رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في تاريخ 23 من ربيع الأول من عام 1443هـ الموافق 29/10/2021م في يوم الجمعة وقبل صلاة العشاء، خيّم الحزن على مدينة الخور حيث انتقل إلى رحمة الله: الوالد علي بن عبدالعزيز بن عبدالله بن راشد المحري المهندي (بوخالد) رحمه الله عن عمرٍ ناهز الـ 95 عاماً.
•المولد والنشأة والتعليم:
ولد الوالد علي بن عبد العزيز المحري المهندي في مدينة الخور شمال شرق دولة قطر عام ١٩٢٦م. وتعلم القراءة والكتابة على يد خاله الوالد راشد بن علي بن راشد المحري المهندي رحمه الله، وخاله محمد بن علي بن راشد المحري المهندي رحمه الله، وعلى يد جابر الحرمي رحمه الله، فكانت حياته بين 1926م إلى 2021م.
•فترة الغوص:
التحق الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي في مرحلة العشر سنوات تقريباً بمرحلة الغوص بدء تبّاب ثم سيب، وركب مع جمعة بن عبدالله المريخي فعاش حياة الغوص بصعوبتها ومرارتها كما عاش رجال قطر الأوائل إلى ان انتهت فترة الغوص في ذلك الوقت.
•رحلة البحث عن عمل ما بعد الغوص:
ثم تحول الوالد من الغوص إلى العمل كشاب يطمح في أن يكون نافعا لنفسه وأهله ووطنه ودينه، ونظراً لصعوبة توفر الوظائف بعد عصر الغوص توجه الى مدينة الظهران في المملكة العربية السعودية آن ذاك وكان عمره ١٧ عاما مع الوالد راشد بن علي بن راشد المحري المهندي ومع الوالد ناصر بن أحمد بن عيسى المحري المهندي، واستمرت اقامتهم في مدينة الظهران عدة أشهر للعمل في شركة أرامكو السعودية آن ذاك ثم بعد ذلك رجع الى قطر مع جماعته الذين ذهب معهم.
•العمل في شركة البترول في دخان:
بعد ظهور النفط حيث عمل الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي في حفر آبار البترول وكذلك حفر آبار المياه ثم (تنديل) ثم عمل في اماكن مختلفة في الشركة في دخان لانه يعرف القراءة والكتابة كما عمل اهل قطر كلهم انذاك.
•عام فقدان الوالد والخال:
1976م هو عام فقد فيه بوخالد والده عبدالعزيز بن عبدالله بن راشد المحري المهندي، وخاله الوالد راشد بن علي بن راشد المحري المهندي رحمهم الله جميعاً، حيث فقد والدين بينهما ستة أشهر فعم الحزن والألم في مدينة الخور في ذلك العام لفقدان شخصيتين لهما ثقلهما في المجتمع.
•الأعمال الحرّة:
ثم انتقل إلى مرحلة العمل الخاص في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات إلى أن توفاه الله. حيث عمل في شراء سيارات النقل. وقام بتأسيس شركة سابيكو للتجارة والمقاولات مع الوالد حسن بن شبيب الشقيري. رحمه الله.
•تأسيس شركة سابيكو مقاولات:
وقام بتأسيس شركة سابيكو للتجارة والمقاولات مع الوالد حسن بن شبيب الشقيري المهندي رحمه الله، وكان تأسيس الشركة في عام 1976م تقريباً، حيث قامت الشركة في بناء نصف مدينة الخور والمناطق المجاورة آنذاك. حيث ذكر لي الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي رحمه الله بأنه تم بناء أكثر من ٥٠٠ وحدة سكنية من البيوت الشعبية والفلل للمواطنين في مدينة الخور وبالذات في فترة سبعينات وثمانينيات القرن الماضي ابتداء من سنة 1976م ثم قامت الدولة في ذلك الوقت بتكليف شركة سابيكو ببناء جامع العز بن عبدالسلام والذي قام بافتتاحه فضيلة الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله قاضي قضاة قطر ورئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية آنذاك حيث قام الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي بتسليم فضيلة الشيخ ابن محمود مفاتيح المسجد إيذاناً بافتتاحه والصلاة فيه وكان ذلك وقت صلاة العصر. ولا زالت شركة سابيكو قائمة إلى يومنا هذا، حيث كانت الشركات قليلة في ذلك الوقت.
وكان وجود وجهود الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي معطاءً ومثمراً في المجتمع القطري، وكان سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى، حيث شهدت أكثر من موقف للوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي رحمه الله يسامح المتعسرين وكان بعضهم يبني البيت ولا يستطيع إكمال المبلغ فيقوم الوالد بوخالد رحمه الله بتأجيل السداد عنهم والتيسير عليهم.
•تأسيس محطات البترول الشمالية:
قام الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي بعد ذلك بتأسيس محطة البترول الوطنية على خط الشمال؛ وكانت اول محطة بترول في المناطق الشمالية وترأس مجالس إدارتها إلى منتصف التسعينيات. ثم انبثق عن هذه المحطة تأسيس محطتي بترول جديدتين إضافيتين، محطة بترول الأهلية تقع بين مدينتي الخور والذخيرة ومحطة البترول الساحلية حيث لم تكن في المناطق الشمالية محطات بترول في ذلك الوقت ولكن بفضل الله ثم بفضل جهود الحكومة بالتنسيق مع الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي حيث ترأس مجلس ادارة المحطات فترة من الزمن لما يتميز به الوالد بوخالد رحمه الله من خبرة ادارية وميدانية وسهولة وفن التعامل مع الآخرين.
•تعيينه في المجلس البلدي:
وفي عام 1990م تم تعيينه عضوا في المجلس البلدي عن دائرة الخور عن مدينة الخور.
•حبه وولاؤه لقطر وحكامها:
عُرِفَ الوالد بوخالد بحبه لدينه وحبه لوطنه وحبه لولاة أمره، حيث عاصر الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي عهدا متسلسلا من حكام قطر منذ ولادته الى وفاته رحمه الله وهو تربطه علاقة وطيدة مع القيادة الرشيدة في دولة قطر، فكان في صباه استفاد وتعلم من الوالد والشاعر والأديب راشد بن علي المحري المهندي والوالد والشاعر الفذّ سعد المسند الملقب بالبنك، لما يتمتع به الشاعر من موهبة عظيمة في الشعر وكناية عن الثروة الشعرية والفكرية من حيث الكم والكيف، وفي عهد الشيخ عبد الله بن جاسم حاكم قطر رحمه الله كان عمر الوالد 10 سنوات ثم في عهد الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني رحمه الله
ثم في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني رحمه الله وكانت تربطه علاقة وطيدة معهم ويزورهم و يطلب الشفاعة الحسنة لاهل الخور ولمجتمعه ويسعى لحاجة الارامل والمطلقات واليتامى وكبار السن ثم في عهد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني سمو الأمير الأب رحمهم الله جميعاً. وكان يقابلهم عدة مرات لأمور ينفع بها مجتمعه، وأيضا في عهد سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله وواصل الوالد بوخالد علاقته مع الحكام إلى عهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله أمير دولة قطر. فهذه كانت علاقته بالقيادة الرشيدة.
•علاقته مع المجتمع القطري:
أما في علاقة الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي مع المجتمع؛ فهو واصل في الجميع، فلا يكون هناك عرس وفرح من أفراح المجتمع القطري سواء في الخور أو باقي المناطق إلاّ كان مشاركاً فيه، ولا مناسبة وطنية إلا كان له حضور مميز فيها. وايضا حتى في العزاء والأحزان يشارك الناس في أحزانهم ويصلهم إلى أماكنهم.
وشهد الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي عدة مرات يكرم من قبل الدولة ومن قبل مؤسسات الدولة ومن قبل مؤسسات المجتمع وعرف عن الوالد بوخالد بالبذل والعطاء والمجلس العامر المفتوح في كل وقت وفِي كل حين إلى يومنا هذا يواصل أبناء الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي رحمه الله، هذا العطاء والكرم والتواضع.
•أعمال البرّ والتقوى:
الوالد بوخالد عاش حياته منذ طفولته إلى وفاته وهو بار بوالديه، مهتماً ومتابعاً لشؤون قبيلته، واصلاً لأرحامه صاحب كلمة طيبة وصاحب شفاعة حسنة يحب الخير للناس، وبنى مسجداً يقع في منطقة (صفا الطوق) شرق مدينة الخور والمسجد اسمه مسجد حسن بن شبيب الشقيري المهندي وعلي بن عبدالعزيز المحري المهندي، ولايزال المسجد موجوداً في الخور ولازال الاسم في كشوفات المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، وكذلك قام ببناء المساجد في دول أخرى وحفر الآبار وكفل اليتامى وسعى في حاجة المطلقات والأرامل والمساكين، وأكرم الضيف وأعطى المحتاج، وساهم في عون المساكين والمحتاجين.
•الوالد بوخالد ومجلسه العامر:
كان الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي، صاحب هيبة وحكمة وشموخ وكرم، يسعى لمجلسه العامر الكثير من الناس لقضاء حوائجهم والشفاعة لهم ومساعدتهم كما رأيت كثيراً من الناس يستشيرونه في أمور حياتهم وأمور الأعمال والتجارة، حيث كان يعتبر وسيطاً لكل خير وحلّالاً للمشاكل، وكان من صفاته رحمه الله أنه كان يصلح ذات البين وبعيداً عن الخلافات التي تحدث بين الناس.
ومن المآثر له أنه كان يذهب مع الناس إلى الحج وكان وجوده فاعلًا في الحج والعمرة ويذهب مع كبار السن من أهل مدينة الخور ويساعد الكبار ويساعد الناس في تأدية مناسكهم بالتنسيق مع بعثة الحج القطرية، والتي كان يرأسها الشيخ عبدالله بن ابراهيم الانصاري، وبالتنسيق مع الحملات القطرية آنذاك.
كما شهدته رحمه الله يرافق بعض المرضى الذين لديهم رحلة علاج في الخارج وليس لديه من يتابع أمورهم يقضي حوائجهم ويساعد في تسهيل إجراءات المستشفيات والسفارات.
•الرجل الصالح وذريته الصالحة:
رزق الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي من الذرية الصالحة من الأبناء والبنات، ورزقه بر الأبناء كما قام ببر والديه فرزقه الأبناء البرره: خالد بن علي المحري المهندي والدكتور محمد بن علي المحري المهندي، وعبدالله بن علي المحري المهندي، واحمد بن علي المحري المهندي والدكتور عبدالرحمن بن علي المحري المهندي وعبدالعزيز بن علي المحري المهندي، وحمد بن علي المحري المهندي وراشد بن علي المحري المهندي وحسن بن علي المحري المهندي، وقاموا ببره جميعاً كما هو كان بارًا بوالديه، فجاء الأبناء من بعده وهم على خير بارين فيه في حياته، نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكيهم على الله.
•مرضه ووفاته:
مع كبر سن الوالد بوخالد وتعبه ومرضه في آخر حياته، إلاّ أنه كان يهتم بكل من يزوره ويسأل عن أحوال الجميع من الأسرة والأقارب والأرحام، ويتكلم معهم ويسأل عن غائبهم، ثم جاءت فترة مرضه في الأيام الأخيرة والتي صبر وتحمل واحتسب الأجر فيها عند الله، حتى توفاه الله بحضور أبنائه وبناته، في غرفة العناية المركزة بمستشفى الخور العام في يوم الجمعة بتاريخ 23 من ربيع الأول من عام 1443هـ الموافق 29/10/2021م وكانت وفاته بعد صلاة المغرب، في تلك الليلة خيّم الحزن على مدينة الخور وجميع مناطق قطر بوفاة الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي، الذي كانت سمعته وصيته يعرفها القاصي والداني، ونشهد له بأنه على خير باذن الله نحسبه والله حسيبه ولا نزكيه على الله سبحانه.
•صلاة الجنازة والدفن والعزاء:
بمجرد سماع خبر وفاة الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي، قام الناس كلهم ينشرون خبر وفاته ووقت صلاة الجنازة والدفن من خلال الرسائل السريعة عبر الهواتف النقالة وكذلك في جميع وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع القطري، فتم تحديد صلاة الجنازة بعد صلاة العصر من يوم السبت، وتسابق الناس من جميع مناطق قطر وتوجهوا إلى مدينة الخور لحضور صلاة الجنازة بالجامع الكبير في مدينة الخور (جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه) والذي اكتظ بأعداد المصلين لأداء صلاة الجنازة، وقد قام الدكتور محمد بن علي بن عبدالعزيز المحري المهندي بإمامة المصلين في صلاة الجنازة على والدنا رحمه الله، ثم لحقنا بالجنازة إلى المقبرة وبوجود أعداد كبيرة لحضور الدفن والدعاء لفقيدنا الغالي ووداعه. فكانت إجراءات الجنازة والدفن من أسهل وأيسر الجنائز، حيث تم دفنه في مقبرة الخور رقم قبر الوالد بوخالد رحمة الله (450).
ثم توجه الناس إلى مجلس الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي لأداء التعازي لأبناء الفقيد الغالي، حيث تزاحمت السيارات في الساحات الخارجية لفريج المحري في الخور، واكتظ المجلس بالحضور من كبار الشخصيات وأصحاب الفضيلة والعلماء، ومن عامة المواطنين والمقيمين، وجاء كذلك عدد من المحبين للوالد بوخالد وأبنائه من دول الخليج العربي.
•علاقتي بالوالد بوخالد:
تربطني علاقة قوية جداً بالوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي، فوالدي الشاعر والأديب راشد بن علي المحري المهندي هو خال الوالد علي بن عبدالعزيز (بوخالد)، وهو زوج أختي الغالية صالحة بنت راشد بن علي المحري المهندي (أم خالد) رحمها الله، فلم يكن الوالد راشد بن علي (لأبي خالد) مجرّد خال فقط.. بل كان هو الوالد والمستشار والصديق ورفيق العمر منذ طفولة بوخالد حتى وفاة خاله (والدي) فكانت بينهما الخبرة في الحياة التي أثّرت كثيراً على حياة (بوخالد)، فتوفي الوالد راشد بن علي المحري المهندي رحمه الله؛ وأنا في الثالثة من عمري، فكنت يتيم الأب، وتربيت على يد ثلاثة أشخاص هم: الوالدة شيخة بنت محمد المحري المهندي رحمها الله، وأخي الكبير: الوالد عبدالله بن راشد المحري المهندي رحمه الله، ثم الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي رحمه الله والذي أسكنني في بيته العامر مع الوالدة شيخة بنت محمد، فلقد سكن في بيته المرأة كبيرة السن وكذلك اليتيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"، إلى أن وصل عمري 8 سنوات ثم انتقلنا إلى مسكن حكومي سعى فيه الوالد بوخالد باسم الوالدة شيخة بنت محمد، وكان بوخالد وأخي الكبير بومحمد والوالدة شيخة رحمهم الله، يهتمون برعايتي حتى انهيت الدراسة وتوظفت، فقام الوالد بوخالد بتزويجي ابنته (أمراشد) وصار أبنائي هم أسباط الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي، فاستفدت منه النصيحة الدائمة السماحة والهدوء والتوازن وكيفية التعامل مع الآخرين وكيفية مواجهة المواقف الصعبة وإدارتها بكل اتزان وهدوء وحكمة. لذلك تجدون مشاعر تقف تقديراً وشكراً وعرفاناً لله ثم للوالد بوخالد رحمه الله رحمةً واسعة.
•دعاء:
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الوالد علي بواسع رحمته ومغفرته، ويوسع عليه قبره وينور عليه قبره، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويرزقه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وجميع موتانا وموتى المسلمين، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها، إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنّا على فراقك يابوخالد لمحزونون.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
6000
| 11 نوفمبر 2025
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
4665
| 11 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف تلك الجغرافيا فحسب، بل تمتد لتأكل الكيان العربي وضميره الخامل، فهذا الوطن العريق الغني بالثروات الطبيعية والبشرية أنهكته الصراعات حتى غدت أجهزته كجسدٍ بلا رأس، تتنازعها الصراعات وتعدد الولاءات وتتقاذفها الأهواء والامزجة، ومن يتأمل المشهد اليوم يدرك أن الأزمة في السودان لم تكن وليدة صدفة، بل نتيجة حتمية لتراكم طويل من الخلل والضعف المنبثق ابتداءً من الصراعات السياسية في القرن العشرين حتى اليوم حيث الصراع بين الشرعية و قوات الدعم السريع. فالأزمة السودانية ليست خلافًا محليًا على سلطة أو موارد، بل هي صورة مكبّرة لأزمة أوسع تضرب الجسد العربي كله، فعلاً هي أزمة في العقل العربي، فما زال بعض الأطراف ذو العلاقة بالأزمة والتأثير الإقليمي يتعامل مع السودان بوصفها غنيمة، لا منظومة عربية تحتاج الى استقرار، فعندما يفشل العقل العربي الجمعي في الترويج والسعي الى بناء مؤسسات عربية حقيقية، نجد أن البعض يُقصي الكفاءات لحساب الولاءات السياسية، ويتّخذ القرار الاستراتيجي من موقع الانفعال والمزاجية والحقد الدفين لا من منطق التخطيط السليم، فإنه بذلك يزرع بذور الفوضى في كل أرض عربية، والسودان اليوم إحدى ثمار تلك البذور. لذلك فإنّ ما يحدث في السودان ليس معزولًا عن السياق العربي العام وصراعاته، بل هو امتداد لنمطٍ مألوف من الإخفاق العربي في احتواء الأزمات والسعي الى بناء الدولة وحماية السلطة والشرعية، فالأزمة هناك ليست صراعًا داخليًا فقط، بل نتاج تداخل إراداتٍ خارجيةٍ تحاول إعادة إنتاج الفوضى في السودان والعالم العربي. فلقد تحوّل السودان، في لحظةٍ مأساوية، إلى ساحة تصفية حساباتٍ إقليمية، يُدفع ثمنها من دم المدنيين وأشلاء الأبرياء، والمدافع تُطلق في السودان، لكن العقول التي تُحرّكها تقيم في عواصم أخرى، تلك التي تملك المال والإعلام والسلاح، وتتوهم أن تفكيك السودان سيمنحها دورًا أكبر في الإقليم الشرق أوسطي. ومع الأسف فإنّ بعض الأنظمة أو الإدارات العربية ما زالت غارقة في تراث الحكم الغريزي الثأري، فلا تفكر بمنطق الدولة الحديثة المبنية على تصدير الايجابي من العلاقات المثمرة مع الدول الأخرى، بل تفكر بمنطق الهيمنة القديمة، فترى في ضعف السودان فرصةً لمرادها، وفي فوضاه مجالًا لتوسيع نفوذها ولو كان ذلك بإشعال نار الفتن، وهنا تكمن المأساة الأكبر حين تتحول بعض الإدارات العربية إلى غرف تحكمٍ لأزمات الآخرين بدل أن تكون منصاتٍ للحلول وإحلال السلام والتآخي، وحين ينسى بعض القادة أن دعم الشرعية في السودان ليس خيارًا سياسيًا، بل واجب أخلاقي وإنساني لحماية فكرة الدولة العربية نفسها. والمذابح التي يشهدها السودان جريمة ضد الإنسانية، وإن الصمت العربي عنها جريمة ضد الوعي والتاريخ، لأنّ من يترك دولةً عربية تسقط دون أن يساند شرعيتها، يوقّع من حيث لا يدري على سقوط القيم العربية المشتركة. فلتكن نصرة السودان اليوم دفاعًا عن الدولة والضمير الانساني لا عن الأشخاص، ودفاعاً عن الشرعية، وعن العقل العربي الذي آن له أن يخرج من أسر الصراعات والحقد الدفين إلى وعيٍ إداريٍ جديدٍ يؤمن أن قوة الأمة العربية تبدأ من وحدة مؤسساتها لا من هدم البلاد والعباد.
2556
| 05 نوفمبر 2025