رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1501

الإندبندنت: مصر في مأزق بشأن سد النهضة

17 يوليو 2020 , 07:00ص
alsharq
سد - النهضة
الدوحة ـ الشرق

استهل مستشار التحرير في صحيفة الإندبندنت البريطانية والصحفي المختص في شؤون الشرق الأوسط أحمد أبو الدوح مقاله بالصحيفة حول سد النهضة، بالقول "عندما حذرت في مارس الماضي من احتمال نشوب حرب بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة إذا لم تتوصلا إلى اتفاق، اتهمني الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الإثيوبية على تويتر بأني "مرجف وخاطئ". واليوم وصلت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا إلى نهاية اللعبة الدبلوماسية، وبالفعل تبدو الحرب وكأنها السيناريو الوحيد المحتمل، حتى في الوقت الذي لا يزال فيه العالم يقلل من قرع طبولها".

 

ورأى الكاتب أن المحادثات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي بين مصر والسودان وإثيوبيا حول السد، تتجه إلى طريق مسدود آخر حيث ترى إثيوبيا أن ملء السد وتشغيله حق سيادي، ولهذا تقاوم الدعوات إلى اتفاقية لا تضمن ترتيبات جديدة بشأن حصتها "العادلة" أيضا. وتقول أيضا إنها ستبدأ وحدها في ملء السد في الأسابيع القليلة القادمة بغض النظر عن نتيجة هذه النقاشات.

وأشار الكاتب إلى أن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أن خزان السد بدأ يمتلئ بالفعل، ربما بسبب الأمطار الموسمية. وأردف بأنه إذا نجحت أديس أبابا في تهديدها فمن المرجح أن تتخذ الأزمة منعطفا جديدا، بحسب تقرير للجزيرة نت.

وبحسب الكاتب، يبدو أن المفاوضين الإثيوبيين استفادوا من البراعة الدبلوماسية التي أظهرتها كوريا الشمالية في مفاوضاتها المتشنجة مع الولايات المتحدة بشأن نزع السلاح النووي، واتبعوا الأسلوب نفسه، وتجمدت المفاوضات الآن وأصبح الاتفاق بعيدا عن الاكتمال. وبأسلوب التباطؤ المتعمد ذاته يبدو أن إثيوبيا قادت المصريين إلى طريق مسدود.

وهذا الجمود، كما يقول الكاتب، يعني أن مصر بدأت تستنفد خياراتها، وهو ما جعل وزير الخارجية المصري سامح شكري، أثناء اجتماع مجلس الأمن الدولي الأخير، يصف السد بأنه "تهديد ذو أبعاد وجودية محتملة"، وفي لحظة انفعال هدد بأن "مصر ستدعم وتحمي المصالح الحيوية لشعبها. والبقاء ليس مسألة اختيار بل سمة حتمية".

ولفت الكاتب إلى أن المياه ليست المصلحة الحيوية الوحيدة لمصر التي على المحك، وأن السيسي يقاتل من أجل شرعيته أيضا، وأنه منذ توليه السلطة في عام 2014 قدم رواية شعبوية قومية تستند إلى الكثير من الفخر بالقوة العسكرية ورفع توقعات الناس بشأن قدرته على حماية "أمن مصر القومي ومصالحها". ويعي أنه بخسارة المعركة الدبلوماسية حول ملء السد والاستسلام لضغوط إثيوبيا، فإنه سيخاطر بإشعال الاضطرابات الشعبية، وربما وقوع انقلاب عسكري.

وأشار الكاتب إلى ما قاله له مصدر في القاهرة هذا الأسبوع بأن مصر شهدت أخيرا "تحولا في التركيز" في إستراتيجيتها للتعامل مع صراع سد النهضة، وأن "السيسي شخصيا يشعر بخيبة أمل كبيرة من تمسك إثيوبيا بإستراتيجيتها".

 

وأضاف إن إثيوبيا شريك أساسي للولايات المتحدة أيضا، وأنه على الرغم من اعتماد السيسي على علاقته الشخصية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإنه لا يستطيع تجاهل الأهمية الإستراتيجية لإثيوبيا للولايات المتحدة كحصن ضد الإرهاب في شرق أفريقيا، وكشريك في المسعى الأمريكي لموازنة استثمارات الصين والنفوذ المتزايد في إثيوبيا والقرن الأفريقي. وهذا لا يترك مجالا لمصر للمناورة، وخلص أبو الدوح في مقاله إلى أن هذا الأمر يمكن أن يدفع مصر إلى القيام بعمل عسكري لإثبات وجهة نظرها ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى الصراع وفرضه على برنامج الرئيس الأمريكي المقبل في وقت لاحق هذا العام.

 

مساحة إعلانية