رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

783

د. المريخي من جامع الإمام: الوطن الآمن والمستقر من أجل النعم

20 مارس 2015 , 08:58م
alsharq
محمد دفع الله

قال د. محمد بن حسن المريخي إن نعمة الوطن الآمن والمستقر من أجل النعم وأفضلها وقال إن نعم الله على عباده كثيرة ولاتحصى.

وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن نعمة الأوطان المستقرة الآمنة نعمة عظيمة، يقدرها أهل الإسلام ويثمنها أهل الإيمان، لافتاً إن حب الأوطان والديار شغفت به القلوب وتعلقت به النفوس ورفرفت به الأفئدة، وأن النفوس الطاهرة تحن إلى أوطانها كما تحن الطيور إلى أوكارها.

وقال د المريخي إن أجل النعم على المرء في هذه الحياة الدنيا، أن يكون له وطن يسكنه وبلد يأوي إليه، وطن مستقر يسكنه يأتيه رزقه رغداً من كل مكان ، وطن يجد فيه أمنه واستقراره وراحته ومودته ينعم فيه بما تفضل الله تعالى عليه، وطن إذا غاب عنه حنّ إليه وأخذه الحنين إلى أرضه وترابه، وأهله وناسه وإذا كان فيه حفظة ورعاة وحماة، وردّ الأعادي عنه ودفع الحاسدين والظلمة عن حياضه.

نعمة الأوطان

وأكد الشيخ المريخي ان نعمة الأوطان للإنسان نعمة لا يشعر بها إلا من فقدها،مضيفاً: إن المرء بلا بلاد أو وطن يستقر فيه كالطائر بلا مأوى أو عش يؤويه ويضمه، وقال تعقيباً على ذلك: فاسألوا من فقد الوطن أو حيل بينه وبين وطنه، ومن اعترضت له المعترضات ووجدت العثرات دون بلدانهم، اسألوا المسافر المنقطع عن بلاده منذ سنين، إنه يتمنى أن يحط عصاه في بلاده ويعيش بقية حياته فيه، إنه يفضل العيش في الوطن على كل عيش رغيد.

وأضاف إن الأوطان الإسلامية وطن للمسلم، أينما حلّ وجد أهله وإخوانه وتوجب عليه رعاية البلاد الإسلامية وحراستها وحمايتها والعمل على إعمارها وبنائها ودفع الشر عنها.

وأوضح إن أغلى ما تملكه الأوطان بعد نعمة الإسلام والإيمان هو نعمة الأمن والأمان والسلامة والعافية، فالأوطان بلا أمن لا تسمن ولا تغني من جوع، ولذلك توجه ابراهيم عليه السلام داعياً ربه عز وجل أن يمنّ على البلد الحرام بالأمان الدائم وأن يجعله مثابة للناس تهفو إليه الأفئدة، كما في دعائه عليه السلام (ربّ اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر) .

وبين فضيلتة ان نعمة الوطن الآمن المستقر تتطلب الشكر والحمد لمنعمها قولاً وعملاً، مضيفاً إن نعمة الاستقرار تتطلب الحراسة من كل مسلم ومؤمن وتأديب العابث بها.

وقال إن المخلص لربه ورسوله ودينه وإسلامه ينتظر منه ذلك شكراً لله على النعم، وحباً للخير وأهله وتحقيقاً للأخوة الإسلامية والإيمانية التي جعل رسول الله علامتها أن تحب لإخوانك الخير كما تحبه لنفسك وأن تكره لهم الشر كما تكرهه لنفسك وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) رواه البخاري ومسلم، مشيراً إلى أن هذه النعمة تتطلب إقامة شرع الله تعالى من أداء الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

المعاصي تزيل النعم

وأكد خطيب جامع الامام أن أكبر ما ينبغي فعله في هذا الأمر هو تجنيب النعم معاصي الله تعالى فلا تستخدم النعم فيما يسخط المولى عز وجل ولكن تستخدم في طاعته ومرضاته، فالمعاصي تزيل النعم، ولا تستقر النعم والمعاصي على أرض واحدة أبداً، وما حلت المعاصي في أرض إلا دمرتها وأفسدتها وأورثتها الخوف والجوع والدمار.

وشدد الدكتور المريخي ان الأوطان المطمئنة المستقرة نعم تندر ويقل وجودها في عالم اليوم والعبث بأمنها جريمة كبرى، وقال إنما يعبث بالأوطان من لم يقدر النعم ممن رضوا أن يكونوا في هذه الحياة بلا هدف ولا غاية، ولا يخون الأوطان إلا وضيع ساقط، أغواه الأعداء الحاقدون.

ونبه على ان الأعداء الحاقدين يعبثون بديار المسلمين ويعملون على هدمها وتخريبها وتدميرها (قاتلهم الله أنى يؤفكون) يدمرون الأوطان تدميراً ينبئ عن حقدهم وحسدهم على هذه الأمة، مستغلين ضعف الأمة وهوانها وقلة حيلتها فليكن المسلمون يداً واحدة يشدّ بعضهم بعضاً ويعين بعضهم بعضاً من أجل حماية أوطانهم وبلدانهم فإن الأعداء لن يألوا جهداً في تخريب وتدمير الأمة ومكتسباتها ولن تموت أمة الإسلام ولكن ليبلوا الله تعالى المسلمين.

وقال فضيلتة في ختام الخطبة إن حب الوطن ليس قولاً يقال وادعاءً يدعى ولكنه قول وعمل واعتقاد وتصديق، مشيراً إلى أن هناك نعمتين يتقاتل عالم اليوم عليهما وهما الأمن والغذاء، فهلك بسببهم شعوب وأمم وسيّرت جيوش ودول، وأنفقت أموال وأزهقت أرواح من أجل هاتين النعمتين، ولم تنل منهما الأمم القوية إلا ما ندر بينما تفضل الله تعالى بهما على المسلمين، فلتواجه هاتان النعمتان بشكر الله بالرجوع إلى رحاب دينه وشريعته ونبذ ما عارضها وخالفها، رجعة للدين حقيقية وإخلاص للمولى عز وجل.

مساحة إعلانية