رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
هي متوالية في المحروسة لا تتوقف أو بالأحرى لا أحد يسعى إلى وقفها طالت بأكثر مما ينبغي، فقد أضحى لون الدم عاديا وبات العنف سمة المشهد الرئيسة والهواجس والمخاوف تسكن العقول والأفئدة والبحث عن السكينة وصفاء النفس غدا من المستحيلات.
ألا يحبك بنوك أيتها المحروسة رغم كل الأغنيات والأناشيد التي يرددونها في عشقك كوطن؟
غابت البوصلة، ترهلت الرؤى هبطت على الجميع عتمة رسمت ملامح الواقع، فلا يمر يوم دون أن تراق دماء قتلا أو جروحا أو يقطع طريق أو شارع أو تغلق منطقة، عدنا إلى منطق داحس والغبراء والهمجية القبلية التي تتخذ من الدين عنوانا ومن الوطنية مسارا والجميع بات مطالبا بأن يعيد قراءة المشهد لصالح المحروسة وشعبها الذي يكابد أحوال الدم والخلاف والشقاء الإنساني.
اختفت البهجة من قسمات الوجوه، سكنتها الكآبة من فرط غياب الوطنية، هل الرغبة في البقاء في السلطة تشكل مبررا لكل هذا العنف الذي وصفه الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بأنه مفرط وهو يتحدث الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي عن حصاد العام عن تداعيات ثورات الربيع العربي والمحروسة في الصدارة؟
أظن أن ثمة خللا بات واضحا في بنية النخب السياسية التي تستحوذ على المشهد وفي المقدمة منها جماعة الإخوان المسلمون التي يبدو أنها تضع وجودها وهيمنتها على السلطة كأولوية خصما من استقرار الوطن والراصد لسلوكها يقرأ أنها تتسم بضيق الأفق السياسي فهي رأت أن عزل الرئيس السابق محمد مرسى نهاية المطاف ولم تتجاوب مع دعوات مشاركتها في خارطة المستقبل والتي أكد المبشرون بها أنها لن تقصى طرفا أو تستبعد فصيلا غير أنها تعالت عن هذه الدعوات ورفضت الانخراط وانحازت إلى خيار فرض حضورها في المشهد السياسي للمحروسة عبر أشكال مختلفة وتكتيكات متنوعة كان اللجوء إلى القوة والتظاهر وتفجير المنشات والاعتداء على المؤسسات وقتل الأبرياء وقطع الطرق وغيرها على رأسها.
ورغم ذلك لم تنجح في إعادة إنتاج سيطرتها على السلطة ولن تنجح لأنها وضعت الوطن في فوهة مدافعها التي حولت أيام الجمع من كل أسبوع إلى هم وغم وألم للبشر فلم تعد الأسرة المصرية قادرة على الخروج في هذا اليوم بحثا عن نسمة هواء أو إطلالة شمس أو تسوقا واللافت أن خطابها في دعوة أنصارها يعتمد على الدفاع عن الإسلام وكأن الجماعة أصبحت هي العنوان لهذا الدين الحنيف.
وأكثر ما يستفزني في أداء تنظيم الإخوان هو لجوؤه إلى طلاب الجامعات لاسيَّما طلاب جامعة الأزهر مستغلة حاجة هؤلاء إلى الأموال بعد أن تمكنت من اختراقهم عقيديا خاصة أن أغلبهم من ريف المحروسة واعتادوا على السمع والطاعة فيدفع هؤلاء الطلاب الثمن من انتظامهم في الدراسة واجتياز الامتحانات بل ومن حياتهم وحريتهم خاصة بعد أن دخل الكثير منهم السجون للتحقيق معهم في وقائع التظاهر غير السلمي وحرق بعض الكليات والمنشآت الجامعية وانتهاك خصوصية أساتذتهم، بيد أن الأخطر من كل ذلك هو دخول الفتيات على خط التظاهر وقد أبدين غلظة وقسوة وخروجا عن منظومة القيم في سلوكهن كان أقلها استخدام الألفاظ فضلا عما قمن به من اعتداءات على عميدة إحدى الكليات وتجريدها من ملابسها وخرجن يعبرن عن بهجتهن بهذا السلوك الرديء.
وفي المقابل - حتى يكون المرء موضوعيا - فإن قوات الأمن ترتكب أخطاء في بعض الأحيان في تعاطيها مع هذه الخروقات التي أقر بخطورتها وسلبيتها تتمثل في اللجوء إلى استخدام القوة وقد يكون ذلك دفاعا عن النفس في ظل ما يمارسه المتظاهرون من أعمال عدوانية تصل إلى حرق عربات الشرطة مثلما حدث يوم الجمعة الفائت عندما أحرقوا نحو سبع سيارات لها فضلا عن الاعتداء على رموزها وقتل بعضهم مثل ضابط الأمن الوطني الذي تعرض لرصاصات تنظيم متطرف متحالف مع الجماعة وما أرجوه من وزارة الداخلية المصرية أن تتجنب الممارسات التي قد تعيدها إلى سيرتها الأولى زمن حبيب العادلي والسطوة الأمنية وشخصيا أنا مع عودة هيبة الدولة وهيبة القانون ولكن دون وقوع انتهاكات تتعارض مع حقوق الإنسان ودون الزج بالأبرياء حتى يبقى الجهاز الأمني مقيما في خانة الوطنية رافعا سيف الدفاع عنها دون أن يسقط أحد ضحية عدوان أو انتهاك حقوق.
ولاشك أنه مع قرب استحقاقات الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل ستصعد الجماعة وحلفاؤها من أعمال العنف والتى بدأت أمس الأول وهو أمر لن يصب في منحى يخدم مصلحة الوطن وفي يقيني أنه بات يتعين عليها أن تقبل بالأمر الواقع وتقوم بعملية إعادة صياغة لمسارها السياسي وهيكلها التنظيمي وتتجاوز الرؤوس والقيادات التي تسببت في الأحداث الأخيرة وقادت بممارساتها وضيق أفقها السياسي إلى خروجها من وتقوم بتكوين هيكل قيادي جديد يكون قادرا على قراءة واقعية للمشهد ولمتطلبات المرحلة على نحو يدفع بتجاوز قرار مجلس الوزراء مؤخرا والذي اعتبرها جماعة إرهابية.
وفي تقديري إنه بوسع القيادات التي لم ترتكب أعمال عنف أو تتورط في سفك دماء المصريين أن تعلن كخطوة أولى الاعتذار للشعب المصري عن الأخطاء التي ارتبكت خلال حكم الجماعة الذي استمر عاما ثم تبادر في الانخراط في العملية السياسية بشفافية اتكاء على مقوم الوطنية وتنأى بنفسها عن كل ما يضر باستقرار البلاد ولكن إن استمرت هذه القيادات في تلقي التعليمات من المرشد الدكتور محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر أو المرشد الهارب الدكتور محمود عزت والتي تهدد بالأساس وجود الجماعة واستقرار الوطن فإن منطقة الأمور يقود إلى ضرورة التحلل منها ووأد مشروعها للعودة القائم على مزيد من جماجم المصريين وهو ما لا نرضاه للمحروسة والتي هي أبقى من أي جماعة أو تنظيم أو فصيل أو قوة سياسية مهما كانت.
السطر الأخير:
تغزل ثوب الحلم
على قسمات وجهها المختزن كل الشموس
تمنحني سكنا همسا
بوحا لإشراقات
وبهاء يطل عليها من حدائق الكون
كانت – وستبقى – ريحا للبهجة
تستبيح العتمة في قلبي
تسكنني مطرا، ندا طريا
تغزوني فأتجلى عاشقا أبديا
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13716
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1815
| 21 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا مميزًا من حكامنا الوطنيين، الذين أثبتوا أنهم نموذج للحياد والاحترافية على أرض الملعب. لم يقتصر دورهم على مجرد تطبيق قوانين اللعبة، بل تجاوز ذلك ليكونوا عناصر أساسية في سير المباريات بسلاسة وانضباط. منذ اللحظة الأولى لأي مباراة، يظهر حكامنا الوطنيون حضورًا ذكيًا في ضبط إيقاع اللعب، مما يضمن تكافؤ الفرص بين الفرق واحترام الروح الرياضية. من أبرز السمات التي تميز أدائهم القدرة على اتخاذ القرارات الدقيقة في الوقت المناسب. سواء في احتساب الأخطاء أو التعامل مع الحالات الجدلية، يظل حكامنا الوطنيون متوازنين وموضوعيين، بعيدًا عن تأثير الضغط الجماهيري أو الانفعال اللحظي. هذا الاتزان يعكس فهمهم العميق لقوانين كرة القدم وقدرتهم على تطبيقها بمرونة دون التسبب في توقف اللعب أو توتر اللاعبين. كما يتميز حكامنا الوطنيون بقدرتهم على التواصل الفعّال مع اللاعبين، مستخدمين لغة جسدهم وصوتهم لضبط الأجواء، دون اللجوء إلى العقوبات القاسية إلا عند الضرورة. هذا الأسلوب يعزز الاحترام المتبادل بينهم وبين الفرق، ويقلل من التوتر داخل الملعب، مما يجعل المباريات أكثر جاذبية ومتابعة للجمهور. على الصعيد الفني، يظهر حكامنا الوطنيون قدرة عالية على قراءة مجريات اللعب مسبقًا، مما يسمح لهم بالوصول إلى أفضل المواقع على أرض الملعب لاتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة. هذه المرونة والملاحظة الدقيقة تجعل المباريات أكثر انتظامًا، وتمنح اللاعبين شعورًا بالعدالة في كل لحظة من اللعب. كلمة أخيرة: لقد أثبت حكّامُنا الوطنيون، من خلال أدائهم المتميّز في إدارة المباريات، أنهم عناصرُ أساسيةٌ في ضمان نزاهة اللعبة ورفع مستوى المنافسة، ليكونوا مثالًا يُحتذى به على الصعيدين المحلي والدولي.
1263
| 25 نوفمبر 2025