رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

6435

الدروس الإثرائية .. تثير علامات استفهام بين أولياء الأمور

16 أكتوبر 2016 , 07:40م
alsharq
الدوحة - الشرق

ضوابط جديدة اصدرتها وزارة التعليم والتعليم العالي تنظم عملية الدروس الاثرائية التي تقوم بها المدارس المستقلة لكي ترفع من مستويات طلابها قبل امتحانات نهاية العام وهو ما اكد الجميع على اهميته فى محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية التي اصبحت عملا مربحا للكثيرين الذين ينتظرون موسم الامتحانات لعرض خدماتهم مقابل مبالغ مالية ضخمة تصل الى 500 ريال للحصة الواحدة وهو ما يشكل ضغطا كبيرا على ميزانيات الاسر التي تعمل كل ما في وسعها من اجل احراز ابنائها نتائج جيدة تؤهلهم للتحول للمراحل التعليمية الاكبر او الوصول الى الجامعات، فيما رأى اولياء امور ان هذه الضوابط ليست سوى تقنين للدروس الخصوصية التى تحاربها الوزارة وذلك ما استشفوه من فرض رسوم على الدروس الاثرائية تتراوح بين 200 الى 300 ريال لكل نظام حسب تقسيمات الوزارة بخلاف الدروس الفردية التى قد تصل فى جملتها الى 1200 ريال وقد تصل الى 2100 ريال فى الفصلين الدراسيين الاول والثانى بما مجموعه 14 ساعة تدريسية .

تحقيقات الشرق استطلعت آراء عدد من المختصين واولياء الامور الذين ابدوا آرائهم في عملية الدروس الاثرائية وفيما يلى حصيلة ما ادلوا به :

جودة تدريسية مفقودة

بداية يرى محمد الرويلي أنه لو كانت هناك جودة تدريسية داخل الفصول، ما كانت لجئت وزارة التعليم إلى ما أسمته بالدروس الإثرائية، حتى فيما يتعلق بالطلاب أصحاب المستويات الضعيفة والمتوسطة، فبالامكان إقامة دروس تقوية لهم، وهي الدروس المجانية التي كانت تعطيها الوزارة سابقًا للطلاب، ويمكن تحديد الطلاب المعنيين، من خلال رصد مستوياتهم من خلال المدرسين في الفصول، حتى يتحصل المستحقين فعليا على هذه الدروس ، وأكد الرويلي ان الهدف ليس تعليمي على الإطلاق، وإنما هو وسيلة لتحصيل رسوم مادية، وعن الرسوم المحددة قال الرويلي أنها مرتفعة جدًا ولا تختلف كثيرًا عن أسعار الدروس الخصوصية، فهي لن تخدم أولياء الأمور بالشكل المطلوب، ونصح الرويلي وزارة التعليم، باستقطاب كوادر تعليمية بمستويات عالية، حتى تتلاشى ظاهرة الدروس الخصوصية، بدلًا من عمل تلك الدروس الاثرائية وفتح أبواب المدارس مساءًا، لافتًا إلى أن حل الاشكالية يظل داخل الفصل نفسه وليس خارجه.

تحديد المسار

من جانبه أكد سعد الدباغ على ضرورة تحديد المسار بالنسبة لوزارة التعليم، فالسؤال الذي يطرح نفسه، هل هي تريد إثراء الطالب علميًا وأكاديميًا أم أنها تريد أن تدخل السوق؟ ، فالوقوف في المنطقة الضبابية أو الرمادية لا يصب في صالح احد، فما تقوم به وزارة التعليم الآن، هو تشجيع صريح لسوق الدروس الخصوصية، فها هي وزارة التعليم دخلت المنافسة مع المدرسين في الخارج، فالمنافسة والمحاربة لا يجتمعان أبدًا، فوزارة التعليم دائمًا ما تعلن محاربتها للدروس الخصوصية، وها هي الآن تدخل المنافسة، خاصةً وان الرسوم الموضوعة مرتفعة، فكان الأجدر ان تكون رسوم رمزية أو مجانية كما كان سابقًا، وأشار الدباغ الى أنه بهذا القرار وضع الطلاب وأولياء الامورفى مفاضلة، بين الدروس الاثرائية التابعة للوزارة، وبين الدروس الخاصة الخارجية، واللتان في مضمونهما لا يختلفان عن بعضهما البعض، فالمدرسين لا يختلفون والأسعار قريبة، فلماذا لا يتم إضافة مبلغ بسيط ويكون المدرس في المنزل، بدلًا من عناء الانتقال والعودة من المدرسة ومضيعة الوقت، وأضاف الدباغ لا نريد مجرد التجريب بقدر ما نحتاج لحلول جذرية، تنتهي بها اشكالية الدروس الخصوصية، وهذا من خلال التعاون مع الكوادر التعليمية السابقة.

فوائد بالجملة

من ناحيته اكد الاستاذ حسن الباكر مدير مدرسة احمد بن محمد الثانوية المستقلة للبنين ان الضوابط الجديدة التي تم وضعها للدروس الاثرائية ستظهر فوائدها سريعا خاصة وان المدارس ستكون ملزمة بتوفير الاجواء الملائمة لهذه الدروس لكي تستمر بصورة مميزة، وقال الباكر: في السابق كانت بعض المدارس تقوم بالتلاعب في صرف مبالغ الدروس الاثرائية ولا تكون هناك فائدة ملموسة على اداء الطلاب ولكن الآن اصبح الطالب يدفع مبلغ رمزي في ظل ضوابط ستحكم سير عملية هذه الدروس وهو ما سيجعل الجميع يجني ثمارها فالطالب سيستفيد بصورة كاملة من هذه الدروس اذا حضرها بكامل تركيزه وانتباهه خاصة وان المعلمين سيقومون بشرح كل المواد التي تستعصي على فهم الطلاب مرة اخرى مما سيجعل امكانية الفهم والاستيعاب متوفرة والمعلم سيستفيد ماديا من هذه الدروس وكذلك المدرسة ولكن هذا الامر يجب ان يجد الاهتمام والمتابعة من اولياء الامور فهناك بعض الطلاب الذين يتهربون من حضور هذه الحصص بعد ان يدفعوا الرسوم الخاصة بها رغم انها كفيلة بزيادة تميز الطالب المجتهد ورفع اداء الطلاب الضعاف في فهم المنهج.

وعن محاربتها للدروس الخصوصية قال الباكر: من الصعب محاربة الدروس الخصوصية الا باصدار قانون صارم فهناك الكثير من العمالة الوافدة الذين لا عمل لهم والذين يحضرون الى الدوحة في اوقات الامتحانات لعمل الدروس الخصوصية وكل المطلوب منهم هو اعلان في الصحف او المجمعات التجارية مع وضع رقم هاتف وسيجدون الكثير من اولياء الامور الذين يطلبون خدماتهم وفي النهاية تكون المحصلة ضعيفة للطالب خاصة وان هذا الشخص لا احد يعلم خبراته في تدريس المنهج القطري.

تنظيم ومنفعة

اما الاستاذ محمد البلوشي مدير مدرسة حمزة بن عبد المطلب الاعدادية المستقلة للبنين فاكد ان هذه الضوابط ستمنح الدروس الاثرائية اهمية كبيرة لان الطلاب لم يتعاملوا معها بجدية في السابق لانها لم تكن بمقابل وكان الحضور فيها ضعيفا للغاية ولكن الان سيكون هناك اقبال من الطلاب خاصة وانهم سيجدون اساتذتهم الذين يعلمون تماما مستويات الطلاب وبهذا سيكون الاستيعاب اسهل وستحقق المنفعة المطلوبة للطلاب وايضا المعلم سيكون تركيزه منصبا على المجموعات التي يتعامل معها وبذلك تنتفي الحوجة للدروس الخصوصية ويمكن ان نحاربها بهذه الدروس فلا بد ان يعلم اولياء الامور ان الاستاذ النظامي الموجود في المدرسة افضل كثيرا من ذلك الذي يضع اعلانا في الصحف اليومية او في المجمعات التجارية عارضا خدماته فلا احد يعلم مؤهلاته والمامه بالمنهج القطري وهذا يمكن ان يكون خصما على استيعاب ابنائهم للمنهج وعلى تميزهم، وعلى اولياء الامور ان يقوموا بمتابعة ابنائهم وتحفيزهم وحثهم على الحصول على الدروس التي يستفيد منها ابنائهم فهذه الدروس الاثرائية تقدم باحترافية من اساتذة يعلمون المنهج القطري ولديهم سنوات طويلة من الخبرة في المدارس.

خطوة في الطريق الصحيح

وقال السيد ناصر المهندي إن هذه الخطوة تسعى من خلالها الوزارة إلى محاربة بعض الظواهر السلبية التي بدرت ممن يصفون أنفسهم بأنهم معلمين على كفاءة عالية ويستغلون الأسر من هذه الزاوية كما إن الدروس الإثرائية مفيدة للغاية وتعمل على تفوق الطالب وترفع من مستوى تحصيله العلمي والتركيز مع الأستاذ الذي يعرفه ويجب على الوزارة أن تنظر إلى العديد من الجوانب الهامة أولها العمل على تخفيض الرسوم المقررة خاصة إن هناك اسر محدودة الدخل ثانيا التزام الوزارة بإرجاع الطلاب عبر الباصات الخاصة بالمدارس لا سيما أنهم يدفعون اشتراك سنوية عليها ثالثا لابد من وجود تنوع في المواد حتى يستطيع الطالب الحصول على اكبر قدر من المعلومات وطالب المهندي بضرورة وجود رقابة مكثفة فيما يتعلق بوضعية المناهج وتدريسها بالتنسيق مع المعلمين المتخصصين بكل مدرسة .

تساهم في زيادة التركيز

وأشاد السيد احمد الشيب بهذه الفكرة التي سوف تحدث فارق كبير في مستوى التحصيل العلمي للطلاب إذا تم تطبيقها وفق ما تراه وزارة التعليم وقال إن هذه الفكرة تحتاج إلى عمل تنوير شامل لأولياء الأمور والطلبة من اجل الوقوف على الأهداف الشاملة التي سوف تنعكس إيجابا على الجميع مشيرا إلى إن ظاهرة الدروس الخصوصية والتي تشعبت وسط المجتمع أفرزت الكثير من الجوانب السلبية لا سيما إن الطلاب يعتمدون على الإعلانات عبر وسائل الإعلام المختلفة دون أي معرفة عن خلفية المعلم وما مدى معرفته الكافية بالمادة التي يقوم بتدريسها علما بإن نسبة كبيرة منهم ليس بمعلمين معتمدين في الوزارة وقال الشيب إن عملية منح الطلاب هذه الدروس داخل فناء المدرس يساهم كثيرا في تركيز الطلبة عكس وجودهم داخل المنازل لافتا إلى إن عملية تصنيف الطلاب داخل الفصول يعد أمرا ايجابيا ويعطي المعلم الفرصة الكافية إلى إيصال المعلومة وتكرارها أكثر من مرة حتى تصل بصورة صحيحة إلى ذهن الطالب.

مساحة إعلانية