية هذا المعرض في رفد المشهد الثقافي، ودعم حركة التأليف والقراءة في المجتمع؟

 لا شك أن المشهد الثقافي الحالي ممتاز للغاية، وذلك في ظل صعود العديد من المؤلفين من الجنسين، وهو ما يثري المشهد الثقافي، ليأتي معرض الدوحة للكتاب ليعبر عن هذا المشهد، إذ إن المعرض واجهة مهمة، لعرض أحدث ما أنجزته دور النشر من إصدارات ثقافية.

 

مساحة إعلانية