رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لم أكن أتوقع بعد نشر مقالنا السابق تحت نفس العنوان أن أتلقى هذا العدد من المكالمات التليفونية والتعليقات على الفيسبوك حول موضوع النوم الذى هو محل إهتمام كل الناس تقريبا وخاصة كبار السن ممن لديهم بعض الأسئلة .. وسأحاول فى هذا المقال أن أتناول أكثر الأمور التى دارت حولها الأسئلة وهو النوم نهارا .. وهل هو مفيد أم ضار وخاصة فى الدول ذات المناخ الحار مثل دول الخليج العربى .
ولهؤلاء الأعزاء أقول إن النوم نهارا ليس ضارا ويعتبر وقفة قصيرة فى مسيرة الحياة اليومية خاصة إذا كان فى منتصف النهار وهو ما يطلق عليه الناس " نوم القيلولة " .. أى الإستراحة فى منتصف النهار .. وبرغم اعتراف العلماء والأطباء فإنه لا يُغنى عن نوم الليل وذلك لأسباب عديدة ذكرناها فى مقالنا السابق تحت نفس العنوان كما أسلفنا .. ولكن يجب أن يكون وفق شروط محددة أهمها على الإطلاق ألا تطول فترة الإستراحة النهاريه هذه حتى لا يصل الشخص إلى مرحلة النوم العميق والتى يصل إليها الإنسان بعد حوالى من ثلاثين إلى أربعين دقيقة وحتى لا تظهر عليه أعراض الكسل لأننا نؤكد أن هذه مجرد استراحة أو محطة نهارية عابرة تعطى النفس حظاً من الراحة حتى إذا جاء الليل تكون اليقظة المطلوبة بقوة ونشاط .. وهناك من الناس من ينام لعلمه أن عليه الإستيقاظ ليلا لفترات قد تطول أو تقصر لدواعى العمل أو المذاكرة أو السفر على سبيل المثال .
وهناك البعض الذى يضطر للنوم نهارا لتعويض ساعات النوم التى فاتته ليلا لسبب أو آخر من الأسباب التى ذكرناها على ألا يكون السهر للمتعة وتضييع الوقت والإكتفاء بالنوم نهارا .
وهناك من الناس من تكون هذه الإستراحة النهارية عادة يستمتعون بها ويمارسونها بانتظام وتصبح جزءاًمن الروتين اليومى وبهذا يكون هذا الوقت محتسبا من ساعات النوم اليومية بحيث تعتاد عليه ساعة الجسم البيولوجية وتسد – إلى جانب نوم الليل طبعا – حاجة الجسم إلى النوم .
والصين من الدول التى أدركت فوائد الإستراحة فى منتصف النهار والتى تعتبره حقا مكتسبا للعمال حيث تتوقف الحياة تماما فى المكاتب والمصانع ليأخذ الجميع قسطا من الراحة شريطة ألا تزيد عن خمسة وأربعين دقيقة .. وفى الولايات المتحدة الأمريكية تخصص بعض الشركات غرفا خاصة لتلك الإستراحة النهارية القصيرة التى يؤكد العلماء أنها من عوامل زيادة الإنتاج فى تلك الشركات حيث تكون السبب الرئيسى فى تفريغ شحنة القلق أو الهواجس التى قد تنتاب البعض .
ويحدثنا التاريخ عن أشهر من أدرك فوائد تلك الإستراحة وهم من القادة العسكريين نابليون بونابرت وونستون تشرشل الذى كان وزيرا للحربية إبان الحرب العالمية الأولى بين عامى 1914 و1915 وكان ينام فى مكتبه لمدة ساعة وقت الظهيرة حيث كان ذلك يزيد من نشاطه وقدرته على العمل – وفقا لما كتبه فى مذكراته – ومن الطريف أنه رفع زمنها إلى ساعتين عندما تولى رئاسة الوزارة عام 1940 .. ومن بين من عرف فوائد هذه الإستراحة النهارية الفنان الأسبانى الكبير سلفادور دالى وهو أحد أهم أعلام المدرسة السريالية فى العصر الحديث .. والعالم الفذ المخترع توماس إيديسون .. والكاتب الفرنسى العظيم فيكتور هوجو صاحب روايات " البؤساء " و " أحدب نوتردام " .. فضلا عن الرئيس الفرنسى جاك شيراك الذى كانت ظروف حياته العملية لا تمكنه من النوم ليلا لأكثر من أربع ساعات فقط .
وهنا لابد أن يتساءل القراء الأعزاء عن فوائد هذه الوقفة القصيرة النهارية .. ولهؤلاء نذكر بعضها :
- أنها تقلل الشعور بالتعب وتعالج الشعور بالنعاس .
- تنشط القدرات العقلية مثل التحليل المنطقى والحساب .
- تعمل على أن تكون ردة الفعل بحساب وهدوء نتيجة تحسن الأداء العقلى وراحة الأعصاب .
- يؤكد الكثير من الناس أنها تعمل على تحسين المزاج.
والأهم من كل ما سبق كما جاء فى الدراسات الطبية التى نوقشت فى المؤتمرات الطبية مؤخرا أن الوقفة النهارية القصيرة هذه تفيد القلب وتقلل من فرص الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات .. فضلا عن إنتظام النبض وضربات القلب .
أما الأدباء والكُتاب والشعراء فيعتبرونها وقفة للتأمل والتفكير .. وفرصة لإعادة ترتيب الأفكار وإعادة " شحن " الذهن ليكون هناك فرص أكثر للمزيد من النتاج العقلى والإبداع .
وفى النهاية نذكر كل من يقرأ هذا المقال بما ذكرناه من أن النوم نهارا يكون مفيدا فقط عندما لا تطول مدته وهو ليس بديلا عن النوم ليلا ولكنه مكمل له ومعوض لبعض نقصانه .
وإلى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
3318
| 04 نوفمبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2580
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2097
| 03 نوفمبر 2025