رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4908

الشيخ يوسف الحمادي يحذر من التجرؤ على الإفتاء دون علم

21 أغسطس 2015 , 10:55م
alsharq
الدوحة- الشرق

حذر الشيخ يوسف الحمادي، من التجرؤ على الإفتاء دون علم، مؤكدا على ضرورة احترام التخصص في الدين .

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الفتيا فقال : ( أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار )، مستشهدا بأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن من علامات الساعة أن ينطق الرويبضة .. وهم أناس لا علم لهم، وجهلة يتبعهم الناس، يفتون تارةً فيصدقهم الناس ويوجهون تارة فيتبعهم الناس حتى يوردوهم المهالك ..

وأبدى الحمادي في خطبة الجمعة التي ألقاها ، بجامع قنبر الأنصاري بالوكرة أسفه لأن الكثير من الناس قد اجترأ على الفتيا .. فلا يتورع أن يتكلم فيما ليس له به علم في الدين ويدلي برأيه وهو يحسب بذلك أنه يحسن صنعاً، وروى عن الأصوليين قولهم: " المفتي الجاهل مخطئ حتى ولو أصاب" وقولهم فيمن يتكلم عن القرآن بغير علم :"أن صوابه خطأ وخطؤه كفر " .

ودعا إلى التورع عن الكلام في دين الله بغير علم ..

وذكر أن شفاء البدن يحتاج إلى طبيب مختص، وسلامة دين الإنسان تحتاج إلى عالم مستبصر مختص، ووصف التجرؤ على الفتيا بـ" مما ابتلينا فيه في هذا الزمن "

وضرب مثلا يوضح حال من يستفتي غير المتخصصين في الدين برجل أراد أن يقطع الطريق .. فلما انطلق إذا بسيارة غير مسرعة أتت فصدمته .. فوقع على الأرض فتجمع الناس حوله يريدون أن يأخذوه إلى المشفى فأبى .. ثم قام فأكمل طريقه وهو غير متزن .. فوصل إلى بيته فأحس بألم داخلي .. فلم يذهب للطبيب واتصل بصديق له لا دخل له بالطب فأخبره .. فوصف له صديقه دواء فأخذه فمات ..

وتساءل: أيعد هذا الصديق قاتلا لأنه وصف له دواء بغير علم ؟؟

وروى واقعة من التراث الإسلامي ذكر فيها أنه عندما أصبح أبو الدرداء مفتياً أرسل له سلمان الفارسي رضي الله عنه له رسالة، قال فيها:...وقد بلغني أنك جُعلت طبيبا تداوي، فإن كنت تُبْرئ فَنعمَّا لك، وإن كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا فتدخل النار. فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه، نظر إليهما وقال: ارجعا إلي، أعيدا علي قصتكما. وهذا صحابي ممن نهل من نبع النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ..

وأشار الحمادي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الفتيا فقال: ( أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار )، ذكر صلى الله عليه وسلم أن من علامات الساعة أن ينطق الرويبضة .

واستشهد بقول الله تعالى: ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) ... وقوله عز وجل ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب )، وقوله تعالى : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) .. ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون . وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ) ..

وأوضح أن الله تبارك وتعالى اعتبر من تكلم في دينه بغير علم أنه مفترٍ عليه تبارك وتعالى .. لذلك فإن ابن القيم لما ألف كتابا عن المفتين سماه ( أعلام الموقعين عن رب العالمين ) فالمفتي كأنه بفتواه يوقع عن الله تعالى .. فكيف يفتي من لا علم له ؟!

وحكى قصة الأصيبيغ، وكان فتى مصريا يتكلم في كتاب الله من غير علم .. فيلبس على الناس في كتاب الله .. فاستدعاه عمرو بن العاص فسأله، فقال الأصيبيغ : ألست تؤمن بأن عيسى سيرجع ؟؟ قال عمرو : بلى .. قال الأصيبيغ : ومحمد سيرجع لأن الله يقول : ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) .. فعجز عمرو بن العاص وهو الداهية أن يرد عليه ..

فأرسل عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب فقال عمر : أرسله لي .. فلم قدم إلى عمر قال له: أنت تقول في كتاب الله كذا وكذا .. قال: نعم، قال: تريد الجواب .. قال الفتى: نعم .. فقال عمر: يا جلاد اجلده .. فجلده حتى شارف على الموت .. فقال عمر .. خذوه فطببوه .. فعالجوه فعاد إلى عمر .. فسأله مثل المرة الأولى فرد عليه كالجواب الأول .. فأمر الجلاد فجلده حتى شارف على الموت .. ثم أمر به فعولج ..

فجاء الثالثة فقال له ما تقول .. فقال الأصيبيغ يا أمير المؤمنين إن كنت تريد قتلي فاقتلني .

فقال عمر: وتقول كما قلت ؟ .. قال الأصيبيغ: لا .. قال عمر فاذهب للكوفة .. فقال: ولم .. قال عمر: لأن فيها أميرا ما قامت عنده فتنة إلا قتلها ..

فتوالت الأيام .. ومات عمر .. ثم خلفه عثمان ومات .. وفي خلافة علي خرج قوم يقولون كما كان يقول الأصيبيغ .. فقيل له: ظهر قوم يقولون مقالتك .. فحك الأصيبيغ ظهره وقال: أدبني الرجل الصالح .

مساحة إعلانية