رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عُرف الخليفةُ الراشد، عمرُ بن الخطاب، رضي الله عنه، بالعدل والحزم، كما هو مشهور في التاريخ، ومدوَّن في أنصع صفحاته، مما أضحى من المفاخر والذخائر ليس في حضارة الإسلام فحسب، بل في المدنية الإنسانية جمعاء، لقد كان العدل في شخصية أمير المؤمنين عمر، هو القائد له طول مدة خلافته.. في ذلك الحين احتاج الشام إلى والٍ، بعد أن أصبح مقعد الوالي منتظراً اختيار والٍ جديد، فأخذ عمر يبحث ويُجيل فكره، ويقلب بصره في صحابة رسول الله من حوله، ليصطفيَ واحداً منهم والياً على الشام، وهي ليست أي ولاية، إنها الشام، تلك الأرض والحضارة ذات الفضل والأهمية والمنزلة، بين حواضر بلاد المسلمين، من هنا وجب فيمن يتولاها أن يكون على قدرها، دينا وفضلا وعملا، لم يطل تفكير عمر حتى هداه فكره إلى صحابي رآه مناسبا وخليقا بما يوكل إليه، من أمانة وعهد؛ إنه سعيد بن عامر، ذلك الرجل الذي لا يمتاز في مظهره ولا عيشه عن أحد من عامة المسلمين وفقرائهم، الرجل الذي يَعُد نفسه في الدنيا زائراً لا مقيماً، أو قُلْ هو يمر عليها كأنه عابر سبيل، لا يلبث أن يرحل وينتقل، إذ لم يكن ليَلْفتَه شيءٌ من حظوظها ومكتسباتها المطلوبة التي يُغرَى بها الناس. استدعاه عمر فلما جاءه عرض عليه الأمر، وأيُّ أمر، إنه القيام على ولاية اختارها القدر على يد عمر لتكون على (حمص)، فوجئ سعيد بن عامر بما سمع، حتى إنه وجم وارفضَّ وجهه عرقاً، وسكت وكاد سكوته يطول، فلما نطق قال: إني أعتذر يا أمير المؤمنين، لا تَفْتِنّي يا أمير المؤمنين. ولكنَّ عمرَ لم يقبل عذره، وكانت له حجة صادقة، حاجج بها سعيد فغلبه بها، إذ قال: (والله لا أدعك، أتضعون أمانتكم وخلافتكم في عنقي، ثم تتركونني؟)، بعدئذٍ أبدى سعيد قبوله، ولم يجد مناصاً من الانقياد لأمر الخليفة عمر.
استعد سعيد بن عامر للذهاب إلى حمص مع زوجه، وقد زوَّده عمر بن الخطاب، بما يحتاج إليه من مال ليقيم به حالَه هناك، ويصلح به شأنه، فيكون له عوناً على أداء عمله، والنهوض بمهمته، فبلغا حِمْصاً واستقر بهما المقام بها، وكانت حمص وقتئذٍ مدينة مزدهرة رغدة، تزخر بصنوف البضائع، وفنون الزخارف، وطيبات الأرزاق، التي تفتن العقول، وتُغري النفوس، وكانت امرأة سعيد شابة حسناء في ريعان شبابها، فأعجبها واستمالها ما رأت من مباهج الحياة وزينتها، التي لا عهد لها بمثلها، فرغبت إلى زوجها، أن يبتاع ما يحتاجانه، وما يليق بهما من لباس وأثاث ومتاع، مما تمتلئ به أسواق المدينة الجميلة، وهو مما حلله الله وأباحه، ولكن سعيداً، فكّر ملياً في شأنه، فلم يَجُز عليه قولها، وما تطلبه وتشتهيه، فقال لها: ألا أدلك على خير من هذا؟ نحن في بلاد تجارتها رابحة، وسوقها رائجة، فلْنعطِ ما معنا من مال من يتجر لنا فيه. فتهلل وجهها، واستجادت رأي زوجها، ولكن لحرصها على المال والاستمتاع به، قالت: ماذا إن خَسِرت تجارته؟ قال سعيد: سأجعل ضمانها عليه. قالت: نعم، نعم إذن، على بركة الله الكريم.
ذلك كان قول سعيد، ولكن فعله كان شيئا آخر، فإنه اكتفى من ماله بأن اشترى ما احتاجت إليه معيشتهما من الضروريات، التي لا بد منها، واجتنب ما كان من الكماليات، ثم انطلق يفرق باقي المال، وما بقي هو الأكثر، وجعل يعطي الفقراء والمساكين وذوي الحاجات. كانت زوج سعيد متربصة بالأيام والشهور، تَعدها منذ ذلك اليوم الذي قال لها فيه سعيد اقتراحه باستثمار المال في التجارة، تنتظر لتجني الأرباح الوفيرة التي تمكنها من شراء ما تبتغيه، فجعلت تسأل سعيداً من فترة إلى فترة عما صارت إليه تجارتهما، وعن مدى ربحهما فيها، وكان سعيد يجيبها بابتسامة لطيفة قائلا: إنها تجارة موفقة، وإن الأرباح تنمو وتزيد. فكان قوله هذا يصبرها ويطمئنها ولو إلى حين.. وافق ذات يوم، أن زارهما في البيت قريب لسعيد، مطّلع على أحواله، عالم بشؤونه، فبدا لزوج سعيد، أن تسأل في حضوره عن حال تجارة زوجها، وما بلغت إليه، فالتفت الضيف متعجباً، وقال: أيُّ تجارة تعنين؟! أَوَلِسعيد قريبي وصاحبي تجارة في السوق؟! إن هذا لقول عجيب، وأمر غريب. وطفق يضحك ضحكا عاليا، حينئذ أخذتها المفاجأة بل الصدمة، وكانت صدمة عنيفة جداً، فأمسكت بكتف زوجها تهزه؛ راجية أن يَصدُقَها القول، فقال لها بهدوء وسكينة، وعلى ثغره ابتسامة خفيفة: لقد تصدقت بجميع المال منذ ذلك اليوم، الذي خرجت فيه وأنا أحمله. فلطمت خديها وبكت، وهي تقول: أما كنت أنا زوجك وحبيبتك أولى به، وقد علمت أني أشتهي شراء أشياءَ تهواها نفسي، وتميل إليها بشدة، وأنا متعلقة بها جداً. فقال سعيد: "لقد كان لي أصحاب سبقوني إلى الله، وما أحب أن أنحرف عن طريقهم، ولو كانت لي الدنيا بما فيها"، لم تتأثر كثيرا بقوله هذا، واستمر ما بها من حزن وأسف، فأردف سعيد قائلا، وقد ازداد عطفه عليها، ورفقه بها: "تعلمين أن في الجنة من الحور العين، والخيرات الحسان، ما لو أطلَّت واحدة منهن على الأرض لأضاءتها جميعاً، ولقهر نورها نور الشمس والقمر معاً، فلأن أضحي بك من أجلهن أحرى وأولى، من أن أضحي بهن من أجلك"، عندئذ هدأت زوجه، وثاب إليها رشدها، وأحست بنفس زوجها، وفهمت فكره، وقدّرت مشاعره، ورأت أن من الخير لها أن تساير زوجها، وتقنع راضية بمنهجه، وتعيش معه حياته التي ارتضاها لنفسه. مرت الشهور والأعوام على سعيد بن عامر وزوجه، وهو والٍ على حمص، على هذه الحال، كان فيها مثال العدل والحق، يتقرب إلى الناس ويتودد إليهم، حتى أحبه الناس هناك وأجلُّوه، ولكن كما قد قيل في القول المشهور: إن إرضاء الناس غاية لا تدرك. ومهما يكنِ الإنسان خيِّراً ممتازاً، يجدْ له من السفهاء والجهلاء، من يقول فيه قالة السوء..
قَدِم أمير المؤمنين عمر ذات سنة حِمْصاً، ليطمئن بنفسه على أحوال رعيته، ويقف على رضاهم عن واليهم، الذي أقامه عليهم، فسأل أهل حمص وكانوا جمعاً غفيرا: ما تقولون في سعيد؟ فخرج نفر يشكون من سعيد بن عامر، دَهِش عمر من قولهم هذا، وطلب إليهم تبيان شِكاتهم هذه، فقالوا: نشكو منه أربعاً؛ إنه لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، ولا يجيب أحداً بليل، وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه، وأخرى لا حيلة له فيها، ولكنها تضايقنا وهي أنه تأخذه الغَشْية بين الحين والحين.
ازدادت دهشة عمر، وقال محدثا نفسه: "اللهم إني أعرفه من خير عبادك، اللهم لا تخيّب فيه فِراستي"، ثم دعا سعيداً ليرد عن نفسه، ويحاجج عنها، فشرع سعيد يقول: أما قولهم: إني لا أخرج إليهم حتى يتعالى النهار، فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب، إنه ليس لأهلي خادمٌ، فأنا أعجن عجيني، ثم أدعه حتى يختمر، ثم أخبز خبزي، ثم أتوضأ للضحى، ثم أخرج إليهم. أما قولهم: لا أجيب أحداً بليل، فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب، إني جعلت النهار لهم، والليل لربي. وأما قولهم: إن لي يومين في الشهر، لا أخرج فيهما، فلأنه ليس لي خادمٌ يغسل ثوبي، وليس لي ثياب أبدلها، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر حتى يجف بعد حين، وفي آخر النهار أخرج إليهم. وأما قولهم: إن الغشية تأخذني بين الحين والحين، فقد شهدت مصرع خبيب بن عَدي الأنصاري بمكة، وقد بضَعَت قريش لحمه، وحملوه على جَذعة، فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته، وأنا يومئذٍ من المشركين، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها، أرتجف خوفاً من عذاب الله، ويغشاني الذي يغشاني. عندئذ زال عن عمر ما ألم بنفسه، وبدا على وجهه الارتياح والرضا، وتوجه إلى ربه قائلاً: "الحمد لله الذي لم يخيب فراستي".. وهكذا بقي سعيد بن عامر، رضي الله عنه، محمود السيرة في ولايته، حتى قبضه الله إليه، سنة عشرين للهجرة، والتحق بركب الرسول وصحابته، الذين عاش على نهجهم في حياته، ولم يتخلف عنهم.
هل شيطنة زوجة الأب حقيقة أم وهم؟
في زمن تتقاذفه الصور النمطية والأحكام المسبقة، يطل علينا الإعلام بوجهه الملون، ينسج خيوطاً من الخوف والريبة حول... اقرأ المزيد
27
| 14 نوفمبر 2025
حين يثقل الحزن قلبك.. اطرق باب الصلاة
إذا داهمك الخوف وشعرت بالحزن فقم حينها إلى الصلاة، فتطمئن نفسك ويهدأ قلبك، لأن الصلاة تقصي القلق وتبعد... اقرأ المزيد
51
| 14 نوفمبر 2025
السقوط إلى هاوية الطلاق
من المؤسف ان اتحدث عن الطلاق وهي ظاهرة اجتماعية باتت منتشرة وبكثرة في مجتمعنا القطري والخليجي، فنسبة الطلاق... اقرأ المزيد
33
| 14 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
16806
| 11 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
7713
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
5058
| 10 نوفمبر 2025