رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2100

جموع المصلين يؤدون صلاة عيد الفطر في 1028 مسجداً

14 مايو 2021 , 07:00ص
alsharq
عمرو عبدالرحمن

أدى جموع المصلين صباح أمس الخميس، صلاة عيد الفطر المبارك في 1028 من الجوامع والمصليات بمختلف مناطق الدولة، وسط التزام المصلين بالاجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من إبراز تطبيق احتراز للمنظمين قبل دخول الجامع، وإحضار السجادات الخاصة، وارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي في أثناء الخطبة والصلاة، مع منع اصطحاب الأطفال.

وحرصت وزارة الأوقاف في عملية الاختيار على توزيع الجوامع والمصليات جغرافياً، بحيث تكون قريبة من جميع مناطق الدولة، ولتيسير أداء صلاة عيد الفطر على الجميع، كما حرصت على تجهيز المصليات والجوامع لاستقبال عيد الأضحى، من خلال فرق النظافة، التي تعمل بصورة مستمرة على تجهيز الجوامع للمصلين، فيما قام متطوعو الهلال الأحمر القطري بالإشراف على مصليات العيد من خلال اتباع المصلين للاجراءات الاحترازية في عدة مناطق بالدولة.

ودعا الخطباء والأئمة في خطب صلاة عيد الفطر المبارك، في مساجد الدوحة والمناطق الخارجية، إلى اغتنام فضائل أيام العيد في الطاعات وعمل الصالحات، مشددين على صلة الأرحام والأقارب والمرضى، وكذلك تجديد الإيمان ونشر مظاهر المودة والرحمة، من خلال التعاملات الإنسانية، إذ إن أعياد المسلمين فرصة لنقاء النفوس وطهارة القلوب، وصلة الأرحام لمن قطعها. مؤكدين أن العيد يعود فيه المخطئون عن أخطائهم ويرجع فيه القاطعون إلى أهليهم وأرحامهم، ويستيقظ فيه النائمون من غفلتهم، ويحن فيه من أغلظت قلوبهم بالأسى على أحبتهم وأهل مودتهم.

جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب

من جانبه قال فضيلة الشيخ محمد محمود المحمود صباح امس في خطبة العيد بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: ها هو شهر رمضان المبارك قد انقضت أيامه بعدما تقلب العبد بين ألوان من الطاعات والعبادات، يرجو رحمة الله عز وجل وفضله ومغفرته، واليوم أشرقت علينا شمس عيد الفطر المبارك ببهجته وفرحته، نستقبله بالتكبير والصلاة والتقرب إلى الله عز وجل بالطاعة بعد الطاعة، ويقول تعالى: "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ". فالله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

وأضاف: "إن عيد الفطر يأتي بعد أن أتم المسلمون فريضة الصيام، فصمنا بفضل الله وكرمه ثلاثين يوما، وإن يوما يصومه العبد من رمضان لا يعدله شيء من الأيام، فهنيئا لمن أضاف هذا إلى رصيد حسناته. وتابع: إن يوم العيد هو يوم الجائزة، والبراءة من الذنوب، والطهارة من العيوب، يباهي فيه ربنا سبحانه بأهل الإيمان ملائكته التي تقف على أبواب الطرق تبشر الصائمين بمغفرة ذنوبهم، وقبول طاعتهم، ورفعة منزلتهم، فحق لنا أن نفرح بيوم العيد، حيث يقول سبحانه: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، ويقول صلی الله عليه وسلم: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ".

وذكر أنه ينبغي للإنسان أن يكون حريصا على إدخال السرور على الناس جميعا، خاصة الفقراء والمساكين واليتامى، وذوي الحاجة، لأنه المقصود من شرع الفطرة كما أخرجه البيهقي والدارقطني عن ابن عمر قال: "فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر وقال: أغنوهم في هذا اليوم" وفي رواية للبيهقي "أغنوهم عن طواف هذا اليوم".

* علامات قبول الصيام

وقال إن مواظبة العبد على فعل الطاعات بعد رمضان علامة من علامات قبول الصيام، كما أنها امتثال لقول الله تعالى: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"، وقوله سبحانه: "فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ"؛ أي: إذا انتهيت من عبادة وطاعة، فادخل في طاعة وعبادة أخرى قاصدا بها وجه الله عز وجل. فقد جاء في "سنن ابن ماجه عن طلحة بن عبيد الله: أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إسلامهما جميعا، وكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي. قال طلحة: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع، فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحدثوه الحديث، فقال: "من أي ذلك تعجبون؟" قالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهادا، ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أليس قد مكث هذا بعده سنة؟" قالوا: بلى. قال: "وأدرك رمضان فصام، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟" قالوا: بلى. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض". فالله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

* فضائل صيام الست من شوال

وقال: إنه يستحب لنا صيام الست من شوال التي حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على صومها، ورغبنا فيه، وأرشدنا إلى فضله، أخرج مسلم في صحيحه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ"، فصيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله، فلنحرص على صيامها؛ تقربا إلى الله عز وجل، وطمعا في رضاه.

واضاف: أيها المسلمون.. هذا يومُ عيدِكم، فاسعدوا به، وانشروا البهجة في بيوتكم، وتواصلوا مع أحبابكم، واحرصوا ـ رحمكم الله تعالى ـ على الأخذ بالنصائح والتوصيات الصحية، والتزام الإجراءات الاحترازية. تقبَّل الله طاعاتكم، وبارك لكم في أعيادكم، وجعل سعيَكم مشكورًا، وذنبَكم مغفورًا، وزادَكم في عيدكم فرحةً وبهجةً وسرورًا.

* مسجد الشيوخ

بدوره قال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة في خطبة العيد بجامع الشيوخ: "نشكر الله عز وجل على عدة الصيام والقيام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر والله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمدلله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا". أيها المسلمون، إن يومكم هذا يوم عظيم، وعيد مبارك كريم، عيد هو من محاسن هذا الدين، أوجب الله عليكم فطره، وحرم عليكم صومه، وهو عيد توج الله به شهر الصيام والقيام، وقال سبحانه: "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد".

وتابع: "أيها المسلمون، لقد رأينا في شهر رمضان المبارك ما يثلج صدر كل مؤمن من إقبال على الطاعات والتنافس في الخيرات والصالحات، وأقوام يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، وهكذا عباد الله يجب أن تعمر مواسم الخير والرحمة.. عباد الله، مضت ايام الشهر المباركة، وقد قطعتم بها مرحلة من مراحل العمر، من أحسن فيها فليحمد الله، ومن أساء فليتب إلى الله وليصلح العمل، فمن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل".

* استدامة طاعة الله

وأضاف: "عليكم باستدامة طاعة الله، وباستدامة الطاعة وامتداد زمانها نعيم الصالحين وقرة عين المؤمنين، وتحقيق آمال المحسنين، وكما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام "خيركم من طال عمره وحسن عمله"، ومن علامات قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، فأتبعوا الحسنات بالحسنات. روى مسلم عن سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه قال: "قُلْتُ: يا رَسُولَ الله، قُلْ لي في الإِسْلاَمِ قَوْلًا لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ، قَال: "قُلْ: آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ"، فاستقيموا على طاعة مولاكم في كل وقت وحين، فإن عمل المؤمن ليس له أجل دون الموت، فاحفظ ما عملته من صالحات في الشهر المبارك من إخلاص لله، والإقرار بالتقصير، وطلب المغفرة والرضوان من الله عز وجل. يقول الله العلي الكريم: "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ".

* تجديد للصلة الاجتماعية

واختتم: "في العيد تتقارب القلوب على الود وتجتمع على الألفة والمحبة، وفي العيد يتناسى ذوو النفوس الطيبة أضغانهم، ويجتمعون بعد افتراق، ويتصافحون بعد كدر، ويتصافون بعد ابتعاد، وذاك كله تجديد للصلة الاجتماعية بين الناس على أقوى ما تكون حباً ووفاءً وإخاءً. عباد الله، في العيد معنى إنساني عظيم وهو أنه يشترك أعداد لا حصر لها من أبناء الأمة الإسلامية على امتداد رقعتها، على الفرح والسرور في وقت واحد، فإذا بأبناء الأمة الإسلامية على اختلاف ديارهم يشتركون في السراء كما يشتركون في الضراء، فهم في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد. واعلموا يا عباد الله أن من تمام الإحسان والصلاح بعد رمضان صيام 6 ايام من شوال، ندبكم إليها رسولكم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام بقوله كما جاء في صحيح مسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر".

مساحة إعلانية