رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
محمد خضر الشطي(42 دولارا أدنى مستوى ممكن توقعه للأسعار خلال الفترة القادمة)بلغ متوسط سعر نفط خام الإشارة برنت خلال السنوات 1980 – 2015 عند 42 دولارا للبرميل، وأدنى مستوى له خلال 2014 و2015 عند 40 دولارا للبرميل، وهو وإن كان يحمل أي دلالة ذات معنى، فإنه قد يكون، هذا أدنى مستوى ممكن توقعه للأسعار خلال الفترة القادمة، ويعني أيضا أن سعر النفط الكويتي يدور حول 35 دولارا للبرميل في أدنى مستوياته، وأيضا يصب في التوقعات الحالية التي تعتقد أن السوق حالياً قد اقترب فعلياً من أدنى مستوى يسجله وسط ضعف أساسيات السوق من حيث الوفرة النفطية وارتفاع المخزون من النفط الخام والمنتجات البترولية.
هذا وتصب ديناميكية حراك أسعار النفط في مسار إعادة التوازن للسوق النفطية بوتيرة ضعيفة نسبياً، مع اتساع الكونتانجو، لنفوط الإشارة برنت وغرب تكساس المتوسط بما يشجع التخزين عموماً.
وفي تطوير انطباعات إيجابية يتوقع بانك أوف أمريكا أن يسهم استمرار ارتفاع الدولار خصوصا إذا ما قام البنك الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة كما هو متوقع مع نهاية العام، إلى استمرار الضغوط على أسعار النفط وهو ما قد يعني تحفيز إحداث تغير في سياسة الأوبك الحالية والتي تدعو للمحافظة على الحصص في السوق النفطية.
كما يعتقد بعض المراقبين بأن الأمور التي يتم التغافل عنها، هي رغم الشكوك حول أداء الاقتصاد العالمي والذي يبدو من خلال قيام العديد من الهيئات الاقتصادية بخفض في توقعاتها لمعدل النمو، فإن ضعف أسعار النفط يسهم في دعم تعافي الاقتصاد العالمي.
ورغم ذلك فقد شهدت السوق النفطية بعض المستجدات والتي كان لها الأثر في تحول السوق نحو الارتفاع في المرحلة الحالية، ومن بينها أن الشركات النفطية في العالم مثل شيفرون وإكسون وشل وبي بي أو حتى الصينية أو شركات التنقيب الأمريكية بدأت بالإعلان عن خفض في موازنة الإنفاق الرأسمالي لعام 2015، وهذه تقدم إشارة إلى أن هناك تحديا أمام الاستثمارات في إنتاج نفط جديد ربما تظهر آثاره في المستقبل، وقد أكد وزير البترول السعودي حين أوضح في كلمة له بأن المنتجين العرب يحتاجون لاستثمار 700 مليار دولار خلال العشر سنوات القادمة لتعزيز دور المنطقة في الصناعة، وأن معدل الاستنزاف في حقول الإنتاج حاليا يصل إلى 4 ملايين برميل يومياً، وأن العالم يحتاج لإضافة 5 ملايين برميل يوميا جديد كل سنة لتغطية معدل الاستنزاف الحالي وهو ما يدعو الوزير السعودي للتفاؤل بالنسبة لأسواق النفط في المستقبل.
وبالنسبة للإمدادات من خارج الأوبك فإن دراسة جديدة للبيت الاستشاري إينرجي سيكيورتي أناليسس تؤكد ما ذهب إليه بعض بيوت الاستشارة والتي تتوقع انخفاضا في إمدادات النفط من خارج الأوبك بمقدار قد يصل إلى 300 ألف برميل يومياً، وهو ما يشير إلى أن آفاق تحقيق توازن السوق بات قريبا وأيضا بأن الطلب على نفط الأوبك ربما يشهد زيادة في عام 2016، ليدور في فلك 31.3 مليون برميل يومياً، وتقدر الدراسة الفائض خلال عام 2016 فقط 600 ألف برميل يوميا إذا ما استمر إنتاج الأوبك قريبا من 32 مليون برميل مع دخول إيران للسوق النفطية، ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط الصخري الأمريكي من 5 ملايين برميل يوميا خلال عام 2015 إلى 4.4 مليون برميل يوميا خلال عام 2016 يعني انخفاضا بمقدار 550 ألف برميل يوميا، كما يسجل عدد منصات الحفر انخفاضاً كبيراً منذ شهر أكتوبر 2014 وإلى اليوم، ليؤثر في إنتاج النفط الصخري وسط ضعف أسعار نفط خام الإشارة برنت، وعليه فإن أسعار النفط الخام تدور حول 54 دولارا للبرميل خلال عام 2016 وتبقى الفروقات مع نفط خام الإشارة دبي تدور حول 3 دولارات للبرميل، وأن مؤشرات توازن السوق النفطية مرهونة ببدء سحوبات من المخزون النفطي والتي يراهن العديد من المراقبين أنها تبدأ من النصف الثاني من عام 2016.
وفي إطار التنافس على الأسواق الآسيوية، تذكر مصادر السوق أن مبيعات روسيا من النفط الخام إلى أوروبا حافظت على مستوياتها خلال عام 2015 عند 3.5 مليون برميل يومياً، بينما نجحت في رفع مبيعاتها إلى أسواق الشرق الآسيوية بـ300 ألف برميل يوميا لتصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا خلال عام 2015، وأن إضافة 300 ألف برميل يوميا أخرى لأسواق الشرق خلال عام 2016 يتطلب حسومات في الصيغ التسعيرية.
يتوقع البيت الاستشاري إينرجي سيكيورتي أناليسس كذلك ضعف في هوامش أرباح المصافي خلال عام 2016 عموما، مقارنة مع أداء المصافي في عام 2015 وعلى وجه الخصوص في النصف الثاني من عام 2016، وأن ذلك له علاقة بارتفاع المعروض من منتج زيت الغاز والديزل وتأثير ذلك على ضعف أساسيات السوق.
من السيناريوهات التي تغطيها وكالة الطاقة الدولية في إصدارها السنوي الجديد بأن أسعار النفط قد تظل ضمن نطاق 50 – 60 دولارا للبرميل حتى عام 2020 في حال استمرار الفائض في السوق وعدم استجابة إنتاج النفط الصخري لضعف الأسعار كما هو متوقع.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6546
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6429
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع في القلب وجعًا عميقًا يصعب نسيانه.. في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، كانت الصفعة مدوية! الغرافة تلقى هزيمة ثقيلة برباعية أمام الأهلي السعودي، دون أي رد فعل يُذكر. ثم جاء الدور على الدحيل، الذي سقط أمام الوحدة الإماراتي بنتيجة ٣-١، ليظهر الفريق وكأنه تائه، بلا هوية. وأخيرًا، السد ينهار أمام الهلال السعودي بنفس النتيجة، في مشهد يوجع القلب قبل العين. الأداء كان مخيبًا بكل ما تحمله الكلمة من وجع. لا روح، لا قتال، لا التزام داخل المستطيل الأخضر. اللاعبون المحترفون الذين تُصرف عليهم الملايين كانوا مجرد ظلال تتحرك بلا هدف و لا حس، ولا بصمة، ولا وعي! أما الأجهزة الفنية، فبدت عاجزة عن قراءة مجريات المباريات أو توظيف اللاعبين بما يناسب قدراتهم. لاعبون يملكون قدرات هائلة ولكن يُزج بهم في أدوار تُطفئ طاقتهم وتشل حركتهم داخل المستطيل الأخضر، وكأنهم لا يُعرفون إلا بالاسم فقط، أما الموهبة فمدفونة تحت قرارات فنية عقيمة. ما جرى لا يُحتمل. نحن لا نتحدث عن مباراة أو جولة، بل عن انهيار في الروح، وتلاشي في الغيرة، وكأن القميص لم يعد له وزن ولا معنى. كم كنا ننتظر من لاعبينا أن يقاتلوا، أن يردّوا الاعتبار، أن يُسكتوا كل من شكك فيهم، لكنهم خذلونا، بصمت قاسٍ وأداء بارد لا يشبه ألوان الوطن. نملك أدوات النجاح: المواهب موجودة، البنية التحتية متقدمة، والدعم لا حدود له. ما ينقصنا هو استحضار الوعي بالمسؤولية، الالتزام الكامل، والقدرة على التكيّف الذهني والبدني مع حجم التحديات. نحن لا نفقد الأمل، بل نطالب بأن نرى بشكل مختلف، أن يعود اللاعبون إلى جوهرهم الحقيقي، ويستشعروا معنى التمثيل القاري بما يحمله من شرف وواجب. لا نحتاج استعراضًا، بل احترافًا ناضجًا يليق باسم قطر، وبثقافة رياضية تعرف كيف تنهض من العثرات لتعود أقوى. آخر الكلام: هذه الجولة ليست سوى بداية لإشراقة جديدة، وحان الوقت لنصنع مجدًا يستحقه وطننا، ويظل محفورًا في ذاكرته للأجيال القادمة.
3144
| 23 أكتوبر 2025