رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كانت الأحلام عالية السقف في مؤتمر جنيف 2 والذي انطلقت أعماله في الثاني والعشرين من يناير المنصرم. خاصة الأطراف الإقليمية والدولية التي سعت إلى التئامه وحشدت الجهود ومارست الضغوط على طرفي الأزمة السورية للمشاركة فيه. مستخدمة منهجية العصا والجزرة وبالذات الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية واللتين تبدوان وكأنهما استعادا حالة القطبية الثنائية التي كانت تحكم العالم بمشاركتهما في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى سقوط الاتحاد السوفيتي الذي ورثته حكومة روسيا.
بيد أن وقائع الأيام العشرة الأولى التي جسدت المرحلة الأولى عكست حالة مغايرة تماما لسقف التوقعات. وبدا الأمر من قبل النظام والمعارضة السورية وكأنه مجرد ناد للتنفيس عن المواقف التي تختزنها القلوب والأفئدة. وإن كنت لا أضع المعارضة في نفس الخندق الذي يقيم فيه النظام وإلا أكون قد ساويت بين الجلاد والقاتل والضحية والمقتول وهو مالا يتسق مع الحد الأدنى من القواعد الأخلاقية في التعامل مع ثورة شعب سعى إلى تحقيق أشواقه الكبرى في دولة مدنية ديمقراطية تعددية تقوم على المواطنة والمساواة والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية. وهي المبادئ نفسها التي تحركت من أجلها شعوب مصر وتونس واليمن ولبيبا في ثوراتها المدهشة التي أسقطت نظما شديدة في استبدادها قاسية في جبروتها وتفتقر لكل أسباب استمرارها.
إن أهم نتيجة حققتها المرحلة الأولى من جنيف 2 تتمثل في أنها كسرت الحاجز النفسي بين طرفي الأزمة والتعبير ذكره لي السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية عندما سألته عن تقويمه لهذه المرحلة ودون ذلك لم يحقق المؤتمر أي مقاربة حقيقية باتجاه ما يتجاوب مع نصوص وثيقة مؤتمر جنيف 1 الذي عقد في نهاية يونيو من العام 2012. وهي النصوص التي توافق عليها الكبار خاصة واشنطن وموسكو وباريس ولندن وبعض الأطراف الإقليمية مثل تركيا ومصر وقطر وغيرها لتشكل الأساس والجوهر الذي يتعين أن تمضي المفاوضات بين ممثلي النظام السوري والمعارضة باتجاهه وهو ما لم يتحقق حتى ولو من باب الإشارات. فقد أغلق ممثلو النظام الذين كانوا يمارسون نوعا فجا من الاستعلاء على ممثلي المعارضة سواء في الغرف المغلقة أو في التصريحات العلنية الباب أمام أهم بند في وثيقة جنيف 1 والتي تتعلق بتشكيل هيئة حكم انتقالية من الطرفين تكون لها صلاحيات واسعة. بما في ذلك على القوات المسلحة وقوات الأمن وأجهزة الاستخبارات وهي أدوات أي سلطة قوية تكون مهمتها الإشراف على المرحلة الانتقالية التي يعد خلالها دستور جديد للبلاد وتمهد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. وأظن أن وراء هذا الرفض الواضح والذي عبر عنه غير مرة وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري وبثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري. تعليمات مشددة من قبل بشار نفسه والذي يعلم يقينا أن تطبيق هذا البند على أرض الواقع لا يعني شيئا سوى إزاحته من عرشه الذي يتربع عليه منذ مطلع الألفية الجديدة. وريثا لوالده حافظ الأسد وذلك يعني بوضوح أن كل القابضين على النظام سيتساقطون ويفقدون مزايا التزاوج بين السلطة والمال الغارقين فيها على نحو أخطبوطي لا يسمح لأي طرف أو شخص آخر بالاقتراب منه ودون ذلك الموت.
وعندما المتابعة الأخيرة لتصريحات وليد المعلم في اليوم الأخير من الجولة الأولى من جنيف 2 – الجمعة الفائتة – يمكن رصد صدى هذه المواقف المتشددة وهواجس رموز النظام. فقد هدد بعدم العودة مجددا إلى المشاركة في الجولة الثانية التي ستنطلق في العاشر من الشهر الجاري ووجه الاتهامات لوفد المعارضة واعتبره غير ناضج سياسيا. دون أن يشير إلى تصلب مواقف ممثلي نظامه والتي أدت إلى حالة مراوحة المكان في الأزمة السورية.
والمدهش أنه في الوقت الذي انطلقت فيه مفاوضات جنيف 2 ظل الجيش الحكومي لم يتوقف عن توجيه ضرباته ونيران أسلحته ضد المناطق التي حررها الثوار مواصلا استخدام البراميل المتفجرة. مما أدى إلى مقتل أكثر من 500 شخص خلال الجولة الأولى من المفاوضات فهل يتسق ذلك مع جوهر القواعد الأخلاقية التي تحتم تجميد الأعمال العسكرية على نحو يعطي الأولوية للحوار السياسي الذي تحتضنه جنيف ؟
بالتأكيد لا وهو ما يؤشر إلى أن نظام بشار مازال مصرا على منهجية الحل العسكري والأمني. مستعينا في ذلك بمليشيات حزب الله اللبناني الذي كنت أظنه حزبا يتعالى على الطائفية ويوفر طاقة مقاتليه لمواجهات قادمة مع العدو الحقيقي للأمة وهو الكيان الصهيوني غير أن الأشهر الفائتة أثبتت أنه مجرد حزب طائفي. ويبدو أنه تجاوز البعد المقاوم الذي كان يميزه وحظي استنادا إليه على غطاء شعبي عربي فضلا عن الاستعانة بمليشيات شيعية عراقية ويمنية. إلى جانب الدعم اللوجستي سواء بالسلاح والخبراء من قبل الحرس الثوري في إيران أي أنه دفع بالأزمة إلى دائرة طائفية. بحيث يبدو الأمر وكأنه صراع بين منتمين إلى المذهب الشيعي وخصومهم من المنتمين إلى المذهب السني. وهي أطروحة تصب في خانة أعداء الأمة وألقت بظلالها بكثافة على أزمات أخرى في المنطقة العربية.
وثمة فشل آخر لمؤتمر جنيف 2 في مرحلته الأولى يتصل بالعجز عن إجبار النظام لفك حصاره عن المناطق المتضررة والمنكوبة بضرباته وبراميله الحارقة . خاصة في حمص وحلب رغم التوافق الذي جرى في أروقة جنيف 2 بشأن ذلك. وهو ما يؤكد أن نظام بشار يتسم بالقسوة المفرطة وهو ما يتناقض مع زعمه اتكاءه دوما على الشعب السوري. بينما هو يمارس في الواقع كل ما من شأنه أن يسهم في توسيع أفق المعاناة والمكابدة لهذا الشعب الذي خرج الملايين منه باحثين عن ملجأ سواء في داخل البلاد أو إلى دول العالم. وجعل من شعب معروف عنه عشقه للحياة لا يجد البعض منه لقمة الخبز أو حبة الدواء أو غطاء بسيط ليقيه من برد قارس في زمهرير الشتاء فمات العشرات في المنافي خلال موجة الصقيع التي طالت المنطقة في شهر ديسمبر المنصرم.
لست من دعاة الحل العسكري القائم على الاستعانة بالتدخل الخارجي لهذه الأزمة. ولكن يبدو أن بشار الأسد بات يشعر أنه خرج من دائرة التهديدات بتوجيه ضربات موجعة لأركان نظامه. خاصة آلته الحربية التي وظفها بدرجة عالية من الكفاءة في قتل شعبه ومحاصرة مدن وطنه. ظنا منه أنه بذلك سيخمد واحدة من أهم ثورات العرب ولكنه بالتأكيد هو مخطئ تماما في تقديراته ومعادلاته التي يدير من خلالها الأزمة.
والبديل المنطقي للتدخل العسكري الأجنبي يتمثل في توفير الدعم اللوجستي بكميات وفيرة ونوعية متقدمة وفتاكة للثوار القادرين على هزيمة النظام إن توافر لهم هذا الدعم خاصة من الأشقاء العرب. أو أن يرحل بشار هو وزبانية نظامه لبناء سوريا الجديدة الخالية من استبداد وقمع وقهر امتد طويلا، آن له أن يخفت ويتلاشى أو يذهب إلى الجحيم.
فلننتظر الجولة الثانية والتي لا يبدو لدى أي قدر من التفاؤل باتجاه تحقيق اختراقات جوهرية في مواقف نظام بشار المتعجرف والمتغطرس والعدواني.
لماذا تفشل أنظمتنا؟ البحث عن «البركة» في أوراق الحوكمة
هل سبق لك أن جلست في اجتماع عمل، ونظرت إلى اللوائح المعقدة المعلقة على الحائط، أو التقارير الدورية... اقرأ المزيد
402
| 12 نوفمبر 2025
ثقافة إيجابية الأخطاء
في بيئتنا الإدارية العربية، ما زال الخطأ يُعامَل كجريمة مهنية لا كمحطة تعلّم. يخاف الموظف من المجازفة لأن... اقرأ المزيد
531
| 12 نوفمبر 2025
الذكاء الاصطناعي في المدارس
أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع مرور الوقت تحوَّل إلى لغة العصر في... اقرأ المزيد
312
| 12 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية


مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
12384
| 11 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
7092
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
3654
| 10 نوفمبر 2025