محليات

2650

سيارات الأجرة .. إلى متى الانتظار!!

هذه القصة حقيقية، ليست من وحي الخيال.. تعطلت سيارتي بسبب حادث مرور نهاية الأسبوع الماضي، وأنا في طريقي للمنزل، وبعد إنهاء إجراءات شرطة المرور، توجهت لأحد سيارات الأجرة على الطريق بجوار قسم الشرطة بمنطقة الوكرة إقتربت منه وكان متوقفاً على جانب الطريق، لوحت له بيدي وهممت بفتح الباب لأركب فكان الباب مغلق من الداخل، فتح السائق نافذة السيارة ولم يفتح الباب.. طلبت منه أن يوصلني إلى بيتي الكائن بمنطقة الوكير، بدأ بالتفكير وبعد مدة فتح الأبواب.

لم يفتح السائق الأسياوي العداد، فتعجبت وسألته لماذا لم تفتح العداد!!!، أجابني أن المسافة قريبة ولا تحتاج إلى عداد،.. أخبرته أنني لن أدفع ريالاً وأحدا إلا بعد فتح العداد،.. اُجبر السائق على فتح العداد بعد وابلا من النظرات والهمسات الحادة، وبعدما تقدمنا لعدة أمتار، توقفت سيارة الأجرة فجأة عندما لوحت ثلاثة فتيات أسياويات للتاكسي، أخبرته لماذا توقفت ليس من القانوني أن تقف لشخص على الطريق ما دامت سيارة الأجرة بها مستخدم "زبون" والعداد يعمل، لم يمتثل لكلامي وكأني أتحدث لنفسي.

وتابع د. أحمد عبدالهادي السيد صالح الطبيب بإحدى مستشفيات حمد الطبية صاحب القصة، لم اتمكن من معرفة المنطقة التي يريد الفتيات الثلاثة الذهاب إليها، لعدم معرفتي بـ"اللهجة المحلية الأسياوية"، بعد دقيقتين نظر إليّ السائق مبتسماً وأخبرني بأنه لن يكمل في طريق المنزل وسيعود من الدوار المقابل، بحجة الزحام المروري، وأن المسافة بين الدوار وبين المنزل قصيرة يمكنني أن أقطعها سيراً على الأقدام، اعتقدت أنه يمازحني بعد الاحتدام الدائر بيننا، وإذ به يعود من الدوار كما أخبرني، أجبرني على النزول من السيارة حيث لم يدع لي خيار إلى أن آخذ رقم السيارة وأُبلغ شركة سيارات الأجرة بما حدث.

الشكاوى لا تتوقف

ورغم زيادة أسطول سيارت الأجرة بالدوحة، إلا أن شكاوى الركاب لا تتوقف من عدم وصول التاكسي إلى كافة المناطق، واختفائه من الشوارع الرئيسية والفرعية خلال ساعات الذروة والمناطق المزدحمة وبعد منتصف الليل، فضلاً عن استغلال بعض السائقين وفرض مبالغ كبيرة على الركاب خاصة رواد المجمعات التجارية، وهو ما يدفع للجوء إلى السيارات الخاصة أو ما يسمونه بـ "التاكسي الخصوصي" المخالف للقانون.

أسامة عبدالفتاح صديق ياسر مهندس معماري وصل الدوحة منذ شهرين، يسكن في شارع المطار القديم ومقر عمله في منطقة الدفنة، يتحدث عن معانته اليومية في انتظار سيارة الأجرة، ورغبته في تعلم القيادة وشراء سيارة، ليحل المشاكل التي يواجهها في التأخير عن دوامه، ويواجه أزمة في ارتفاع رسوم تعليم القيادة وتعنت البنك.

التاكسي الخصوصي هو الحل

مريم طارق حسين مدرسة في إحدى المدارس المستقلة في المعمورة، تسكن مع زوجها في المنصورة، تقول أنها واجهت صعوبات عديدة في وجود سيارة الأجرة صباحاً للذهاب إلى المدرسة، ووجدت الحل في التعاقد مع "التاكسي الخصوصي" مقابل مبلغ مالي يومي نظير الذهاب والعودة.

وبعد منح شركة مواصلات 350 سيارة أجرة جديدة مطلع الشهر الجاري، لشركتيّ الإجارة والمليون، منها 200 سيارة لشركة الإجارة، و150 سيارة أخرى لشركة المليون، لإضافة العدد الحالي لسيارات التاكسي، ليصبح العدد الجديد لسيارات شركة الإجارة 1000 سيارة تاكسي، فيما تسيّر شركة المليون بعد الإضافة الأخيرة 800 تاكسي، والتوسع النوعي في إضافة أعداد من سيارات التاكسي، والمبادرات المستمرة والطموحة نحو تلبية الطلب المتزايد بالسوق واحتياجات المجتمع لسيارات الأجرة،.. يبقى التساؤل المُلح: أين هذا الكم الضخم من التاكسي ولماذا لايتواجد وقت الحاجة أليه؟!!.