رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
*في قلب إعلام يتضارب كل يوم، ويسب بعضه بعضا بعبارات صادمة يصبح عجيباً أن تفتح التليفزيون لترى مذيعاً يفتح حواراً عن حرية التعبير! صحيح أن حرية التعبير عن الرأي أحد أهم الحقوق الإنسانية التي تكفلها الدساتير، وصحيح أن مصادرة حرية الرأي تعني التأسيس لأشكال وألوان من صنوف الاستبداد، والقهر، وصحيح أن الدساتير الوضعية تنص على مساواة الناس في الحقوق والواجبات بغض النظر عن اللون، والدين، والعرق، والجنس، والجنسية لكن ما الجديد في هذا؟ ألم يسبق الحبيب المصطفى كل تلك الدساتير بقوله الجميل "لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى؟" مؤسسا للمساواة، ألم يسبق الرسول الكريم الدستور الوضعي قبل ألف وخمسمائة عام فقال "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها؟" ألم يؤسس بمقولته هذه مادة حقوق الإنسان التي تقول الناس متساوون أمام القانون، ولا أحد فوق المساءلة؟؟ دهشت من المذيع وضيوفه الذين ظلوا يستشهدون بالدساتير الحديثة الموضوعة، ويمجدون واضيعها دون أن يتطرق المذيع، ولا ضيوفه التعبانين للمعلم الأول.. القرآن الكريم أبو كل القوانين، وللرسول القائد الذي لم يترك تشريعاً ينفع الأمة إلا وقدمه جلياً ليكون نبراساً من بعده.
ظل المذيع ساعة يلوم هو وضيوفه العالم المتخلف (يعني احنا) الدول النامية التي لا تلتزم بحرية التعبير، ولا تقتدي بالدول المتحضرة، وددت لو أمسكت بالخط لأرد على الذي أصر على أن العالم العربي يتمتع بحرية التعبير لأقول له بعد إذن حضرتك (مفيش حرية تعبير) أولاً لأن عالمنا العربي الجميل يغيب عنه أن ثمة فرقا بين حرية التعبير (وقلة الأدب) كالسب، والقذف، والتشويه، والتشهير، وإن لم تصدق مر على قنوات كثيرة لترى وتسمع كيف يسب المذيعون بعضهم بالأم، والأب، وكيف يتبادل الضيوف سباباً تخجل منه المسامع، وكله تحت (حرية التعبير) والحقيقة أن لدينا حريات كثيرة منها حرية التدوير، تدوير الحق ليكون باطلاً والعكس، وحرية التبرير لأي أخطاء مهما كانت فادحة، وحرية التقرير فيها نكتب ما نراه مناسباً لنا فقط، وحرية التغرير بالمستمع بمعلومات لا تمت للصدق بصلة نحشو بها العقول حتى الأفول، وحرية التعزير لكل من يخالفنا الرأي حتى يتوب ويقول (حقي برقبتي) وحرية التبذير لأي موارد متاحة المهم ندلع، وحرية التزوير بأقوال تناقضها الأفعال، وحريات كثيرة أخرى هي مفخرة لم يحزها الغرب، ولن يحوزها، فحقوق الطبع محفوظة، وما نملكه من حريات أصلاً خارج المنافسة.. نعم عالمنا العربي الجميل يرتع هانئاً في حريات كالمذكورة آنفاً بغض النظر عن السواد الذي تجره على الأحياء من البشر، بدفعهم لأوجاع تفترسهم جراء الاستلاب، والتهميش، والاسترقاق، والاستعباد، والقهر!! وانظر لو تكرمت لمخلفات حرية التعبير من دم وسجون مليئة.
يا حرية التعبير عذراً فأنت بعيدة كحلم.. لكننا بالتأكيد سنظل نترقب يوما تخرجين فيه من التهويم والحلم لنلمسك حقيقة، متى يكون ذلك؟ الله أعلم.
*وددت لو أقول لمذيع البرنامج أن الغرب المتمدين أباح إهانة الدين الإسلامي، والسخرية منه، بدأت الدنمارك بالإساءة للرسول الكريم، ثم النرويج، ثم تبعها آخرون تحت مسمى حرية التعبير، وكان لمنع الحجاب جولة في فرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا، ثم لطمونا بفيلم الفتنة ليثبتوا أن القرآن وحشي، همجي، دموي، يحض على القتل والترويع، حتى الولايات المتحدة التي تتغنى بالعدل والحرية تعرف أنها تفصل قوانينها لها وأنها لا تحقق عدلا ولا تأبه بحرية تكتبها على أوراق دساتيرها، باختصار أهاننا الغرب كثيرا تحت مسمى حرية التعبير، ومازلنا نفضل الكريستال البلجيكي، والسلمون النرويجي، والزبدة الدنماركية، والعطور الفرنسية، والسياحة الإسبانية، معلش.. سنصحو يوماً .. متى.. الله أعلم!
* * * طبقات فوق الهمس
* العقل يقول: عندما تثق بأحد بشكل كامل فأنت بدون أي شك ستحصل على نتيجتين، إما صديق إنسان مدى الحياة، وإما درس لن تنساه مدى الحياة، بمناسبة الصديق يعجبني جداً تشبيه الصديق بالمصعد فهو يأخذك إلى الأعلى أو يسحبك إلى الأسفل، فلينظر كل منا أي مصعد يأخذ، الأمر يستحق التدقيق.
* أشياء كثيرة صعبة في هذه الحياة، أن يختطف الموت أحبتنا صعب، أن نفقد عضوا من أعضائنا صعب، أن نغترب حيث لا حبيب صعب.. وأن نفسخ عقد المحبة أو الوفاء صعب، لماذا صعب؟ لأن إعادة الثقة فيمن خذل وخان تكاد تكون مستحيلة، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
* ثلاثة أنواع من البشر لا يستطيعون النظر إلى عينيك مباشرة، الأول يحاول إخفاء كذبه، والثاني يحاول إخفاء حبه لك، والثالث كان يستغيبك قبل أن تدخل مجلسه فجأة.
* من كلامه الذهب.. لا تتكبر، ولا يمسنك الكبر.. كن ما تكون فاليوم تمشي وغدا مدفون!
* في كل مكان على الكوكب الموحش هناك نبلاء هوايتهم إلقاء أطواق النجاة للعالقين أو المشرفين على الغرق، غيرهم شغوفون بالفرجة على العالقين وهم يغرقون، لكن الجبار الذي أنجى يونس من قلب الحوت، وإبراهيم من النار، ونوح من الغرق ينجي برحمته العالقين ولو كره الشغوفون! أصل للكون رب اسمه الكريم.
* الحقيقة تحتاج فقط لصادق يقولها، دون خوف، ولا رتوش، ولا بوتاكس!
* أحلى هدايا الأسبوع "ورد" مع بطاقة كتبت فيها حبيبتي.. أنا لا اعترف بعيد الأم لأني أحبك كل يوم.
* * * إلى من يهمه الأمر
* إلى سعادة وزير الصحة
* سيدي شكراً كثيراً لاستماعك لشكواي بالتفصيل، ولكن حتى الآن لم تصلني نتيجة التحقيق الذي يفيد بأسباب وفاة حفيدتي، أنتظر النتيجة مع وافر شكري وتقديري لسعادتكم.
* كثيرون من ذوي المرضى يشكون من استعجال الأطباء لخروج المريض من المستشفى لإخلاء السرير، وقد يعود المريض إلى المستشفى منتكساً نتيجة التسرع في إخراجه رغم استعداد المريض لدفع رسوم الإقامة المطلوبة. أليس هناك حل لهذا الأمر؟
* تقول كلما ذهبت لمراجعة الاستشاري الذي يعرف حالتي منذ فتح الملف الخاص بي أجد غيره، وراجعت أكثر من طبيب، وفي كل مرة يسألني الطبيب الجديد عن حالتي لأحكيها مرات! هل من امكانية لعدم تغيير الاستشاري المتابع للحالة حتى تتحقق الفائدة وراحة المريض النفسية؟
* إلى سعادة وزير الأوقاف
* أسر كثيرة تجد أطفالها صعوبة في الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن لعدم توافر الأمكنة هل من حلول؟
* إلى إدارة حماية المستهلك
* رجاءً بعض المعلنين عن التنزيلات يضعون أسعاراً على بضائعهم أعلى مما كانت عليه قبل التنزيلات، ويخصمون منها نسبة على أنها التخفيض، متى ينتهي هذا التلاعب؟
* في جنغل زون، لعبة سيارات الأطفال مبرمجة على دقيقتين.. يعني لا يكاد الطفل يبدأ حتى يتعثر في هذا الركن أو ذاك، أو تتعطل سيارته ليدفعها الحارس وكله محسوب من الدقيقتين، السؤال هل من المعقول أن يدفع الصغار ثمن وقت لا يستمتعون به؟
وسام من الأمم المتحدة يوشح صدر قطر
بارك الله في قناة الجزيرة الرائدة التي أتاحت للرأي العام العالمي من خلال لغات بثها، معرفة المكانة التي... اقرأ المزيد
381
| 14 نوفمبر 2025
هل شيطنة زوجة الأب حقيقة أم وهم؟
في زمن تتقاذفه الصور النمطية والأحكام المسبقة، يطل علينا الإعلام بوجهه الملون، ينسج خيوطاً من الخوف والريبة حول... اقرأ المزيد
228
| 14 نوفمبر 2025
حين يثقل الحزن قلبك.. اطرق باب الصلاة
إذا داهمك الخوف وشعرت بالحزن فقم حينها إلى الصلاة، فتطمئن نفسك ويهدأ قلبك، لأن الصلاة تقصي القلق وتبعد... اقرأ المزيد
270
| 14 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
17262
| 11 نوفمبر 2025
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال وتحفيز الاستثمار تبنّت دولة قطر نموذجًا قانونيًا لمنح فرص الإقامة للأجانب بضوابط قانونية محددة، أبرزها ما ورد في المادة (7) من قرار مجلس الوزراء رقم (28) لسنة 2020 والذي ينظم منح الإقامة للأجانب من خلال التملك العقاري في قطر، فقد فتحت الباب أمام غير القطريين للحصول على الإقامة عبر تملك العقارات أو الانتفاع بها، وفق شروط دقيقة. ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة الدولة في تشجيع الاستثمار العقاري، وضخ المزيد من الاستثمارات في السوق العقارية المحلية، ويساهم في تحقيق رؤية قطر التنموية التي تسعى لجعل البلاد وجهة إقليمية رائدة للاستثمار والعيش الكريم. من شروط الحصول على الإقامة العقارية في دولة قطر لملاك العقارات غير القطريين، وأن يكون مؤهلاً للحصول على إقامة دائمة، كما وضع القانون شروطا واضحة ولابد من توافرها، بأن يشترط أن يقيم المستثمر داخل دولة قطر مدة لا تقل عن 90 يومًا في السنة، سواء كانت إقامة متصلة أو متقطعة حتى تستمر الإقامة في سريانها، ولاسيما أن تكون قيمة العقار لا تقل 730 ألف ريال قطري ويتم تقييم العقار وفقًا للقيمة السوقية المعتمدة من إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل ولا يقتصر ذلك فقط على قيمة الشراء المتفق عليه بين الطرفين، وإضافة على ذلك إذا بلغت قيمة العقار 3 ملايين و650 ألف ريال قطري أو أكثر فإن المالك المنتفع به يُمنح امتيازات إضافية لحاملي الإقامة الدائمة وتشمل التعليم الحكومي والرعاية الصحية وبعض التسهيلات الاستثمارية، وتظهر هذه الشروط ضمان جدية المستثمر. ويشدد القانون على أهمية إقامة مالك العقار في الدولة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من كل عام متصلة أو متواصلة، ويُقصد من هذا الشرط ضمان ارتباط حامل الإقامة العقارية فعليًا بدولة قطر، وعدم الاقتصار على التملك من الخارج دون تواجد فعلي، وفي الحالات الاستثنائية التي يتعذر فيها على المالك تحقيق شرط الـ90 يومًا بسبب ظروف قاهرة أو ضرورات خاصة تتيح اللوائح إمكانية تقديم طلب استثناء أو عذر رسمي للجهات المعنية، على سبيل المثال يمكن للمالك التقدم بطلب “تصريح عودة مقيم” لدى وزارة الداخلية إذا اضطر للبقاء خارج قطر مدة طويلة تتجاوز المسموح به، وذلك حفاظًا على صلاحية إقامته، يمنح تصريح العودة للمقيم فرصة عدم إسقاط إقامته عند تجاوز المدة المحددة للبقاء خارج البلاد والتي تكون عادة 6 أشهر كحد أقصى للإقامة العادية، حيث يتم توضيح أسباب الغياب وتقديم المستندات الداعمة للحصول على موافقة استثنائية، وبهذا الإجراء القانوني يمكن للمالك الحفاظ على إقامة العقار الخاصة به رغم عدم استيفائه شرط 90 يومًا في السنة في بعض الحالات الاستثنائية، شريطة موافقة الجهات الرسمية المختصة على العذر المقدم وفق الأصول القانونية. وفي سياق تحديد قيمة العقار المعتمد لهذا الغرض، أوضح القانون أن المرجعية تكون للقيمة السوقية التي تعتمدها إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل، وليس فقط سعر الشراء المُعلن، بمعنى آخر تحتسب أهلية العقار لمنح الإقامة بناءً على تقييم رسمي يعكس القيمة السوقية الحقيقية للعقار، هذا الإجراء يهدف إلى ضمان النزاهة وعدم التحايل في تقدير قيمة العقارات المطلوبة للحصول على الإقامة، وفي حال اختلف التقييم الرسمي عن سعر الشراء بشكل يؤثر على استيفاء شرط الحد الأدنى للقيمة، يمكن للمستثمر العقاري التقدم بطلب اعتراض أو إعادة تقييم لدى الجهات المختصة، لتصحيح أي تفاوت محتمل في تقدير قيمة العقار، وتتم عملية الاعتراض عبر تقديم المستندات والبيانات اللازمة لإعادة تقييم العقار من قبل إدارة التسجيل العقاري، حرصًا على أن يحصل المالك على حقه في التقييم العادل الذي يؤهله للإقامة العقارية إذا انطبقت الشروط. أما في حال قيام المالك ببيع العقار الذي منح بموجبه الإقامة، فإن رخصة الإقامة العقارية المرتبطة بهذا العقار تصبح مهددة بالإلغاء تلقائيًا لزوال سبب منحها، ولتفادي فقدان الإقامة فورًا حددت السلطات مهلة زمنية تمنح للمالك السابق من تاريخ بيع العقار، وذلك ليقوم خلالها إما بشراء عقار بديل يستوفي الشروط أو بتغيير وضع إقامته إلى كفالة أخرى مشروعة، وتبلغ مدة المهلة الممنوحة 3 أشهر من تاريخ بيع العقار، فإذا تمكن خلالها من شراء عقار بديل للقيمة المحددة 730 ألف ريال قطري على الأقل ونقل ملكيته باسمه، يستطيع حينها نقل الإقامة العقارية إلى العقار الجديد والاستمرار بالتمتع بها دون انقطاع، أما إذا انقضت المهلة دون شراء عقار جديد للشروط أو ترتيب كفالة إقامة بديلة مثل الانتقال لكفالة عمل، فإن الإقامة العقارية تُلغى بانتهاء تلك المهلة لانتهاء سبب استحقاقها، هذا التنظيم يمنح المستثمر الجاد فرصة لإعادة ترتيب أوضاعه دون إخلال فوري باستقراره في البلاد، وفي الوقت ذاته يضمن عدم بقاء الإقامة بدون أساس قانوني مستمر. الجدير بالذكر أن القانون نفسه ميّز امتيازات إضافية للمستثمرين العقاريين الذين تبلغ قيمة ممتلكاتهم العقارية حدًا أعلى، فبحسب المادة (7) سالفة الذكر، إذا وصلت القيمة السوقية للعقار الذي يمتلكه الأجنبي إلى 3,650,000 ريال قطري أو أكثر ما يعادل مليون دولار أمريكي تقريبًا، فإن مالك العقار يحظى بامتيازات إقامة دائمة مماثلة لتلك التي يتمتع بها حامل بطاقة الإقامة الدائمة، وتشمل هذه الامتيازات التعليم والصحة المجانية في المؤسسات الحكومية لأفراد أسرته، إضافة إلى تسهيلات في مجال الاستثمار والمعاملات التجارية، وبذلك يعد حافزًا كبيرًا للمستثمرين الراغبين في مزايا طويلة الأمد.
8784
| 13 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
8697
| 10 نوفمبر 2025