رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يوم الأربعاء الماضي كان يوما فارقا في تاريخ العراق المعاصر والذي كان مخبوءًا في وثائق سرية أو منشورا في صحف كوثيقة كيفونيم لتقسيم الوطن العربي والعراق أوله بات واضحا على رؤوس الأشهاد وكما يقول المثل الشعبي " على عينك ياتاجر " فقد ناقشت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي مسودة مشروع قانون، يتضمن السماح بتمويل أمريكي مباشر لكل من البيشمركة وقوات أمنية سنية، على أن تعامل كل من هذه القوات كـ «دولة» لتفي باشتراطات منح التمويل الأمريكي المباشر المنصوص عليها دستوريا.ويوم الأربعاء أيضا التاسع والعشرون من أبريل الفائت ذكر مركز بغداد لحقوق الإنسان أن عناصر مسلحة تنتمي لميليشيات متنفذة هددت وطردت نازحي الأنبار من بغداد وهددت بالقتل من يبقى منهم لذلك فقد شهد نفس اليوم حركة نزوح معاكسة واسعة لأهالي الأنبار للعودة إلى ديارهم بسبب التهديدات التي يتعرضون لها من قبل قوى طائفية معلومة ومجهولة . الأمر لم يقتصر على النازحين بل امتد الذعر إلى أهل السُّنة جميعا وفي أي مكان من العراق من قوات الحشد الشعبي وفرق الموت إذ باتوا جميعا مهددين بالقتل والخطف والموت في أي لحظة وفي أي مكان حتى ولو في بيوتهم وبين أُسَرهم ،وأضحوا واقعين بين مطرقة الميليشيات الطائفية وسندان داعش أي محاطين بالموت من كل جانب دون مغيث ولا منقذ . في العراق اليوم نحو 36 من التنظيمات والميليشيات المسلحة التي تمولها وتدربها وتقودها إيران من أجل سحق أهل السنة وإذلالهم وتفتيت العراق ليبقى حديقة خلفية لإيران الفارسية التي يتربع على سدة حكمها مجموعة من الملالي المتعصبين وليصرف النظر عن التركيبة العرقية المتنوعة التي تتكون منها إيران ويتميز فيها الفرس بأعلى المناصب والذين لا يتجاوزون 51 بالمائة من مجموع الشعب الإيراني إذ تحاول حكومة إيران عدم نشر إحصائية رسمية بالتوزيع العرقي، بسبب سياستها القائمة على تفضيل العرق الفارسي، لكن تقديرات أميركية (CIA World Factbook) ذكرت أن التركيبة العرقية تتكون من : فرس 51% وآذريين (أتراك) 24% وجيلاك ومازندرانيين 8% وأكراد 7% وعرب 3%، لور 2%، بلوش 2%، تركمان 2%، أعراق أخرى 1%. وهناك تقدير آخر: فرس 49%، آذريون (أتراك) 18%، أكراد 10%، جيلاك 6%، مازندرانيون 4%، عرب 2.4%، لور 4%، بختيار 1.9%، تركمان 1.6%، أرمن 0.7%.
حيدر العبادي اعترف أنه لا يستطيع الوقوف في وجه هذه الميليشيات بل وأنحى باللائمة على أهل السنة واعترف في كلمته أمام مجلس النواب بوجود ضغوط عليه لإخراج النازحين من بغداد، وقال إن " أغلب النازحين يتحملون ما حصل في محافظاتهم، ولو أنهم ثبتوا وواجهوا الإرهاب لكان الأمر أسلم ".وكأنه يقول لهم إما أن تموتوا بنيران داعش أو تموتوا بنيران الميليشيات وفرق الموت فالمسؤولون العراقيون باتوا من أيام المالكي لا يكترثون لا بأرواح من مات من العراقيين الذين فاق عددهم النصف مليون ولا بمعاناتهم التي فاقت الخيال ولا بانسياحهم في جهات الأرض الأربع مع مافي ذلك من آلام وهم الذين لم يبرحوا العراق ولم يقدروا على فراقها حتى وقع الاحتلال وجرى فيهم القتل والترويع .
وحسب تقريرنشرته صحيفة الحياة اللندنية فإن عدد اليتامى الحالي يقدر بما لا يقل عن 7 ملايين يتيم وعدد الأرامل يفوق الثلاثة ملايين ومعظمهم يعاني من سوء التغذية والأمراض المزمنة وأن قسماً كبيراً منهم إما مقعدون أو عجزة ، فيما تضم دور الأيتام عدداً قليلاً منهم , بل وذكر تقريرمنظمة اليونيسيف أن الميليشيات المسلحة استخدمت الأطفال وتستخدمهم في العمليات الحربية وفي التفجيرات الانتحارية دون أن يعلم هؤلاء الأطفال بما يقومون به .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : من قسَّم العراق !؟ ومن قتل هؤلاء ؟ إنها متلازمة الإرهاب ولكن من صنع هذا الإرهاب ومكَّنه من العراق ومن المستفيد من استمراره ؟ لقد جاءت أمريكا إلى العراق بكذبة اسمها مقاومة الإرهاب ودفعت - كما صرح مؤخرا بريمر- تريليون دولار ونحو 5 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والمرضى النفسيين لا لتجتث الإرهاب بل لتنشئه وتتعهده ولتدمر العراق تراثا وحضارة حاضرا ومستقبلا مؤسِّسة مجلسا للحكم على أساس طائفي أساسه عدد الشيعة العرب والسنة العرب والسنة الأكراد وقد جرى ذلك بموافقة إيرانية وبقسمة ضيزى معها والعرب عنهما غافلون وكلاهما صنع داعش لتكون وسيلة هذا الإرهاب المزدوج ووسيلة فاعلة إلى هذا التفتيت مستخدمين حكومة المالكي في العراق وحكومة بشار الأسد في سوريا .
و قد اشار إلى ذلك العالم الجليل الدكتور القرة داغي في المؤتمر الدولي بمكة المنعقد في أواخر فبراير 2015 فقال : "إن الإرهاب صنعه الاستبداد والدكتاتورية والقضاء على الشرعية ونماه نظام بشار الأسد في سوريا ونظام نوري المالكي في العراق فلم يكن الإرهاب موجودا قبل هذين النظامين فأهل السنة في العراق حينما تمكنت القاعدة في تلك المناطق طردوهم في خلال شهرين فقط". وأضاف "ونحن نعلم علم اليقين حينما جاء داعش إلى الموصل وعددهم لا يزيد عن 3000 وتركت لهم أسلحة خمس فرق وحوالي 2000 دبابة وما لا يحصى من أسلحة النخبة الأمريكية المتطورة.. "، وذكر د. القرة داغي أن الإرهاب يصنع لأجل تفرقتنا ولأجل تشويه الإسلام " .
لنعترف أن الأنظمة الفاشية ومجموعات المصالح بتآمرها على الثورات العربية وبفكرها الإقصائي الأحادي وبرفضها للتوافق والمسار الديمقراطي قد أفسحت للإرهاب مجالا و أعطته أكثر من قبلة حياة حتى في البلاد التي لم يكن متوقعا وجوده فيها بهذا الزخم وعلى هذا القدر من العنف والإجرام . فغياب الديمقراطية والإصلاح و غياب مشروع عربي سني نهضوي مقاوم وضع المنطقة كلها في هذا المأزق فإما أن تحارب وتتمزق وإما أن تموت بينما نجد المشروع الفارسي الصفوي الذي هو الآن على شكل هلال ممتد من اليمن وأطراف الخليج العربي مرورا بالعراق وصولا إلى لبنان وسوريا يوشك أن يتحول إلى بدر كبير على حد تعبير ولي عهد المملكة العربية السعودية السابق مقرن بن عبد العزيز ملتهما مساحات أكبر من الوطن العربي الكبير وهو مايحتم على الدول الكبيرة الباقية أن تتوحد وتتبنى مشروعا عربيا واحدا يملأ الفراغ ويقف بصلابة في وجه الحركات والتنظيمات الإسلامية المتطرفة من جهة وفي وجه المشروعين المتناميين العدوانيين الفارسي والصهيوأمريكي خاصة وأن أمريكا اليوم شأنها شأن حكومة العبادي تتحالف علانية مع إيران وتتقاسم معها العراق وتسمح لها بقيادة العمليات العسكرية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) وضد السنة فالسكوت على المجازر اليومية بحق العرب السنة مشاركة وظهور العبادي المتكرر مع قيادات إيرانية ميدانية مصاحبة للحشد الشعبي الطائفي دليل على سماح الحكومة العراقية لطهران بالتدخل العلني في أمورها مما يعزز فكرة التبعية العراقية لطهران .واستخدامها للورقة الطائفية والمذهبية والإثنية لتغذية العنف والإرهاب وقتل أهل السنة والتنكيل بهم والانتقام منهم . وأخيرا فإن الخطر الفارسي لم يعد قاصرا على ماهوعليه الآن من إرهاب في اليمن والعراق وسوريا بل إن مشروعه العدواني بات يشمل كل الدول العربية وحتى الإسلامية كما أفصح قاسم سليماني في البرلمان الإيراني خلال لقاء جمعه مع كتلة المحافظين في البرلمان وحضره رئيس البرلمان علي لاريجاني حيث قدم سليماني تقريراً حول آخر التطورات والعمليات الخارجية لإيران و للحرس الثوري الإيراني في اليمن و العراق و سوريا ولبنان وأفغانستان ومصر وباكستان .
إننا كما قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، في خطبة الجمعة الفائتة بحاجة إلى عواصف حزم لاجتثاث التطرف والإرهاب والطائفية والعنصرية والفقر والفساد." فبغير هذه العواصف على مستوى الفرد كما على مستوى الأمة لا يمكننا أن نواجه الإرهاب ومن يقفون خلفه وبغير العدل ودولة المؤسسات و المواطنة الكاملة والمساواة أمام القانون لا يمكننا أن نواجه التحديات الراهنة وفي طليعتها الإرهاب المتربص بنا من كل مكان .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2025
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1635
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1152
| 24 ديسمبر 2025