رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ريما محمد زنادة - غزة

مساحة إعلانية

مقالات

366

ريما محمد زنادة - غزة

التكية في غزة تشتكي الجوع!

23 مايو 2025 , 01:00ص

قدور التكيات في غزة متواضعة جدا تعمل على استحياء فهي لم تحمل في أحشائها لحما أو دجاجا أو سمكا، إنما كانت غالبا ما تطهو العدس، أو بعض الأرز، ومع ذلك يحيطها مئات الجوعى من الأطفال والكبار. الأمر لم يكن مجرد قدور؛ بل كانت بالنسبة لمئات الجوعى حبل نجاة لأمعائهم الخاوية بعد أن أغلقت المعابر، ومنع الاحتلال دخول ولو حبة أرز واحدة أو حتى حفنة طحين.

فعيون أكثر من مليوني غزي غائرة من الجوع تترقب القدور الكبيرة أن تضع على قطع من الخشب المشتعلة نيرانها إلا أن هذا الترقب طال انتظاره بدون جدوى. الإغلاق المشدد جعل المؤسسات الإغاثية الدولية، والمحلية تقف عاجزة عن تقديم أي شيء من المواد الغذائية الإغاثية. ذلك جعل التكيات تقف خجلا أمام العيون الجائعة بعدم قدرتها أن توقد نيرانها وتطهو أي شيء من الطعام. حتى رغيف الخبز الذي ينظر له العالم بأنه شيء معتاد لا مجال في التفكير به لوفرته وثمنه الزهيد إلا أن الحال في غزة مختلف فحفنة الطحين أشبه ما تكون بسعر غرامات الذهب.

هذا جعل العديد يستجدي من الآخرين على استحياء من أجل الحصول على شيء من المال لشراء كيلو طحين لإعداد بعض الأرغفة لأطفالهم الجوعى. الحصول على رغيف الخبز أصبح أشبه بكابوس يؤرق عيون أهالي غزة الغائرة جوعا وخوفا. حاول الكثير من أهالي غزة البحث عن بدائل للطحين، لإعداد الخبز فمرة من خلال المعكرونة، ومرة من خلال العدس إلا أنها ليس بالبديل المناسب لقلة وجوده وارتفاع ثمنه كذلك. ورغم تواضع التكيات إلا أنها كانت محلا للاستهداف فكثير منها استهدفت قبل إغلاقها من قبل صواريخ الاحتلال، الأمر الذي أدى إلى مجازر جعلت من الجوعى أشلاء متناثرة فقدت أنفاسهم الحياة، وهم كان يحلمون بالحصول على طبق مع العدس أو أي شيء يؤكل.

الاستهدافات المتكررة لمخازن المؤسسات الإغاثية والعاملين بالإغاثة زاد من خناق غزة. وهذا يأتي ضمن الحرب التي أعلن الاحتلال منذ بدايتها إلى تجويع قطاع غزة، الأمر الذي جعل أكثر من مليوني غزي يواجهون معارك ظالمة حرمتهم من أبسط احتياجاتهم الإنسانية بالحصول على طعام. الجوع الكبير لأمعاء غزة الخاوية يقابلها خلف المعابر المغلقة مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإغاثية منذ أكثر من شهرين لازالت واقفة بقرار الاحتلال الظالم المانع من دخولها إلى غزة. حقيقة مؤلمة أن يقف العالم عاجزا أمام المجاعة التي من الصعب وصفها بكلمات. من الصعب وصف شعور طفل كان جائعا وهو يبحث عن أي شيء يؤكل يقصف بصاروخ عديم الإنسانية. من الصعب للكلمات أن تصف معاناة أطفال يعانون من سوء تغذية يكون حتفهم الموت في نهاية المطاف. من الصعب وصف حالة أب مات جائعا وهو يبحث عن الطعام لأطفاله الجوعى! الأمر أصعب أن يوصف بكلمات مهما كان براعتها ودقتها لحكاية البحث عن رغيف خبز أو طبق عدس من تكية تحت قصف الاحتلال الظالم...والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

اقرأ المزيد

alsharq Bien hecho España

مع احترامنا لجميع الدول التي ساندت أهل غزة والحكومات التي كانت تدين وتندد دائماً بسياسات إسرائيل الوحشية والإبادة... اقرأ المزيد

21

| 27 أكتوبر 2025

alsharq التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح فارقا مهما بين شيئين: الأول هو «التصوف» الذي تختلف الناس... اقرأ المزيد

18

| 27 أكتوبر 2025

alsharq عن خيبة اللغة!

يحدث أحيانًا أن يجلس الكاتب أمام بياض الورق أو فراغ الشاشة كمن يقف في مفترق لا يعرف أي... اقرأ المزيد

18

| 27 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية