رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

902

د. محمد المريخي بجامع الإمام: لا تعمر الأرض إلا بجهود أهل الإصلاح

17 ديسمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
د. محمد المريخي.jpg
الدوحة - الشرق

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إنه بسبب غياب وازع الدين وركض الناس وراء الدنيا غاب عن الكثيرين معرفة لماذا خلقوا أو لماذا خلقهم الله ولماذا أوجدوا في هذه الأرض عدد سنين فوجب التذكير به ووجب الوقوف عليه لعلهم يرجعون، فما خلق الله تعالى خلقا ولا قضى أمرا ولا أصدر حكما عبثا بلا حكمة «سُبْحَان اللَّه عَمَّا يَصِفُونَ» «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»، يقول ابن كثير رحمه الله: أفظننتم أنكم مخلوقون عبثا بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة لنا وأنكم لا تعودون إلينا في الدار الآخرة، وقال سبحانه «أيحسب الإنسان أن يترك سدى» يعني أن يترك هملا.

وأكد الخطيب أن التوفيق للوقوف على مهمة الاستخلاف في هذه الدنيا توفيقا وهداية من الله، «ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ» والغفلة عن المهمة الرئيسية والوحيدة من الوجود والخلق بل وما بعدها بلوى، وهي تزيين من الشيطان الرجيم ولأن هذه الغفلة تجر إلى كل بلوى بل إلى أعظم بلوى وهي خسارة الآخرة، يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده «كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا» من أعرض عن هذا الدين وانصرف عن طاعة الله فإنه يحمل إثما ثقيلا يأتي به يوم القيامة وله عقوبة ثقيلة بسبب إعراضه.

وذكر الخطيب أن القائمين على أمر الله ورعاية ما استخلفهم عليه موعودون بكل خير في هذه الدنيا والآخرة، الذين وحدوا الله تعالى حقيقة له في طاعته وآمنوا وتابعوا رسوله وعزروه ونصروه وسلكوا الصراط المستقيم فليبشروا بالجزاء العظيم والأجر الوافي ومن هذه البشارات قوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ».

وقال الخطيب: لا تعمر الأرض بالفساد بكل أنواع الفساد الحسي والمعنوي ولا تعمر بالفسقة والمفسدين وليسوا جديرين بالإصلاح وليسوا كفوا لأي إصلاح أو إعمار في هذه الأرض. ولو سموا أعمالهم صلاحا زورا وبهتانا وذلك لافتقارهم لأصل الإصلاح ومعدنه. والذي خلوا منه وفرغوا منه في ذات أنفسهم. «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ». وأكبر البلوى حين لا يشعر المرء بفساده ويتظاهر بالإصلاح «وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ»، فإذا كان المرء فاسدا في ذات نفسه فأنى له أن يصلح غيره، فإن فاقد الشيء لا يعطيه.

 

 

 

مساحة إعلانية