رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1448

د.شيخة المسند: حديثي في كندا "أُخرج عن سياقه العام"

27 نوفمبر 2013 , 12:00ص
alsharq
الدوحة – بوابة الشرق

قالت الدكتورة شيخة بنت عبد الله المسند رئيس جامعة قطر إن حديثها الأخير في جامعة دلهاوزي الكندية أُخرج عن سياقه العام، في إشارة إلى ما تم طرحه مؤخراً في صفحات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف المحلية، والجدل الدائر حول الموضوع الذي انتشر على موقع "تويتر".

جاء ذلك في رسالة وجهتها د. شيخة المسند للصحف ووسائل الاعلام المحلية، وتالياً بعض النقاط الرئيسية بالرسالة:

أود أن أنتهز هذه الفرصة لأوصل وجهة نظري للقراء والمتابعين من خلال منبر الصحافة. ما حصل من تأويل لكلامي في هذه المناسبة على أنه انتقاص أو إساءة، بعيد تماماً عن الصحة. ومن المهم توضيح السياق الذي جاءت فيه هذه التعليقات، حيث أن طبيعة الحدث تؤثر على طبيعة النقاش.

المناسبة التي تم عرض تصويرها ليست بخطاب رسمي وإنما هي حلقة نقاشية في مناخ أكاديمي يتسم بالتحليل النقدي وبالتركيز على طرح التحديات التي تواجه عدداً من رؤساء الجامعات حول العالم في سعيهم لتطوير التعليم في دولهم. كما يؤسفني ما تم عمله من استقطاع لتعليقاتي بعيداً عن السياق الكامل للحديث، وبالفعل فبعد الإخراج الاحترافي الذي قام به أحدهم لمقطع الفيديو، يمكنني أن أتفهم ما اثاره المقطع من استياء.

لقد قمت بطرح قضية نقص الدافعية وثقافة الاستحقاق بعد أن تحدثت عن إنجازات قطر وجامعتها وردّاً على سؤال عن أبرز التحديات من منطلق تحليلي لظاهرة اجتماعية- اقتصادية سائدة في كثير من المجتمعات خاصة تلك التي تنعم بالرخاء الاقتصادي.

ثقافة الاستحقاق

واسمحوا لي هنا أن أوضح ما قصدته بثقافة الاستحقاق في سياق حديثي: في السابق كان يسود الانطباع عند البعض بأن الجامعة هي المسؤول الأوحد عن نجاح الطالب، ولكن كما يعلم الجميع فهناك عوامل متنوعة مرتبطة بهذا النجاح أهمها الطالب نفسه. وغني عن الذكر أن هذه النظرة شكلت تحدياً في بداية عملية تطوير التعليم فبعض الطلبة كان يعتقد أنه بدخوله الجامعة فإن تخرجه هو تحصيل حاصل غير مرتبط بالجهد الذي يبذله أو بإمكاناته الأكاديمية. وعندما بينت الجامعة أن الطالب إن لم يحقق حداً أدنى من المعايير سيفصل من الجامعة بعد إعطائه ثلاث فرص لتحسين معدله، استنكر الكثيرون ذلك.

شباب قطر

من المؤسف أن يكون إيماني الشخصي المطلق واعتزازي بشباب قطر وبإمكانات أهل قطر موضع شك. فكل ما نقوم به في جامعة قطر مبني على هذا الإيمان بقدراتهم على تحقيق المعايير المتنامية مع تنامي الدولة والارتقاء بوطننا استجابةً لمتطلبات التطوير وتحديات المرحلة. ولكن هذه القدرات تحتاج للحفاظ على مستوىً عالٍ من الحافزية للعمل الدؤوب وبذل الجهد.

القلق من ثقافة الاستحقاق التي تترافق في كثير من الأحيان مع الرخاء الاقتصادي، قلق ليس بجديد على قطر فقد تحدثت عنه القيادات خلال السنوات الأخيرة في أكثر من مناسبة.

وأعتقد أن قيامي بطرح هذا القلق على نخبة من رؤساء الجامعات في محفل أكاديمي مثلما أشاركها مع زملائي بشكل مستمر في أرض الوطن، ومثلما يشارك الأكاديميون الآخرون من جامعات عالمية مخاوفهم وتحدياتهم المجتمعية، لهو أمر طبيعي بل ومحوري خاصة في الأوساط الأكاديمية. فالنقد الذاتي البناء هو دور أساسي يقوم به الأكاديميون في أي مجتمع فضلاً عن كونه أمانة يحملها كل مواطن يغار على بلده، وبدون ممارسة هذا النقد لا يمكن لأي مجتمع أن يتطور.

كذلك أشار البعض إلى قولي بأننا بدأنا من الصفر على أنه انتقاص من إنجازات من سبقني، ولكن هذا ليس هو المقصد. ما أعنيه هو أننا بدأنا مشروع التطوير من الصفر. فالجامعة انتقلت في 2003 من مؤسسة حكومية إلى مؤسسة مستقلة كما هو سائد في الجامعات، وكان لابد أن نبدأ بتطوير مجموعة واسعة من السياسات واللوائح والإجراءات قائمة على الوضع القانوني الجديد للجامعة بالإضافة إلى إعادة الهيكلة وصياغة رؤية جديدة تتوافق مع رؤية الدولة لجامعتها الوطنية، وعمل خطة استراتيجية وفق معايير قياس واضحة قائمة على مبدأ المسؤولية والمحاسبية في تحقيق الأهداف.

لا شك أن جامعة قطر جامعة عريقة ولها تاريخها، وأنا أتشرف بكوني من خريجاتها وبكوني عملت فيها طيلة حياتي المهنية وكنت عضواً في فريق إدارتها لمدة طويلة قبل تولي رئاستها في عام 2003.

أما بخصوص فصل الطلاب من الجامعة، فيؤلمني ما ذهب إليه البعض من أنني سعيدة أو فخورة بذلك. كان هذا من أصعب الأشياء التي قمنا بها في مراحل التطوير الأولى ولكن لا يمكن أن توضع لوائح أكاديمية (ولوائحنا بالمناسبة تتوافق مع الحدود الدنيا إلى المتوسطة مقارنة بالجامعات الأخرى) ومن ثم يعفى الطلبة من الالتزام بها. وأؤكد هنا أن جميع الطلبة أعطو الفرص لتحسين معدلهم الأكاديمي بحسب اللوائح ومعظم الطلبة نجح فعلاً بتحقيق ذلك وبعضهم لم ينجح.

إن رؤية جامعة قطر لتصبح جامعة وطنية نموذجية على مستوى المنطقة في مجالات التعليم والبحث والخدمة المجتمعية هي رؤية وطنية وعندما كلّفت بقيادة مشروع تطوير جامعة قطر عملت مع فريق عمل متفانٍ وكفوء لإيجاد الوسائل لتحقيق هذه الرؤية، وكان جلّ جهدنا أن نرتقي بمستوى هذه الجامعة العريقة في هذا البلد المعطاء لتحقيق أفضل ما يمكن أن تكون عليه قطر وجامعة قطر.

يُمكنكم قراءة الرسالة الكاملة للدكتورة شيخة المسند رئيس جامعة قطر بشأن حديثها في جامعة دلهاوزي الكندية، على صفحات "الشرق" غداً الخميس.

مساحة إعلانية