رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ثمة التباس يسود المحروسة فلا أحد يدرك محددات المقاربة المطلوبة للخروج بها من حالة الالتباس وإلى أي درجة ما التعقيد التي باتت تهيمن على مشهدها السياسي على نحو أعاد تجليات هذا المشهد إلى المربع الأول الذي سبق ثورة الخامس والعشرين من يناير حيث الاستقطاب الحاد من قبل السلطة المتحكمة في مفاصل الدولة والتنائي بينها وبين الشعب واللجوء إلى آلية القتل الممنهج مما أسفر عن سفك دماء شباب طاهر رأى أن ثورته تكاد تجهض أمام عينيه من قبل فئات عديدة بعضها في السلطة وبعضها الآخر يتحرك في الخفاء بينما يتلقى البعض الآخر تعليماته من الخارج حتى لا تستعيد المحروسة حيويتها المعهودة القادرة على تغيير المعادلات الإقليمية التي خرجت منها قبل أربعين عاما مع تولي أنور السادات السلطة في العام 1970 وأعقبه حسني مبارك بعد مقتله في العام 1981.
إن كل الأطراف في المحروسة مسؤولة بشكل أو بآخر عما يجري من التباس وتعقيد وشعور بضياع ثورة الخامس والعشرين من يناير على النحو الذي أوشك أن يجردها من مضامينها الحقيقية ويفضي بها إلى كونها مجرد انتفاضة تمكنت من إسقاط رأس النظام وبعض من رموزه ووضعهم أما في السجن المرفه بطرة أو الإقامة بجناح رئاسي بمستشفى عسكري فندقي مما شكل نوعا من الاستفزاز لمن فجروا الثورة.
فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وربما دون أن يقصد تعامل بقدر من البيروقراطية بعيدا عن متطلبات الثورة والشارع دون أن يولى للشرعية الثورية التي استند إليها تكليفه بمسؤولية إدارة البلاد مما عمَّق من المسافة بينه وبين الشارع ولاشك أن هذا السلوك لم ينطو على سوء نية لكنه عكس محدودية خبرة وعدم إلمام بمفردات اللعبة السياسية فضلا عن حرص مبالغ فيه على التمسك بمبدأ الوقوف على مسافة واحدة من جميع مكونات الداخل مما جعله يتعامل مع نتوءات النظام السابق بنفس محددات تعامله مع القوى الثورية المحملة بأشواق التغيير وتحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية بالإضافة إلى الوقوع في بعض الأخطاء التكتيكية وليست الإستراتيجية وفق التعبير العسكري في تعامله مع أحداث ماسبيرو والعباسية ووقائع الفتنة الطائفية التي توالت على مدى عدة أشهر بعد توليه ملف إدارة البلاد.
ولعل الأخطاء التي ارتكبتها حكومة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء أسهمت في تأزيم الوضع في المحروسة, فقد منحها الشارع ثقة شديدة الاتساع بحسبانها حكومة تستند إلى شرعية الميدان التحرير الذي شهد تعميد رئيسها في شهر مارس المنصرم قبل أن يبدأ مشاوراته لتشكيلها ولكنها بدت تتحرك وكأنها بطة عرجاء غير قادرة على تحقيق اختراقات جوهرية تترجم من خلالها الأحلام التي صاغتها لنفسها بعد حلف وزرائها اليمين الدستورية وكانت تصب في منحى يقود إلى أن يقيل المواطن من عثراته الاجتماعية والاقتصادية والتي للأسف تفاقمت على نحو أكثر وطأة في حياته اليومية عما كان سائدا قبل ثورة يناير مما جعل الكثيرين يعلنون كفرهم بالثورة وقد استمعت شخصيا لكثير من التعليقات الحادة التي تؤكد هذا المعنى من فئات شعبية عديدة رحبت في البداية بالثورة وكانت تنتظر من حكومتها الانحياز لمتطلباتها لكن حكومة شرف بدت عاجزة عن تلبية هذه المتطلبات بل أسهمت بسياساتها غير الواضحة والمرتبكة والمرتعشة في تفاقم الواقع الاجتماعي للمواطن المصري خاصة الشباب الذي ارتفعت معدلات البطالة في أوساطه, ولم تنجح في هيكلة الأجور والمرتبات وفرض ضرائب تصاعدية على أصحاب الثروات يعيد التوازن إلى الواقع الاجتماعي والذي اهتز واهترأ خلال الأربعين عاما المنصرمة.
ويمكن القول إن عجز حكومة شرف عن تحقيق معادلة العدل والحزم أفقدها الكثير من التعاطف الشعبي خاصة مع الخطاب الرخو لرئيسها الدكتور عصام شرف بالرغم مما يتسم به من طيبة قلب وصفاء نية وبشاشة وجه لكن السلطة تتطلب قدرا من الحزم والقدرة على الحسم وإصدار القرار المناسب في الوقت المناسب
صحيح أن الصلاحيات التي منحت لشرف وحكومته اتسمت بالهشاشة وهو ما كان يشكو منه لبعض المقربين منه بيد أنه كان بوسعه أن يعود إلى ميدان التحرير- حسبما وعد يوم أن توجه إليه لأول مرة - ليعلن عدم قدرته على الانجاز لأنه مكبل لكنه يبدو لي أن شرف قبل بالمنصب وابتهج لأن يكون أول رئيس وزراء لحكومة الثورة دون أن يفكر في جوهر المهمة الوطنية التي أوكلت إليه وتعامل مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم على نحو أعاد للأذهان وضعية "السكرتارية" التي كانت تتعامل بها الحكومات السابقة مع الرئيس السابق حسنى مبارك.
أما القوى السياسية فإن أبرز أخطائها يتجسد في دخولها بوتيرة متسارعة دائرة الانقسام والتشظي الأمر الذي أضفى عليها حالة من الوهن وضعف القدرة على التأثير في مسار التطورات فضلا عن التحرك ليس باتجاه المصلحة العامة وإنما في اتجاه يخدم المصالح الخاصة وفي مقدمتها السعي بكل قوة لامتلاك ناصية السلطة في المحروسة وهو وإن كان سلوكا مشروعا يتطلب بداية التوافق أو الحد الأدنى منه لإخراجها من سلسلة من المعضلات التي تراكمت وأدت إلى الانفجار الأخير.
أما الثوار فلهم المجد كل المجد بيد أنهم مطالبون بقدر من العقلانية التي يتعين أن تحكم فعلهم الثوري المطلوب في المرحلة الراهنة حتى لا يبدو أنهم حريصون على الدخول في مواجهات وصدامات مع الجميع ورفض الجميع صحيح أن صوتهم يجب أن يبقى في الدائرة العليا لكن ثمة أصواتا أخرى في المحروسة لا ينبغي تجاوزها أو إهدار إمكاناتها وفي صدارتها المؤسسة العسكرية التي انحازت لثورة الشعب وحمتها من جلادي مبارك وبدلا من التعرض لها على نحو مكشوف فإنه يمكن محاورتها ومطالبتها بتصحيح سلوكها وتصرفاتها وقراراتها وهى بدورها مطالبة بالاستماع إلى صوت شباب المحروسة الثائر وإعلاء قيمتهم والتخلص من حالة البطء التي تسود قراراتها والتي تأتي متأخرة عن استحقاقاتها في بعض الأحيان وفي مقدمة ما يتعين أن تبادر المؤسسة العسكرية به هو محاكمة المسؤولين عن مقتل عشرات شباب المحروسة في الأحداث الأخير وأن تعلن أسماء من أصدر أوامر التعامل بالقوة المفرطة في بعض الأحيان مع الثوار والمعتصمين وفي تقديري أيضا هي مطالبة بتقصيره الفترة الزمنية المحددة لانتقال السلطة إلى المدنيين فلماذا الإصرار على الثلاثين من يونيو فألا يمكن تقديمها إلى مارس مثلا, إنني أدرك أن ثمة معوقات متصلة بالإجراءات الدستورية وضرورة توافر الحد الأدنى من البيئة القانونية والسياسية المواتية, لكن بالإمكان امتصاص غضب وثورة الشباب والإسراع بنقل السلطة إلى الحكم المدني اعتمادا على صناديق الاقتراع والتي ستبدأ أولى مراحلها اليوم
السطر الأخير: المدينة مشتاقة لـ "الحلم والقيامة
سرابيل بنيها مزدانة بالمطر
أسوارها راحت تدكها العصافير
فانبجست عتمتها
غادرتها إلى القمر
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13431
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1788
| 21 نوفمبر 2025
شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من المواطنين والمقيمين من أولياء أمور الطلاب الذين يدرسون في مدارس أجنبية بريطانية رائدة في الدولة بعضا من التجاوب من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لا سيما وأن سعادة السيدة لولوة الخاطر وزيرة التربية والتعليم إنسانة تطّلع بمزيد من الاهتمام على ما يُنشر ويتم النقاش فيه فيما يخص الخطة التعليمية على مستوى المراحل الدراسية في قطر وتقوم بكل ما في وسعها لتحسين الأمور التي تحتاج للاهتمام ومعالجة كثير من المشاكل التي نوهنا عنها سابقا في سنوات سابقة ظلت معلقة لتأتي السيدة لولوة وتضع نقاطا على الحروف وهو امتياز حظت به الوزارة منذ أن تبوأت السيدة لولوة سدة الوزارة فيها باقتدار وحكمة ودراية دون قصور بمن سبقها لهذا المنصب التي رأت فيه تكليفا لا تشريفا وأبدت سعادتها به بمعالجة كثير من الأمور العالقة فيه فيما يخص المدارس والجامعات، ولذا نكتب اليوم وكلنا أمل في أن يحظى ما كتبناه سابقا شيئا من اهتمام سعادة وزيرة التربية التي لم نعهد فيها سوى ما يجعلها في مراتب عالية من الاحترام لشخصها والتقدير لعملها الدؤوب الذي أثبتت من خلاله إنها الشخص المناسب في المكان المناسب، بالنظر الى عقليتها والتزامها وتواضعها وقدرتها على تيسير الأمور في الوقت الذي يراها كثيرون أنه من العسر التعامل معها ولذا نجدد المناشدة في النظر لما أشرت له وكثير من المغردين على منصة X في الرسوم المالية العالية التي أقرتها إحدى المدارس الأجنبية البريطانية على بداية الفصل الدراسي الثاني بواقع زيادة عشرة آلاف ريال على كل طالب في حين كان يدفع أولياء الأمور من المقيمين ما يقارب 35 ألف ريال لتصبح بعد الزيادة هذه 45 ألف ريال، بينما كانت الكوبونات التعليمية الخاصة بالمواطنين تخفف من عاتق أولياء الأمور بواقع 28 ألف ريال فكانوا يدفعون إلى جانب الكوبون التعليمي سبعة آلاف ريال فقط ليصبح ما يجب أن يدفعه القطريون 17 ألف ريال بعد الزيادة المفاجئة من هذه المدارس التي باغتت كل أولياء الأمور سواء من المواطنين أو حتى المقيمين بالزيادة المالية للرسوم المدرسية بحيث يتعذر على معظم أولياء الأمور البحث عن مدارس أخرى في بداية الفصل الثاني من العام الدراسي لنقل أبنائهم لها، حيث لن يكون بإمكانهم دفع الرسوم الجديدة التي قالت إن الوزارة قد اعتمدت هذه الزيادات التي تأتي في وقت حرج بالنسبة لأولياء الأمور حتى بالنسبة للطلاب الذين قد تتغير عليهم الأجواء الدراسية إذا ما نجح آباؤهم في الحصول على مدارس أخرى مناسبة من حيث الرسوم الدراسية وهي شكوى يعاني منها أولياء الأمور سواء من المقيمين أو حتى المواطنين الذين يلتحق لهم أكثر من طالب في هذه المدارس التي يتركز موادهم الدراسية على إتقان اللغة الإنجليزية للطالب منذ التحاقه فيها أكثر من المدارس المستقلة التي لا شك تقوم موادها الدراسية على التوازن ولا يجب أن ننسى في هذا الشأن القرار الوزاري لسعادة السيدة لولوة الخاطر بتشكيل لجنة تأسيسية لتطوير وتعزيز تعليم القرآن الكريم واللغة العربية في مدارس الدولة برئاسة الدكتور سلطان إبراهيم الهاشمي وهذا يدل على حرص سعادتها بما بتنا نفتقر له في زحمة العولمة الثقافية والإلكترونية وعالم الذكاء الصناعي والتكنولوجيا المخيفة التي بدأت تطغى على مفاهيم وأركان وعادات وتقاليد وتعاليم دينية ومجتمعية كبرت عليها الأجيال المتتالية ولذا فإن الأمل لازال مركونا بالوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر في الالتفات لما تتضمنه شكاوى أولياء أمور، يأملون في تغيير مسار حل مشكلتهم الموصوفة أعلاه إلى مسار يطمئنهم معنويا وماديا أيضا ولا زلنا نأمل في جهود وزارة التربية والتعليم على سد فراغات تظهر مع القرارات المباغتة التي لا تخدم الطلاب وتؤثر بشكل عكسي على آبائهم بطريقة أو بأخرى، «اللهم إنَا بلغنا اللهم فاشهد».
1392
| 18 نوفمبر 2025