رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2004

خلال المؤتمر الافتراضي بتنظيم من وايز .. مناقشة تحديات التعليم بعد انتشار كورونا

17 أبريل 2020 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

يجب أن تنظر الأنظمة التعليمية حول العالم لوباء كوفيد-19 على أنه فرصة لبناء المستقبل والتركيز على عناصر هامة وهي "التكيّف، الابتكار، والتضافر الاجتماعي"، جاء ذلك خلال الحدث الافتراضي الذي نظمه مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"- إحدى مبادرات مؤسسة قطر.

شهد الحدث الافتراضي الذي عُقد من خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" بالشراكة مع ندوة سالزبورغ العالمية، خبراء في مجال التعليم من جميع أنحاء العالم، حيث شاركوا خبراتهم وآراءهم حول استجابات مؤسساتهم التعليمية من مدارس وجامعات لوباء كوفيد-19.

وقد تم تنظيم المؤتمر تحت عنوان "تعطل التعليم وإعادة تصوره" المنعقد على مدار يومين في صورة ندوات- من أجل مناقشة التحديات التي تواجهها الأنظمة التعليمية حاليًا، وللعمل كمنصة لتبادل الأفكار والممارسات عبر أنظمة التعليم المختلفة حول الاستجابات قصيرة ومتوسطة المدى لحالة الاضطراب التي شهدها قطاع التعليم بسبب الوباء. كما أنها تهدف إلى إثارة نقاش عالمي حول إعادة تشكيل التعليم وتطويره للتكيف مع مرحلة ما بعد الوباء.

◄ مرحلة مبكرة

وقد تحدث ستافروس يانوكا، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز، عن استجابة قطاع التعليم عالميًا لانتشار فيروس كورونا والخطوات التالية في مواجهة الأزمة قائلاً: "إننا ما زلنا في مرحلة مبكرة من أزمة وباء كوفيد-19، ووسط ما يمر به العالم في الوقت الراهن نحن بحاجة إلى تبني أفكار جديدة. فهناك العديد من العوامل الرئيسية التي يمكنها مساعدتنا في خوض هذه المعركة والانتقال إلى المراحل التالية، ويأتي على رأسها عامل "المرونة والقدرة على التكيف". يجب أن نبني مستقبلنا حول مفهوم المرونة، وذلك بالنسبة لأنظمتنا التعليمية وللأفراد التابعين لها. العامل التالي هو "الابتكار"، فالأمر لم يعد اختياريًا؛ بل يجب أن يكون كفاءة أساسية لدينا لتمكننا من المضي قدماً.

وأضاف: "وأخيرًا عامل "التضافر الاجتماعي"، لأنه من المستحيل أن نزدهر ونحن بمعزل عن الآخرين. فإن الميزة الأعظم في تاريخ تطور البشرية تتمثل في قدرتنا على التعاون بمرونة مع أحدنا الآخر من خلال أعداد هائلة من البشر عبر الزمان والمكان. يجب أن يتضمن مستقبلنا خطوات فعّالة يمكنها تقريب العالم أجمع سياسيًا، ثقافيًا، اجتماعيًا واقتصاديًا".

◄ جاهزية وفاعلية

وعلق الدكتور جريجوري مونكادا، مدير عام أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا – احدى مدارس التعليم ما قبل الجامعي التابعة لمؤسسة قطر- في حديثه عن الخطوات العملية التي اتخذتها الأكاديمية استجابةً للأزمة قائلاً: "بالنسبة لي كممارس وخبير في مجال التعليم لأكثر من خمسة وعشرين عامًا واجهت خلالها العديد من الظروف غير المتوقعة، أود التركيز على نقطة رئيسية، ألا وهي "من المستحيل الاستعداد للمجهول، ولكن يمكننا أن نكون حاضرين وفاعلين أثناء الحدث".

وأضاف مونكادا: "كوننا أكاديمية صغيرة الحجم نسبيًا وحديثة العهد قد منحنا ميزة المرونة، لذا قبل تطور الأزمة تأكدنا من الحصول على المعلومات أولا بأول من مصادر متنوعة، وهو الأمر الذي ساعدنا على الاطلاع بشكل مستمر على الأحداث وبالتالي مكننا ذلك من اتخاذ القرارات الضرورية الخاصة بالأكاديمية لمواكبة أحداث الأزمة. وحرصنا على التأكد من قدرة المعلمين على استخدام الأدوات والبرامج الافتراضية الضرورية لمواصلة عملهم، وأن طلابنا يتلقون المعلومات بشكل واضح من خلال بيئة تعليمية آمنة".

◄ عملية الانتقال

وتابع مونكادا: "بالإضافة إلى ذلك، قمنا بالتواصل مع أولياء الأمور وإعطائهم إشعارًا باحتمالية الانتقال إلى التعلم عن بعد. فمساعدتنا لأولياء الأمور على توقع الخطوات القادمة جعلت عملية الانتقال أكثر سلاسة".

وأوضح مونكادا أن الأكاديمية أجرت دراسة استقصائية بعد ثلاثة أيام من الانتقال للتعلم عن بعد، نتج عنها رؤية جديدة عن كيفية تحقيق الاستغلال الأمثل لوقت الطالب. ويقول في هذا السياق: "لقد انتقلنا من مفهوم اتباع الجدول اليومي الذي يركز بشكل كبير على كم العمل الذي ينجزه الطلاب، إلى طرق أكثر تفاعلاً وأكثر اهتمامًا بصحتهم النفسية، وهو الأمر الذي خفف من الضغط والتوتر الناتج عن ضرورة انجاز الفروض خلال إطار زمني محدد". وأضاف: "لقد قمنا بتطبيق طرق تفاعلية في تجربة التعلم من خلال تحدي طلابنا لإيجاد حلول لمشكلات من الواقع، سواء مشكلات تواجهها دول أو مشكلات تواجهها أنظمة طبية وقطاعات أخرى- على سبيل المثال، كلفنا طلابنا بالعمل على حلول من ابتكارهم لتوفير الكمامات في ظل الأزمة الحالية باستخدم آلات الطباعة ثلاثية الأبعاد. فقد حرصنا على مشاركتهم في إيجاد الحلول، بدلاً من تركهم لمشاعر الاضطراب من جراء تلك الظروف غير المتوقعة".

◄ تحسين التعليم

وقد وصف الخبراء المشاركون في المؤتمر الافتراضي وباء كوفيد-19بأنه فرصة سانحة أمام نظم التعليم لتحسين وتنقيح النماذج التعليمية المعروفة، ولاكتشاف جوانب جديدة من تجربة التعلّم تتيح مساحة أكبر للإبداع، والدعم النفسي وبناء المجتمع".

وقد تحدث فيشال تالريجا، الشريك المؤسس وأمين عام مؤسسة "احلم حلم" الخيرية بالهند، وهي مؤسسة تساعد في دعم وازدهار الأطفال والشباب من ذوي الخلفيات الاجتماعية الهشة - خلال الكلمة الرئيسية التي قدمها في المؤتمر قائلاً: "تلك الأزمة التي نمر بها حاليًا إنما هي دعوة لتخفيف الوطأة والتأمل لفترة من الوقت حتى نصل إلى الإجابة والطريق نحو تخطي الأزمة".

◄ تغييرات عديدة

وكذلك علق أوجستين ثينين، الرئيس التنفيذي لمنصة "أو إكس" التعليمية في الأرجنتين قائلاً: "لقد اضطررنا جميعًا، كل من خلال الدور الذي يؤديه للقيام بالعديد من التغييرات في غضون وقت قصير للغاية، وكذلك للتأقلم على كل ما يجري من حولنا – فلنتوقف قليلاً، ولنتفهم حقيقة ما نستشعره، ثم لنمض قدماً وفقاً لتلك المشاعر. ودعونا نصفق للمعلمين، ولكن بعد ذلك، دعونا نسأل ما الذي يمكننا تقديمه لدعم الدور الذي يقومون به".

وقد استقطب الحدث مشاركين من العديد من الدول من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، واستراليا، والصين، وفرنسا وجنوب أفريقيا والهند وكينيا، بالإضافة إلى قطر. ويتضمن اليوم الثاني من المؤتمر ندوة خاصة حول استجابة الوكالات التابعة للأمم المتحدة فيما يخص التعليم في ظل وباء كوفيد-19.

مساحة إعلانية