رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3399

سيدات أعمال: المجاملات الاجتماعية عبء إضافي يرهق ميزانية الأسر

18 أبريل 2016 , 09:15م
alsharq
نشوى فكري

"تهادوا تحابوا".. هذا ما أوصانا به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فالهدية من العادات الجميلة في حياتنا، فهي تدخل الفرحة والبهجة إلى النفوس، وما أجمل أن يشارك المرء الآخرين هذه الفرحة، ومع كثرة المناسبات الاجتماعية من زواج وتخرج وقدوم مولود أو شفاء مريض، وغيرها من المناسبات الكثيرة التي استحدثت مع الوقت، مما يترتب على الجميع مجاراة المجتمع، وتقديم الهدايا باهظة الثمن، فلا يمكننا زيارة أحد أو الذهاب إلى عرس أو مناسبة معينة دون تكليف، فيجب أن تكون الهدية فاخرة، وكذلك اللباس والمظهر الخارجي، حتى أصبحت التعاملات بالند، أي قيمة ما أهديتني هي قيمة ما سأهديك، وكل يتعامل حسب هذا المنطق، مما أفقد الهدية قيمتها المعنوية، وشكل أعباء اقتصادية على ميزانية الأسر، خاصة أن بعض السيدات قد يضطر للاستدانة من أجل تقديم الهدايا الباهظة، من باب التفاخر والتباهي، إضافة إلى أنها تجبر الطرف الآخر على رد الهدية بنفس القيمة.. "الشرق" استطلعت رأي عدد من الخبراء النفسيين والإعلاميات وسيدات الأعمال حول هذا الموضوع وإلى التفاصيل....

كثرة المناسبات الاجتماعية

في البداية قالت الإعلامية أمل عبد الملك: إنه وللأسف الشديد أصبحت المناسبات الاجتماعية تشكل أعباء على الاسر والعائلات، حيث انها تحولت الى استعراضات لا متناهية، ينفق فيها الكثير من المبالغ المادية على الهدايا، خاصة ون بعض النساء قد يلجأن للاستدانة، من أجل تقديم هدية ما، وذلك للتفاخر فقط، وهو ما يعود بالسلب على الاسرة بسبب الاختلال الواقع في ميزانية العائلة، موضحة أن للهدية اهمية كبيرة في تعزيز العلاقات، وتكمن قيمتها في الدافع المعنوي، فهي تعبر عن تقدير واحترام الشخص المهدى اليه،وهي تعبر عن معاني الحب والتواصل خاصة بين الاهل والأقارب في المناسبات، لذلك يجب أن تكون الهدية بسيطة كتقديم بوكيهات الورود والبطاقات التي تحمل معاني انسانية ومشاعر صادقة، إضافة إلى العطور وغيرها من الأمور البسيطة، وذلك حتى لا يضطر الناس للتكلف في رد الهدية فيما بعد.

وأشارت الى أنه لا يجب أن نجعل الهدايا المكلفة جزءا من حياتنا، حتى لا تتحول إلى عبء على ميزانية المنزل، وذلك مع كثرة المناسبات الاجتماعية من زواج وتخرج وقدوم مولود وغيرها من المناسبات التي استحدثت مع الوقت، ولم نكن نسمع عنها قديما، موضحة أن تقديم الماركات العالمية كهدية أصبح هوسا للكثيرات من النساء، وما يزيد الأمر سوءا هو استغلال التجار من خلال مضاعفة ثمن سلع الهدايا، فالهدية مهمة، ولكن إذا أصبحت عبئا على الأسرة أو الشخص، يجب عليه مراجعة نفسه.

ولفتت الإعلامية عبد الملك إلى استحداث الكثير من المناسبات الاجتماعية في المجتمعات الخليجية، التي غالبا ما تكون مأخوذة عن الغرب، ولكن تم تقليدها بشكل خاطئ، واقتصرت على المبالغة في تقديم الهدايا القيمة ذات الثمن الباهظ، وليس مجرد تعبير عن الحب والتقدير، مضيفة أن ذلك يكلف الطرف الآخر بأنه مجبور على رد الهدية بنفس قيمتها، لذلك يجب عدم النظر للهدية على أنها مصدر للتفاخر والتباهي وليس المحبة، ويجب أن يقتصر تقديم الهدايا خاصة القيمة على الأهل والأصدقاء المقربين فقط.

وأضافت عبد الملك: إن بعض السيدات يقمن بالتضييق على أسرهن وأولادهن أثناء السفرات الصيفية، من أجل تحضير قائمة الهدايا لصديقاتهن، فبدلا من الاستمتاع مع أسرهن يفكرن في استقطاب الهدايا، وهي بذلك تأخذ من وقت وميزانية بيتها، وقد تكون بهذه الهدية تتسبب في إحراج البعض من صديقاتها، لأنها تضطر إلى رد الهدية بنفس قيمتها، لذلك يجب تنظيم ميزانية الأسرة، بحيث نترك البذخ والتفاخر، ونقوم باختيار الهدايا البسيطة التي تعبر عن معناها الحقيقي، ولا تؤثر على ميزانيتي.

التخطيط اقتصاديا

أما الدكتورة موزة المالكي فترى أنه بالفعل هناك بعض النساء، يقمن بتقديم هدايا غالية الثمن في المناسبات الاجتماعية المختلفة، وذلك كنوع من التفاخر والبذخ في الانفاق، مما يمثل عبئاً على ميزانية الأسرة، لذلك يجب على المرأة التحلى ببعض الحكمة، والتخطيط اقتصاديا من أجل المستقبل، حتى لا تضطر للاستدانة من أجل إشباع رغباتها في تقديم الهدايا باهظة الثمن، لافتة الى أنه توجد الكثير من الافكار والخطوات التي يجب على الشخص اتباعها من أجل تحديد ميزانيته، فعليه أن يهتم بتقديم هدية في صورة باقة ورد، أو كارت يحمل عبارة جميلة، وكلاما صادقا، فهذا الكارت هو الذي يتم الاحتفاظ به، لتذكيرنا بجميع الاشخاص الذين مروا بحياتنا.

وأشارت إلى أن تقديم الهدايا من العادات الجميلة في حياتنا، فهي تدخل الفرحة والبهجة الى النفس، وما أجمل أن يشارك المرء الآخرين هذه الفرحة، ويكون سببا في إدخالها عليهم وليس أفضل من هدية نقدمها لمن نريد إسعادهم من الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء، كما أن للهدية فعل السحر على قلوب الناس فهي تزيد الود بين الناس، وتزيل الضغينة من النفوس، كما أنها وسيلة تعبير جيدة عن تقديرك واعتزازك لمن تهديه، لافتة الى أن تأثير الهدية ليس بثمنها المادي، بل ترتبط بتأثيرها فى حسن اختيارها واتقان تقديمها وبالرسالة التي تنقلها هذه الهدية، لذلك من الممكن أن نستغل ونستثمر فترة العروض والخصومات التي تقوم بها المحلات، للحصول على الهدايا التي نرغب في تقديمها لأصدقائنا، بسعر منخفض، حيث إن هناك شعرة بين التدبير والتبذير، وهذه الأيام يجب علينا إعادة النظر في عاداتنا، وتغييرها للأفضل، بحيث انه عندما تصبح الهدية عبئا علينا، سوف تأخذ حيزا من تفكيرنا ووقتنا، بما يحرمنا من الاستمتاع بهذه المناسبة الاجتماعية التي سوف نذهب إليها.

أهمية الهداية

بدورها قالت سيدة الأعمال فاطمة الجسيمان: إن الهدايا تعتبر شكلا من أشكال العلاقة الاجتماعية الناجحة، ودليلا على المحبة، فالهدية ليست بقيمتها المادية وإنما المعنوية، لافتة الى أن هناك العديد من النساء اللاتي قد يستدن من أجل شراء الهدايا وتقديمها لصديقاتها في المناسبات الاجتماعية المختلفة، وذلك لرغبتها في الظهور بمظهر معين أمام الناس، فبغض النظر عن ظروفها المادية، لا تتنازل عن ذلك المظهر، في نوع من التفاخر والتباهي، وقد تضطر للاستدانة من أهلها أو زوجها أو صديقاتها، من أجل تقديم هدايا باهظة الثمن أو من الماركات العالمية التي أصبحت شغف الكثيرات.

وأوضحت أننا بذلك نكون قد ابتعدنا كثيرا عن المعنى الحقيقي للمناسبات الاجتماعية، التي هي عبارة عن لم الشمل والفرح الذي يعم الجميع، وكل ذلك للتباهي بين الناس وإرضاء لهم، بغض النظر عن ميزانية واقتصاد الأسرة، ومن الممكن أن تكون هذه الهدايا عبئا كبيرا على ميزانية الأسرة، وهذا مرفوض، وعلينا ان نكون واقعيين، ونقدم الهدايا حسب قدرتنا، وحسب علاقتنا مع هذا الشخص، فالهدية رمزية وتعبر عن المحبة والمشاركة في الفرح، مشيرة الى أن تقديم الهدايا باهظة الثمن أصبح موضة وهوسا هذه الأيام، إضافة إلى استحداث الكثير من المناسبات الاجتماعية التي لم تكن موجودة سابقا، حتى ان بعض النساء أثناء سفرهن للخارج، يجب أن تكون لديها قائمة لشراء هدايا الصديقات.

وأضافت الجسيمان، أنها ليست ضد تقديم الهدايا، ولكن لا يجب أن تكلفنا هذه الهدايا وتصبح عبئا علينا، في كل المناسبات، فالتواصل الاجتماعي بين الناس مهما، وله الكثير من الجوانب الايجابية، ويزيد من الترابط والتواصل بين الناس، وتكون سلبية في حال أدت إلى وجود عبء كبير على الإنسان.

محبة وفرح

أما المذيعة رجاء سلمان، فتقول: إن للهدية أثرا كبيرا في نفوس من يتبادلونها، فهي تجلب المحبة والفرح، وتعبر عن أجمل المعاني لما لها من وقع على كيان الإنسان، إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم "تهادوا تحابوا"، مشيرة إلى أن الهدية ليست بقيمتها المادية، فهي رمزية تعبر عن حب واحترام وتقدير للآخر، وقد تكون بسيطة الثمن لكنها معبرة في طبيعتها وفي مدلولاتها.

وأشارت الى أنه في هذه الفترة تم استحداث الكثير من المناسبات الاجتماعية الغريبة، التي لم تكن موجودة سابقا في مجتمعاتنا الخليجية، والتي يتم تقديم الهدايا باهظة الثمن فيها، لافتة إلى قناعتها باقتصار تقديم الهدايا على الأهل والمقربين من الأصدقاء فقط، على أن تكون هذه الهدية معبرة عن الحب والاهتمام، ولا تكلف الشخص فوق طاقاته، حيث يوجد الكثير من النساء، اللاتي يضعن لانفسهن مكانة اجتماعية معينة "برستيج "، وبالتالي تقدم هدايا مبالغا فيها، مما يشكل عبئا على الطرف الآخر، الذي يضطر لشراء هدية بنفس القيمة أو ثمن الهدية التي قدمت له سابقا، وهنا تفقد الهدية معناها.

وأضافت أن بعض النساء يرين أن الهدية بقيمتها المادية، وهذا يرتب على الأسر أعباء مالية كبيرة ويرهق ميزانياتها، ويدفع البعض الآخر للتقليل من العلاقات الاجتماعية أو لقطع بعضها، بسبب عدم القدرة على شراء الهدية ذات الثمن المرتفع، مشيرة إلى أن لدى البعض يقلد، بمعنى أن ترد الهدية بثمن أغلى من الهدية التي تسلمتها من صديقتها أو قريبتها.

مساحة إعلانية