محليات

1376

إنشاء مركز متخصص للطب النفسي في الوكرة بسعة 160 سريراً

كشف الدكتور حازم هاشم استشاري ورئيس قسم الطب النفسي، التابع لمؤسسة حمد الطبية، عن أن مؤسسة حمد الطبية تعتزم انشاء مركز متخصص للطب النفسي في الوكرة بسعة 160 سريراً، مبينا الانتهاء من مرحلة تصميم المبنى من خلال أفضل الشركات العالمية في هذا المجال، مشيرا الى العمل على اختيار الجهة المنفذة للمشروع، مشيرا أيضاً الى أن المكتب الهندسي الخاص سيشرف على تنفيذ المشروع.

ونوه الدكتور هاشم في تصريحات خاصة لـ "الشرق" إلى أن القسم الجديد سيوفر خدمات الطب النفسي العام، اضافة الى وحدة علاج الإدمان، والطب النفسي الجنائي؛ وهو من التخصصات الجديدة التي سيوفرها الطب النفسي، مبينا أن الوحدة الجديدة ستضع شروط قبول مرضى الادمان وتلائم جميع المرضى من هذا النوع. وتابع قائلا: "والقسم الجديد سيوفر خدمتين؛ الأولى: تختص بتقييم الحالة النفسية والعقلية للأشخاص الذين اقترفوا جريمة ما، والثانية: هي التي تختص بتوفير الرعاية النفسية للمحكوم عليهم في جرائم، ويعانون من أمراض نفسية. وسيتم توفير خدمات القسم الجديد من خلال مبنى مؤقت، لحين الانتهاء من إنشاء المبنى الدائم". ولفت الى أن توفير خدمات علاج الإدمان التي تقدم من خلال عدد من الجهات، يتم الإشراف عليها من خلال لجنة متخصصة تحت مظلة المجلس الاعلى للصحة، مشيرا الى أن علاج الإدمان في القسم النفسي الجديد، سيتم توفيره للمقيمين أيضاً.

6200 مريض نفسي

وأشار الى أن التركيز خلال الفترة المقبلة سيكون على زيادة عدد الغرف الخاصة، مبينا أن القسم الداخلي بلغت نسبة الإشغال فيه الى 100% بشكل مستمر، حيث استقبل 1200 مريض خلال العام الما ضي، منوها إلى استقبال قسم الطب النفسي 5000 مريض بالعيادات الخارجية خلال العام الماضي 2014.. وبين أن الوصم الاجتماعي يعد عائقاً أمام المرضى للتوجه الى قسم الطب النفسي، لطلب الدعم والعلاج النفسي، مؤكدا استقبال جميع الحالات دون تمييز ودون قيد، ضارباً مثالاً لذلك؛ باستقبال مسافري الترانزيت في حالة حاجتهم للعلاج النفسي، مشيرا الى التعاون مع الخطوط الجوية القطرية في هذا الصدد، مؤكدا أن هذه الخدمة تعد الأولى من نوعها في العالم.. وحول تنفيذ مشاريع الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية، ذكر أن مؤسسة حمد الطبية شرعت في تنفيذ مشاريع الاستراتيجية منذ انطلاقها، مبينا أن المشاريع الجديدة والتوسعات تعد من مخرجات الاستراتيجية. ولفت الى أن إنشاء التخصصات الفرعية في الطب النفسي، هو نتيجة لمشاريع الاستراتيجية، مشيرا الى تدشين تخصصات الطب النفسي للاطفال، والمسنين، والصحة النفسية للمرأة، والطب النفسي المجتمعي، والطب النفسي القضائي، والمعاقين، والاستشارات النفسية المقدمة لجميع أقسام مؤسسة حمد الطبية.. وتابع قائلا: "والقسم يسعى الى بناء القدرات في هذه التخصصات، لتكون تخصصات قائمة بذاتها، بحيث يتم توفير المهن المساندة لتلك التخصصات الجديدة".. وكشف عن افتتاح أول مركز مجتمعي للطب النفسي في معيذر، مبينا توفير خدمات الطب النفسي للأطفال والمسنين من خلال المركز الجديد، ومشيرا الى العمل على وضع خريطة العلاج النفسي، بمساعدة أفضل الخبراء في العالم.

خدمات النساء الحوامل

وأشار الدكتور هاشم إلى أن استراتيجية الصحة النفسية تسعى الى ضم خدمات الطب النفسي في تخصص الحمل والولادة، الذي يعد تخصصاً قائماً بذاته، حيث تتلقى النساء خدمات الطب النفسي الاعتيادية من خلال القسم بشكل عادي، مضيفاً في السياق ذاته: "وكما تعلم؛ فإن الاستراتيجية تضع الخطوط العريضة التي يجب أن تكون عليها الأمور، ولكن التفاصيل يتم بناؤها طبقا للعديد من المعطيات". ونوه إلى أن قلة الكوادر الطبية المؤهلة في مجال الطب النفسي ـ على مستوى العالم ـ يعد من الأمور الجوهرية التي تعوق تطوير الخدمات على مستوى العالم، مشيراً الى السعي الى زيادة عدد الكوادر العاملة في القسم، لمواكبة خطط التطوير التي تنتهجها مؤسسة حمد الطبية، مضيفا في السياق ذاته: "ونحن حريصون على الاستعانة بالخبرات العربية في مجال الطب النفسي، بما يتناسب مع متطلبات ومعايير مؤسسة حمد الطبية".. وحول الجهود البحثية التي يقودها قسم الطب النفسي، أوضح إجراء العديد من الأبحاث من بينها: أبحاث حول تأثيرات المواد المخدرة والادمان، والأسباب الوراثية للاصابة بالأمراض النفسية، والضغوط.. وحول مراعاة نوعية الخدمات المقدمة بما يناسب التركيبية السكانية، ألمح الدكتور هاشم الى أن الخدمات الطبية في العموم على مستويين؛ الأول: يقدم للأمراض الحادة وهذه الفئة يمكن أن يصاب بها جميع فئات المجتمع.. "أما المستوى الثاني: فهو المرض النفسي المزمن، وغالبا يعود المقيمون عند الاصابة بهذه الحالات لبلادهم، ولا يتبقى في هذه الحالة سوى المواطن الذي يتلقى العلاج في الحالات المزمنة".. ولفت الى بناء علاقات تعاون مع الشركات الوطنية الكبرى، التي تضم عدداً كبيراً من العمالة الوافدة، مبينا تنظيم العديد من الفعاليات التوعوية، التي تهدف الى الارتقاء بوعي المشرفين على العمالة في هذه الشركات، لتقديم الدعم النفسي الأولي للعمال في مواقع العمل، واكتشاف أي اختلافات في سلوكات العمالة مبكراً. واستطرد قائلا: "كما يُعِد القسم النفسي العديدَ من مطبوعات التوعية بأكثر من لغة، للتأكد من وصول المعلومات الى أكبر شريحة ممكنة من الفئات المستهدفة بهذه المعلومات، بما يحقق الهدف منها، فضلا عن تنظيم فعاليات توعية في مدارس الجاليات وغيرها".. وحول مشاكل الشعور بالاغتراب، التي يعاني منها جانب من المقيمين، وتأثيرات ذلك على المجتمع، نوه إلى أن قسم الطب النفسي سيسعى الى وضع هذه الحالات على أجندته للأبحاث العلمية، للوقوف على التأثيرات، مشيرا الى توفير القسم فريقا طبيا من جنسيات مختلفة عالية التأهيل، يمكنها التواصل مع المرضى بشكل فعال، من شأنه تقديم الدعم النفسي لهذه الحالات.. وأضاف قائلا: "وهناك جهود واسعة من قسم الطبي النفسي لتوطيد مفهوم التكيف لدى الجاليات التي تعيش في قطر، أضف الى ذلك الانشطة الاجتماعية التي تنظمها المؤسسات، والهيئات الوطنية، التي تخدم أهداف القسم بشكل كبير".. وأوضح أن الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية تضع هدفا ضمنيا لجميع مشاريعها؛ يرتكز على تكوين مناعة ضد المرض النفسي، وذلك من خلال التكيف، مبيناً أن البحث العلمي سيركز على هذه النواحي في المستقبل. وأشار الدكتور هاشم خلال تصريحاته لـ "الشرق" إلى أن خضوع الشخص للضغوط اليومية، التي يواجهها في بيئة العمل، يمكن أن يؤدي به الى الاصابة بالأمراض النفسية، داعياً أرباب العمل؛ الى العمل على خلق تفاعل داخل بيئة العمل، يعتمد على التفاهم، مضيفاً: "وسأضرب لك مثالاً: عندما تجلس في محاضرة لا تعجبك هناك شيء داخلي يقول لك غادر المكان فورا، وعندما تحاول المغادرة يأتيك شيء داخلي آخر، يمنعك من القيام بذلك، ويبرر لك ذلك".

وتابع قائلا: "ومع نهاية المحاضرة تشعر بالاجهاد البدني الى جانب الاجهاد النفسي، مع أنك لم تفعل شيء سوى الجلوس والاستماع، وهذا مثال بسيط يوضح تأثير الضغوط التي نتعرض لها يوميا".

وألمح الى أن نسبة الاصابة بالامراض النفسية في قطر لا تختلف عن مثيلاتها في جميع دول العالم، مشيرا الى أن أبرز الأمراض النفسية الحالية هي الاكتئاب، والقلق، وهما من أبرز الأمراض النفسية انتشاراً في العالم أجمع.

ونبه إلى أن نسبة الاصابة بالامراض النفسية الشديدة، والمزمنة، تشكل نسبة قليلة جدا، مبينا أن الذي يجعلها ظاهرة في العالم، يرجع إلى التأثيرات التي تحدثها أفعال هؤلاء المرضى فقط.. وذكر الدكتور هاشم أن البيئة الاجتماعية لها تأثيراتها في ظهور المرض النفسي، موضحاً ذلك بأن الأبحاث التي أجريت على التوائم المتشابهة، أكدت ذلك بشكل واضح، مضيفا: "وهذا يعتمد في الأساس على وجود قابلية لدى الشخص للاصابة بالمرض النفسي من عدمه".

الرعاية الأولية

وحول الشراكة مع مؤسسة الرعاية الأولية في مجال الطب النفسي، ذكر الدكتور حازم هاشم وجود تعاون مع المؤسسة، بهدف تدريب أطباء الأسرة على طرق اكتشاف الأمراض النفسية، وتقديم الدعم النفسي الأولي للمرضى، مشيرا الى اختيار 8 مراكز صحية لتقديم خدمات الطب النفسي الأولية، وتقديم العلاج للحالات البسيطة، وتحويل الحالات المتقدمة إلى قسم الطب النفسي. وأشار الى توفير خدمات الطب النفسي في المراكز الطبية الجديدة التي يصل عددها 6 مراكز، وتتركز في مناطق الكثافة السكانية، ويتم إنشاؤها ـ حاليا ـ لتوفير خدمات نوعية للمرضى في أماكن وجودهم بالمجتمع، وذلك بسبب الزيادة السكانية الحالية والمرتقبة.. ودعا أفراد المجتمع الى مساعدة فريق الطبي النفسي، وإنجاح مساعيهم لمواجهة الوصم الاجتماعي للأمراض النفسية، مشيرا الى العمل على مكافحة الوصم الاجتماعي؛ تفعيلاً للمشاريع الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية. وأكد أن قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية، على استعداد لاستقبال أي حالة، موضحاً أهمية مشاركة المجتمع في وضع السياسات الصحية المتعلقة بالطب النفسي.. وأردف قائلا: "ونحن على استعداد لتلقي أي مقترحات ومناقشة أي تعليقات من الجمهور، في اطار تطوير الخدمات الحالية، واستحداث خدمات جديدة تلبي احتياجات المجتمع".

وتقدم الدكتور هاشم بالشكر، إلى معالي الشيخ عبدالله بن ناصر رئيس مجلس الورزاء، وزير الداخلية، على الدعم الكبير الذي يوليه لمؤسسة حمد الطبية، وقسم الطب النفسي.

27 طبيباً

ومن جهته بيّن الدكتور ماجد العبدالله مساعد مدير قسم الطب النفسي، أن الفريق النفسي يضم الى جانب الطبيب عددا كبيرا من التخصصات؛ منها: الاختصاصي الاجتماعي، الاختصاصي النفسي، العلاج الوظائفي، مشيراً الى أن عدد الأطباء في القسم النفسي يصل الى 27 طبيباً حالياً، ما بين استشاريين واختصاصيين.. اضافة الى 31 طبيباً مقيماً. وحول برامج التعليم المستمر التي يوفرها الطب النفسي حالياً، لفت العبدالله في تصريحاته لـ "الشرق" إلى توفير برنامج البورد العربي في الطب النفسي!! مشيرا الى أن برنامج الزمالة في الطب النفسي يعد من البرامج الأولى التي حصلت على اعتماد المجلس الأمريكي للاعتماد الأكاديمي، كاشفاً عن افتتاح برامج زمالة جديدة في التخصصات الفرعية في الطب النفسي؛ في تخصصات الأطفال والمسنين قريباً. وأشار إلى استقبال عدد كبير من طلبات الالتحاق ببرامج الزمالة من مختلف أنحاء العالم!! مبينا أن كل برنامج منها، سيستقطب 4 أطباء، من أفضل المتقدمين.