رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لقد استمر سعر نفط خام الإشارة برنت بالضعف عموماً مقارنة بمستويات عالية خلال عام 2014، ودون مستوى 50 دولارا للبرميل خلال شهر أغسطس 2015، إلا أن المعروض من النفط الخام في السوق سجل ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة مع مستوى الطلب، حيث ارتفع إنتاج الأوبك من النفط الخام من 30 مليون برميل يوميا في شهر فبراير 2015 إلى 31.6 مليون برميل يومياً في شهر يوليو 2015 أي زيادة مقدارها 1.6 مليون برميل يومياً، غالبها جاء من العراق والذي ارتفع إنتاجه بـ 800 ألف برميل يومياً ليصل إلى 4.1 مليون برميل يومياً خلال شهر يوليو 2015، والسعودية، والتي ارتفع إنتاجها بـ700 ألف برميل يومياً ليصل إلى 10.3 مليون برميل يوميا، حسب مصادر السوق التي تعتمدها سكرتارية الأوبك بشأن تقدير أرقام الإنتاج على أساس شهري.
يتفق المراقبون على أن هبوط أسعار النفط خلال الأشهر الماضية قد أسهم فعلياً في تحفيز الطلب العالمي على النفط وفي هذا السياق تأتي توقعات وكالة الطاقة الدولية والتي تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بـ1.6 مليون برميل يوميا خلال عام 2015، و1.4 مليون برميل يومياً خلال عام 2016 يأتي غالبها من آسيا والتي تشهد ارتفاعا من 30.7 مليون برميل يومياً في عام 2014، إلى 31.5 مليون برميل يومياً خلال عام 2015، إلى 32.3 مليون برميل يوميا خلال عام 2016.
يتوقع تقرير لبنك باركليز أن معدل تنامي الاقتصاد الصيني يشهد ضعفا ويدور حول 6.8% خلال عام 2015 و6. 6% خلال عام 2016 وهو ما يعني ضعف الطلب على النفط من 390 ألف برميل يومياً خلال عام 2015 إلى 310 آلاف برميل يومياً خلال عام 2016.
ويرى البنك أن خفض قيمة العملة الصينية سيكون له تأثير إيجابي على الطلب على النفط الخام للحاجة كلقيم للمصافي ولأن مستوى انخفاض أسعار النفط يفوق خفض قيمة العملة، كما أن خفض قيمة العملة يشجع زيادة تشغيل المصافي واكتساب مستوى أفضل في مبيعات المنتجات البترولية وتصديرها للأسواق الآسيوية، كما ستكون لها أفضلية في التوسع في مبيعات المنتجات البتروكيماوية.
ويعتقد المحللون أنه رغم أن إجمالي الارتفاع في المعروض قد قوبل بتعافٍ في مستوى الطلب العالمي على النفط، إلا أن هناك، بلا شك، فائضاً في المعروض قد أسهم في بناء في المخزون النفطي والذي تقدره وكالة الطاقة الدولية مع نهاية الربع الثاني من عام 2015 بحوالي 4 أيام، مقارنة مع الفترة ذاتها في عام 2014 في البلدان الصناعية، ومستوى المخزون مرشح للارتفاع بشكل أكبر خلال الأشهر القادمة في ظل خروج بعض المصافي للصيانة واستمرار ارتفاع الإنتاج.
كما أن هناك اعتقادا بأن السوق سيشهد توازنا متى ما بدأ فعليا خفض الإنتاج، خصوصا من خارج الأوبك، ولكن هذا لم يتحقق إلى الآن رغم توقعه خلال النصف الثاني، وتقدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إجمالي إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية من النفط الخام قد سجل مستوى جديدا من الإنتاج عند 9.5 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من عام 2015 مقابل 8.7 مليون برميل يوميا خلال عام 2014 أي زيادة مقدارها 800 ألف برميل يوميا، ورغم استمرار خفض في عدد أبراج ومنصات الحفر، حيث انخفضت بـ%60 منذ أكتوبر 2014، إلا أن تحسين كفاءة أبراج الحفر يسهم في رفع الإنتاج بصفة عامة.
ولكن توقعات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى ارتفاع إجمالي إنتاج النفط الخام الأمريكي بـ880 ألف برميل يومياً خلال عام 2015 و190 ألف برميل يوميا خلال عام 2016، كما تتوقع سكرتارية الأوبك ارتفاعا في إنتاج النفط الأمريكي بـ900 ألف برميل يوميا في عام 2015 و300 ألف برميل يوميا خلال عام 2016، وتتفق الجهتان في انخفاض في إنتاج النفط الروسي بـ100 ألف برميل يوميا خلال عام 2016، وهو ما يشير إلى توقعات حدوث شيء من التوازن السوق خلال عام 2016 وهو أيضاً مرهون بعودة النفط الإيراني للسوق، واستمرار إنتاج الأوبك عند مستويات قريبة من 32 مليون برميل يومياً، هذا رغم توقعات سكرتارية الأوبك في تقريرها لشهر أغسطس بارتفاع الطلب على نفط الأوبك خلال عام 2016 بـ900 ألف برميل يومياً.
وعلى صعيد آخر فقد سجل المخزون العائم ارتفاعا ووصل إلى 46 مليون برميل يوميا حاليا وهو الأعلى منذ بدء الحظر في منتصف عام 2012.
والضابط لإحداث التوازن وخفض فعلي في إنتاج النفط الصخري يصفع بعض المحللين ومنهم البيت الاستشاري سيرا، هو خفض في أسعار نفط خام غرب تكساس المتوسط دون 45 دولارا للبرميل يوميا لفترة 6 شهور كفيلة بخفض في إنتاج النفط الصخري وإحداث تغيير في السوق نحو مزيد من التوازن.
وقد انخفض سعر النفط الأمريكي من 45 دولارا للبرميل مع بداية شهر أغسطس ليصل إلى 42 دولارا للبرميل يوم 14 أغسطس، وترى المصادر إمكانية هبوط الأسعار إلى 40 دولارا للبرميل، مع المحافظة على فروقات تدور حول 5 دولارات للبرميل لصالح نفط خام برنت.
وتتوافق آراء المراقبين في سوق النفط حول بقاء أسعار نفط خام برنت دون 50 دولارا للبرميل على الأقل خلال الشهرين القادمين، خصوصا في ظل بعض توقعات الصناعة ومنها فاكتس جلوبال إينرجي أن الفائض حاليا عند 2 مليون برميل يومياً، مع إستراتيجية ترك مستويات الأسعار تحددها السوق النفطية، مما يرجح بقاءها تدور حول 50 دولارا للبرميل في ضوء استمرار ارتفاع الإنتاج من الأوبك وتوقع رفع بعض الأعضاء القدرات الإنتاجية، نجاح النفط الصخري في التأقلم مع أجواء ضعف الأسعار من خلال خفض تكاليف الإنتاج ورفع كفاءة الحفر وبالتالي النجاح في إطالة استمرار المعروض من النفط الصخري كلاعب أساسي في سوق النفط، علاوة على مشاريع تطوير تنجح في توفير نفط جديد.
ولعل من المستجدات في السوق هي أن مراكز المضاربين في الأسواق الآجلة هي في أدنى مستوياتها منذ عام 2010 وهذا يعني أمرين، ثبات أسعار النفط وتحركها في نطاق ضيق جداً، ومن جهة أخرى أي أخبار إيجابية جديدة في السوق قد تشجع على نشاط إضافي للمضاربين في اتجاه ارتفاع الأسعار من جديد والشراء لتعزيز المراكز المالية والاستفادة من الفرص في السوق.
وفي هذا السياق يتوقع بنك جولدمان ساكس، أن السوق يتجه إلى توازن يتحقق خلال عام 2016، ولكن هذا لا يعني أبداً تعافيا كبيرا في أسعار النفط وذلك في ضوء عدة مستجدات، سواء المتعلق ببناء أوبك قدراتها الإنتاجية، أو توقع بلوغ النفط الإيراني للسوق أو استمرار التباطؤ في تعافي الاقتصاد العالمي.
لماذا تفشل أنظمتنا؟ البحث عن «البركة» في أوراق الحوكمة
هل سبق لك أن جلست في اجتماع عمل، ونظرت إلى اللوائح المعقدة المعلقة على الحائط، أو التقارير الدورية... اقرأ المزيد
309
| 12 نوفمبر 2025
ثقافة إيجابية الأخطاء
في بيئتنا الإدارية العربية، ما زال الخطأ يُعامَل كجريمة مهنية لا كمحطة تعلّم. يخاف الموظف من المجازفة لأن... اقرأ المزيد
324
| 12 نوفمبر 2025
الذكاء الاصطناعي في المدارس
أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع مرور الوقت تحوَّل إلى لغة العصر في... اقرأ المزيد
270
| 12 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية


مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
8298
| 11 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
6864
| 11 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف تلك الجغرافيا فحسب، بل تمتد لتأكل الكيان العربي وضميره الخامل، فهذا الوطن العريق الغني بالثروات الطبيعية والبشرية أنهكته الصراعات حتى غدت أجهزته كجسدٍ بلا رأس، تتنازعها الصراعات وتعدد الولاءات وتتقاذفها الأهواء والامزجة، ومن يتأمل المشهد اليوم يدرك أن الأزمة في السودان لم تكن وليدة صدفة، بل نتيجة حتمية لتراكم طويل من الخلل والضعف المنبثق ابتداءً من الصراعات السياسية في القرن العشرين حتى اليوم حيث الصراع بين الشرعية و قوات الدعم السريع. فالأزمة السودانية ليست خلافًا محليًا على سلطة أو موارد، بل هي صورة مكبّرة لأزمة أوسع تضرب الجسد العربي كله، فعلاً هي أزمة في العقل العربي، فما زال بعض الأطراف ذو العلاقة بالأزمة والتأثير الإقليمي يتعامل مع السودان بوصفها غنيمة، لا منظومة عربية تحتاج الى استقرار، فعندما يفشل العقل العربي الجمعي في الترويج والسعي الى بناء مؤسسات عربية حقيقية، نجد أن البعض يُقصي الكفاءات لحساب الولاءات السياسية، ويتّخذ القرار الاستراتيجي من موقع الانفعال والمزاجية والحقد الدفين لا من منطق التخطيط السليم، فإنه بذلك يزرع بذور الفوضى في كل أرض عربية، والسودان اليوم إحدى ثمار تلك البذور. لذلك فإنّ ما يحدث في السودان ليس معزولًا عن السياق العربي العام وصراعاته، بل هو امتداد لنمطٍ مألوف من الإخفاق العربي في احتواء الأزمات والسعي الى بناء الدولة وحماية السلطة والشرعية، فالأزمة هناك ليست صراعًا داخليًا فقط، بل نتاج تداخل إراداتٍ خارجيةٍ تحاول إعادة إنتاج الفوضى في السودان والعالم العربي. فلقد تحوّل السودان، في لحظةٍ مأساوية، إلى ساحة تصفية حساباتٍ إقليمية، يُدفع ثمنها من دم المدنيين وأشلاء الأبرياء، والمدافع تُطلق في السودان، لكن العقول التي تُحرّكها تقيم في عواصم أخرى، تلك التي تملك المال والإعلام والسلاح، وتتوهم أن تفكيك السودان سيمنحها دورًا أكبر في الإقليم الشرق أوسطي. ومع الأسف فإنّ بعض الأنظمة أو الإدارات العربية ما زالت غارقة في تراث الحكم الغريزي الثأري، فلا تفكر بمنطق الدولة الحديثة المبنية على تصدير الايجابي من العلاقات المثمرة مع الدول الأخرى، بل تفكر بمنطق الهيمنة القديمة، فترى في ضعف السودان فرصةً لمرادها، وفي فوضاه مجالًا لتوسيع نفوذها ولو كان ذلك بإشعال نار الفتن، وهنا تكمن المأساة الأكبر حين تتحول بعض الإدارات العربية إلى غرف تحكمٍ لأزمات الآخرين بدل أن تكون منصاتٍ للحلول وإحلال السلام والتآخي، وحين ينسى بعض القادة أن دعم الشرعية في السودان ليس خيارًا سياسيًا، بل واجب أخلاقي وإنساني لحماية فكرة الدولة العربية نفسها. والمذابح التي يشهدها السودان جريمة ضد الإنسانية، وإن الصمت العربي عنها جريمة ضد الوعي والتاريخ، لأنّ من يترك دولةً عربية تسقط دون أن يساند شرعيتها، يوقّع من حيث لا يدري على سقوط القيم العربية المشتركة. فلتكن نصرة السودان اليوم دفاعًا عن الدولة والضمير الانساني لا عن الأشخاص، ودفاعاً عن الشرعية، وعن العقل العربي الذي آن له أن يخرج من أسر الصراعات والحقد الدفين إلى وعيٍ إداريٍ جديدٍ يؤمن أن قوة الأمة العربية تبدأ من وحدة مؤسساتها لا من هدم البلاد والعباد.
3105
| 05 نوفمبر 2025