رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. علي عفيفي علي غازي

مساحة إعلانية

مقالات

1401

د. علي عفيفي علي غازي

جاسم الخنجي.. خطاط سوق واقف

12 أبريل 2025 , 02:00ص

يحتاج التجار دائمًا لمن يدوّن لهم معاملاتهم، إذ إن أغلب التجار كانوا فيما مضى، لا يجيدون القراءة والكتابة، ولهذا احترف بعض حسني الخط الكتابة، وافتتحوا المحال في الأسواق التجارية، تمامًا كالكراني، الذي كان يرافق تاجر اللؤلؤ في جولاته بين سفن النواخذه ليدوّن له معاملاته، والعرضحالجي في مصر، ولأن سوق واقف كان سوقًا مزدهر النشاط التجاري، مفعما بالحركة والحيوية، فقد كان بحاجة لمن يحترف الخط، لحاجة الناس في تلك الحقبة له، خاصة أن عدد من كان يجيد القراءة والكتابة قليل.

وسوق واقف أقدم سوق في الدوحة، ويبرز فيه الجانب الاقتصادي الحيوي لحياة الناس اليومية من بيع وشراء، وهو ما جعل السوق يحظى بأهمية خاصة، وبمرور الوقت كبر واتسعت مساحته حتى أخذ يزحف على البيوت المجاورة حول المكان، وبعد أن كان سوقًا مؤقتًا تتم فيه عملية التبادل التجاري والباعة واقفون أو متجولون، بنيت فيه الدكاكين والمحلات والعمائر.

وأخذ السوق بالنمو الاقتصادي في القرن العشرين، فتحولت البيوت الواقعة على ضفتي وادي مشيرب حتى الخريس إلى دكاكين، ثم استحدثت أرصفة لتفريغ حمولات السفن الآتية عبر الخليج العربي محملة بالمواد الغذائية ومواد البناء.

وكان سوق واقف يضم ثلاثة أنواع من المحلات: العمائر: وهي المخازن الكبرى التي تتعاطى الأعمال التجارية بالجملة والمفرق وتخزن مواد البناء والأغذية كالتمور والأزر وغيرهما. والدكاكين: وهي التي تحتوي على مختلف المصنوعات اليدوية والحرفية كالخياطة والحياكة والنجارة وغيرها. وأخيرًا البسطات: وهي التي يُقيمها الباعة في الهواء الطلق.

أما عن المهن والحرف التقليدية التي مورست في سوق واقف، فتتمثل في: العكاس، أي المصور، والمحسّن، أي الحلاق، والخباز، وراعي السعف، ومصلح الراديو (بعد ميلاد الإذاعة)، والصفار الذي يقوم بتلميع وإصلاح وترميم الأدوات النحاسية القديمة، والنجار، والحمال، والحداد الذي يقوم بصناعة الأدوات من الحديد مثل الفأس والمطرقة والسيوف والخناجر والقدور والصحون وغيرها، والصائغ الذي يقوم بصناعة الحلي الذهبية واصلاحها، والنداف الذي يقوم بصناعة الفرش والمخدات والوسائد والأبسطة، ويقوم بترميم وخياطة القديم منها، والخراز، أي صانع النعل ومصلحها، هذا بالإضافة للمقاهي الشعبية، كما عرف الفنادق، والتي كان يطلق عليها حينئذ النزل، وكان أول نزل وأول مطعم فيه يحمل اسم «بسم الله».

ومن الخطاطين القطريين، الذين احترفوا الخط والكتابة، الخطاط جاسم بن فرج قاسم الخنجي، المولود في براحة الجفيري بالدوحة في عام 1914، ثم ورث الخط والكتابة عن جده قاسم، والذي كان خطاطًا وكاتبًا، كما كان والده مطوعا يؤم المصلين، ودرس على أيدي عدد من المطاوعة، ولما أحس أنه أجاد الخط احترف الكتابة، فاتخذ محلًا للكتابة والخط، وبيع الملابس الرجالية بسوق واقف، وكان يمتلك بشتخته يقوم بالكتابة عليها، إذ كان يكتب الرسائل والمعاريض، وما يطلبه منه الناس، الذين يترددون على محله، بالقرب من محل جاسم بن عبد الرحمن مفتاح، ودكان عبد الله حسن قايد.

انتقل الخنجي في عام 1959 للإقامة في منطقة الدوحة الجديدة، وتوفي في يناير 1966، تاركًا ثلاث بنات، وأربعة رجال: محمد، عبدالله، عبد العزيز، وجاسم.

مساحة إعلانية