رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ينتمي الشاعر السوري فايز العباس إلى جيل باكورة الألفية الثالثة، التي قدمت إلى المشهد الشعري السورية مجموعة شعراء مجيدين، نالوا عدداً من الجوائز المحلية والعربية: " صلاح الحسن، حسين الخطيب، حسن إبراهيم، حكمة شافي، صدام العبد الله....وغيرهم ". الجيل الأكثر قرباً من تحولات سورية في خضم ثورتها الماضية من أجل الحرية والكرامة.
جغرافياً؛ ينتمي فايز إلى منطقة دافئة في الحراك المستمرّ، وفي مدينة القامشلي ذات التكوين الديمغرافي المتميّز، حيث تتعايش بمحبة قوميات عرقية مختلفة (العرب ـ الكرد ـ السريان ـ الأرمن....)، رغم تيارات استقطاب تشتدّ وتهدأ بحسب المناخ السياسي.
كان فايز العباس من أوائل الشعراء الذين انتصروا للثورة، وسجلت قصائده وقصاصاته على (حائطه) في الفيسبوك تضامناً مع المدن المنكوبة والمطالب المحقّة، واستطاع أن يغترف من معين الحالة نصوصاً تنتمي بجدارة إلى قصيدة الومضة التي عكف على قراءتها نقدياً الصديقان أديب حسن وهايل الطالب.
وفي يومياته الممتدة أشهراً يمكن لزائر صفحته أن يقرأ نصوصاً معجونة بالواقع الساخن، إذ يتشكل معجمه في هذه النصوص من مفردات الراهن: " نزوح ـ قصف ـ طائرة ـ قناص ـ برميل ـ هدنة...إلخ". وذلك في قصاصات شعرية تحمل بداهة الشعري وقوة الإدهاش وبلاغة العادي: "لسنا من أصحاب الفيل / غير أن طيور البراميل / تحاول جعلنا عصفا مأكولا". في مقارنة ماكرة بين حالين محمولتين على سؤال الاشتباه ووجع المفارقة. فثمة أسرة سورية جديدة أفرادها: " قذيفة، صاروخ، رصاصة، برميل، قنبلة أهلا بك في عائلة الموت /هنا سوريا ". ولأن الموتى يتحولون إلى نجوم في حكايات الشرق فإن الشاعر يقارب الحالة بومضات غاية في الشعرية: "كل مساء ترتفع السماء إلى سوريا لتأخذ حصتها من النجوم"، وفي قصاصة أخرى ينذر من نفاد المجموع البشري في ظل تنامي عدد الشهداء في حصالة الموت اليومية: " عندما ننتهي من ثورتنا / سيعد السوري النجوم في سمائه قائلا: أبي، أمي، أخي، أختي، صديقي، ابن جاري،...إلخ إلخ". متهكماً من دعاة المرحلة الانتقالية: "الموت مرحلة انتقالية بعدها سنبني دولة من نجوم". لكن فايز الثائر هو فايز العاشق الذي لا ينسى نصيبه من الوجد والفقد، وفي قصاصاته أيضاً ثمة أنثى حاضرة في الغياب، يرسمها كرومانسي عتيق على جرار انتظاره: " عندما تتراقص الشمعة؛ أدرك أن طيفك يحوم حولي"، غير بعيد عن لبوس الثائر، فالثورة والحب عند فايز لا يفترقان: "أنتظرك في الأرض/ فإذا سبقك إليّ قناص الحي فسأنتظرك في السماء".
يؤنسن فايز كائناته وتأخذه فكرة البيوت التي تتهدم جراء القصف، فيرسم بيوته في صور متلاحقة مختلفة، تتحاور عناصرها لتصرخ فينا ذائقة الشعر، وسذاجة الإنساني: تباً للحرب ومرحى للشعر: " يصرخ جدار البيت ألا تقع أيها المسمار/ سيعودون ليعلقوا لوحة أو صورة أو حزمة من أعواد الحرمل". ليعود مرة أخرى موسعاً إطار المشهد.. موثقاً سيرة المكان، في تفسير آخر لسيرة القصف اليومي: " كلما اغتالوا شارعاً / انحنت عليه البيوت".
أمنيات وتطلعات عام 2026
يدخل المواطن عام 2026 بروحٍ يملؤها التفاؤل والثقة، مستندًا إلى مسيرة من الإنجازات المتراكمة التي عززت مكانة دولة... اقرأ المزيد
27
| 31 ديسمبر 2025
2025.. عام حافل بالإنجازات
مع اقتراب الساعات الأخيرة لنهاية العام 2025، تبدو رحلة دولة قطر خلال هذا العام الذي يكاد يقترب من... اقرأ المزيد
93
| 30 ديسمبر 2025
ما الذي يكشفه مؤشر حيوية الذكاء الاصطناعي العالمي لعام 2025؟
يعكس مؤشر حيوية الذكاء الاصطناعي العالمي لعام 2025 (Global AI Vibrancy Index) الصادر عن جامعة ستانفورد Stanford University... اقرأ المزيد
99
| 30 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2016
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1629
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1149
| 24 ديسمبر 2025