رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمينة عبد الله

أمينة عبد الله

مساحة إعلانية

مقالات

451

أمينة عبد الله

مما قرأت

18 يوليو 2012 , 12:00ص

هل السطور قادرة على حمل الألم؟ هل الحروف قادرة على إفراغ معاناة كاملة ومريرة في كلمات مرتبة وصغيرة في كتاب أنيق؟ سألت نفسي ذلك وأنا أحاول استحضار الألم في حالته الواقعية ولكني فشلت، لأني أعلم أن الكتابة مهما بلغت في جمالها وأناقتها وصدقها لن تصل أبداً إلى ذات الحقيقة والطعم في الألم!

السجينة رواية قرأتها ببطء شديد فأخذت مني وقتاً طويلاً أكثر من اللازم، رغم بساطة أسلوبها إلا أن متعتي بقراءتها أفشلتها كثرة الانشغالات.

رواية السجينة..

تحكي الرواية قصة واقعية حدثت لأسرة (أوفقير) المغربية ولكن بتفاصيل كثيرة لم تظهر للإعلام سابقاً، كتبت الرواية مليكة الابنة الكبرى للجنرال محمد أوفقير الذي قاد المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد عاهل المغرب الحسن الثاني عام 1972 وأعدم على إثرها، وبدأت معها المعاناة القاسية لمليكة وأسرتها من الظلم والبطش من قبل حاكم المغرب، فقد سجنت وجميع أفراد أسرتها في احد المعتقلات المنفية عن العالم، الأم فاطمة، مليكة، سكينة، مريم، ماريا، رؤوف، عبداللطيف، بالإضافة للمربيتين عاشورا وحليمة، سجنوا بلا ذنب أو جريمة سوى أنهم عائلة الجنرال، وليقضوا خمسة عشر عاماً في السجن، تلتها خمس سنوات أخرى تحت الإقامة الجبرية، أي عشرون عاماً من العزلة الكاملة القاسية، مليكة الكاتبة اختيرت من بين كل الأطفال لتعيش في القصر الملكي كطفلة متبناة ليس بشكل رسمي من الملك كون والدها مقرب من البلاط الملكي وكان في ذلك مفارقة غريبة للقدر الذي جعل فيها انتمائين لحب القصر والملك وأسرته ولوالدها وانتمائها للدم، وهذا ما قسم شعور مليكة بين أبوين اثنين، الأب الملك الذي وهبها كل شيء ودللها كما لو كانت ابنته وأميرة من الأميرات والأب الحقيقي الذي منحها الحب والدفء الأبوي الصادق، وهكذا وجدت مليكة نفسها مع اسرتها في أسر ليس لهم ذنب فيه وفي ضياع قدره لها الحب المزدوج! قاسوا خلالها الأمرّين في عذاب وألم وذل.

حتى شاءت الأقدار وهربت مليكة في أحداث مؤثرة وخرجت إلى النور لتجد نفسها مع اخوتها في مواجهة مع الخوف ومطاردة الجنود ومحاولات للوصول إلى السفارات الأجنبية حتى وصلت.

الرواية كتبت بلغة سردية خالية من الجانب الإبداعي الأدبي والفني وهذا ربما شيء طبيعي كون مليكة ليست أديبة! ولكنها استطاعت فعلاً أن تنقلني معها إلى ذلك الجزء المؤلم من حياتها! وتعطيني فكرة أكبر عن ذلك الجزء العربي الأقصى.

الرواية تستحق القراءة لواقعيتها! ولأنها وثيقة للتاريخ لمعاناة ظهرت للعلن! أبكتني اللحظة التي هربت فيها مليكة وعدد من اخوتها لاضطرارها لترك والدتها والباقي من أسرتها..

خرجت بعد هذه الرواية رواية أخرى (الغريبة) لفاطمة والدة مليكة وأخرى لشقيقها ولكن السجينة كانت الأقرب للقلب!

أتمنى أن تحبوها.. قراءة ممتعة

قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح..

أقبل رمضان علينا أسأل الله أن يبلغنا إياه ويبلغنا فيه ما نتمناه.. كل عام وأنتم بخير.

مساحة إعلانية