محليات

10622

أول فندق قطري للعناية بالقطط .. يكمل عامه الخامس

أنشأه (أبوفهد) في ملحق بمنزله لأهداف خيرية وليست ربحية

أبوفهد: امتنعت عن السفر للعناية بالقطط ولم أغادر الدوحة منذ خمس سنوات

تجهيزات عالية وعناية طبية طوال الوقت

خدمات فندقية واستقبال القطط في فترة الصيف

أفكر في إنشاء جمعية لمحبي تربية القطط

البيع غير نقدي .. ومن يريد الشراء أطالبه بإحضار طعام للقطط

كثرة الولادات تجعل محاربة قطط الشوارع أمراً مزعجاً وصعباً للغاية

لم يكن المواطن يوسف حسن يوسف (أبوفهد) يعلم أن هواية تربية القطط التي بدأها وهو لم يتجاوز السادسة من عمره ستقوده لافتتاح أول عمل مؤسس يهتم بتربية القطط والعناية بها والمحافظة عليها، مما جعل كل هواة تربية القطط يقصدونه ويتعاملون معه، بعد أن اكتسب خبرات ثرة وعريضة في هذا المجال وأصبح أحد الذين يشار إليهم بالبنان في مجال العناية بالقطط، بعد أن أكمل فندق العناية بالقطط الأول من نوعه في قطر عامه الخامس.

يوسف حسن شاب قطري لم يتجاوز الثلاثين من عمره، ولكن تفكيره وإنسانيته جعلته يلتفت للقطط، بعد أن شاهد الإهمال الذي تعيشه، مؤكدا أنه يسير على هدى الإسلام وتعاليمه التي تشدد على الاهتمام بكل كبد رطبة.

البداية

أرجع يوسف تعلقه بالقطط إلى طفولته، حيث قال: تلقيت هدية وأنا في السادسة من عمري، كانت عبارة عن قطتين، فبدأ اهتمامي بهما، ولكنه اهتمام منقوص، فأنا لم أكن أعلم كيفية التعامل معها.

ومع الوقت، صرت أهتم بالدراسة عن القطط وعن كيفية العناية بها وكيفية القيام بنظافتها وتوفير كل سبل الراحة لها، وبعد ذلك دخلت عالم الإنترنت الذي وفر لي معلومات هائلة، ومن هنا بدأت انطلاقتي في هذا العالم الكبير، فهذه المخلوقات تحتاج للكثير من العناية، وما قادني للاهتمام بها هو عدم اهتمام الجميع بالقطط، وكثيرا ما أشاهد قططا تتعرض للحوادث في الطرقات أو نفقت لإصابتها بمرض، دون أن تجد عناية، وهو ما جعلني حريصا على الاهتمام بها رغم ان علاج القطط مكلف للغاية، ولكني قمت بتوفير الأدوية لها، وبدأ تعاملي فعليا قبل سنوات في هذا المجال.

لا مجال للربح

واصل يوسف حديثه قائلا: أنا لا أتسلم أي أموال مقابل ما أقوم به من مجهود وعناية وعلاج، وحتى حينما يأتي إلي أشخاص يريدون شراء قطط، لا أقوم ببيعها مقابل المال، بل على المشتري أن يأتي بطعام للقطط فقط، وهو ما يجعلنا نوفر العناية لبقية القطط، فالقط طعامه مكلف ويمكن أن يكلف القط الواحد 800 ريال للطعام فقط في كل شهر؛ لأنها تأكل بشكل مستمر وتكون وجباتها حسب أوزانها.

خدمات ما بعد البيع

يوسف أكد أن علاقته بالقطط التي يقوم بالتنازل عنها لآخرين لا تتوقف عند خروجها من منزله، وإنما يتابع أوضاعها وقال: التأكد من استقرار القط وحصوله على معاملة جيدة جعلنا نقوم بعمل استمارة للمشتري حيث عليه أن يملأها ونقوم بعد ذلك بمتابعة القطة بالاتصال بالمشتري بين الفترة والأخرى، وفي بعض الأحيان نطالبه بإرسال صور حديثة للقطة في المكان الذي تم تخصيصه لها حتى نتأكد من توفر العناية لها، وهو ما يؤكد جديتي في هذا العمل، ولا بد أن تتوفر نفس هذه الجدية عند من يرغب في تبني قط لأنه مخلوق، وهو روح، فإذا كان الشخص لا يستطيع العناية به، عليه أن يعيده إلينا مرة أخرى.

خدمات الفندقة

وقال يوسف: فصل الصيف هو الفترة التي تشهد مغادرة عدد كبير من المواطنين والمقيمين لقضاء إجازاتهم الصيفية خارج البلاد، وهو ما يجعلهم يبحثون عن مكان يضعون فيه قططهم حتى يعودوا ويتأكدوا من توفر العناية اللازمة لها، وهو ما جعلني أقوم بعمل مشروع الفندقة، حيث أقوم بتسلم القطط من الأشخاص الذين يريدون مغادرة البلاد في مقابل مالي لا يتعدى 800 ريال، وهي التكلفة الحقيقية للطعام والشراب وتوفير الأدوية، ولدي الكثير من العملاء الذين تأكدوا من مقدرتي على القيام بهذه المهمة، مما جعلهم يتجهون إلي دائما ومعظمهم من المقيمين الذين يقضون إجازاتهم الصيفية في بلادهم.

ونقوم بتسلم القطط الخالية من الأمراض، مع الحرص على وجود دفتر التطعيم معها؛ حتى نقوم بمتابعتها صحيا بالشكل المطلوب، حيث تشهد فترة الصيف دائما الكثير من الضغوط علينا بسبب العدد الكبير من القطط الذي نقوم بتسلمها.

وهذا المشروع لا أستهدف التربح من ورائه، فكل ما نتسلمه نصرفه، ولا أقوم بتسلم أي تبرعات أو دعم مادي، فقط أتسلم الأشياء العينية من طعام وأدوية.

شبكات التواصل

أكد يوسف أن شبكات التواصل الاجتماعي وفرت له انتشارا كبيرا، حيث استطاع أن يكوِّن اسما وسط الكثيرين، وهو ما جعله موضع ثقتهم وانتشر عمله بينهم ووفر له الكثير من العملاء، سواء الذين يريدون شراء قطة أو الذين يريدون مكانا يضعون فيه قططهم في حال سفرهم إلى الخارج، وهناك الكثيرون الذين يستفسرون عن كيفية التعامل مع القط وأقوم بالرد على كل هذه الاستفسارات وتوفير كل ما أستطيعه من معلومات بسبب خبراتي في هذا المجال.

انتقاد وهجوم

لم يسلم يوسف من الانتقاد والهجوم من الذين يرون أن هناك الكثير من الأشياء التي تحتاج للعناية، ولكن رد يوسف جاء واضحا، حيث قال: الرحمة لا تتجزأ والاهتمام بالحيوان لم يأت الآن فقط، بل جاء منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان الاهتمام واضحا بالخيول والدواب، وكان الجميع يتسابقون للعناية بحيواناتهم ورعايتها، وأنا أرى أن هذه القطط أيضا تحتاج للعناية وللرعاية.

الدعم الأسري

عن هذا الجانب، قال يوسف: معظم الأسر لا يوجد لديها قبول للقطط، وهذا الأمر جعلني أعاني في البداية، وقال مازحا: كان أهلي يأخذون القطط في حال غيابي عن المنزل ويرمونها بعيدا، وحينما أحضر يقولون لي إن القط هرب، ولكن الآن أصبح هناك وعي وتقبل ومساعدة من الأسرة، بعد أن شاهد الجميع الاهتمام الكبير الذي أوليه لها والرعاية التامة التي أوفرها، حيث أملك الآن 40 قطة، وكل واحدة منهم تحمل اسما يسهِّل علينا كثيرا عملية المتابعة، والآن صار للقطط أسعار عالية، فهناك قطط يصل سعرها إلى 15 ألف ريال وأخرى وصل سعرها إلى 30 ألف ريال، وهذه تكون من ذوات الدم الصافي، أي أنها من السلالات المعروفة، حيث يكون لها رقم شخصي تستطيع التجول به في كل العالم، وهذا الرقم يوفر كل المعلومات عنها.

ممنوع من الخروج

وقال يوسف إنه لم يخرج من البلاد منذ 5 سنوات بسبب هذه القطط، وقال: امتنعت عن السفر خارج البلاد بسبب هذه الهواية، حيث أعتبرها أمانة، ورغم أن هناك من يمكنه رعايتها في فترة غيابي، ولكن قلقي عليها يجعلني أفضل البقاء إلى جانبها وعدم السفر.

قطط الشوارع

وعن كيفية التخلص من ظاهرة قطط الشوارع التي أصبحت منتشرة بشدة، قال يوسف: الحل هو دخول القطط المعقمة فقط، حيث إن القط كائن ولود يمكن أن يصل معدل ولادته إلى 12 مولودا في المرة الواحدة، وهو ما يجعل انتشارها كبيرا، حيث هناك العديد من الأسر التي لا تستطيع الاهتمام بهذا العدد الكبير، فيقوم القط بالهرب ويكمل باقي حياته في الشارع، فيقوم بالتناسل والتكاثر، وهذا ما يجعل محاربة قطط الشوارع أمرا مزعجا وصعبا في نفس الوقت.

تكلفة عالية

أنشأ يوسف ملحقا خاصا في منزله مجهزا تجهيزا تاما لهذه القطط، وقال عنه: هذا الملحق تجاوزت تكلفة إنشائه 70 ألف ريال، وقمت ببنائه وتجهيزه بصورة تامة لاستقبال القطط، حيث يحتوي على مكيف هواء وأقفاص خاصة، وهناك عدد من التجهيزات للطعام والشراب، وكذلك يوجد مكان خاص للأدوية.

جمعية محبي القطط

تنامي هذه الهواية جعل يوسف يفكر في إنشاء جمعية لمحبي تربية القطط، مؤكدا أن هناك العديد من الأشخاص الذين يتواصل معهم أصبح عددهم الآن أكثر من 15 شخصا، وهو عدد جيد يجعلهم يفكرون في إنشاء جمعية لتبادل الآراء والمعلومات وتسهيل المهام على بعضهم البعض.

اقرأ أيضاً

وزارة التربية والتعليم تنظم النسخة الثانية من مؤتمر اللغة العربية في المدارس ورياض الأطفال الخاصة

"كهرماء" تؤكد جاهزيتها التشغيلية والاستراتيجية لدعم بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025

تعرف على مستجدات خدمة مترولينك ومترو إكسبرس خلال بطولة كأس العرب 2025

أخبار ذات صلة

الصحة: تعليمات هامة لتجنب الإصابة في المدرجات خلال مباريات كأس العرب

مجلس الشورى يقر الموازنة العامة 2026