رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
زمان.. حينما كان يمر تاريخ 25 يناير، لم نكن نشعر بأن هذا التاريخ سيمثل لنا يوماً منعطفاً خطيراً في تاريخ مصر وفي تاريخ الأمة العربية ككل، وربما فكر أكثرنا أنه يوم يقترب من يوم استحقاق الرواتب الشهرية، لكنه اليوم يمثل لنا العزة التي سطرت تاريخ المحروسة بحروف من نور، يحاول انقلابيون ومغرر بهم أن يحولوها إلى ثورة أنهت حكم مبارك وانتهت!.. هكذا بكل بساطة، وكأن كل ما عقب هذه الثورة هو مجرد لواحق غير مهمة لأحداث ذهب فيها أغلى شباب مصر، رغم كل الدماء التي سالت ولا تزال تسيل على جنبات طرق مصر!.. وبالأمس كانت الذكرى الرابعة لثورة لم تنته بعد!.. لثورة أسقطت مبارك ورموز نظامه في عام 2011 لكنها أعادته عام 2015 مع رفقاء السوء معه، على شكل انقلاب على شرعية الصناديق الانتخابية التي أتت بمرسي رئيساً لمصر، وعلى إثرها يقود السيسي اليوم شعباً ثار منه بالأمس هاتفاً (كما كان يناير 2011 هو البداية ليكون السيسي حاكماً فإن يناير 2015 بإذن الله سيكون البداية لإسقاط نظام قام على باطل ويجب أن يسقط بالحق)! ولذا فإن تحية عبدالفتاح السيسي لثوار يناير 2011 تحية ممزوجة بالفخر، لأنهم بطريقة ما أوصلوه إلى ما نراه اليوم كرئيس للمحروسة، لكنه يحاول بشتى الطرق أن يقضي على ثورة يناير 2015، لأنها ثورة تهدف لإسقاطه وبالتالي إسقاط نظام مبارك الذي خرج بريئاً من كل جرائمه!! ومازلنا حتى هذه اللحظة نشهد قتل الأمن لأحرار مصر وحرائرها، بل إن الأمر تعدى ليكون من بين القتلى أطفال لم يتجاوزوا العاشرة من أعمارهم!.. وعليه فإن تاريخ الأمس يجب ألا يمر مرور الكرام على المصريين وعلى العرب جميعاً، فإن لديهم قضية لم تغلق ملفاتها بعد، وهناك شعب يقتل رغم المظاهرات السلمية التي ينادي بها من كل محافظة في مصر، ولعل الأمس كان شاهداً على أن هناك من الشعب من لا يزال يؤمن بأن (يناير) يجب ألا يطوى قبل أن يسترد هيبته، التي جعلت ميدان التحرير آنذاك منارة الثورات، وظن العالم أن المصريين عليهم أن يرتاحوا اليوم من حكم العسكر ومن جبروت العسكر ومن طغيان العسكر، وأن مكانهم الوحيد في الثكنات وعلى الحدود وحماية البلاد والعباد، وليس ما انقلب على الشعب اليوم من حاضر يجب أن يتغير في مصر وبيد المصريين وحدهم!
مصر يجب أن تعود لكنها العودة الأغلى في تاريخها.. العودة التي يجب أن تكون حاضنة فيها لكل العرب ليتقبلها كل العرب أيضاً، ومع الأحداث المؤسفة التي نراها كل يوم من هدر للدم المصري، لا يمكن أن يتقبل أكثرنا أن تستمر حكومة السيسي بسياسة القمع والبطش والاعتقالات، التي باتت اللغة السائدة في تعامل الأمن مع المتظاهرين، وتكدس المئات في الزنازين للأسف دون مراعاة لصغير أو كبير، ولعل هذا ما نوهت به واشنطن في تعليقها على ما جرى في الذكرى الرابعة لثورة يناير في مصر، حينما ذكر الناطق الرسمي للبيت الأبيض أن قوات الأمن المصرية تتعامل بقمع مع المتظاهرين وأنها تراقب بقلق ما يجري هناك، وتتابع التقارير التي تصدرها منظمات حقوق الإنسان، حول الحصيلة المتتالية لقتلى مظاهرات يناير في مصر تحديداً، رغم أننا لا نحتاج لواشنطن أو غيرها لتؤكد لنا أن السيسي يمارس سياسة قمعية دموية بحق رافضي الانقلاب، وأن ترنح القضاء منذ الانقلاب زاد في الميلان والاعوجاج، وهذا بفضل ما تبثه التسريبات المعيبة والخطيرة لمكتب السيسي، مما يؤكد حجم المؤامرات التي تحاك مع القضاء لتبرئة من يريدونه واتهام من يريدون له أن يبقى مسجوناً أو حتى أن يحكم عليه بالإعدام أيضاً، لكني على ثقة بأن هذا الانقلاب إلى زوال إن شاء الله، وأن كلمة الحق وإن طال وقت إطلاقها ستنطلق وتشق عنان الباطل.. المصريون وحدهم يستطيعون أن يطلقوا حناجرهم بها.. وإنّا لمنتظرون!
فاصلة أخيرة:
مصر.. حروف الإصرار من اسمك ونحن نعلم انك مصرة على حريتك فلا تتأخري علينا!
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2031
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1635
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1158
| 24 ديسمبر 2025