رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3865

"النار الباردة" أهم إختراعات العصر الحديث لإطفاء الحرائق يصل قطر

20 أكتوبر 2013 , 12:00ص
alsharq
الدوحة - عبدالرحيم ضرار

شكلت حوادث الحرائق والإنفجارات المشتعلة الضخمة مصدر دائم للقلق بالنسبة للمجتمعات الإنسانية بصورة عامة لما تخلفه من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وظل مجال البحث العلمي والعلوم الحديثة ميداناً فعالاً لتنقيب وإستكشاف الحلول الناجعة التي قد تقود إلى القدرة الكاملة على السيطرة والتمكن من مواجهة وإخماد الحرائق بالصورة التي لا تترك تأثيرات ودون أن تخلف خسائر بشرية ومادية تذكر، وقد نجح العلم الحديث في ذلك من خلال إكتشاف عالمي مبهر قام به العالم الأمريكي جيرقن قيسلر وأطلق عليه أسم "النار الباردة" - "Cold Fire"، والذي يعتبر من أكبر الإختراعات التي وجدت حلاً جذرياً لمشاكل الحرائق والإشتعالات.

وفي هذا الجانب أكد البروفسير عبدالرحمن إبراهيم محمد مدير مجموعة تكنلوجيا السلامة بمؤسسة -أيم إنترناشونال لنقل التكنلوجيا - Aim International Inc - الأمريكية "وهي جمعية تعاونية لنقل التكنولوجيا الآمنة للشرق الأوسط" ، أكد في حديثه لـ"بوابة الشرق" عن الإختراع الجديد، أكد أن الوقت قد حان للتخلص من الكوارث التي تسببها حوادث الحريق، حيث أن حوادث الحرائق تمثل هاجساً يؤرق مضجع إدارات الدفاع المدني المنتشرة في كل مدن العالم، وذلك من خلال تنقية وإختراع "النار الباردة" -"COLD FIRE" الذي يستخدم لإطفاء الحرائق بسرعة فائقة دون أن يتضرر رجال الإطفاء أو المنشآت التي تتعرض لهذه الحوادث ولا حتى السكان المتواجدين داخل هذه المنشآت، مضيفاً ان هذه التنقية لا تمثل حلاً للحوادث الكبيرة فحسب بل هناك عبوات رش صغيرة من المادة بحجم زجاجة المياه المتوسطة تستخدم في الحرائق الصغيرة ويمكن رشها على الجسد عند إندلاع الحريق لحمايته من الحروق ودرجة الحرارة العالية ولا تسبب أي حساسية أو أمراض جلدية او أية أثار جانبية اخرى، وتمثل هذه المادة نقلة نوعية في مجال مكافحة الحرائق بمختلف أنواعها.

وأوضح عبدالرحمن أن سرعة مادة النار الباردة في إطفاء الحرائق تفوق 40 مرة عن أي مادة اخرى مستخدمة في الوقت الراهن، كما أنها يمكن أن تسيطر على حرائق السيارات والحفاظ على أرواح الركاب وتحتاج فقط لعدد 6 جالون ماء لتنفيذ عملية الإطفاء ويمكن القيام بهذه العملية بإستخدام طفاية يدوية ترش على السيارة والركاب في نفس الوقت لتقيهم درجة الحرارة العالية الناتجة عن الإحتراق وتمنع وصول النار إلى خزان الوقود وتتم هذه العملية في وقت وجيز لا يتعدى الـ 17 ثانية، ومقارنة بالمواد التي تستخدم في الإطفاء الان تحتاج هذه العملية لعدد 500 جالون ماء للسيطرة على حريق سيارة واخماده بالصورة الكاملة وهذا فرق كبير ونوعي بين مادة النار الباردة الفعالة والمواد الأخرى.

مادة صديقة للبيئة

وأضاف بروفيسور عبدالرحمن ان المادة المستخدمة في هذه العملية مادة صديقة للبيئة وذات كفاءة عالية في السيطرة على الحرائق والقضاء عليها في أسرع وقت مهما كان نوع المواد التي تسببت بهذه الحرائق، مشيراً إلى أن مادة "الكولد فاير" تتكون من أملاح معدنية مستخلصة من مواد زراعية يستخدمها الإنسان في صنع الطعام مثل القمح البري وغيره من المكونات النباتية الأخرى، ولدى هذه المادة القدرة على الذوبان في الماء بنسبة 100% مما يجعل إستخدامها في إخماد الحرائق أكثر فعالية وسرعة، وهي مادة غير سامة ولا تترك أية تأثيرات على الحياة البشرية وتمنع تصاعد الدخان والذي يسبب ضيق التنفس ويترك أثاراً على الجلد التي قد تصيب الإنسان عند تعرضه لها بعدد من الأمراض الجلدية المزمنة، وبتكسير الدخان وتحييده تمنع الوفيات الناجمة عن إستنشاق الدخان والأبخرة السامة، وتحمي مادة "الكولد فاير" رجال الإطفاء من التعرض للحرارة ، ومجرد رشها على مصدر الحريق تقوم بالسيطرة عليه وتحوله من درجة الحرارة العالية إلى درجة البرودة في فترة لا تتجاوز الثواني المعدودة، ليتمكن رجال الإطفاء من المضي قدماً في إخماد الحريق دون أن يتعرضوا لدرجات حرارة عالية قد تترك أثاراً سلبية عليهم مثل تفسخ الجلد والحساسية وضيق التنفس جراء تصاعد الدخان وغيرها من الأضرار الاخرى.

وأضاف أن معظم دول العالم قد توجهت نحو السياسات البيئية الرشيدة وتبنت معايير التنمية والإستدامة العالمية التي تحافظ على الموارد الطبيعية وتحميها من التضرر إثر تعرضها لحوادث الحرائق، وقطر تمثل رائداً في هذا المجال بتبنيها لأعلى معايير الاستدامة والمحافظة على البيئة.

وقال عبدالرحمن إبراهيم: أن نظام النار الباردة يعتبر وأحداً من أحدث أنظمة السيطرة وإخماد الحرائق الصديقة للبيئة عالمياً وأكـثرها فاعلية وسـلامة مما سيكون له أثر بالغ على مستوى الشرق الأوسط، لخلوها من الكربون ومشتقاته والسميات التى تحتويها بعض مواد الإطفاء الأخرى، وتقود مادة النار الباردة الجيل القادم في تكنلوجيا المستخدمة لمكافحة الحرائق لكونها نموذج حديث للقضاء على الحرائق في سرعة مذهلة وخواص فريدة من نوعها.

مشيراً إلى أن إستخدام تكنولوجيا النار الباردة في دولة قطر يعد إضافة الى سجلها العالمي في الحماية من الحوادث المختلفة والمزيد من المتانة على الوجه الذي ينسجم مع مكانتها الحديثة كرائدة في تطبيق أسس ومستلزمات السلامة البيئية وسلامة الحياة بصورة عامة، مضيفاً أن تطبيق نظام النار الباردة يحقق أعلى معايير السلامة في حماية الإنسان بالدولة ويساهم في تخفيف الأضرار بصورة كبيرة ويمنع الحريق من الإنتشار والتوسع مما قد يسبب خسائراً في الأرواح والممتلكات.

أهم الإختراعات

من جانبه قال السيد فرانسيس ميرفي - قائد الدفاع المدني بمدينة كيمبردج بولاية ماساشوستس بالولايات المتحدة الامريكية:" إن نظام النار الباردة يعتبر من أهم الإختراعات في العصر الحديث لكونه إستطاع ان يحل وبجدارة محل المواد المستخدمة في العمليات الإطفائية الحالية التي لها تأثيرات سامة وتسبب أضراراً بيئية جسيمة.

وأضاف ميرفي أن الـ" كولد فاير" قد أثبتت قدرتها في السيطرة على الحريق وتطهيره بالصورة التي تحجم التلوث الكيميائي الذي تسببه الحرائق بنسبة 95%، مؤكداً أن إستخدام هذا الإختراع في قطر يصب في التوجهات الرشيدة التي سنتها دولة قطر في سبيل توفير بيئة نظيفة تساهم في تطور ورفاهية الانسان فيها، ويمثل هذا المنتج مثالاً يحتذى في هذه الناحية، وبالإضافة للحرائق الضخمة يمكن ان تستخدم المادة لمكافحة الحرائق في المدارس والملاعب الرياضية والمجمعات الإستهلاكية والمناطق المأهولة بالسكان ويمكن أن تستخدم حتى على أجسام الأطفال لحمايتهم من الآثار التي تسببها الحرائق بكل سهولة ويسر.

من ناحيته قال السيد مارك بيلوسكي عضو اللجنة الإستشارية لمجموعة تكنولوجيا السلامة بمؤسسة ايم العالمية: إن مادة النار الباردة غير سامة ولاتتأثر بالبرودة أو السخونة فدرجة غليانها 212 درجة فهرية ودرجة تجمدها -32 ويمكن إستعمالها بعد الذوبان بدون أى تأثير سـلبى، مضيفاً أنه عندما تجف لاتترك إلا طبقة رقيقة من البودرة التى يمكن نفضها بدون ترك أثر، وأكد بيلوسكي أنه طالما أن الوعاء الذي يتم وضع المادة فيه مغلقاً بإحكام فأن صلاحية المادة تكون فعالة إلى ما لا نهاية، كما يمكن تخزينها فى براميل من البلاستيك المقوى عبوة 5 أو 55 جالون،وحتى إذا خزنت فى حاويات معدنية مع الماء فإنها تؤدى إلى تخفيض عامل التاكل والصدأ، وأضاف بيلوسكي أنه ولهذه الاسباب أصبحت المادة تستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة الامريكية حيث يستخدمها حرس البيت الأبيض والمحكمة العليا والكونجرس وإدارة الشغب والبحرية الامريكية، والمادة لديها ميزات إضافية فهي تعمل على إخماد الحريق والسيطرة عليه في وقت وجيز وكذلك تمنع تصاعد الدخان والابخرة السامة وتحيدها لتصبح غير ضارة بالحياة والانسان.

خالية من السموم

وإستطرد بروفيسور عبدالرحمن قائلاً إن مادة النار الباردة قد خضعت لعدة إختبارات للسمية والتسميم والتآكل والتحلل العضوي التلقائي والـ UL للكفاءة والفعالية والسلامة، وقد إجتازت جميع هذه الإختبارات بنجاح كبير، وقد قام بإجراء هذه الإختبارات في المجالات الستة المذكورة معامل هيئة الولايات المتحدة للإختبارات SGS طبقاً لضوابط أساليب الاختبارات المحددة من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية للتأكد من سلامة المادة فيما يتعلق بالتسمم عن طريق الفم والامتصاص عن طريق الجلد وعن طريق العين واستثارة حساسية الجلد والحساسية الناجمة عن إستنشاقها وتسمم الماء بعد خلطه بهذه المادة وكل هذه الإختبارات أثتبتت أن النار الباردة لا تعتبر مادة سامة إطلاقاً.

وأكد أن هيئة SGS قد قامت أيضاً بإختبارات التآكل والتحلل العضوي وتأكدت ان بصورة قاطعة أن النار الباردة لا تسبب التآكل وتتحلل عضوياً، ووفقاً لذلك أجيزت النار الباردة واعتمدت وادرجت عام 1994 في قائمة الـ UL للكفاءة والفعالية والسلامة لمكافحة حرائق الدرجة "أ" مثل: الاخشاب والورق والاثاثات وما إلى ذلك، وكذلك على حرائق الدرجة "ب" مثل: "الوقود والمحروقات البترولية والزيوت والوقود الثقيل والخام"، كما تستخدم لمكافحة حرائق الدرجة "د" مثل: "نيران المعادن كالماغنيسيوم والتيتانيوم".

وأضاف إبراهيم أن مادة النار الباردة يمكن ان تضاف مباشرة مع الماء في خزانات سيارات الإطفاء وفي الوحدات الثابتة وفي ماكنيات ضغط الهواء "الرغويات" والحاقنات والمزودات وفي أجهزة الرش وأجهزة الاضافة لخراطيم الماء وفي أنظمة رشاشات المباني وأنظمة إطفاء الحريق الأوتوماتيكية وفي الأنظمة المغلقة الدائرية داخلياً وانظمة التبخير الرذاذي المائية وفي الطفايات اليدوية وفي اجهزة تجميع الغبار وفي أجهزة الغابات ومعدات إطفاء حرائقها.

سمعة عالمية

يذكر أن مادة النار الباردة لديها سمعة عالمية مميزة إذ أنها مصنفة من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية فى قائمة "المواد البديلة فائقة الفعالية والسلامة البيئية". وتستخدم المادة في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وايضاً تعتمدها الهيئة القومية للإطفاء وكثير من الولايات والمدن والأجهزة والشرطة وكل مضامير السباق كالمادة الحصرية للإطفاء أو الطوارئ.

وإذا إستخدمت المادة لإخماد نيران بترولية فإنها تمنع إعادة الإشتعال وبعد 6 ساعات تترسب فى القاع وتتطفوا السوائل البترولية عـلى السطح بدون أثر حيث يمـكن تفريغ الماء من القاع أو شطف السوائل البترولية وإستعمالها بدون أى تسمم. أما الكحول فإنه يتكسر كثيرا ولايغدو قابلا للإشتعال. وأما الاحماض فإنها تحـيد تماما.

نسبة الخلط لخطوط رش الطوارئ فى المبانى "سبرنكلر سيستمز" من 0.01 إلى 0.5%. وحرائق المبانى 1% والحرائق البترولية 3% وحرائق مستودعات الوقود والنيران المعدنية 6%.

وقـد تم إعتماد النار الباردة كالمادة المزدوجة فى مكافحة الأسلحة البايلوجية والكيميائية حسب براءة الإختراع المودعة لصالح الجيش الأمريكى. وهى أيضا مادة الحماية لمخازن إطارات مشيلين وكل مضمــارات سباق السيارات فى الولايات المتحدة. وهى أيضا مادة الحماية لكل إدارة موانئ نيويورك ونيوجيرسى بمافيها كل الأنفاق. ولاتؤمن شركة لويد لأجهزة قطع وتجهيز الأخشاب مالم تكن محمية بالنار الباردة. وتستعمل القوات الخاصة للبحرية وأفراد الحماية الفدرالية والمتخصصة عبوات 12 أوقية تلبس بالحزام للطوارئ المفاجئة.

مزايا "النار الباردة"

يذكر أن مادة النار الباردة لديها 21 خاصية فريدة تتمتع بها وهي : غير سامة، تتحلل عضوياً من تلقاء نفسها، لا تسبب التآكل، لا تسبب أية حساسية، قابلة للذوبان في الماء تماماً 100% وبسرعة وسهولة وبدون أي حاجة لأي خلط خاص، يمكن إذابتها وإعدادها وحفظها واستخدامها في أي نوع من أجهزة الإطفاء، تتمييز بخاصية فريدة تتمثل في درجة عالية جداً من العزل الحراري، يخفض من درجة الحرارة من آلاف الدرجات إلى درجة يمكن معها ملامسة السطح المحترق في وقت قياسي جدا، وتكسر الرابط الذرى للمواد وتغلف مركبات وذرات الهايدروكربون، يخمد اللهب بمجرد الملامسة، يمنع إعادة الإشتعال، تخمد وتقشع الدخان، تساعد الماء على التغلغل والنفاذ وإختراق الأسطح، تخفض كثيراً من استهلاك الماء. تقلل من أضرار وآثار الماء التخريبية، يساعد كثيراً في مضاعفة عملية التطهير الفوري وإزالة التلوث من الأخطار الكيميائية والبيولوجية بعزل الأبخرة والغازات السامة، منظف ممتاز أثناء عملية الإطفاء خاصة في حالة النيران القذرة، يحمى رجال الإطفاء من استنشاق الأبخرة والغازات السامة والوهن الحراري وحروق الماء الساخن والبخار وإكتواء الجلد، يخمد نيران الدرجات أ و ب و د ، لا يفسد إطلاقاً مهما طال الزمن، اقتصادي للغاية إذ أنه يحتاج إلى تركيز منخفض جداً فمثلاً تشير منشورات الـ UL إلى ما يوضح أن نسبة جزء واحد من النار الباردة يغني عن 40 جزء من F500 .

اقرأ المزيد

alsharq محمد بن راشد بن خميس الصمخان الكبيسي ممثل الدائرة الثالثة: «البلدي» في دورته السابعة.. نموذج في التطوير والتجديد لخدمة الوطن والمواطن

-أول دراسة إستراتيجية شاملة للمجلس البلدي تجسد رؤيته ورسالة عمله المستدامة قال السيد محمد بن راشد بن خميس... اقرأ المزيد

52

| 23 أكتوبر 2025

alsharq شراكة ثلاثية لاكتشاف علاجات جديدة لمرض نادر

أطلقت وايل كورنيل للطب – قطر، المؤسسة الأكاديمية الرائدة في التعليم والبحوث الطبية الحيوية، وسدرة للطب، مركز الرعاية... اقرأ المزيد

50

| 23 أكتوبر 2025

alsharq مناظرات الدوحة تنطلق في موسم جديد

تعود مناظرات الدوحة، التابعة لمؤسسة قطر، بموسمٍ جديد من برنامجها الرائد الذي انطلقت أولى حلقاته في 21 أكتوبر،... اقرأ المزيد

38

| 23 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية