عربي ودولي

7079

الحرب العالمية الثالثة .. ماذا لو حدث خطأ واحد وواجهت روسيا حلف الناتو؟

"من يزودون أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة سيتحملون عواقب ذلك"، بهكذا ردت وزارة الخارجية على تزويد الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية التابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو لأوكرانيا بالسلاح .. 

لكن ماذا لو حدث خطأ واحد، وتواجهت روسيا مع دول عضو بحلف الناتو تزود أوكرانيا بسلاح .. هل هي بداية الحرب العالمية الثالثة ؟ 

يأخذ الكثير من الدول والمسؤولين والمحللين قرار الرئيس الروسي بوتين تفعيل قوات الردع النووي على محمل الجد، إذ يرى بعضهم إنها لازمة لمواجهة قوة من عيار حلف الناتو.. والناتو كان أساس الغضب الروسي من اقترابه الشديد من حدوده وتجاوز خطوطاً تراها موسكو حمراء بالسعي لضم خاصرتها وجارتها أوكرانيا .. 

وأي مقارنة بين القدرات العسكرية للناتو والروسية، قد لا تكون في صالح موسكو، ولكن ميزان الرعب النووي يعني فناء لكل ما هو أخضر ويابس على وجه الأرض.

ولكي لا تتمنى مثل هذه المواجهة ففي السطور القادمة كل ما تريد أن تعرفه عن حلف الناتو .. 

ووفق موقع "الجزيرة" تتوفر هذه المعلومات عن الحلف: 

•    الدرع العسكري للغرب في مواجهة الأخطار القادمة من الخارج، بداية من الاتحاد السوفياتي سابقا، وصولا للتهديدات القادمة حالياً من الصين وغيرها.

•    أقوى تجمع عسكري في العالم لضمه أقوى الجيوش قاطبة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، إضافة للدول النووية مثل فرنسا وبريطانيا.

•    يتكون من 30 بلداً.

•    تأسس حلف شمال الأطلسي في أبريل 1949 بالتوقيع على اتفاقية "الشمال الأطلسي" المعروفة أيضا باتفاقية واشنطن، وتستمد هذه الاتفاقية شرعيتها من البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي يمنح الدول المستقلة حق الدفاع الفردي أو المشترك.

•    تأسّس الحلف لثلاثة أهداف، وهي: مواجهة نفوذ وتمدد الاتحاد السوفياتي، والقضاء على العداوة العسكرية التي كانت بين الأوروبيين وكان سببها الحروب العالمية من خلال حضور أكبر للولايات المتحدة في القارة، وأخيرا تشجيع الأوروبيين على اندماج سياسي أكبر

•    الدفاع المشترك: هو مبدأ تتحدث عنه المادة 5 من اتفاقية تأسيس حلف الناتو، وتنص المادة على أن أي اعتداء مسلح أو عسكري على أي دولة عضو في الحلف هو بمثابة اعتداء على كل الدول الأعضاء فيه.. وبموجب هذا المبدأ، يتعيّن على كل الدول التحرك بشكل عسكري لحماية الدولة التي تعرضت للاعتداء، سواء من خلال تحريك القوات، أو تزويد هذه الدولة بالأسلحة والعتاد.

•    وتضع موسكو الكثير من الخطوط الحمراء أمام ضم أوكرانيا وبعض الدول إلى الحلف العسكري الأقوى في العالم، لأنها تعلم أن عضوية أوكرانيا تجعلها تستفيد من بند الدفاع المشترك الذي يفرض على الحلف التدخل في حال الاعتداء على أي عضو فيه.

•    عدد مرات تفعيل البند 5 : تم تفعيل مبدأ الدفاع المشترك مرة واحدة طيلة تاريخ الحلف، بمشاركة كل دول الناتو في غزو أفغانستان بسبب تعرض الولايات المتحدة لهجوم معادٍ بعد أحداث 11 سبتمبر 2001

•    النفقات العسكرية : يبلغ مجموع النفقات العسكرية لدول حلف الناتو أكثر من 1.2 تريليون دولار، أغلبها من نصيب الولايات المتحدة، التي تستحوذ لوحدها على 881 مليار دولار سنويا، وتأتي في المرتبة الثانية المملكة المتحدة بـ 72 مليار دولار، ثم ألمانيا بحوالي 64 مليار دولار.. وعموما، لو تم جمع كل النفقات العسكرية لمعظم دول الحلف فلن تتجاوز 370 مليار دولار، أي أنها لا تساوي حتى نصف النفقات الأمريكية، ولهذا السبب لا تتردد الولايات المتحدة في مطالبة دول الحلف برفع نفقاتها العسكرية لتبلغ نسبة 3% من الناتج الداخلي الخام.

•    تعداد جنود الناتو؟ وأين ينتشرون؟

يبلغ مجموع الجنود في كل دول حلف الناتو 3.5 ملايين جندي، مما يجعله أكبر جيش في العالم. 

تحتكر الولايات المتحدة العدد الأكبر بحوالي مليون و200 ألف جندي، وينتشر 20% من الجنود الأمريكيين في الخارج، والعدد الأكبر منهم موجودون في اليابان (55 ألف جندي)، ثم تأتي تركيا كثاني أكبر دولة في الحلف بتعداد يبلغ 440 ألف جندي.

ينتشر جزء من جنود الحلف في دول البلطيق خصوصا القريبة من الحدود الروسية، وهذا الانتشار هو ما يزيد من قلق موسكو خصوصا أنه مرفق بمنظومات صواريخ دفاعية أمريكية متطورة.

يتوزع 7 آلاف جندي من قوات الناتو في كل من إستونيا (800 جندي) ولاتفيا (1200 جندي) وليتوانيا (1200 جندي) وبولندا (4 آلاف جندي). 

وسبب هذا العدد المرتفع في بولندا هو وجود قواعد عسكرية أمريكية مهمة هناك، إضافة لوجود قاعدة عسكرية أمريكية في رومانيا تم إنشاؤها بقيمة 800 مليون دولار.

كما تنتشر فرقة من البحرية الأميركية قوامها 300 جندي في النرويج لمراقبة الدائرة القطبية الشمالية، التي تتشارك فيها الحدود مع روسيا

ما الذي يغضب روسيا في تحركات الناتو؟

كانت الفترة بين 2004 و2009 فترة انضمام دول أوروبا الشرقية للحلف، والتي كان معظمها تحت لواء الاتحاد السوفياتي سابقا، إذ انضمت كل من بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا للحلف، ليبلغ عدد دوله 30 بلدا.

وظل الاتفاق الضمني بين الأمريكيين والروس منذ عام 2008 بالإبقاء على أوكرانيا خارج حلف الأطلسي لتهدئة المخاوف الروسية

وما يزيد من المخاوف الروسية هو ارتفاع الإنفاق العسكري في دول البلطيق، وعلى سبيل المثال انتقل مجموع ما تنفقه 3 دول -هي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا- من 950 مليون دولار عام 2005 إلى ألفي مليون دولار عام 2019، أي ارتفاع بنسبة الضعف وبدعم من الولايات المتحدة.

الجيش الروسي 

وفق موقع "سي إن إن" فإن تعداد جنود الجيش الروسي في الخدمة 850 ألف جندي، إضافة إلى 250 ألف جندي في قوات الاحتياط.

يمتلك الجيش الروسي 

أكثر من 4173 طائرة حربية: بينها 772 مقاتلة، و739 طائرة هجومية، و1543 مروحية عسكرية منها 538 مروحية هجومية.

على صعيد الدبابات، يمتلك الجيش الروسي 12.420 ألف دبابة وأكثر من 30 ألف مدرعة. 

ومن حيث عدد المدافع، يمتلك الجيش الروسي أكثر من 6574 مدفعًا ذاتي الحركة، وقرابة 7571 مدفعًا ميدانيًا، و3991 راجمة صواريخ.

من حيث القوة البحرية، يتكون الأسطول الروسي من 605 قطعة بحرية، منها حاملة طائرات وحيدة. 

كما يمتلك الجيش الروسي 70 غواصة و15 مدمرة، و11 فرقاطة و48 كاسحة ألغام.

وتبلغ ميزانية الدفاع ومعدل الإنفاق السنوي للجيش الروسي 154 مليار دولار أمريكي.

المواجهة 

وقد يعني خطأ مواجهة روسيا لدولة عضو بحلف الناتو مواجهة مع الناتو نفسه وفقاً للمادة (5) وهو ما يعني حرباً عالمية ثالثة .