رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
* يجب اتخاذ إجراءات رادعة بحق " لصوص " المشاريع
* الأمطار لم تحدث انهيارا في جدران خرسانية أو تتسبب بدخول أمطار إلى مقرات حكومية.. بل تسببت في انهيار الثقة بين المواطنين والجهات المعنية والشركات المنفذة
* لا نقبل حدوث خطأ أو تقصير في مشاريعنا الخاصة.. فلماذا نقبل ذلك في مشاريع الدولة؟
* المليارات التي صرفت على هذه المشاريع والمباني والبنى التحتية اكتشفنا اليوم أنها قد "دفنت" وذهبت أدراج الرياح
على قدر وحجم الاستياء الشعبي الذي ظهر على خلفية العيوب " الفاضحة " التي كشفتها الأمطار اليوم، كان الرضا بالتوجيهات التي أصدرها معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، باحالة جميع الجهات المعنية والشركات المنفذة للمشاريع التي كشفت عيوبها الأمطار إلى التحقيق ومن ثم إلى النيابة العامة، وهو ما تم بالفعل بتحويل خمس شركات حتى الآن إلى التحقيق، وسوف تتم محاسبة الجهات المسئولة عن التقصير أو الاهمال سواء كانت حكومية أو خاصة.
هذه الخطوة تأتى ترجمة لتأكيد سمو الأمير المفدى في خطابه الأخير أمام مجلس الشورى عندما شدد سموه على أنه " لن نتسامح مع الفساد المالي أو الإداري، او استغلال المنصب العام لاغراض خاصة، أو التخلى عن المعايير المهنية لمصلحة شخصية ".
ما حدث اليوم، والعيوب التي كشفتها أمطار تعد عادية، ولم تستمر أكثر من 150 دقيقة لا يمكن وصفها بأقل من " الفضيحة "، فما حدث ليس انهيارا في جدران خرسانية، أو دخول مياه إلى مقرات حكومية، بل أكبر من ذلك بكثير.. إنه انهيار ثقة بين المواطنين وبين الجهات المعنية والشركات المنفذة للمشاريع، وهذا هو الأخطر.
نعم قرار رئيس مجلس الوزراء اشاع الأمل باعادة تصحيح الأمور، ومحاسبة المقصرين أيا كانت مناصبهم ودرجاتهم، وأيا كانت المؤسسات التي يديرونها أو مرجعية هذه الشركات المنفذة للمشاريع، فعلى قدر هذه المحاسبة والإجراءات المتخذة تجاه المقصرين، سنجنى ثمار ذلك في المشاريع التي تنفذ حاليا، أو تلك المستقبلية.
فلا يعقل أن مشاريع " مليارية " سواء كانت حكومية أو خاصة ثم لا تصمد امام أمطار عادية، وهى التي استمر تشييدها سنوات، كما هو الحال بالمطار، الذي انتظرته الدولة وانتظره المجتمع سنوات، وتضاعفت الموازنة المخصصة له مرات عدة، لتصل لنحو 17 مليار دولار، وسنوات من الانتظار، ثم تكون النتيجة ما شاهدناه اليوم.
والأمر نفسه مع مشاريع حكومية اخرى، ان كانت مدارس او مبانى حكومية، والتي تحولت إلى " برك " من المياه، ثم مشاريع البنى التحتية، التي هى الاخرى صرف عليها المليارات، فكانت النتيجة أن ظهرت " عورتها " مجددا — في هذه الأمطار.
وكذلك بالنسبة للمشاريع الخاصة التي لم يكن الكثير منها بأفضل حالا من المشاريع الحكومية، فبات الجميع — الحكومية والخاصة — في مستوى متدن من الكفاءة والجودة، وهو ما يجعلنا نتساءل: اين المشكلة؟ واين الخلل؟.
جميعنا لا يقبل أن تنزل " قطرة " ماء في منزله الشخصى إذا ما هطلت الأمطار، ولا يقبل خطأ بسيطا في مشروع خاص يديره، لكن هذا الحرص لا يظهر للأسف الشديد عندما ندير مشاريع حكومية تخدم المجتمع، ولا نعمل جاهدين وباخلاص كما لو كان هذا المشروع مشروعنا الشخصي، فنترك المتابعة والمراقبة لأطراف لا تعير أى اهتمام للجودة أو الكفاءة..، المهم ان نصيبها من " كعكة " المشروع يصلها، بل إن هناك البعض من المسؤولين يقومون بإنشاء شركات مع أشخاص آخرين، ومن ثم ارساء مشاريع ومناقصات مليونية إذا لم تكن مليارية إلى تلك الشركات الخاصة به، وفي كثير من الاحيان بأوامر مباشرة، دون حياء أو خجل، في غياب ضمير حي بالطبع.
واقعة اليوم يجب ألا تمر مرور الكرام، أيا كان المتسبب فيها، فالمحاسبة والعقاب يجب ان يطول كل المتسببين في هذه " الفضيحة " غير المقبولة، فالمليارات التي صرفت على هذه المشاريع والمبانى والبنى التحتية، اكتشفنا اليوم انها قد " دفنت "، وذهبت أدراج الرياح.
نعم هناك مشاريع نفخر بها، وهناك جهود مبذولة من قبل العديد من الجهات، ومن قبل العديد من المسؤولين كذلك، فلا يمكن أن نغفل هذا الجانب، إلا أن " مأساة " اليوم أكبر من أن يُسكت عنها، فلا يمكن تبريرها تحت أى مسمى كان، ولا يمكن القبول بأى اعذار من اى جهة كانت، ويظهر ان " البحبوحة " المالية التي كانت عليها الدولة في سنوات مضت، والمخصصات المالية التي ضخت للوزارات والمؤسسات لتنفيذ المشاريع، استغلها البعض للاسف الشديد استغلالا سيئا، فاعتقد أنه بوجود الفوائض المالية يمكن التغطية على أى قصور في أى مشروع، بل على أى فساد في أى مشروع، ومن ثم تجاوز ذلك، والبدء بصفة أخرى من المشاريع فيها من الفساد ما لا يقل عن سابقه.
المطلوب اليوم الضرب بيد من حديد على كل المخالفين، و" لصوص " المشاريع، ومحاسبة كل المقصرين بمعيار واحد، واتخاذ إجراءات حقيقية مع الشركات التي تنفذ المشاريع، والاعلان عن ذلك، سواء عن الشركات المقصرة او الاجراءات التي اتخذت حيالها، وهو ما يحدث في الكثير من الدول، ففي ذلك يمثل ردعا لها ولأمثالها، ممن تسوّل له نفسه التلاعب بالمال العام، او الاستفادة من المشاريع بصورة شخصية، وحرمان كل من ثبت عليه ذلك من المشاريع، واستبعاده تماما من السوق المحلي.
البلد ورشة عمل مفتوحة، والمشاريع التي تنفذ تتجاوز 100 مليار، وهو ما يتطلب فرض رقابة مشددة، ومراجعات أولا بأول، والتأكد من جودة وكفاءة وصلاحية هذه المشاريع، بحيث لا تتكرر هذه الأخطاء، حتى لا نصحو يوما أيضا على مثل هذه " الكوارث " و"الفضائح " التي تسيء إلى صورة وسمعة دولة قطر.
كما ان الطبيعة الجغرافية لدولة قطر تؤهلها لتنفيذ مشاريع بكلفة أقل، وكفاءة أعلى، مقارنة مع دول اخرى في المنطقة أو العالم، ولكن للاسف لم نجد ذلك في السنوات الماضية، بل على العكس كانت ارقام المبالغ المالية " فلكية " للمشاريع، التي تعد الأعلى لمثيلاتها في العالم، وفي أحيان كثيرة نفس المشروع تجده ينفذ في قطر بثلاثة أو أربعة أضعاف ما ينفذ في بلدان أخرى.
البكاء على " اللبن " المسكوب غير مجد، إنما المجدي هو عدم سكب " اللبن " مرة اخرى، وعدم تكرار هذه الأخطاء " الكارثية "، والبدء بمرحلة جديدة من المحاسبة والمراقبة والتقييم والإجراءات الرادعة للمخالفين بكل صرامة وجدية، بعيدا عن المحسوبيات والواسطات، والتأكيد على أن مصلحة الوطن فوق الجميع، فليس هناك من هو فوق القانون، فالجميع سواسية، فإذا لم يكن للشخص أى وازع من ضمير، فان القوانين يجب ان تكون له بالمرصاد، لتوقفه عند حده، وتقطع الأيادى التي تمتد للمال العام دون وجه حق.
هذا العبث بالمال العام يجب ان يتوقف، وهذه التجاوزات التي اعتاد البعض عليها يجب ان يتم وضع حد لها، فالدولة والمجتمع ليسا على استعداد لدفع المزيد من التضحيات من أجل مصالح شخصية، ومنافع أفراد وشركات، لا يراعون دينا أو ضميرا.
إن تبعات ما حدث من أخطاء في المشاريع التي ظهرت عيوبها في أمطار اليوم كانت مكلفة على سمعة الدولة، ومكلفة في استنزاف المال العام، ومكلفة في تدمير مقدرات المجتمع..، وهو ما يجب أن يدفع بالدولة باجراء مراجعات حقيقية، واتخاذ إجراءات رادعة وصارمة تجاه المخالفين، والضرب بيد من حديد على حاملي معاول هدم المجتمع، الذين خانوا الأمانة التي أوكلت لهم من خلال المشاريع التي يتولون الإشراف عليها أو تنفيذها.
آن الأوان لاتخاذ عقوبات مشددة، وإجراءات رادعة بحق " لصوص " المشاريع، كما هو الحال مع " لصوص " المال العام على حد سواء، فدولة القانون والمؤسسات هى التي ينشدها المجتمع، ويؤكد عليها الدستور الدائم.
هل شيطنة زوجة الأب حقيقة أم وهم؟
في زمن تتقاذفه الصور النمطية والأحكام المسبقة، يطل علينا الإعلام بوجهه الملون، ينسج خيوطاً من الخوف والريبة حول... اقرأ المزيد
87
| 14 نوفمبر 2025
حين يثقل الحزن قلبك.. اطرق باب الصلاة
إذا داهمك الخوف وشعرت بالحزن فقم حينها إلى الصلاة، فتطمئن نفسك ويهدأ قلبك، لأن الصلاة تقصي القلق وتبعد... اقرأ المزيد
111
| 14 نوفمبر 2025
السقوط إلى هاوية الطلاق
من المؤسف ان اتحدث عن الطلاق وهي ظاهرة اجتماعية باتت منتشرة وبكثرة في مجتمعنا القطري والخليجي، فنسبة الطلاق... اقرأ المزيد
78
| 14 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
16845
| 11 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
7755
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
5061
| 10 نوفمبر 2025