رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د.طارق الحبيب

أ.د.طارق الحبيب

مساحة إعلانية

مقالات

1494

أ.د.طارق الحبيب

التعامل مع العقبات

18 مارس 2016 , 12:37ص

يجتاز البعض تجارب الحياة على تنوعها واختلافها وعلى ما بها أحيانا من مرارة وصعوبات بدرجة عالية من التقبل، ذلك التقبل الذي يصنع للفرد درجة جيدة من التوافق الخارجي.

ومن المؤكد أن التوافق والتعايش الإيجابي مع المواقف الخارجية يعكس تفوقا داخليا لدى الفرد يحققه من خلال قدرته على ضبط انفعالات مثل الحزن والحسرة وخيبات الأمل ومواقف الإحباط التي ربما تكون متتالية في بعض الأحيان.

إن مستوى النضج الذي يستمتع به البعض والذي يرتقي بمشاعره ومن ثم سلوكه لا يرتبط بحجم العقبات وإنما يرتبط بحجم القدرة على مهارات التعامل مع العقبات.

البعض يجهل آلية سير الحياة ويظن واهما أن الحياة السعيدة والنموذجية هي تلك الحياة الخالية من العقبات! وهو بذلك يعمل على توليد لحظات من الصراع تعوق قدرته على التركيز في حل مشاكله ويعجز عن تصور حقيقي لدوره الفعّال في التحكم بالآثار السلبية التي ربما تتسبب في انخفاض مزاجه وإهدار طاقاته الذهنية والجسدية والنفسية في آلام ضخمها وعظمها ذلك الشخص حتى صار مجرد ضحية تحركها الظروف الخارجية.

وتكمن أزمة البعض في قدرته السلبية العالية في تجسيد دور الضعيف والضحية عند مروره بمواقف لا تناسب طموحه ولا تحقق أهدافه، وهو بذلك الدور المفتعل يفقد سيطرته على نفسه وبالتالي يفقد القدرة على الرؤية الصحيحة لطبيعة المواقف مما يجعله مجرد أداة لتدمير ذاته والاستنقاص من نفسه..

في هذه الحياة لا يحقق الجميع ما يريد، ولكن الواعي هو من يتعلم من مواقف الهزيمة - إن جاز التعبير- كما يتعلم من مواقف الانتصار والفوز.

في الحياة لا تخضع عادة الظروف للفرد ولكن على الفرد أيضًا أن لا يخضع للظروف.

إن ممتلكات الفرد من الذكاء والفطنة والقدرة على التعامل مع المتغيرات تحتاج في بعض الأحيان لمواقف ضاغطة تستنطقها، لذلك فإن العاجز هو من يستسلم للظروف بحجة ضعفه وعدم قدرته.

إن التعامل مع العقبات هو بمثابة نشاط عملي لاستحداث مواقف نجاح متجددة ومتنوعة

كما أن الخبرات غير المحببة في بعض الأحيان هي مصدر من مصادر الأمان، وذلك حين يستشعر الفرد قدرته الخاصة وملكته المميزة في إدارة حزنه وألمه وشعوره بالتعاسة واليأس.

عجلة الحياة لا تعرف التوقف إلا حين يأذن الله لها، لذا يخطيء البعض عندما يذهب لإشهار ضعفه بدلا من استحضار شجاعته أمام الأزمات.

أنت لا تحتاج قوى خارقة أو حلولا عبقرية لتجاوز محنتك، أنت تحتاج أن تحترم ذاتك وتتعامل بكفاءة مع إمكاناتك دون تعالٍ يعرضك للهزيمة أو استنقاص يعرضك للانكسار.

مساحة إعلانية