رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الأسطورة كما يعرفها البعض، تشير إلى تلك الوقائع الموغلة في القدم، التي تكتسب قيمتها من تكرار روايتها لا من تحققها الفعلي، فالنمط الذي تشير إليه الأسطورة يكون غير ذي زمن محدد، وهذا ما يجعل بالإمكان استدعاؤه في أي سياق.
من ناحية أخرى تمثل الأسطورة وسيلة فعالة للتعايش مع التناقضات، على اعتبار أنها تحوي تفسيرات لجميع المواقف المتضاربة، وأخيرا فإن الأسطورة لا تكتسب معنى خاصا بها إلا من خلال الطريقة التي يتم تركيب عناصرها بها من أجل استخلاص معاني معينة منها، وعادة ما تقف الأسطورة في مواجهة النظرية العلمية، فهي كالحلم في مواجهة الواقع.
ولسبب ما يتقولب الجدل حول مفهوم الدولة في عالمنا العربي في إطار معنى الأسطورة السابق، يستوي في ذلك الخطاب الذي يتبنى حل "الدولة الإسلامية"، والخطاب المقابل الذي لا يقبل بأقل من "علمنة الدولة". فكلا الطرفين يتحدث عما يتمناه، أكثر مما يمكن تحقيقه فعليا على الأرض، كما أنه في طرحه لنموذجه، يغبش على عدد من التناقضات التي تحتاج إلى معالجة بأكثر مما تحتاج إلى إخفاء، وأخيرا فإن كلا الطرفين يحدد معنى نموذجه على نحو توفيقي، وعلى حسب الجدل الذي يضطر لخوضه، ولا يلتزم بتصور محدد لما يتبناه أو يدعو إليه.
فالخطاب الأول يقدم الدولة الإسلامية بوصفها حلما ليس له ملامح محددة، وحلا شاملا لكافة المشكلات غير المعرّفة بدقة، وتصورا ذا طبيعة مثالية لا ينتمي لعالم الأرض، تكمن قوته في مشاعر أفراده وعاطفتهم المشوبة بالرغبة في التضحية، وليس في كفاءتهم وخبرتهم العلمية والعملية، وفي إطار هذا الكيان تسقط النظريات وترتفع الأيديولوجيات، ويضحى بالتفاصيل لصالح الشعارات، ويتراجع العلم وتتقدم المعجزات، ففي إطار الدولة الأسطورة لا يقف ضعف القدرات أو غياب الإمكانات عائقا أمام تحقيق الإنجازات، (فيما يبدو كخرق لسنن الله الماضية في الخلق.)
وفي إطار هذا الشكل الأسطوري تبدو الدولة المنتظرة على غير وفاق مع عالم المحسوسات، أي ما يمكن الوصول إليه من خلال الحواس، فوسائلها حزمة مما يتخيل أفرادها أنها يمكن أن تكونه، فصفة الإسلامية هنا هي الضامن لاجتياز العقبات، حتى لو كان هناك أقل القليل مما هو معلوم عن طبيعة هذه العقبات وأفضل الأساليب للتعامل معها.
وبدوره فإن الخطاب الذي يروج للدولة العلمانية يقدمها على شكل أسطورة مضادة، فهي وإن لم تتحقق في الماضي في عالمنا العربي، فإنه يتم الرهان باستمرار على إمكانية تحققها في المستقبل. فهي تمثل الحداثة، والتنوير والتطور وكافة المفاهيم الإيجابية الأخرى (بشرط ألا تتضمن غيبا من أي نوع)، وهي دولة تتيح للناس أن يعيشوا بشرا من أجل مصالحهم، لا ملائكة من أجل مبادئهم. وهي دولة العالم المادي، الذي يمكن أن يرى ويحس ويستمتع به، وهي دولة العقل والمعلومات والتغلب على المشكلات، ليس فقط التي تنتمي لعالمها، ولكن التي تنتمي لعالم الغارقين في أحلام الحل الديني، وذلك عبر إعادة تأهيلهم ودمجهم بداخل العالم الموضوعي الذي لا مكان فيه للقيم أو المبادئ المفارقة، والذي لا يتحيز للخير ضد الشر، على اعتبار أن الخير والشر مفهومان نسبيان تصنعهما خبرات البشر واختلافاتهم الثقافية.
وقد كان الانفصام بين الأسطورتين عاملاً مساعدا لكلاهما على التطور، لأنه من خلال هذا الانفصام استطاع كل طرف أن يستمر في تأكيد خصائصه المضادة لخصائص الآخر، وقد تفاقم ذلك بعد نشوب ثورات الربيع العربي حيث كان الكثيرون من أنصار الحل العلماني يخشون من نجاح الإسلام السياسي في تحقيق مشروعه، لأنه سيخرجهم من عالم الدولة الحداثية إلى عالم الدولة الرجعية على حد زعمهم. ومن ناحية أخرى كان أنصار الحل الإسلامي محبطين من أن التجارب التي خاضوها في أعقاب الثورات لم تسفر عن نمط الدولة التي كانوا يحلمون بها ويرسمونها في مخيلتهم، ما أتاح لنموذج العلمنة أن يظل في الصدارة.
الشاهد أن منطق الأسطورة ظل مهيمنا على أذهان كلا الطرفين على حد سواء، رغم أن أيا من الأسطورتين لم يتح له التحقق فعليا على الأرض، ما أتاح لقوى الوضع الراهن أن تعيد تأكيد سطوتها وتستعيد سيطرتها.
والسؤال هو هل يمكن التخلص من منطق الأسطورة، لصالح البحث فيما ينبغي أن تكونه الدولة (أو ذلك المجتمع السياسي العادل أيا ما كان اسمه) عمليا، وهل يمكن أن تلتقي الأسطورتان في بعض الزوايا، أم أن عناصر التنافر بينهما أكبر من عناصر الالتقاء؟
المبشر أن أقلاما شابة كثيرة بدأت في مناقشة هذه التفاصيل على نحو تفاعلي وجاد، على مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات شبكة المعلومات الدولية، ولكن يعيبها عدم استفادتها من الأدبيات المهمة التي أنتجت بالفعل تحت هذا العنوان، لمفكرين كبار مثل حامد ربيع وسيف عبد الفتاح ومحمد عابد الجابري ونزيه الأيوبي، وهم من سنتناول أبرز مقولاتهم في مقالات تالية إن شاء الله.
زيتونتي ماتت.. وبقيت أنا !
الهوينا كان يمشي، هنا فوق رمشي، اقتلوه بهدوءٍ، وأنا أهديه نعشي...... صدق القائل ومِنَ الحُبِ ما قَتل، هذا... اقرأ المزيد
219
| 31 أكتوبر 2025
بيد الوالدين تُرسم ملامح الغد
تُعتبر الأسرة الخلية الأولى في المجتمع وأحد أهم العوامل المؤثرة في بناء شخصية الطفل، حيث تُسهم في تكوين... اقرأ المزيد
210
| 31 أكتوبر 2025
الخطأ في تشخيص حالات التوحد (ASD)
ظهرت للأسف من قبل أخصائيين غير مدربين على كفاءة وضمير مهني التجارة بمسمى العلاج وعدم الإدراك والفهم والوعي... اقرأ المزيد
162
| 31 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6654
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع تحت وهج الشمس، تُقاد من بعيدٍ بإشاراتٍ باردةٍ لا تعرف الرحمة. تطير ولا تفكر، تضرب ولا تتردد، تعود أحيانًا أو ربما تنتحر. لا فرحَ بالنصر، ولا ندمَ على الدم. طائراتٌ بلا طيارٍ، ولكنها تذكّرنا بالبشر الذين يسيرون على الأرض بلا وعيٍ ولا بوصلة. لقد صار في الأرض مسيَّراتٌ أخرى، لكنها من لحمٍ ودم، تُدار من وراء الشاشات، وعبر المنصات، حيث تُضغط أزرار العقول وتُعاد برمجتها بصمتٍ وخُبث. كلاهما – الآلة والإنسان – مُسيَّر، غير أن الثانية أخطر، لأنها تغتال العقل قبل الجسد، وتُطفئ الوعي قبل الحياة، وتستهدف الصغير قبل الكبير، لأنه الهدف الأغلى عندها. تحوّل الإنسان المعاصر شيئًا فشيئًا إلى طائرةٍ بشريةٍ بلا طيار، يُقاد من برجٍ افتراضي لا يُرى، اسمه “الخوارزميات”، تُرسل إليه الأوامر في هيئة إشعاراتٍ على هاتفه أو جهازه الذي يعمل عليه، فيغيّر مساره كما تُغيّر الطائرة اتجاهها عند تلقّي الإشارة. يغضب حين يُؤمر، ويُصفّق حين يُطلب منه التصفيق، ويتحدث بلسان غيره وهو يظن أنه صوته. صار نصفه آليًّا ونصفه الآخر بشريًّا، مزيجًا من لحمٍ وإشارة، من شعورٍ مُبرمجٍ وسلوكٍ مُوجَّه. المسيرة حين تُطلِق قذيفتها أو تصطدم تُحدث دمارًا يُرى بالعين، أمّا المسيرة البشرية فحين تُطلِق كلمتها تُحدث دمارًا لا يُرى، ينفجر في القيم والمبادئ، ويترك رمادًا في النفوس، وشظايا في العقول، وركامًا من الفوضى الأخلاقية. إنها تخترق جدران البيوت وتهدم أنفاق الخصوصية، وتصنع من النشء جنودًا افتراضيين بلا أجر، يحملون رايات التدمير وهم يظنون أنهم يصنعون المجد. المسيرة المعدنية تحتاج إلى طاقةٍ لتطير، أمّا المسيرة البشرية فتحتاج فقط إلى “جهلٍ ناعمٍ” يجعل أفئدتها هواءً. ويُخيَّل للمرء أن العالم بأسره قد صار غرفةَ تحكّمٍ واحدة، تُدار بمنهجٍ وفكرٍ وخطة، وأننا جميعًا طائراتٌ صغيرة تدور في مساراتٍ مرسومة، لا تملك حرية رفرفة جناحٍ واحدةٍ خارج هذه الحدود. من يملك الإعلام يملك السماء، ومن يملك البيانات يملك العقول، ومن يملك كليهما، هنا يكمن الخطرُ كلُّه. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: كيف نحمي أبناءنا ومجتمعاتنا من أن يصبحوا مسيَّراتٍ بشريةً أخرى؟ كيف نُعيد إليهم جهاز الملاحة الداخلي الذي خُطِف من أيديهم؟ الجواب يبدأ من التربية الواعية التي تُعلّم الطفل أن يسأل قبل أن يُصدّق، وأن يتحقّق قبل أن ينقل، وأن يفكّر قبل أن يحكم. نحتاج إلى مؤسساتٍ وهيئاتٍ تُنمّي مهارة التفكير النقدي، وإعلامٍ يُحرّر لا يُبرمج، وأُسَرٍ تُعلّم أبناءها التمييز بين الصوت الحقيقي وضجيج التقليد، وبين المنابر الحرة والخُطب المصنوعة. فالوعي لا يُوهَب، بل يُصنَع بالتجربة والتأمل والسؤال. ثم تأتي القدوة الحيّة، فالمجتمع لا يتغيّر بالمواعظ فقط، بل بالنماذج. حين يرى الجيل من يفكّر بحرية، ويتحدث بمسؤولية، ويرفض الانقياد الأعمى، سيتعلم أن الحرية ليست في كسر القيود، بل في معرفة من صنعها ولماذا. وأخيرًا، علينا أن نُعلّم أبناءنا أن التحكم في النفس أعظم من التحكم في آلة. فشخصٌ واحد قد يصنع مئات الآلات، ولكن آلاف الآلات لا تصنع إنسانًا واحدًا. ليست كل حربٍ تُخاض بالسلاح، فبعضها تُخاض بالعقول. والمنتصر الحقيقي هو من يبقى ممسكًا بجهاز تحكمه الداخلي، مستقلًّا لا يتأثر بالموجِّهات والمُشوِّشات. إن إنقاذ الجيل لا يكون بإغلاق السماء، بل بتنوير العقول. فحين يتعلم الإنسان كيف يطير بوعيه، لن يستطيع أحد أن يُسيّره بعد اليوم أو يُسقطه.
2739
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2307
| 30 أكتوبر 2025