رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

6208

قلة المكتبات في الأحياء وراء العزوف عن القراءة

24 مارس 2015 , 06:41م
alsharq
نشوى فكري

إن العزوف عن القراءة مشكلة كبيرة يواجهها المجتمع العربي عامة، ولاشك أن يكون ذلك هو أحد الأسباب الرئيسية في تأخر الأمة، فالقراءة هي مصدر الوعي في المجتمعات، وهي نماء للعقول وبناء للثقافات المتنوعة، وبها تحصل الرفعة والتقدم والنماء،

وقد أثبتت الإحصاءات أن كتب الطبخ وتفسير الأحلام تتصدر مبيعات الكتب في الدول العربية، حيث يقرأ العرب بمعدّل وسطي لا يتجاوز الـ6 دقائق في السنة، بينما يقرأ الأوروبي بمعدّل 200 ساعة سنوياً، وتتفاوت الأرقام بين دراسة وأخرى بالنسبة لمعدّل قراءة الأوروبي، ولكنها تجمع على أضعاف معدّل قراءة العربي، هذا من الأرقام الصادمة التي سبق أن نشرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو).

وفي عصر العباسيين كانت دكاكين الوراقين والمكتبات في بغداد أكثر من دكاكين باعة الخضر والفاكهة والبقالين"، ولكن حاليا لا يوجد مكتبات إلا نادرا، ويغلب عليها الروايات التافهة والفاسدة وكتب الطبخ والأبراج والدجل، وبعض الموجود منها على الطراز القديم، ولا تجذب النشء والأجيال الجديدة المتعلقة بوسائل التكنولوجيا المختلفة، أما الصالونات فتملأ الأحياء والفرجان، كذلك المولات والمجمعات التجارية ومحلات بيع الخضراوات والفاكهة، والبقالات أكثر من المكتبات، بل تفوقها عددا،

أما عن المطاعم فحدث ولا حرج، مما أدى إلى عزوف الشباب والأطفال عن القراءة والبحث عن المعلومة، وعدم تربيتهم على عادة القراءة، فيجب أن يشاهد الطفل الوالدين، وإخوانه الأكبر منه وهم يقرأون، فكيف يمكن نصح الطفل وتربيته على شيء لم يشاهد الأبوين يفعلان مثله ؟ فالقدوة تُغني عن كثير من النُصح.

* حب القراءة

في البداية تقول الكاتبة والأديبة حنان الشرشني، إنه يجب تحفيز وتشجيع وتعويد الطفل على حب القراءة منذ الصغر، لأن القراءة من أهم العادات التي يجب أن يكتسبها الطفل بالتعود، لافتة إلى أن والدها كان دائما يصطحبها إلى المكتبات، لاختيار الكتب وشرائها، ولكن النشاطات المتاحة للطفل اليوم، والتي تتضمن عناصر جذب ممتعة كثيرة، كألعاب الكمبيوتر، ومراكز الترفيه المخصصة له، في المقابل ندرة المكتبات الموجودة أو المتوافرة في الفرجان، كل هذه الأسباب أفقدت الكتاب أهميّته.

وقالت: لاحظت في أحد مواقع التواصل الاجتماعي إنستغرام إحدى الشخصيات تضع قائمة لبعض الكتب المفيدة ونبذة مختصرة عن كل كتاب، لتشجيع الناس وإفادتهم ومساعدتهم في اختيار الكتب، مما يدل أننا حتى في ظل الانشغال بالواتس أب وغيره من البرامج، يمكن أن نستغلها بشكل جيد في أشياء مفيدة، وخاصة قراءة الكتب ومناقشتها، موضحة أنه يجب أن يكون هناك تاجرات يروجن للكتب على مواقع الإنترنت، مثلما يوجد تاجرات يروجن للسلع والبضائع المختلفة .

وأوضحت أنه لا يوجد مكتبات بالعدد الكافي في الأحياء والفرجان، مما أثر على الأجيال الجديدة، والتي يجب أن يصطحبهم الأبوان، للمكتبة واختيار بعض الكتب أو المجلات التي تناسبهم وتشجعهم على القراءة، مثل قصص ميكي.

* ندرة المكتبات

أما الكاتبة بشرى ناصر فترى أن معدل القراءة المتدني للعرب جميعا يرجع بدرجة كبيرة إلى ندرة المكتبات، فضلا عن بعض المتغيرات السياسية الحاصلة للعديد من الدول العربية، سبب آخر يضاف لسلسلة الأسباب التي تمنع الإنسان العربي عن القراءة، كما أنه لم يترب على حب القراءة وجعلها عادة، مثلما يحدث في المجتمع الأوروبي، حيث إن البنية الذهنية للإنسان العربي مبنية على التلقي الجاهز، وثقافتنا العربية على السمع وليس على البحث والتقصي.

ودعت إلى ضرورة تغيير مفهومنا للتربية، لأنه يجب تعويد الطفل على القراءة وليس إجباره، كما يجب تغيير مفهوم العقلية العربية التي تستسهل كل شيء، وتتغذى على الخرافات والدجل، ثم نبحث عن كيفية خلق أمة قارئة .

وقالت إنه لا يوجد مكتبات بالمفهوم الشامل والثقافي، في الأحياء والفرجان، فعند البحث عن كتاب موسوعي أو تاريخي، لا يتم الحصول عليه في قطر إلا من خلال معرض الكتاب، لذلك أقوم بتحضير قائمة وأنتظر معرض الكتاب للبحث عنها أو عند سفري لأي دولة أخرى أقوم بإحضارها، مشيرة إلى أن الوضع السياسي والاجتماعي يلعب دورا كبيرا في الإقبال على القراءة في الوطن العربي كله، فكانت هناك مقولة قديمة يرددها الناس في السبعينيات والثمانينيات أن مصر تؤلف الكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ، فالعراقيون كانوا بالفعل أكثر الشعوب قراءة، لذلك فالأوضاع الراهنة تؤثر على معدل قراءة الشعوب العربية ككل .

* تشجيع الأطفال

بدورها قالت سماح عبد الحميد وهي أم لأربعة من الأبناء، إنها تحرص وزوجها على اصطحاب أبنائهما إلى معرض الكتاب ليختار كل منهم الكتب التي يفضل قراءتها، بالإضافة إلى المكتبة الموجودة بالمنزل حيث يحرص والدهم الذي يعمل بمهنة التدريس على تشجيعهم وتحفيزهم على القراءة، واستطردت قائلة: "ربيت أبنائي على حب القراءة، وكل عام نزيد على مكتبة البيت تحفا حقيقية من معرض الكتاب، كما نحرص على حضور بعض الندوات الثقافية البناءة، فاليوم أصبحت الثقافة ضرورة من ضروريات الحياة وليست رفاهية"

بينما يقول أحمد اليافعي وهو أب لستة أبناء، إنه يحرص على شراء كتب السيرة النبوية والقصص الدينية لأطفاله، لافتا إلى أنهم يحرصون في أوقات العطلة الأسبوعية على القراءة باستمرار، وأضاف: من الجميل أن تكون هناك حملات وفعاليات تشجع على القراءة وتبين مدى أهميتها سواء بالنسبة للأطفال أو الشباب.

اقرأ المزيد

alsharq هام للمسافرين.. تعرف على المسموح به على الطائرة بشأن الشواحن المتنقلة والسجائر الإلكترونية

جددت الخطوط الجوية القطرية تأكيدها على أن سلامة المسافرين على متنها تتصدر دائماً قائمة أولوياتها، منبهة إلى مخاطر... اقرأ المزيد

7532

| 17 أكتوبر 2025

alsharq وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

أكدت سعادة السيدة هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية، أن مشاركة سوريا للمرة الأولى،... اقرأ المزيد

288

| 16 أكتوبر 2025

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

342

| 15 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية