رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. زياد علوش

- كاتب صحفي ومحلل سياسي لبناني

مساحة إعلانية

مقالات

453

د. زياد علوش

سوريا تحررت ولم تسقط

10 ديسمبر 2024 , 02:00ص

في الوقت الذي يحتفل فيه اهل سوريا بسقوط نظام آل الأسد الاستبدادي الطائفي، على وقع أنغام الوحدة الوطنية التي طال انتظارها وفضيلة التسامح ورفض الانتقام والمحاسبة خارج إطار سلطة القانون وقد أعلي شأنه،.

وحق لهم ان يحتفلوا بعد أكثر من نصف قرن من العبودية وقد تحرروا بتباشير حكمة وشجاعة الثوار بالحسم المبهر والمتابعة الحثيثة وضبط الميدان وبخطابهم الوطني الحضاري الجامع وآدائهم المتزن بالحفاظ على المؤسسات العامة والاملاك الخاصة وضمان شؤون الاقليات والتعهد بالانتقال السلس للسلطة واحترام خيارات الشعب ورسائل التطمين العربية والإسلامية والدولية في ان سوريا الجديدة رغم التحديات ستكون دولة ديمقراطية حرة مستقرة ومزدهرة وان الثورة كانت من أجل العدالة للجميع وان الثوار طلاب حرية وعلى هذا الأساس يرى الشعب السوري ومعه العرب والمسلمون واحرار العالم ان سوريا تحررت من نير دكتاتور قمع ثورة الشعب بوحشية وكأنه لا يمت للانسانية بصلة وقد أسقط واسلافه على السوريين من غياهب الحقد والكراهية واستمر في عناده حتى اللحظة الأخيرة بسجونه السرية السادية وشيفراتها المعقدة... رافضا الحوار والإصلاحات والنصائح ليؤول وأسرته التي اورثته نهج الفساد والافساد إلى مزبلة التاريخ أملا في ربيع واعد يزهر فيه ياسمين دمشق.

في حين ان مؤيدي الديكتاتورية البائدة أصحاب شعار «سوريا الأسد» التي لا يرونها خارج حكم الطغمة يخرصون ان سوريا سقطت بخلاف المنطق.

فكيف تسقط دولة وهي في اكناف أهلها وقد هلل لها شعبها بإرادة حرة وفرح عظيم بثمن باهظ من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين.

للانصاف ينبغي القول وقد تخلى الكثيرون عن الثورة السورية بزعم عبثيتها وهي تجابه اعتى منظومة ظلم محلية مدعومة بقوى إقليمية ودولية شرسة، فإن دولة قطر قيادة وشعبا بقيت إلى جانب السوريين الاحرار وثورتهم المباركة ورعتها لحظة بلحظة بالدعم والمؤازرة والتأييد بدوافع أخوية وانسانية وحكمة وشجاعة حيث كانت تمد بصرها بثقة إلى مثل هذا الانتصار المؤكد بنتائجه الايجابية التاريخية في منطقة الشرق الأوسط وفي بعده العربي والإسلامي بما لسوريا المستقرة والمزدهرة من أهمية جيواستراتيجية في رسم السياسات في المنطقة وبالتالي فإن القضية الفلسطينية ستكون في طليعة المستفيدين بعدما تاجر فيها نظام آل الأسد طويلا بشعارات مخادعة لذلك يمكن القول ان سوريا تحررت ولم تسقط والدوحة شريك كامل في إنجاز هذا الانتصار التاريخي المهم وان مظاهر البهجة والسرور في شوارع «الدوحة» وأهلها وهي تشاطر الشام وأهلها مشاعرها لا تقل أهمية.

على أمل ايضا أن تتفرد الثورة السورية رغم التحديات الجسام من بين مثيلاتها في الوطن العربي في بناء النموذج الذي وعدت به شعبها وأمتها فالثورة المضادة تتحين الفرص الخبيثة والدكتاتور الاخر نتنياهو بمنظومته الاجرامية وسرديته العنصرية لا زال يعربد في أجواء بلاد الشام.

مساحة إعلانية