رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

480

المالك: رمضان يعيدني دائماً للطفولة وذكريات الفريج الذهبية

27 يونيو 2015 , 01:32م
alsharq
أجرى الحوار: طه عبدالرحمن

يعد الفنان سلمان المالك، رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للإبداع الفني، صاحب مشوار فني طويل، أقام خلاله العديد من المعارض الفنية، داخل وخارج قطر.

يتمتع المالك بعضوية العديد من الجهات المختلفة، كما أنه صاحب فكرة إقامة أول مؤسسة متخصصة في رعاية الموهوبين فنياً في قطر، وهو المركز الشبابي للإبداع الفني، وذلك عام 1997، حاز العديد من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم، كان آخرها تكريم وزراء الثقافة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية له في الكويت، ممثلا عن الفنون البصرية في دولة قطر.

يوصف الفنان سلمان المالك بأنه أحد رواد الحركة التشكيلية في قطر، كونه صاحب بصمات فنية واضحة على الفنون البصرية في الدولة، بفضل موهبته الإبداعية التي رسخها بأعماله الفنية، وبصفته راعيا لغيره من الفنانين وداعما ومشجعا لهُم.

في حديثه لـ"الشرق" يستعيد المالك ذاكرته الرمضانية، والتي يتعرض خلالها لأهم المحطات فيها، علاوة على ما يمثله له الشهر المبارك، خلاف جوانب أخرى، جاءت على النحو التالي:

ذكريات الفريج

*ما الذي يمثله لك شهر رمضان المبارك؟

**شهر رمضان المبارك يعيدني دائماً إلى فترة الطفولة، فخلاله أستعيد هذه الفترة الذهبية من حياتي، إذ عندما يأتي هذا الشهر المبارك يجرني إلى ذكريات الطفولة، فعندما كنا في الفريج، كان يسود بين الأسر التكاتف الاجتماعي، وكانت المأكولات تنتقل من بيت إلى آخر، إذ كانت البيوت متجاورة بجانب بعضها البعض، وكأنها بيت واحد، أو أشبه بالبيت الكبير، الذي يجسد قيماً ومعاني طيبة من الترابط والحميمية والدفء بين الجميع.

*وهل تتذكر الأجواء الرمضانية وقتها؟

**نعم.. الأجواء وقتها كانت بلا صخب أو إزعاج، على خلاف ما هو حاصل اليوم، فلم يكن هناك تلوث بصري أو سمعي، كما لم يكن هناك طوفان من القنوات والفضائيات التي تصدر لنا الأعمال الفنية الهابطة، ولذلك كانت أجواءً جميلة ومتميزة بطبعها.

روحانيات رمضانية

*وهل هذه الأجواء هى ما كان يميز رمضان في الماضي عنه في الواقع الحالي؟

**بالطبع، فقد كنا نشعر في الماضي بروحية رمضان، أما اليوم فقد تضاءلت هذه الروحية أمام الالتزامات اليومية وانشغال الناس بأمورهم، حتى أصبح الإنسان يصارع الوقت ليجد وقتا للتفرغ للعبادة في ظل انشغاله بالهم اليومي.

وللأسف أصبح كثيرون في الدوائر الحكومية اليوم يعلقون كل أمورهم على "شماعة" الصيام، لدرجة أن هناك من لا يقضي التزامات الناس بدعوى أنه صائم،، وكأنه يفهم الصيام على أنه نوم وكسل وخمول.

لذلك، لابد من إعادة تصحيح أوضاع الناس خلال شهر رمضان المبارك، والتأكيد على ترسيخ روحية الشهر الكريم، وأنه شهر للعبادة والعمل، وليس شهرا للكسل والخمول.

*وما هى أبرز المظاهر التي تلاحظ اختفاءها خلال شهر رمضان المبارك؟

**بالفعل، كانت هناك في الماضي العديد من المظاهر التي تتجلى خلال الشهر المبارك، إذ كان هدف الجميع هو العبادة والتقرب إلى الله، والتعرف على روحية هذا الشهر الكريم، على خلاف اليوم، الذي تحول فيه الشهر المبارك إلى حالة احتفالية. لذلك يجب على الجميع التنبه إلى أن رمضان شهر للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وأنه شهر للعبادة، وليس مظهراً احتفالياً.

*وهل تعتقد أن هناك مظاهر لا تزال مستمرة خلال الشهر المبارك، على الرغم من الأخرى التي اختفت، أو أوشكت على الاندثار؟

** ربما يكون مظهر الترابط الأسري أحد المظاهر المتبقية من الشهر الكريم، إذ ان شهر رمضان يكون فرصة كبيرة للترابط الأسري، وهذا أجمل ما يتجلى من مظاهر اجتماعية خلال الشهر المبارك، وخاصة عندما تتقارب الأسرة حول وجبتي الفطور والسحور، فما أحلى "اللمة" في رمضان، عندما يتقارب فيها الأبناء والأحفاد، وخاصة بعدما يكون قد قطعها الانشغال الدائم في بقية شهور العام. ولذلك يبقى هذا الترابط الأسري هو الظاهرة التي تبدو جلية في شهر رمضان، ويحافظ عليها كثيرون.

حالة إبداعية

*وخلال الشهر المبارك، هل تتشكل لديك حالة فنية يمكن للشهر الكريم أن يكون دافعا لها؟

**الشهر الكريم، هو شهر للعبادة والطاعة كما ذكرت، ولذلك أحاول تركيز جل جهدي ووقتي لهذه العبادة، إذ انني أعمل على مدار العام، وليس بأقل من شهر لأتفرغ فيه للعبادة والطاعة، ولذلك أحاول أن يكون شهر رمضان شهراً للتأمل والاستفادة من فترة الانشغال التي نكون عليها على مدار 11 شهراً، بدلاً من اللهاث وراء الحياة المادية، ومحاولتنا تعويض ما فات بالعبادة والتقرب أكثر إلى الله سبحانه وتعالى.

ومن هنا، فإن الحالة الفنية خلال الشهر المبارك تبدو عندي في إعادة قراءة ما تم، والاستعداد لما سيتم، ما يجعلها — كما ذكرت — حالة تأمل، إذ لدينا 11 شهرا من الإنجاز والعمل والضغط، لذا فلابد من شهر للتأمل وإعادة النظر في أمورنا، كما أشرت.

محطات رمضانية

*وهل تتوقف عند محطة بعينها في شهر رمضان المبارك، أو أن هناك من الذكريات ما هو موجود في ذاكرتك؟

**بالطبع، أتذكر أنني اكتشفت موهبتي الفنية في الرسم، وأنا بالصف الثالث بالمرحلة الابتدائية، ووقتها استحضرت شخصية "المسحر"، وقمت برسمها، وعندها نبهني المدرس حينها أن لدى موهبة في مجال الرسم، كما أعجب هو بالرسمة التي قمت بإنجازها كثيرا، لدرجة أنه عرضها ضمن معرض اليوم المدرسي. عندها كانت أول مرة اكتشف فيها موهبتي الفنية.

*وما الذي كانت تمثله لك شخصية "المسحر"، ما جعلها دافعاً لتعبيرك الفني؟

**كنت أعتقد وقتها أن شخصية "المسحر" هى شخصية أسطورية، وأنها مرتبطة فقط بشهر رمضان، وأنها لا تأتي سوى في هذا الشهر فقط من العام لتختفي بعد ذلك، وكأنها جاءت من عالم آخر، وربما يكون هذا الخيال نابعا من مرحلة الطفولة بالأساس، والتي ينمو فيها الخيال بدرجة كبيرة. ولذلك كنت أعتقد أن شخصية "المسحر" هى أقرب إلى شخصية "السو برمان، أو الباتمان".

نضج فني

*وما هى المرحلة التي ظهر فيها نضجك الفني، بشكل جعلك فناناً مبدعاً تضع أقدامك على الساحة الفنية؟

**ذكرني هذا السؤال بمرحلة تخرجي بالقاهرة في عام 1982، إذ انه بعد تخرجي نظمت أول معرض فني لي عام 1985، وكانت لوحة شخصية "المسحر" هى بطلة المعرض، ولذلك تصدرت هذه اللوحة معرضي الفني الأول، والتي استدعيت خلالها لوحتي التي أنجزتها في المرحلة الابتدائية، مع إكسابها طابعاً احترافياً.

وربما هذه كانت من المحطات الفنية المهمة التي لا أنساها، إذ ان الذاكرة دائما ما تحمل العديد من الجوانب الايجابية في حياة الإنسان.

وبعد هذا المعرض، توالت المعارض الفنية الأخرى لي، والتي معها تشكل الوجدان الفني، الأمر الذي تشكلت معه أيضاً شخصيتي الفنية، والتي حرصت على السير في ركابها، لتكون لي مدرستي الفنية التي أعتز بها، وانتمي إليها.

*وبالطبع، كانت شخصية"أم الزين" محوراً لأعمالك الفنية التالية؟

**صحيح.. لأن "أم الزين" شخصية أتطلع إليها دائماً، كوني أحاول المزج في أعمالي بين الأصالة والمعاصرة، لأن الفنان لابد له وهو يبرز موروثه، أن يضع عينيه على المعاصرة، فيمزج بين الجانبين. ولذلك فإنني أحاول دائماً تقديم الموروث الشعبي بطريقة معاصرة، وبطريقة تبرز للآخر أن المعاصرة لا تعني الانسلاخ عن الأصالة.

مساحة إعلانية