رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3752

بعد وصمها بمعاداة السامية.. شجاعة إلهان عمر تنتصر على أصدقاء إسرائيل

13 مارس 2019 , 10:30ص
alsharq
الدوحةـ بوابة الشرق

قال الباحث والأكاديمي الأمريكي ورئيس المعهد العربي الأمريكي جيمس زغبي، إن ما تتعرض له عضو الكونغرس الأمريكي المحجبة إلهان عمر، من انتقادات وهجوم مؤخراً كان مقلقاً، أصبحت ضحيةً للتحريض وهدفاً لتوبيخ المشرعين لأنَّها تجرأت واعترضت على الطريقة التي يعمل بها داعمو الكيان الإسرائيلي لإسكات النقاش حول سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأضاف زغبي في مقالته التي نشرت بموقع "LobeLog" الأمريكي، أن الخطط الجائرة التي يستخدمها بعض أعضاء الكونغرس الموالين لإسرائيل ضد عمر أتت بنتائج عكسية، ما ينذر بحدوث تصدعاتٍ جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرا إلى السلاح المفضل الذي استخدمه معارضو إلهان هو وصمها بمعاداة السامية.

وأوضح الأكاديمي الأمريكي أن "خطيئة عضو الكونغرس الأمريكي المسلمة تمثلت في استيائها المستمر من ازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ومعاملتها للفلسطينيين"، فعلى سبيل المثال، خلال هجوم إسرائيل على قطاع غزة، انتقدت إلهان فشل الإعلام الأمريكي والانسياق وراء الدعاية الإسرائيلية، وعدم محاولته استكشاف ما يحدث للفلسطينيين على أرض الواقع في هذا القطاع قليل الحيلة، وفي واقعةٍ أخرى وُصفت إلهان في الكونغرس بأنَّها "مخطئة" عندما اعترضت على نفوذ لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "الإيباك"، التي تضغط على السياسيين لإسكات الجدل الدائر حول الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

ورغم أن إلهان أقرت بأنَّ اختياراتها للألفاظ لم تكن موفقة، واعتذرت عن الألم الذي ربما تكون سبَّبته تصريحاتها، لكونها جديدةً على واشنطن و"اللغة المقبولة" التي ينبغي استخدامها عند تناول مثل هذه الأمور، ظلَّت في مرمى نيران الانتقادات، ولأنَّها مسلمة ترتدي الحجاب وتنتقد إسرائيل، سعى الحزب الجمهوري لاستغلالها ضمن محاولاته المتواصلة للوقيعة بين المجتمع اليهودي والديمقراطيين، بحسب رئيس المعهد العربي الأمريكي.

وأوضح زغبي: "بسبب أن إلهان قد اقتربت مما يسميه البعض الوجه الثالث للسياسة الأمريكية، فقد استغل بعض الجمهوريين موقفها وتخلى عنها بعض الديمقراطيين، وأدى ذلك إلى جعلها مستهدفة، وأسرع الكارهون لها بالرد بتهديدات القتل المروعة والاعتداءات المتعصبة المشينة الموجهة لها باعتبارها امرأة مسلمة، ولا شك أنَّ هذه التهديدات ضد إلهان كانت نتيجة لحملة التحريض المستمرة ضدها".

وتابع قائلاً: "على الجانب الأخر، كان هناك واقع مختلف ما فتِئ يتكشف خارج قاعات الكونغرس، فقد رفض كثيرٌ من الديمقراطيين ومنهم جماعات يهودية تقدمية الهجوم على عضوة الكونغرس إلهان عمر، واشتعل الجدال حول الموضوعات التي أثارتها وردّ الفعل المبالغ فيه من جانب الكونغرس تجاهها، وأتت كل المساعي بنتائج عكسية، فبدلاً من أن يكون مشروع القانون المقترح "الضربة القاضية" التي توقعوها، اصطدم بالكثير من العقبات".

وأوضح الباحث والأكاديمي الأمريكي أن بعض النواب رفضوا التركيز فقط على معاداة السامية دون إدانة العنصرية والتمييز الجنسي ورُهاب الأجانب وكراهية الإسلام وغير ذلك، واحتج آخرون بأنَّها تعرضت للتمييز والخطر، وأكد بعض مرشحي الحزب الديمقراطي البارزين في الانتخابات الرئاسية القادمة (بيرني ساندرز وإليزابيث وارين وكمالا هاريس) أنَّ تهمة معاداة السامية لا ينبغي استخدامها لإسكات النقاش حول السياسة الإسرائيلية، كما أن الكونغرس أقر، في نهاية الأسبوع، قراراً يدين كافة أشكال الكراهية أو التعصب ضد أي جماعة دينية أو عرقية، ولأنَّ هذا القرار أشار إلى إلهان، فقد كان خسارةً واضحة لهؤلاء الذين بدأوا التحريض تجاه توبيخها أو معاقبتها.

واختتم رئيس المعهد العربي الأمريكي جيمس زغبي مقاله قائلاً: "إنَّ شجاعة إلهان ساعدت على فتح باب مناقشة سياسة إسرائيل وعلاقة الولايات المتحدة بإسرائيل، رغم أنَّ خصومها حاولوا إغلاق هذا الباب، إلا أنَّ سلوكهم وتحريضهم ضدها أتى بنتائج عكسية، وأثار نقاشاً ساعد على فتح الباب أكثر فأكثر، مؤكداً أن النائبة إلهان عمر تستحق اعتذاراً، لآن التهم الباطلة والأزمة المفتعلة شوَّهت سُمعتها وعرَّضتها للخطر.

مساحة إعلانية