عربي ودولي

2755

نيجيريا.. سيناريو فتيات شيبوك يتكرر من جديد

يستمر مسلسل الاختطافات في شمال غرب نيجيريا منذ وقت طويل، وبات الاطفال أهدافا سهلة لعصابات الخطف، وفي احدث الهجمات في ولاية بورنو حيث يخوض مسلحون تمردا منذ أكثر من عقد، قتل مسلحون شخصين واختطفوا 20 طفلا، بحسب مصادر محلية. وهاجم مقاتلون من «تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا»، بعد ظهر الخميس، قرية بييمي القريبة من بلدة شيبوك، التي شهدت قبل 8 سنوات خطف أكثر من 200 تلميذة، وقتلوا رجلين وخطفوا 13 فتاة وسبعة فتيان، وفقا لما أفادت به سلطات ولاية بورنو والأهالي.

وقال شهود عيان من القرية، ان المسلحين اقتادوا الاطفال العشرين المخطوفين في شاحنة استولوا عليها من القرية إلى غابة سامبيسا المجاورة التي قدموا منها، وقالوا ان الاطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما. كما أكدوا أيضا ان عناصر التنظيم كانون يرتدون ملابس عسكرية، وقاموا بإطلاق النار ونهب المحلات في القرية وأضرموا النيران في منازل، خلال الهجوم الذي استمر ساعات، لافتين إلى أن هذا الهجوم هو الثالث من نوعه الذي يستهدف منطقتهم في غضون ثلاثة أيام. وعاد أهالي بييمي إلى قريتهم الجمعة بعد أن أمضوا الليل في غابة هرباً من مسلحي التنظيم.

فتيات شيبوك

ويعيد هذا الهجوم على قرية بييمي شمالي شرقي نيجيريا، الى الاذهان قضية فتيات شيبوك التي تعود الى العام 2014، التي استقطبت اهتماما دوليا واسعا، بعد أن تبنت جماعة بوكو حرام اختطاف نحو 270 فتاة من داخلية مدرستهن في بلدة شيبوك بولاية برنو. ولا تزال نحو 100 فتاة منهن في عداد المفقودين حتى الآن. واثارت تلك العملية تعاطفا كبيرا مع الفتيات المختطفات حول العالم، حيث عرضت عدة دول مساعدة الحكومة النيجيرية في البحث عن المختطفات، وبالفعل شاركت وحدات أمريكية في البحث، كما انطلقت حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تطالب بتحريرهن.

ومن جهتها دعت مجموعة افارقة من الأمم المتحدة وخبراء حقوق الإنسان، جماعة بوكو حرام المسلحة بالإفراج الفوري عن الفتيات المختطفات. وحث الخبراء أيضا الحكومة النيجيرية على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان عودتهن بسلام ومحاسبة المسؤولين عن اختطافهن. ومنذ تلك الحادثة قامت السلطات النيجيرية بنشر قوات عسكرية بالمنطقة، غير أن هجمات المسلحين الدامية استمرت انطلاقا من جيوب لهم في غابات مجاورة.

وواجهت بوكو حرام إدانات دولية واسعة بعد اختطافها لتلميذات مدرسة شيبوك في ولاية بورنو، قائلة إنها ستعاملهن كإماء وغنائم حرب. وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير، إن النساء والفتيات اللاتي تعرّضن إلى الاختطاف على يد جماعة بوكو حرام أجبرن على الزواج واعتناق دين آخر، وتعرّضن إلى انتهاكات جسدية ونفسية، وإلى العمل القسري والاغتصاب أثناء الاحتجاز. وتطمح جماعة بوكو حرام منذ تأسيسها عام 2002 إلى الإطاحة بحكومة نيجيريا وإقامة خلافة إسلامية. وفي عام 2009 نفذت بوكو حرام سلسلة من الهجمات على مراكز شرطة ومبان حكومية أخرى في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا، سقط ضحيتها المئات. وتحرم الجماعة على المسلمين المشاركة في أي نشاط سياسي أو اجتماعي مشابه لأنشطة المجتمع الغربي. وفي عام 2003 صنفت واشنطن بوكو حرام منظمة إرهابية.

جيل التمكين

ويشهد شمال شرق نيجيريا، مواجهات عنيفة بين القوات النيجيرية وتنظيم «داعش»، الذي تأسس اثر انشقاقه عن جماعة بوكو حرام في عام 2016، وعزز «تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا» انتشاره العام الماضي في منطقة بحيرة تشاد، بعد مقتل أبو بكر الشكوي قائد «بوكو حرام» خلال معركة بين التنظيمين، واضطر نحو مليوني شخص في شمال شرق نيجيريا الى النزوح عن ديارهم، كما امتد النزاع إلى الدول المجاورة.

والاسبوع الماضي، نشر المكتب الإعلامي لـ»تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا»، إصدارًا مرئيًا جديدًا، بعنوان «جيل التمكين»، تضمن لقطات عن عملية تجنيد الأطفال في صفوف التنظيم وتدريبهم ضمن ما يُعرف بمعسكرات أشبال الخلافة. وتضمن الإصدار الذي تبلغ مدته 27 دقيقة، لقطات لتدريب مجموعات من الأطفال داخل «المعهد الشرعي» التابع لولاية غرب إفريقيا، والذي يُفترض به أن يُخرج أولى دفعاته قريبًا، وذلك وفقًا لما ذكره أحد المشرفين على المعهد خلال الإصدار.

واستُهل الإصدار بلقطات لمجموعات من الأطفال خلال تلقيهم تلقينًا شرعيًا وقيامهم بعدة أنشطة روتينية داخل معسكر «أشبال الخلافة» في شمال شرق نيجيريا. وقال أحد المشرفين على المعهد لم يسمه الإصدار، إن هناك خطة موضوعة منذ سنوات لتخريج «جيل جهادي جديد» من «أشبال الخلافة»، وأن هذه الخطة بدأت تؤتي ثمارها، مضيفًا أن إدارة التعليم التابعة لما يُعرف بولاية غرب إفريقيا أجرت اختبارات قبل فترة لاختيار الكوادر التي ستنضم للمعهد الشرعي لأشبال الخلافة، بعد سنوات من تعليم الأطفال في «الحلقات»، وجرى بالفعل اختيار مجموعة من «الأطفال» وإلحاقهم بالمعهد الذي تلقوا فيه دورات شرعية وعسكرية.

اقرأ أيضاً

إدارة ترامب تعلن إيقاف جميع قرارات اللجوء

بيرو تستعد لإعلان حالة الطوارئ على حدودها مع تشيلي

المجلس العسكري في غينيا بيساو يعين رئيس وزراء من الحكومة السابقة

أخبار ذات صلة

ترامب: سأمنح العفو عن رئيس هندوراس السابق المسجون بسبب الإتجار بالمخدرات

ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية في جزيرة سومطرة الإندونيسية إلى 164 قتيلا