تقارير وحوارات

2600

آيات عرابي: الإعلام المصري تحول لهيئة دعائية للسيسي

هي الإعلامية المصرية المقيمة في الولايات المتحدة آيات عرابي، التي عملت مراسلة للتلفزيون المصري كمندوبة في جهاز الشؤون المعنوية التابع للقوات المسلحة، ثم مراسلة التلفزيون في القصر الجمهوري في عصر الرئيس مبارك، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة قبل ثورة يناير وظلت هناك إلى أن حدث الانقلاب في 3 يوليو ومن هناك قامت بمعارضة النظام المصري وعبرت عن ذلك بانشاء "هشتاج" على تويتر يسيئ للرئيس المصرى الحالي عبدالفتاح السيسي.

"الشرق" التقت آيات عرابي وكان هذا الحوار

** بصفتك إعلامية مصرية ما هو تقييمك الآن للاعلام المصري بعد 3 يوليو؟

الإعلام المصري الآن انتفت عنه صفة الإعلام وأصبح مجرد هيئة دعائية للانقلاب العسكري ويروج لقائد الانقلاب على أنه الملهم والمخلص والمنقذ، بل وتجد بعض الإعلاميين يروجون للسيسي على أنه شبيه عبدالناصر على الرغم من الفارق الشاسع بينهما من ناحية الكاريزما والوسامة التى يفتقدها السيسى نهائياً، كما أن الإعلام أيضاً فقد مصداقيته نهائياً عند الجمهور بسبب نشر اخبار واكاذيب مغلوطة وعندك مثال (جريدة الأسبوع) التى كانت قبل ثورة يناير تنشر أخباراً على أنها تقارير مسربة من دوائر صنع القرار في أمريكا، ثم بعدها نكتشف أنها أكاذيب من تأليف رئيس تحريرها، وكذلك محمد حسنين هيكل الذي كان يسب في الأمريكان بإذن من الأمريكان.

** بما أنك مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية نود أن نعرف تقييم الإعلام الأمريكي للإعلام المصري أو وجهة نظره فيه.

صحف عالمية تحدثت عن الهشتاج بعد أن بلغ عدد مشتركيه أكثر من مليارين

الاعلام الامريكى لا يقيم أي إعلام اخر، لكن من خلال ملاحظتى كاعلامية ارى ان الاعلام الامريكى ما عاد يثق فى تناول الاعلام المصرى للقضايا، واعطيك مثالا على ذلك ان جريدتي واشنطن بوست ونيويورك تايمز نشرتا خبر إعدام المرشد العام لجماعة الاخوان، فنقلتا الخبر عن صحف مصرية مثل اليوم السابع التى قالت فى صدر صفحتها (الحكم باعدام المرشد العام للاخوان المسلمين بالثلاثة) بينما الصحف الامريكية قالت (الحكم على الزعيم الروحى لجماعة الاخوان المسلمين فى اول مرة منذ تأسيس الجماعة وهذا ان نفذ سوف يقلب الموازين ويكون له ردات فعل قوية) اذا فالاعلام الامريكى لم يعد يثق فى الاعلام المصرى ويراه اعلاما غير محايد وموجها.

** لكن الإعلام الأمريكي برغم حياديته ومهنيته لا يصف ما حدث في مصر على أنه انقلاب عسكري؟

على الرغم من أن الإعلام الأمريكي لديه حرية كبيرة في تناوله للقضايا العامة، لكنه في أحيان كثيرة يمتثل للأمور القانونية فلو اطلق كلمة "انقلاب" على ما حدث فى مصر لابد أن يترتب على اللفظ اجراءات قانونية ضد مصر، ولكن هناك صحف غربية أخرى مثل الجارديان البريطانية تصف ما حدث فى مصر على أنه انقلاب.

** برأيك ما هذا الكم من الهجوم الإعلامي على جماعة الإخوان بينما لم نره مع نظام حسني مبارك هل هناك عداوة بين الجماعة والإعلام أم هناك توجيهات؟

من الأخطاء التي تحسب على الرئيس مرسي أنه لم يمتلك الإعلام عكس كل الرؤساء السابقين، وهذا ما جعل آخرين يستطيعون بكل سهولة توجيه الإعلام لصالحهم.

**إذاً من الذي يوجه الإعلام حالياً؟

جهاز الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة.

** وكيف سيطر هذا الجهاز على الإعلام المصري؟

هو يجتمع بالإعلاميين والصحفيين ويقول لهم إن مصر تتعرض للأخطار وإننا إذا صمتنا عن ذلك سوف تكون مصر سوريا أو العراق، ثم يعرض عليهم تقارير مكذوبة ومغلوطة عن مخططات لتخريب مصر، وأن جماعة الإخوان مثلاً هي التي تخطط وبالتالي يتحمس الإعلاميون ثم يقومون بتخويف الناس من هذه المخططات عبر برامجهم وصحفهم وكذلك من الإخوان بدعوى انهم سيخربون مصر.

** كإعلامية كيف تقيمين الرئيس السيسي؟

الإعلام السعودي ركز حملته لكي يقول للشعب إن مصر أصبحت تابعه لنا

شخص ضحل الفكر، لا يحمل لمصر أي رؤية مستقبلية أو برنامج سوى الاستقطاع من قوت الشعب، فهو عندما تكلم عن أزمة الخبز طالب الناس بتقسيم الرغيف إلى 4 أقسام، وأكل ربعه فقط، كما أنه لا يجيد التكلم وقد فقد الكثير من شعبيته عندما تكلم، هذا الرجل مقتله في كلامه كما قال الدكتور سيف الدين عبدالفتاح.

** بعد أن ذاع صيت الهشتاج المسيئ للسيسى تواردت أخبار أنك صاحبة هذا الهشتاج فهل هذا صحيح؟

هذا الهشتاج قصته معى كالاتي: بعد أن استقال السيسي وأعلن ترشحه اتصلت بي احدى قريباتي من مصر وقالت لي أن المشير السيسي سيترشح للانتخابات الرئاسية وأنا أريدك أن تدعميه فكان ردي عليها نعم سوف ادعمه حالاً وقمت بعمل هذا الهشتاج على الفيس بوك انتخبوا........ الشهير وقد حصل على أكثر من مليارى مشارك فيه.

** إذا أنت صاحبت الهشتاج المسيئ؟

نعم أنا... لكنه ليس مسيئاً لانه لا يسيئ للمقدسات الدينية فالسيسى بالنسبة لنا غير مقدس.

** وماذا كنت تقصدين من هذا الهشتاج؟

أنا شخصياً أريد اسقاط نظام العسكر بقيادة السيسي وبالطبع أولى هذه الخطوات هي إهانة قيادته واسقاط رمزيتها وهذا ما حدث مع السيسي بالهشتاج.

** وهل تحدثت وسائل إعلام دولية عن هذا الهشتاج؟

جميع وسائل الإعلام الغربية تحدثت عنه وهناك موقع وصحيفة أمريكية اسمها "هافن بوست" هذه الصحيفة وثيقة الصلة بدوائر القرار ولديها قاعدة عريضة من القراء من الشعب الأمريكى هذا الموقع والصحيفة قام بعمل تحقيق مصور عن الهشتاج مدته عشر دقائق وقام بتصوير الكلمة على الجدران في مصر ثم قام بترجمة الكلمة بالانجليزية ومعناها بالعربي.

كما أن "البي.بي.سي" قامت بعمل تقارير عن الهشتاج وذكرت في آخره أن هذا اللفظ يطلق على قائد الانقلاب فى مصر المشير السيسي، كما أن موقع وكيبيديا قام بعمل صفحة للفظ ولم تكن موجوده قبلها أيضاً وعدة قنوات تداولته.

** البعض يتساءل لماذا آيات عرابي الاعلامية الليبرالية تنحاز إلى جماعة الإخوان ولا تنحاز إلى النظام الحالي وهى التي كانت محسوبة على نظام مبارك؟

الرئيس أوباما لم يحقق سوى 14 % فقط من برنامجه الانتخابي ومع ذلك لا يستطيع الشعب الأمريكي خلعه

أولاً أنا لا انحاز إلى جماعة الإخوان مُطلقاً، ولكن أنا ضد الانقلابات العسكرية ثم انني بالفعل انحاز بإنسانيتي كوني إنسانة إلى ضحايا مجزرتي رابعة والنهضة ومن المفترض أن أي انسان لديه قدر من الإنسانية عليه أن يفعل مثلما فعلت أنا، ثم انني أرى أن أي رئيس جاء بالصندوق لا يرحل إلا بالصندوق، ولعلمك فإن الرئيس الأمريكي أوباما لم يحقق من برنامجه الذي وعد به الشعب الأمريكي سوى 14 % فقط ومع ذلك لا يستطيع الشعب الأمريكي أن يتظاهر ضده لأن الشعب الأمريكي يعرف قيمة الصندوق.

** هناك الآن مجموعة من الإعلاميين والشخصيات السياسية تعارض الانقلاب لكنها أيضاً تعارض حكم الإخوان تحت فكرة "لا عسكر ولا إخوان" هل أنت مؤيدة لهذه الفكرة؟

أنا مؤيدة لفكرة الصندوق الانتخابي، فلو جاء بالإخوان أهلاً وسهلاً ولو جاء بغيرهم أهلاً وسهلاً.

** ولكن هؤلاء الإعلاميين يعبرون عن اعتراضهم على مسألة انتهاك حقوق الإنسان مثلاً؟

للأسف أنا فقدت الثقة بكل اعلاميي مصر وصحافييها لأنهم أصبحوا الآن مجرد مطبلاتية يتلقون الأوردر من الشؤون المعنوية وكل واحد يقوله بطريقته.

** ماذا تسمين ما حدث في رابعة والنهضة؟

مجزرة بكل المقاييس.

** تعتقدين أن السيسى أصبح لديه شرعية الآن لدى الولايات المتحدة بعد انتخابه؟

لا أظن ولو كان لديه شرعية لكانت أرسلت إليه مسؤولاً رفيعاً لتهنئته في يوم تنصيبه، إنما أرسلت إليه موظف صغير من السفارة وبالتالي هي تريد إرسال رسالة له بأن هذا حجمك عندنا، وكذلك الدول الأوروبية لم ترسل سوى موظفين في السفارة على الرغم من دعوة جميع رؤساء العالم.

** هذا يعني أن الولايات المتحدة لا تدعم السيسي؟

الولايات المتحده لها مصالحها فقط، وهي تدعم السيسي عندما تجد مصلحة من دعمه وترفضه عندما تجد أيضاً مصلحة من رفضه ومن خلال معرفتي بالسياسية الأمريكية فهي الآن تضع السيسي في موضع اختبار إذا نجح ستسانده وإذا فشل يتحمل هو نتيجة فشله.

** أنت من المشاركين في إعلان بروكسل فهل تقبلين بعودة الرئيس مرسي مرة أخرى؟

نعم أنا أدعو لعودة الرئيس مرسي ثم بعدها يخرج علينا ويعلن رغبته في استكمال فترة رئاسته أو تنحيه وإجراء انتخابات رئاسية أخرى لأن عودة المسار الديمقراطي بالنسبة لي هي عودة الرئيس مرسي كرمز للمسار الديمقراطي.

** ما تقييمك للرئيس مرسي؟

هو شخص مثالى بما تعنيه الكلمة لكنه أخطأ عندما تأخر في كشف الحقائق للناس وكان يملك أدلة كثيرة ربما كانت تقلب الحقائق وأكبر خطأ له أنه قام بتعيين السيسى وزيراً للدفاع.

** لكن مرسي لم يحرم الناس من الديمقراطية والحرية التي هي نتاج ثورة يناير؟

هذا صحيح ولكن الإعلام المصري الموجّه أفسد على المصريين حريتهم وكان واجباً على الرئيس أن يفرق بين حرية الشعب في التعبير عن رأيه وبين حرية جوقة من الإعلاميين المنتفعين.

** كإعلامية كيف شاهدت موضوع التحرش الذي حدث فى ميدان التحرير وزيارة السيسى للضحية؟

أولاً الضحية التي زارها السيسي لم تكن هي الضحية التي شاهدناها في الفيديو وإنما واحدة أخرى وقد علمت من مصادري أن الضحية الحقيقية ذهبت إلى أكثر من مستشفى ولم يستقبلها أي مستشفى نظراً لخطورة حالتها ثم استقبلها مستشفى وقام بعلاجها حيث أجريت لها عملية خياطة أخذت فيها 37 غرزة مما يعنى أن حالتها كانت خطيرة جداً.

ثانياً: فإن المقصد الأساسي في عملية التركيز الإعلامي المصري العالمي على قضية التحرش هو التغطية على فضحية ربما تكون أكبر من ذلك، فمعلوماتي أن هناك مسؤولاً حقوقياً عالمياً زار مصر قبل تنصيب السيسي وسلّمه تقرير مدعوم من جهات أوروبية يثبت أن حالة حقوق الإنسان في أسوأ مراحلها وأن الإعلام الغربي بدأ يلتفت إلى الوضع الحقوقي في مصر، فما كان من سلطة الانقلاب إلا أن دبّرت حادثة التحرش حتى تلفت نظر الإعلام الغربي إلى موضوع التحرش وليس انتهاك حقوق الإنسان وقد كان بالفعل حيث اهتمت كل الصحف العالمية بموضوع التحرش وتجاوزت أمر حقوق الإنسان وهذه الخطة رسمتها له شركة "جلوفر بارك" الأمريكية، التى استعان بها السيسي بعد الانقلاب واعطاها الملايين كي تجمل صورة الانقلاب في العالم الغربي.

** وكيف تابع الإعلام الأمريكي قضية التحرش؟

جميع الصحف الأمريكية تكلمت على الموضوع بوجهات نظر مختلفة لكن الغريب أن تتفق جميع الصحف في تقريرها عن مذيعة قناة التحرير التي قالت "خليهم ينبسطوا" وعلقت الصحف كيف لمذيعة أن تقول ذلك وهى تعلم أن الضحية من نفس جنسها بل وأن بعض الصحف ذكرت أن الأمر قد يكون موجهاً للفت الانتباه عن شيء ما يحدث واستدلوا بتعليق المذيعة.

** ما تعليقك على زيارة الملك عبدالله لمصر واجتماعه بالسيسي في الطائرة الخاصة به؟

أنا تابعت الزيارة في الإعلام المصري والسعودي ووجدت أن الإعلام السعودي قد عرض مشهد مقابلة السيسى بالفيديو على القنوات السعودية وقام بالتركيز على المقعد الخالي المجاور للملك عبدالله والذي كان من المفترض أن يجلس عليه السيسي كرئيس دولة مما يعني أن الرسالة من الزيارة كانت موجهة للشعب السعودي بأن مصر أصبحت محافظة تابعة لنا، وأنا شخصياً اعتبر الأمر إهانة للسيسي وليس لمصر.

** برأيك كم يستمر السيسي في منصب الرئيس؟

سنة أو سنتان بالكثير.