رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يعد الطواف واحدا من أهم أركان الحج وبدونه يبطل, كما يعد واحدا من أركان العمرة الثلاثة وبدونه تبطل العمرة أيضا فما هو الطواف، وما هي أبعاده الكونية ؟
للطواف شروط وسنن وآداب معروفة منها الطهارة والنية وستر العورة, وأن يكون داخل المسجد الحرام, فتكون الكعبة المشرفة على يسار الطائف, ويبدأ الطائف طوافه بالحجر الأسود ويختم به, ويكون الطواف سبعة أشواط. فالطواف إذن ركن هام في كل من الحج والعمرة, وإذا كان الحج قد فرض مرة في العمر فإن العمرة تؤدى في العمر مرات ومرات لمن قدر عليها فهي سنة واجبة لقوله تعالى (وأتموا الحج والعمرة لله )- (البقرة من الآية 196)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للسائل: حج عن أبيك واعتمر )، ( أصحاب السنن وصححه الترمذي ).
والطواف في حد ذاته عبادة يثاب عليها المرء وهو كالصلاة إلا أن الصلاة لا كلام فيها.. قال صلى الله عليه وسلم الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير, وثواب الحج والعمرة كبير قال صلى الله عليه وسلم (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
والطواف كما قلنا سبعة أشواط حول البيت الحرام, والشوط الواحد يبدأ من الحجر الأسود وينتهي عنده كذلك, فما أبعاده الكونية والمعرفية ؟ وما علاقته بالكون ؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل اتحادا من الإنسان بالكون في خضوعهما وتسبيحهما وعبوديتهما للخالق البارئ عز وجل ...؟
يقول العلماء: إن الطواف الذي يتم حول الكعبة المشرفة يتم في عكس اتجاه عقرب الساعة, وهو نفس اتجاه الدوران الذي تتم به حركة الكون من أدق دقائقه إلى أكبر وحداته, فالإلكترون يدور حول نفسه ثم يدور في مدار حول نواة الذرة في نفس اتجاه الطواف أي عكس حركة عقارب الساعة, والذرات في داخل السوائل المختلفة تتحرك حركة موجبة, حتى في داخل كل خلية فإنها تتحرك حركة دائرية موجبة, والبروتوبلازم أيضا يتحرك حركة دائرية في نفس الاتجاه، وإذا أخذنا حركة الأجسام الكبيرة والأجرام السماوية فإننا نجد أنها تدور أيضا نفس دورة الطواف أي في عكس اتجاه عقارب الساعة.
(من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم – د . زغلول النجار – مكتبة الأسرة 2002). وهكذا فإن كل دقيق صغير في الكون وكل كبير هائل فيه يدور في نفس الاتجاه, وتبدو عظمة الله جل في علاه في الترتيب العلائقي لدوران هذه الأجسام, فكل دقيق صغير في الكون يدور حول ما هو أكبر منه فالإلكترون يدور حول النواة, والنواة أكبر من الإلكترون, والأرض تدور حول الشمس, والشمس أكبر من الأرض, والمجموعة الشمسية تدور حول مركز المجرة, والمجرة أكبر ببلايين المرات من المجموعة الشمسية, والمجرة تدور حول التجمع المجري وهو أكبر ببلايين المرات من المجرة, وكل مفردات الكون في هذا النسق وضمن هذه المنظومة العلائقية تدور وتطوف حول واحد وهو رمز لوحدانية الله وعبودية خلقه أينما كانوا ومهما كانوا له, فكل ما في السموات والأرض زوجي المادة وأقطاب المادة الموجب والسالب, المادة الظاهرة والمادة الخفية, الذكر والأنثى, ولا يبقى في الكون إلا معنى واحد للتوحيد وهو وحدانية الله. ( نفس المصدر السابق ).
فالطواف حول الكعبة المشرفة سنة فطرية إذن ولا يخلو من هذا المعنى الذي أراده الخالق البارئ وهو خضوع الخلق جميعا: البشر والشجر والحجر وغيرهم لهذا الناموس الكوني وانضوائهم جميعا في هذه العبادة التي تقوم بها مفردات الكون صغيرها وكبيرها في خشوع وتسبيح وابتهال صامت ودائم, والله فرضه على الإنسان المسلم مرة في العمر لمن قدر ليتسق مع مفردات الكون في خضوعها وطوافها, ويعزز من هذا المعنى أن مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات السبع التي تكون اليابسة والأرض هي مركز السموات السبع بنص الآية الكريمة من سورة الرحمن ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان ). وهذا المعنى أشار إليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : البيت المعمور منا مكة ووصفه صلى الله عليه وسلم للبيت المعمور بأنه بيت في السماء السابعة حيال الكعبة لو خر لخر فوقها.
فالطواف إذن فضلا عن كونه ركنا من أركان الحج والعمرة وعبادة وتقرب من الإنسان لخالقه, فهو اتحاد بين الإنسان ومفردات كونه في الخضوع للخالق, وهو اتساق مع حركة الكون وهو يسبح لله آناء الليل وأطراف النهار وفي كل وقت وحين, ولعله تذكير للإنسان المسلم الطائف بأن ما يقدمه قليل وأن جزاءه كبير فالكون كله في حالة صلاة وتسبيح طوعا وكرها بمسلميه وغيرهم لأن الطواف كما يقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم – في أي صورة من صوره هو صلاة وتسبيح لله تعالى (جريدة الإهرام 17-1-2005 ) وإلى هذا المعنى أشار ربنا تبارك وتعالى حين قال: في سورة الإسراء ( تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا)، وقوله كذلك في سورة الرعد ( ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال).
فالكون كله عزيزي القارئ الكريم من الحصاة الصغيرة إلى الجرم الكبير هو في حالة طواف وسجود وتسبيح لله لأنه مكون من ذرات تطوف حول ما هو أكبر منها. ولا ننسى أن الطواف التزام من المسلم المؤمن بمنهج ربه وهو عهد يقطعه المسلم على نفسه بألا يحيد عنه مهما لاقى من محن وخطوب فالإسلام هو السبيل والمنهج والمسار إلى نعيم الله وجنته, فالطواف يؤكد كل هذه المعاني الجميلة فسبحان الله العظيم وله الحمد في الأولى والآخرة.
قرار يستحق الدراسة مسبقاً
حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد
192
| 30 ديسمبر 2025
أصالة الجمال الحق !
ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد
150
| 30 ديسمبر 2025
الدوحة.. هوية تُبنى بهدوء وتُخاطب العالم بثقة
في زمنٍ تتسابق فيه المدن على ناطحات السحاب، وتتنافس الدول على مظاهر القوة الخشنة، اختارت الدوحة طريقًا مختلفًا:... اقرأ المزيد
69
| 30 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2013
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1623
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1149
| 24 ديسمبر 2025