رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3716

د. سهى البيات: لا واسطة في الحصول على تطعيم كورونا

25 فبراير 2021 , 07:00ص
alsharq
حوار - هديل صابر

أكدت الدكتورة سهى البيات - رئيس قسم التطعيمات بإدارة حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بوزارة الصحة العامة-، أنَّ الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" لا يخضع لأية معايير سوى معايير تم إدراجها من قبل وزارة الصحة العامة لعدة عوامل، منها عامل السن، وإصابة الشخص بأمراض مزمنة مصاحبة لمضاعفات، إلى جانب العاملين بصورة مباشرة مع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" كالكوادر الطبية والتمريضية ومن في حكمهم، الأمر الذي يؤكد أنه لا "واسطة" في حصول الأشخاص على اللقاح، بل الأولوية للمستحقين والمعرضين لخطر الأعراض المصاحبة للإصابة بالفيروس بسبب ضعف مناعتهم، معبرة عن ارتياحها للتجاوب الذي تشهده الحملة الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19".

وأوضحت الدكتورة البيات في تصريحات لـ الشرق" قائلة أن بعض الحالات قد تقوم بتسجيل أسمائها في موقع وزارة الصحة العامة للحصول على اللقاح، فهذه الحالات يتم أيضا دراستها من قبل لجنة متخصصة، واختيار الفئات أو الحالات ذات الأولوية، وهذا بهدف وقاية هذه الفئات من خطر الإصابة بالفيروس نزولا على وضعهم الصحي، وأرغب هنا أن أوضح أن الفئة المستهدفة من المصابين بأمراض غير انتقالية هم المصابون بأمراض غير انتقالية مع أعراض حادة وليس من هم يتمتعون بوضع صحي مستقر، وأوضح بمثال أن بعض الأشخاص قد يكونون بعمر صغير وليس لديهم أية أمراض ويتمتعون بصحة جيدة، وقاموا بالتسجيل في "توثيق" للحصول على اللقاح وتأخر الرد عليهم، فعليهم أن يتفهموا الأمر وهو أنَّ التسجيل بالموقع المخصص للحصول على اللقاح أمر جيد، ولكن الحصول على اللقاح لابد أيضا ألا يخرج عن المعايير المدرجة من قبل وزارة الصحة العامة وهي التي تم الحديث عنها سابقا".

وناشدت الدكتورة البيات في حديثها جميع من حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، حيث تم تسجيل حالات إصابة بالفيروس لهذه الفئة والسبب هو التهاون بتطبيق الإجراءات فور حصولهم على الجرعة الأولى من اللقاح، وهذا أمر يجانب الصواب، كما أنَّ فعالية اللقاح تصل إلى 95% مما يعني أن بعض الأشخاص لم تتشكل لديهم المناعة الكاملة فحينها عند تعرضهم للفيروس من المحتمل أن يصابوا، كما أن بعض من الأشخاص قد ظهرت عليهم الأعراض بعد الحصول على اللقاح بيوم أو يومين، فلو تعرضوا لشخص مصاب فمن المحتمل أن يلتقطوا العدوى سيما وأن فعالية اللقاح تبدأ بعد أسبوع إلى أسبوعين من الحصول على الجرعة الثانية للقاح، فهذا لا يدل على فعالية اللقاح، فالدراسات العالمية جميعها متوجهة لإجراء دراسات على الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح فقد أثبتت هذه الدراسات أن اللقاح فعّال بنسبة 90%

 لقاح موديرنا

وعرجت الدكتورة سهى البيات على لقاح "موديرنا" قائلة "إن هذا اللقاح تمت الموافقة عليه بعد لقاح "فايزر - بايونتيك"، كما أخذ تصريحا بالعمل فيه في دولة قطر بعد حصوله على ترخيص من إدارة الصيدلة والرقابة الدوائية بوزارة الصحة العامة بعد التأكد من جميع المعلومات المتعلقة باللقاح من مدى آمنه وفعاليته، والتجارب السريرية والنتائج المشابهة لنتائج لقاح "فايزر - بايونتيك" التي تفوق فعاليته الـ95%، موضحة أن كلمة الاستخدام الطارئ للقاح لا تعني بأي حال من الأحوال أنه تم تجاوز أي من الخطوات التي تستخدم في إنتاج اللقاحات، لاسيما الخطوة المتعلقة بأمن وسلامة اللقاح، ولكن يقال الاستخدام الطارئ لأن هذا المصطلح الذي يستخدم لسرعة الإنتاج وسرعة الاستخدام وسرعة الوصول، حتى وقت لقاح انفلونزا الخنازير تم استخدام هذا المصطلح، ولن يخير الشخص في الحصول على اللقاح ولكن بناء على ما هو متوافر في المركز الصحي وقت توجهه للحصول على اللقاح سيحصل على اللقاح المتوافر.

 زيادة عدد الإصابات

وتابعت الدكتورة البيات قائلة "إنَّ لقاح شركة "فايزر –بايونتيك" ولقاح "موديرنا" يتشابهان في الإنتاج والفعالية ومدى الأمان، لكن الاختلاف في بعض الأمور البسيطة، فلقاح فايزر يحتاج 21 يوما بين الجرعتين، أما لقاح موديرنا فيتطلب 28 يوما بين الجرعتين، كما أن لقاح فايزر متاح لمن هم من عمر 16 عاما فما فوق، أما لقاح موديرنا فهو متاح لمن هم 18 عاما فما فوق، إلى جانب إجراءات التخزين والإذابة فهناك اختلافات طفيفة، كما أنَّه تم اختبار اللقاحين على السلالة الجديدة المتغيرة لفيروس كورونا، مؤكدتين –أي الشركتين- فعالية لقاحهما على السلالة المتغيرة لفيروس كورونا، سيما وأنَّ التغير الجاري على فيروس كورونا ليس بالتغير الجوهري بل تغير طفيف، مشيرة إلى أنَّ السلالة الجديدة للفيروس لم تصل إلى الدولة".

وعزت الدكتورة البيات في تصريحات خاصة لـ الشرق سبب ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" يعود إلى تقلبات الطقس لاسيما في فترة الشتاء، لكن السبب الرئيسي يعود إلى تهاون بعض فئات المجتمع في التقيد بالإجراءات الاحترازية، حيث لوحظ زيادة في التجمعات العائلية والمناسبات الاجتماعية، لافتة إلى إنَّ التهاون في الإجراءات الاحترازية يسهم في زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19".

وأوضحت الدكتورة البيات قائلة "إن توافر اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" ليس مبررا للتهاون بالإجراءات الاحترازية في أي حال من الأحوال لمن حصل على اللقاح فكيف لمن لم يحصل عليه!، حيث بتنا نشهد ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد إلى جانب ارتفاع نسبة الأشخاص المصابين الذين بحاجة للدخول إلى المستشفيات ووحدات العناية المركزة، لذا توافر اللقاح ليس مبررا للتجمعات العائلية، والمناسبات الاجتماعية التي باتت مكتظة بالأشخاص، فاللقاح ينتج مناعة تصل إلى 95% ويتطلب فترة حتى يعطي نتائج فعلية تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين بعد الحصول على الجرعة الثانية، ففي حال تعرض الشخص الحاصل على اللقاح لشخص مصاب قبل أن يأخذ اللقاح مفعوله هناك احتمال أن يلتقط العدوى، ولكن بعد انقضاء فترة الأسبوعين من المحتمل أن تقل نسبة العدوى، لذا تشدد وزارة الصحة العامة دوما على التقيد بالإجراءات الاحترازية حتى في حال الحصول على اللقاح، لأنَّ الذي حصل على اللقاح لا يعلم هل هو من بين الـ95% أو من الـ5%، لأن تجاوب الأشخاص مع اللقاح يختلف من شخص إلى شخص آخر، لهذا من المهم حماية أنفسنا وحماية الآخرين من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية كاستخدام أقنعة الوجه الواقية، وتجنب الأماكن المزدحمة، إلى جانب الحرص على المسافة الآمنة، مع غسل اليدين بالماء والصابون أو استخدام المعقمات الكحولية، وحتى تتحقق مناعة مجتمعية لابد من تلقيح ما بين 75% - 80% من المجتمع حتى تقل قوة الفيروس في نقل العدوى، ليكون الأغلب لديه مناعة وأجسام مضادة، فبالتالي قوة العدوى تقل، وإلى ذلك الوقت سيتم تخفيف القيود المفروضة والإجراءات الاحترازية، ولكن هذه الخطوة ستصدر بناء على قرار رسمي من قبل الجهات المعنية في الدولة".

العادات الصحية

وأكدت الدكتورة البيات أن الإجراءات الاحترازية والتقيد بها أسهم في خفض حالات العدوى بالانفلونزا الموسمية بسبب استخدام أقنعة الوجه الواقية، وبفضل التباعد الجسدي، كما أنها خفضت أزمات الربو لدى المصابين بالربو بسبب استخدام أقنعة الوجه التي لها دور في تجنب الغبار، لذا هذه الإجراءات كان لها تأثير إيجابي على حماية الأشخاص من الفيروسات كالانفلونزا الموسمية، وليس فقط من فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، فالعادات الصحية قللت الانفلونزا الموسمية وأزمات الربو.

 فرض قيود

وحول فرض قيود إضافية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، أوضحت الدكتورة البيات قائلة "إننا نراقب الوضع ونرصد عدد الإصابات، وعدد الأشخاص الذين يدخلون إلى المستشفيات، ونراقب الوضع، ولكن لو استمرت الأرقام بازدياد من الممكن فرض بعض القيود الإضافية، وقد نضطر للقيود في حال تم رصد حالات إصابة مرتفعة، وبناء على الحيثيات سيتم اتخاذ القرارات المناسبة".

ودعت الدكتورة البيات أفراد المجتمع إلى مزيد من الصبر لتجاوز هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر على العالم أجمع وليس على دولة قطر، مناشدة الفئات العمرية من الشباب ضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية لأنهم قد يكونون سببا في نقل العدوى إلى كبير سن أو سيدة حامل، أو طفل لذا من المهم التقيد بالإجراءات الاحترازية، وتجنب التجمعات والزيارات العائلية ذات الأعداد الكبيرة حتى لا يكونوا مصدرا للعدوى، فالسيطرة على تفشي الوباء تتطلب جهود كافة فئات المجتمع، لحماية الشخص نفسه، ولحماية أحبائه وأقربائه.

مساحة إعلانية